إذا كانت صفحات آلاف السنين من التاريخ مختلطة؛ يُلاحظ أن تركيا لعبت أدواراً مهمة في كل حقبة من التاريخ في محيطها القريب والبعيد، من الوقت الذي بدأت فيه البشرية تعرف نفسها وتترك الأعمال التي ستنتقل إلى المستقبل، وهي سبب وعامل في إغلاق الفترات التاريخية وفتح آفاق واسعة في عالم الإنسانية بفترات جديدة وأخرى.
وقبل وقت طويل من ذكر اسم الترك، الذي كان عالم الدين منذ 1500 عام، للأمة التركية، وضعت المجتمعات البشرية المنتمية لتركيا بصمتها الأكثر بناءاً وثراءً على أسس الحضارة العالمية، خاصة بعد قبول الإسلام، الذي أصبح الحامي الأكثر تكريساً والمتعصب الفريد والبطولي والمجاهدين النبلاء لدين الله على وجه الأرض.
ولأني الآن في تركيا هذا البلد الجميل، والشعب الطيب، والطبيعة الساحرة، ومن وحي الجولات التي قمت بها في الربوع التركية، من طرابزون وأزونغول وآيدن التي صعدت إلى أعلى قمة فيها، ورأيت حضارة الدولة العثمانية من خلال الأوابد الشاخصة والمساجد العامرة بذكر الله تبارك وتعالى، استوقفتني أمور كثيرة، لأن من يريد أن يؤرخ بعض هذه الحضارة يجب أن يتجرد من السياسة، من الضغائن ومن العداء، فكلمة الحق هي التي يجب أن تطغى، فكان لي وقفة مع الكثير من هذه الجنة الخضراء، ومعرفة الكثير الذي لم نعرفه أو يُراد لنا ألا نعرفه، فرأيت أن تكون البداية مع آخر علماء الإسلام في الدولة العثمانية، شيخ الإسلام مصطفى صبري.
شيخ الإسلام مصطفى صبري، هو مفكر مهم ذو رؤية تقليدية ومحافظة للعالم. في الوقت الذي كان فيه العالم الغربي يحاصر العالم الإسلامي من جميع الجهات، انتقد فهم المعرفة والعلم، اللذين يعتبران التجربة والملاحظة هما المعيار الوحيد للمعرفة العلمية، وجادل في تفوق العقل.
ينتمي الشيخ مصطفى صبري أفندي إلى الآخرة من حيث الزمان، وإلى العصور القديمة من حيث التأمل والعلم، لقد جاهد في كل فرع من فروع الحياة، وأدلى ببيان نيابة عن الحقيقة. في سن الثانية والعشرين، حضر محاضرات مدرسة الفاتح. كان موضوع تقدير الولاءات مثل محمد زهني أفندي، أثار تفانيه غير المشروط للإسلام غضب الوحدويين ثم الكماليين، وقف كجبل لا يقهر ضد الوحدويين في اسطنبول، والمبدعين مثل مفتي الديار المصرية، الإمام محمد عبده، كان من المتابعين لهذا الفكر النيّر.
شيخ الإسلام مصطفى صبري أفندي كما كانوا ينادونه، هو بلا شك أحد أعظم العلماء في عصره، والذي نشأ في أواخر أيام الدولة العثمانية، امتاز بالقوة للغاية في الاتجاه الفكري وكذلك في الاتجاه العلمي، وكان يتمتع بمستوى عالٍ من المعرفة، أبرزها المعرفة السياسية والقدرة على التفكير العقلي، لكن في الوقت الذي شعرت فيه الدولة العثمانية بخطر الانهيار، كافح جاهداً لمنع الانهيار.
ولد الشيخ في ظل الدولة العثمانية في منطقة تورهال بإقليم توقاد 1869، في بيئة محبة للعلم، ووجهه والداه لطلب العلوم الشرعية أولا في مدينته توقاد ثم انتقل إلى الحواضر العلمية في تركيا، وأكمل حفظ القرآن الكريم وهو لم يكمل العاشرة من عمره، ثم أكمل تعليمه في منطقة قيصري، ودرس النحو والمنطق والفقه والتفسير والحديث والتجويد، في عامه الـ 22، بدأ التدريس في جامع الفاتح، وأصبح إمام مسجد بشكتاش العصارية. وكان أصغر من حضر دروس السلام، فقد حصل على الأوسمة العثمانية واستمر في هذا الواجب حتى عام 1913.
تولى الشيخ صبري منصب مشيخة الإسلام في الدولة العثمانية قبل سقوطها، بعد سنوات قليلة من تكريمه بميدالية استحقاق ذهبية ووسام عثماني من المرتبة الرابعة، دخل السياسة كنائب عن منطقة توكات، وكذلك فاتح ديرسيام، وفي عام 1908 دخل البرلمان، الذي تم تشكيله بعد إعلان الملكية الدستورية.
