الضيافة في البيئة العربية لها مالها من أسس وقواعد تعنى بإستقبال الضيف وإكرامه ايما إكرام ويكاد يكون موضوع إكرام الضيف ملتصق بالشخصية العربية التي تتصف به في كل العصور وهو عرف يجري في الإنسان العربي مجرى الدم في العروق ولايخلو بلد عربي قط من هذه الصفة الشريفة الحميدة ويكفي ان الإسلام الحنيف جعلها جزء من الديانة فأصبحت شيمة عالية من شيم المسلم وهناك آيات في القرآن الكريم تشير إلى مشروعية إكرام الضيف اذيقول رب العزة والجلال : {{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ }}.
وبالتالي فإن علاقة العرب والمسلمين بإكرام الضيف هي علاقة أزلية وهي مرتبطه ايضا بعادات المروءة والشجاعة والقيم النبيلة الأصيلة للمجتمع العربي بشكل خاص والمجتمع الإسلامي بشكل أعم ومن خلال هذا السياق الذي نتحدث فيه عن عبارة ضيفي على رأسي لقد لفت نظري هذا العنوان الجميل النبيل والذي رصد شخصيات شابه في محافظة ظفار وهذه الشخصيات في جمال ظهورها أمام كاميرا البرنامج الرمضاني اليومي المتسمى بضيفي على رأسي وهو برنامج مجموع حلقاته ثماني عشرة حلقة موزعة على أيام الشهر المبارك وبشكل شبه يومي وتحتوي هذه الحلقات مشاهد مثيرة بين الفنانين المسرحيين المعروفين على مستوى المحافظة والتي تتم استضافتهم في استوديو ضيفي على رأسي أذيكون فنان واحد لكل حلقة حيث يتم اصطياده بمقلب معين إذ يستنزف ذلك الفنان حواريا بمعنى انه يتم استدراجه قسرا أي انه يكون في موقف يتطلب منه أن يكون في حالة غضب شديد إلى مرحلة لايستطيع فيها أن يتمالك أعصابه بحيث تكون نرفزته حاضرة وفي كثير من الأحيان تكون في أقصى درجاتها بسبب طرق الإثارة التي يتم إستخدامها في الأستوديو وأمام الكاميرا وعلى مرأى ومسمع من الناس وهنا يظهر مدى تحمل الفنان لتلك المواقف والحركات التي تصدر من الضيف المقابل بغية إثارة أعصاب الشخص المستضاف وبعد أن يتوقف المذيع المحاور عن الإدلاء بأسئلته للضيف المستضاف ليجد الأخير المسكين نفسه قد وقع في مطب الإستفزازات المتكررة من زميله الضيف الآخر ،، فشخصيا تابعت معظم هذه الحلقات ووجدت فيها من الإثارة والعصبية في ظاهرها وفي باطنها تحمل الفكاهة والمتعة وخفة الظل والعطف والحب بين ضيفي الحلقة والشيئ الأجمل فيها هو أن الفنان المستضاف لايعلم بأنه سوف يقع في شراك المقلب المرسوم له ولشخصيته إلا عندما يشرف وقت البرنامج على نهايته يتم إبلاغه من قبل المذيع المحاور والمقدم للحلقة للضيف المستضاف بأنه وقع في شراك الملقب المعمول له لقد كانت يوميات رمضانية جميلة وممتعة في نفس الوقت.
ولهذا كله كنت قد تمنيت إعادة بث هذا البرنامج ضيفي على رأسي ويومياته الجميلة في التلفزيون الرسمي حتى يستمتع المشاهد الكريم بتلك اليوميات الرائعة من جهة ومن جهة أخرى هي أن سلطنة عمان مليئة بالمواهب في مجال فن التمثيل المسرحي والتمثيل الخاص بالدراما فعلى سبيل المثال لا الحصر إن المسرح في محافظة ظفار يعج بالفنانين الذين يقدمون فن راقي جدا في مجال المسرح لذلك تقديمهم للجمهور العماني بشكل عام هو الأوجب ناهيك عن المواهب الشابه التي تزخر وتعج بها باقي محافظات سلطنتنا الحبيبة فهذه المواهب يجب أن تقدم للإعلام المتلفز والإعلام المسموع وحتى الإعلام المقروء ليتمكن المشاهد العماني من الاستمتاع بمشاهدة فن التمثيل المسرحي الراقي والذي سيساهم بكل تأكيد في النهوض بهذه المواهب إلى سماء الشهرة ليس في مجال المسرح فحسب وإنما ايضا في التمثيل الدرامي التراجيدي ولهذا التعرف على برنامج ضيفي على رأسي واستكشاف مكنوناته من خلال محطات تلفزيونية أي من خلال قنواتنا الفضائية لهو أمر طيب رائع وأنا من خلال هذه الأسطر المتواضعة أبث ندائي وأكرره إلى التلفزيون الموقر بأن يتبنى فكرة البرنامج ضيفي على رأسي ليتعرف عليه عن قرب وليكن ذلك خلال شهر رمضان القادم بعون الله وتوفيقه فإستضافة الفنانين العمانيين والتعرف عليهم بشكل اكبر يصب في مصلحة الفن في عمان بشكل عام وفي مصلحة الشاشة العمانية بشكل خاص.
بقلم/ فاضل بن سالمين الهدابي