خلال القرن الماضي فرح احد القادة الأفارقة عندما أكتشفت كميات كبيرة من الذهب في أراضيه فتم تعويضه بمبالغ مجزية جعلته يحقق حلم حياته المتمثل بشراء سيارة الكورفت التي يسمع عنها، وبعد عام من شراءه إياها لم يتعرض لمخالفة مرورية واحدة ولم تكلفه مبالغ للوقود إطلاقا لأنها طيلة الوقت كانت تسحبها عدد من الثيران! بلا شك سنضحك كثيرا على جهل ذلك الشخص لمكانة سيارته ولو نظرنا لأنفسنا سنجد أمرا مؤلما أكثر، فكم من المواهب الفطرية والقدرات الشخصية التي ندفنها طوعا بسلبيتنا وعدم الحماسة للتفوق وخلق الإضافة.
لقد حكمت الديناصورات العظيمة الأرض وبدأت فصائلها تنقرض لسبب بسيط وهو عدم قدرتها على التلائم والتكيف مع تغيرات الطقس في نهايات العصر الطباشيري. اليوم نرى الكثير من مقلدي جمود الديناصورات ممن يرفض التغيير وتطوير نفسه مخالفا في ذلك بديهيات الكون في التحول وعدم الثبات فتمر عليه السنين وهو على هامش الأحداث حتى يوارى الثرى.
من المؤسف أن يتعلق البعض بنجاحات وهمية مثل عدد المتابعين على حسابات التواصل الإجتماعي أو تقمص نسخة مكررة هشة تتظاهر التميز وتسلك مسالك نظرائها ولا تضيف الجديد وهنا يتم الإشارة إلى ظاهرة مجتمعية سلبية وهي عدم تحمل المسؤولية لدى البعض للإعتقاد السائد أن الراحة تكمن في دائرة الراحة بينما لو تأملنا في شخصية الربان العظيم لم نجدها تتشكل من خوض البحار الهادئة وان إنفراد الصقر في عليائه لا يعاب بمقارنته مع أسراب الجراد.
في الحقيقة أن الناجحين لم يتميزو بشيء إلا أنهم حفزو أنفسهم أولا وأبعدو آذانهم من الإستماع للمحبطين وذلك لا يكون بالأماني بل بتغير الفكر الذي يولد السلوك لنحصل العادات الإيجابية والتغيير الحقيقي ولنصدق القول لأنفسنا بأن الزمن ليس في صالحنا ومن يرد صنع الفارق لابد أن يتعب لتطوير ذاته ليحقق الإضافة والمسار الأفضل لحياته وذلك بلا شك افضل من تضييع الوقت على مسلسل قيامة ارطغرل أو لعبة البلاستيشن فأعمارنا اقصر من أن نحرقها في سفائف الأمور وقدراتنا أكبر من أن نتركها مطمورة في دواخلنا مبخوسة الثمن كما بخس القائد الأفريقي قدرات الكورفت.
أ. محمد سيفان الشحي
٩ نوفمبر ٢٠٢٠ م