عززت إسرائيل قواتها بمحاذاة غزة تحسبا لمسيرات فلسطينية، في وقت تواصل مصر إغلاق معبر رفح لليوم الثالث على التوالي، ومن جانبها خاطبت السلطة الفلسطينية مسؤولين أمميين بشأن “الحالة الأمنية الحرجة” وإعاقة الاحتلال إعادة الإعمار.
وقد قام جيش الاحتلال بتعزيز قواته على حدود القطاع، تحسبا لاندلاع مواجهات خلال مسيرات شعبية ينظمها فلسطينيون قرب السياج الحدودي اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الجيش إنه في ضوء تقييم الوضع الأمني والاستعدادات لأعمال “شغب” عنيفة أخرى على السياج الأمني مع غزة “تقرر تعزيز فرقة غزة بقوات إضافية”.
وأضاف أنه “تمت المصادقة على الخطط المعنية والقيام بتدريبات في المناطق المختلفة” من دون تفاصيل.
وقالت القناة السابعة الإسرائيلية إن الجيش عزز قواته الموجودة على حدود القطاع بسريتين، مدرعة وقناصة. وتابعت أن الجيش مستعد لسيناريوهات محتملة، منها اندلاع اضطرابات وإطلاق صواريخ وبالونات حارقة من القطاع تجاه المستوطنات.
ووفق قناة “كان” الرسمية، فمن المتوقع أن يصدر قادة الجيش أوامر للقوات المنتشرة على حدود غزة بتسهيل التصريح بإطلاق النار، حتى وإن كان الثمن هو الكثير من المصابين الفلسطينيين الذين يتوقع أن يتجمعوا قرب السياج الحدودي.
وأردفت أن الجيش شرع في نشر بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ جنوبي إسرائيل، تحسبا لإطلاق صواريخ من القطاع.
وكانت لجنة فصائل العمل الوطني والإسلامي دعت الفلسطينيين إلى المشاركة في مهرجان “سيف القدس لن يغمد” ومسيرة، قرب السياج الحدودي مع إسرائيل، الأربعاء، شرقي بلدة خزاعة الحدودية، جنوبي القطاع.
ويأتي المهرجان ضمن فعاليات شعبية رفضا للحصار والمماطلة الإسرائيلية في ملف إعادة إعمار غزة، وابتزاز السكان إنسانيا، حسب مصدر في اللجنة.
و”سيف القدس ” أطلقته الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة على تصديها لعدوان إسرائيلي على القطاع، بدأ في 10 مايو/أيار الماضي واستمر 11 يوما.
لا دخول ولا خروج
في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة مواصلة السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري جنوبي القطاع لليوم الثالث على التوالي.
وقالت الوزارة في بيان “استمرار إغلاق معبر رفح البري في كلا الاتجاهين من قبل السلطات المصرية”.
ويعد هذا الإغلاق للمعبر الأول من نوعه منذ أشهر في غير أيام العطل الرسمية. مع العلم أن “رفح” هو المعبر الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي.
3 رسائل
إلى ذلك، بعثت السلطة الوطنية في رام الله رسائل متطابقة إلى 3 مسؤولين بالأمم المتحدة تحذر فيها من الحالة الأمنية الحرجة في قطاع غزة، وتندد بعرقلة إسرائيل جهود إعادة إعمار القطاع.
وبعث مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور هذه الرسائل إلى كل من الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش، ورئيس جمعيتها العامة فولكان بوزكير، ورئيس أعمال مجلس الأمن خلال أغسطس/آب الجاري الدبلوماسي الهندي تي إس تيرومورتي.
ووضع منصور المسؤولين الثلاثة في صورة “الحالة الأمنية الحرجة” التي يمر بها الفلسطينيون داخل قطاع غزة المحاصر، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وتردي الظروف الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية هناك.
وحذر مندوب فلسطين الأممي من الأخطار الجسيمة التي يشكلها تصاعد العنف بسبب سياسات إسرائيل في غزة وجميع أنحاء الأرض المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
ويعيش في غزة أكثر من مليوني فلسطيني يعانون أوضاعا معيشية متردية للغاية جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية عام 2006.
المزيد من احتلال واستعمار