جهودٌ متواصلةٌ لحماية وصون البيئة في محافظة البريمي
البريمي في 15 سبتمبر /العُمانية/ تواصل إدارة البيئة بمحافظة البريمي
جهودها من أجل حماية وصون البيئة بهدف تحقيق الحماية الكافية لكافة
أنواع الحياة البرية والفطرية وغيرها للوصول إلى بيئة نظيفة وموارد
مُصانة مع التكيُّف مع مفاهيم الاستدامة الحديثة.
وقال المهندس ناصر بن حمود اليعقوبي مدير إدارة البيئة بمحافظة البريمي
في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن هناك عدة مُقترحات لإنشاء محميات
طبيعية في المحافظة حيث رُفِعت العديد من الدّراسات حول هذه المواقع،
مُعربًا عن أمله في أن يتم الإعلان عنها في القريب العاجل كمحميات
طبيعية، لافتًا إلى عدم وجود محميات طبيعية بالمحافظة حاليًّا.
وأضاف أنّ هناك دراسات أخرى جارية لبعض المواقع لما تتضمنهُ من نظام
أيكولوجي وتنوع بيولوجي وتكوينات جيولوجية تُسهم وتدعم اختيارها
كمحميات طبيعية، حيث إنها تحتوي على أنواع مُتعددة من الحياة الفطرية
والنباتية والأشجار البرية العُمانية وأنواع مختلفة وكبيرة من الحيوانات
البرية منها المُعرّضة للانقراض ومجموعة من الطيور المستوطنة
والمهاجرة إلى جانب تميزها بجمالية تضاريسها وتكويناتها الجيولوجية،
حيث رُصِدت باستخدام التقنيات الحديثة، منها الكاميرات غير المرئية
وطائرات /الدرون/ وغيرها.
وأفاد أنّ الهيئة تواصل جهودها من خلال الرقابة والتفتيش البيئي وكل ما
من شأنه صون الطبيعة والحدّ من الانتهاكات التي تتعرّضُ لها الحياة
الفطرية، إضافة إلى تنفيذ المراسيم السلطانية والقرارات الوزارية التي
صدرت في هذا المجال.
ووضّح أنّ إدارة البيئة بالمحافظة خلال العام الحالي نفّذت العديد من
المشاريع التي تتوافق وتتواءم مع رؤية عُمان ٢٠٤٠ وتُحقق الاستدامة
وتوجِد التوازن البيئي في الأبعاد المختلفة سواء البيئية أو الاقتصادية أو
الاجتماعية، وفقًا لما تضمنهُ المحور الرابع من رؤية عُمان ٢٠٤٠ المُتمثل
في “البيئة المُستدامة”.
وبيّن أنّ “الإدارة تسعى عبر هذه المشاريع إلى استدامة الموارد الطبيعية
وإيجاد التوازن بينها وبين التنمية الاقتصادية من خلال المشاريع التي تُنفّذ،
لافتًا إلى أنّ ذلك يُسهم في ضمان استمرارية واستدامة الموارد الطبيعة وهذا
ما يقودنا إلى التحوُّل إلى الاقتصاد الأخضر والذي نسعى لأن يكون داعمًا
للاقتصاد ومُحفّزًا للتنمية في المجالات كافة”.
وذكر أنّ الهيئة خلال العام الحالي نفّذت العديد من المشاريع المتعلقة
باستزراع الأشجار البرية التي جاءت موائمة ومواكبة للمبادرة الوطنية
لزراعة ١٠ ملايين شجرة برية، أهمها كانت في الصفا بولاية السنينة حيث
تم استزراع أكثر من ٣٠٠٠ شجرة برية بالشراكة مع شركة آرار بتريليوم
كمرحلة أولى، كما تم التنسيق مع شركة مزون للألبان لاستزراع أكثر من
٧ آلاف شجرة مبدئيًا حيث تمت زراعة عدد من الأشجار خلال الفترة
الماضية من السنة الحالية وستتبعها مراحل أخرى.
ولفت إلى أنّ إدارة البيئة بالمحافظة عملت على استزراع عدد من الأشجار
بمواقع المحاجر والكسارات التي يتم استغلالها واستنفاد المواد الخام
الموجودة بها واستنزاف الموارد الطبيعية التي كانت في السابق مواطن بكر
تتضمن مجموعة من أنواع مختلفة من الحياة الفطرية، مؤكدًا سعي الهيئة
لإيجاد التوازن والربط بين البُعد البيئي والاقتصادي في هذه المواقع لضمان
استدامة الموارد الطبيعية فيها وإعادة البيئة الفطرية التي كانت موجودة
سابقًا.
ورأى أنّ هناك بعض الانتهاكات والمُمارسات الخاطئة التي تتعرّضُ لها
البيئة الفطرية كالصيد لبعض الحيوانات البرية والطيور وعمليات الاحتطاب
غير القانونية، وهي أبرز ما رُصِد خلال الفترة الماضية.
وفي سياق متصل أشار محمد بن سالم البلوشي باحث شؤون إدارية في قسم
الرقابة البيئية بإدارة هيئة البيئة بمحافظة البريمي، إلى أنّ دائرة البيئة
بمحافظة البريمي أجرت مسحًا ميدانيًّا في جبل “السميني” بولاية محضة
واستمر ٧ أشهر، حيث بدأ من شهر يناير وانتهى في يوليو من العام
الجاري بهدف توثيق جميع أنواع الحياة الفطرية الموجودة سواء كانت من
النباتات أو الأشجار أو الحيوانات أو الزواحف أو الطيور بشتى أنواعها
سواء كانت موسمية أو مهاجرة.
وقال إن المسح ركّز على أعشاش الطيور مثل النسر “الأوذن” الذي وُثّق
في العام الماضي كما وُثّق في هذا العام بنفس نطاق جبل “السميني”، مضيفًا
أنّ الهيئة أجرت ولأول مرة توثيقًا مرئيًّا للوعل عبر وضع الكاميرات غير
المرئية في جبل “السميني”.
وذكر أنّ الهيئة وثّقت أيضًا الغزال العربي ونوعين من الثعالب /الأحمر
والجبلي/ والقنفذ الجبلي والصحراوي، كما وثّقت العديد من الطيور
المستوطنة في الجبل مثل الحجل الرملي والحمام الجبلي، لافتًا إلى أنّه
رُصِدت خلال المسح ٣ أنواع لطائر البوم “البوم النساري” وهو يُعدُّ أكبر
نوع مستوطن على مستوى السلطنة وشبه الجزيرة العربية والبومة الصغيرة
وبومة الأشجار وهي كذلك مستوطنة في الجبل.
وأضاف أنّه خلال المسح الميداني رُصِد كذلك نوع من الزواحف وهو “
الورل” الذي يُعدُّ من أكبر أنواع الزواحف في السلطنة وعلى مستوى شبه
الجزيرة العربية، كما رُصِد نوع من أنواع الأفاعي المعروفة المُسمّى بـ “
السجاد العُماني” ويُعدُّ من الأنواع الخطيرة والسامة، مُشيرًا إلى أنّ المسح
الميداني كذلك أظهر وجود بعض الأحافير البارزة في جبل “السميني” حيث
قامت دائرة الهيئة بتوثيقها وتحديد موقعها عبر الإحداثيات.
/العُمانية/
ي ا س ر