عمّان، في 23 نوفمبر/ العمانية/ يتضمن كتاب “بعض ما نسيته” نصًّا سيريًّا يوثق لأبرز المحطات في حياة الناقد والأكاديمي د. غسان عبد الخالق خلال الفترة (1985-1995)، باستخدام لغة أدبية وأسلوب سردي يتسم برشاقته وسلاسته وتدفقه.
ويأتي الكتاب بحسب عبد الخالق ليعيد الاعتبار لأدب السيرة الذاتية، نقدًا وإبداعًا، بعد أن ظل هذا الحقل أسير التوثيق الموضوعي الجامد، بعيدًا عن البوح الذاتي الحميم أو الاعتراف بالانكسارات الذاتية.
ويذكّر عبد الخالق قرّاءه في مستهل كتابه الصادر عن “الأهلية للنشر والتوزيع” بأن أسلوبه السردي يحتفي بالواقعية والتقرير أكثر مما فعلَ كتابه السابق “بعض ما أذكره” الذي صدر قبل أربع سنوات، نظرًا لأن الحقبة التي يتصدى لها الكتاب الأخير تتطلّب هذا الانزياح الأسلوبي، انطلاقًا من قناعة المؤلف بأهمية الميثاق السردي بينه وبين القارئ، وخاصة في أدب السيرة الذاتية.
يستهل عبد الخالق الكتاب الذي يقع في 200 صفحة، بسرد مكثف ومؤثر عن تجربته السياسية وما ترتب عليها من آثار معيشية ونفسية وثقافية، ثم تفرغه للكتابة في العديد من الصحف والمجلاّت، ومتابعته الدراسات العليا حتى حاز درجة الدكتوراه في النقد.
ويعاين المؤلف ما طرأ على حياته الشخصية من تغيّرات وتحوّلات جرّاء “بريق الشهرة في عالم الكتابة”، قارنًا الخاص بالعام، ومستفيضًا في توصيف المشهد الثقافي الأردني وتحليله خلال الفترة التي اتسمت بالثراء والحراك والتحديات.
وأولى عبد الخالق جلّ عنايته للجامعة الأردنية في كتابه؛ فاستفاض في رسم ملامح معالمها وأجوائها وأساتذتها وطلبتها، بوصفها ركنًا أساسيًّا في المشهد الثقافي والعلمي. وإلى جانب بوحِه الشّفاف بخصوص أفراد عائلته، فقد وثّق على نحو سردي لافت شخصيات المبدعين الذين اضطلعوا بأدوار رئيسية في حياته، مثل المفكر فهمي جدعان والروائيين مؤنس الرزاز ومحمود شقير وعدي مدانات وإلياس فركوح وجمال ناجي والشعراء طاهر رياض وزهير أبو شايب ويوسف عبد العزيز وعلي العامري، وعزز ذلك بعدد من الرسائل التي تلقاها من أصدقاء أو تبادلها معهم، ومن هؤلاء: الناقد د. أحمد الزعبي والروائي نبيل سليمان والشاعر غازي الذيبة.
/العمانية / 174