بينما تشهد المنطقة احداث سياسية وعسكرية صعبة تؤثر علينا جميعا ، وبينما نستعد في السلطنة للتعامل مع تأثيرات الحالة المدارية ” تيج “في محافظتي ظفار والوسطى فان المواطنيين يترقبون بشغف حدث مهم وهو انتخابات اعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة والذي سيكون يوم الاحد القادم 29 أكتوبر وسط اراء متباينة حول حجم المشاركة المتوقعة من المواطنيين ومدى حرص فئات المجتمع المختلفة لانجاح هذه التظاهرة الديمقراطية العمانية ومن جانب اخر الحملة الاعلامية والترويجية للتعريف باهمية وضرورة المشاركة وادلاء المواطن بصوته في هذا الحدث الديمقراطي والحضاري الذي يؤكد على تطور مفهوم الشورى في بلادنا الحبيبة ، ومع كل مايقال ومع كل التحليلات والاراء والمقالات الصحفية حول هذه الانتخابات والحديث عن دور مجلس الشورى وصلاحياته ومستقبلة في التنمية المستدامة ومع كل الاحاديث والتصريحات من المسؤولين ومن المترشحين لهذه الدورة الجديدة وتطلعاتهم المستقبلية ومع كل هذه المقدمات لانطلاق هذا الحدث الوطني الهام يبقى السؤال الذي يدور في اذهان الاغلبية ويطرح نفسة : من سيقول ” نعم ” للتغير في نتائج هذه الانتخابات القادمة ؟ ووصول اعضاء جدد يحملون راية ورسالة التغير التي يطلبها المواطنيين من اجل وجود مجلس شورى قوي قادر على اخذ الصلاحيات الجديدة لتضاف الي الصلاحيات السابقة التي يتمتع بها هذا المجلس الذي ينظر له الجميع ليقوم بدور أكثر فعالية في صنع القرار والمشاركة في حلحلة بعض مشروعات القوانين التي يتم أحالتها من قبل الحكومة لدراستها ورفع المقترحات والتوصيات بشأنها وغيرها من الادوار التي يناط بها في عمل المجلس والتي تتعلق بالعديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية وصولا لمشاريع وخطط وبرامج التنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق اهداف رؤية عمان 2040.
خلال الفترة الماضية طرحت مجموعة من الاراء والاحاديث حول أهمية ودور مجلس الشورى والبعض كان يربط المشاركة بحجم الصلاحيات والدور الفعال الذي يجب ان يكون علية المجلس خلال الفترة الحالية والمستقبلية والبعض يطرح تقيم لهذا الدور ومستوى الاعضاء ومايقدموه من افكار واراء اثناء فترة الدورات السابقة والمطالبة المستمرة بمزيد من الصلاحيات وبدور وفعالية اكبر لهذا المجلس في المشهد العماني لانة بختصار يمثل الشعب وهذا الحديث والطرح منطقي لحد ما ولكن هذه المرحلة تختلف عن كل المراحل بنقطة مهمة وهي ان هذه العملية الانتخابية في الفترة العاشرة من عمر المجلس هي الاولى في النهضة المتجددة ولقد أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظة الله ورعاه – على اهمية المشاركة واختيار الاعضاء المناسبين الذين يستطيعون بامكانياتهم وقدراتهم المختلفة من القيام بمسؤولياتهم وواجبهم في عمل المجلس خلال المرحلة المقبلة لذلك وللاصوات التي تنادي بالمزيد من الصلاحيات والدور الاكبر للمجلس نقول ان علينا نحن في البداية كمواطنيين دور مهم في مسألة الاختيار ووصول الكفاءات والخبرات لقبة المجلس فالمرحلة المقبلة لا مكان الا للكفاءات وللاعضاء الذين يحققون تطلعات الشعب ولديهم المقدرة والمعرفة في تحليل ودراسة القوانين والتشريعات والمشاركة الفعلية في صنع مختلف القرارات وطرح التوصيات فمن خلال وصول الاعضاء الاكفاء للمجلس يستطيعون المطالبة بالتغير حتى في النظام الاساسي لصلاحيات ودور المجلس ولكن في حالة وصول اعضاء غير مؤهلين وغير قادرين على التكيف مع مختلف القضايا والمواضيع التي تهم المجتمع فاننا لن نتقدم ولن نتغير وسيبقى المجلس ضعيف حتى اشعار اخر ، ومن هنا فان المطالبة والاصرار على المشاركة يوم الاحد القادم مهمة وضرورية وعلينا جميعاً من يحق له التصويت ان يختار الكفاءات بعيداً عن العاطفة او المحسوبية او القبيلة فمصلحة الوطن فوق الجميع فعلينا مسؤولية وطنية بضرورة المشاركة الايجابية واختيار الكفاءات فهذا الاختيار مهمتنا نحن الشعب وحتى لانرجع ونقول لماذا اداء المجلس ضعيف ولايحقق اهدافنا الوطنية ولايلبي طموحتنا فهناك امور وخطوات يجب ان نقوم بها من جانبنا وبعد ذلك نترك مسؤولية الصلاحيات والدور الجديد للمجلس على اصحاب القرار مع التأكيد على اننا جميعاً مواطنيين وحكومة في سفينة واحدة نبحر مع بعض لافاق التقدم والنمو والنجاح .
من الامور التي يجب ان نركز عليها خلال هذه الانتخابات هي اهمية ودور مشاركة فئات معينة في المجتمع فهي تحقق الفارق في النتائج وفي التغير المنشود فخلال الفترات الماضية وللاسف الشديد يلاحظ على سبيل المثال ان نسبة مشاركة المعلمين والمهندسين والاطباء والمثقفين وطلبة الجامعات قليلة رغم انهم يمثلون نسبة كبيرة في المجتمع ومشاركتهم ضرورية ومهمة ونتمنى خلال هذه الانتخابات ان يكون لهم دور أكبر ومشاركة فعالة حتى ترتفع نسبة المشاركة ونحقق اهدافنا من تنظيم هذه الانتخابات وحتى كما قلت لانرجع ونبكي على الاطلال ونعيد سيناريو الانتخابات السابقة التي لم تخرج بالكفاءات المطلوبة لاعضاء المجلس فالوقت حان لنقول “نعم ” للتغير ” خاصة وان عملية الانتخابات اصبحت سهلة ولاتحتاج الي اي جهد مجرد دقائق معدودة عبر جهاز الهاتف النقال وتتم المشاركة فلا عذر لنا جميعاً عن المشاركة والمساهمة في انجاح انتخابات مجلس الشورى للفترة المقبلة فصوت الوطن ينادينا فهل سنستجيب ؟
عيسى المسعودي