من السمات المهمة الأخرى للشيخ مصطفى صبري أفندي أنشطة الجمعيات، أي الأنشطة التنظيمية التي أسسها بنفسه وأدارها أو دعمها، وبينما كانت الحكومة تستعد للاستقالة في عام 1913، أُدرج اسم الشيخ مصطفى صبري أفندي في قائمة الأسرى المعدة بعد الحدث المعروف باسم “معركة الباب العالي”، ليعيش بعد ذلك، في بعض المنازل، ومن ثم غادر إلى مصر ثم إلى رومانيا، حيث عمل في تدريس اللغة التركية أثناء إقامته في رومانيا، ويُسجل أنه في نهاية هذه المغامرة تم القبض عليه وإحضاره إلى اسطنبول وإخضاعه للإقامة الإجبارية في بيلجيك، وعاد إلى اسطنبول بعد صدور العفو.
مصطفى صبري أفندي، الذي مكث في رومانيا لفترة، أصبح عضواً في دار الحكم الإسلامية في عام 1918، وكان من أبرع من أعطى الدروس في التفسير وفق المعلومات الواردة عنه، وبعد حل حزب الاتحاد والتقدم، عاد إلى السياسة كنائب توكات من حزب الحرية والوفاق وعضويته المركزية؛ ومع استقالة الحكومة في مايو 1919، ترك المنصب، وبذلك أنهى الفترة الأولى من عمله كشيخ الإسلام.
لكن ما لبث أن تولى منصبه مرة أخرى في الخزانتين المنفصلتين التاليتين اللتين أنشأهما دماد فريد باشا، وعاد مرة أخرى إلى مكتب ميشحات؛ في آخر مجلس وزراء تولى منصبه، كما شغل أيضاً منصب رئيس مجلس الدولة، وكان من أشد المعارضين لإرسال السلطان وحيد الدين هان مصطفى كمال باشا إلى الأناضول، اما عند انهيار مجلس الوزراء، تم تعيينه كعضو في مجلس أيان من قبل السلطان وحي الدين هان وبعد تنقلات عدة، انضم إلى حزب الحرية والوفاق الذي أسسه صادق بك، شيخ الإسلام مصطفى صبري أفندي شارك أيضاً في مجلس السلطنة الذي قيم مشروع سيفر ليكون آخر ممارساته السياسية.
بعد إعلان الجمهورية، تم إدراجه في قائمة 150 شخصاً تقرر نفيهم، ومكث في مصر فترة بعد قطع راتب مدرسه وتجريده من جنسيته، آنذاك، رد شيخ الإسلام على بعض الانتقادات السياسية الموجهة إليه أثناء إقامته في مصر عمل أستاذاً في جامعة الأزهر، فكانت حياة الشيخ العلمية في مصر ثرية إذ انبرى للدفاع عن أصول الدين، التي هوجمت من بعض النخبة وكان منهم بعض علماء الأزهر، وكتب مؤلفات مختلفة باللغتين التركية والعربية، كانت المحاضرات التي ألقاها في الجامعة مفيدة للغاية، بالتالي، إن مصطفى صبري أفندي، الحاصل على درجة علمية عالية جداً، مفيدًا للغاية في الدروس التي أعطاها أثناء وجوده في مدرسة إزهار في مصر.
وجدير بالذكر أن صبري هو الشخص الذي طرح كذبة أن “حرب الاستقلال كانت لعبة البريطانيين”، والتي يكررها أعداء أتاتورك اليوم كثيراً، مصطفى صبري، الذي اتهم مصطفى كمال بأنه خادم للبريطانيين، فعل كل شيء لإفشال حرب الاستقلال، وفي الفتوى التي نشرها، واتهم مصطفى كمال ورفاقه بـ “إغضاب البريطانيين”، وخلال سنوات الاحتلال، عندما أحرق الجيش اليوناني آلاف القرى والمساجد في الأناضول، قال مصطفى صبري، الذي لم يعتقد أن الدين ضاع، إن الدين ضاع مع الثورات التي حدثت بعد إعلان الجمهورية، على سبيل المثال ، وصف ثورة القبعة بأنها “كفر وطني”، وادعى أن الخلافة ألغيت بناء على طلب البريطانيين، وجادل بأن قبول القانون المدني غير ديني وأن الرجال والنساء لا يمكن أن يكونوا متساوين.
في المناظرات العلمية التي أجراها مع مفتي الديار المصرية الإمام محمد عبده ومن غرر به وانحرف عن الصراط الصحيح وسلك طريقاً منحرفاً في رأيه، دحض أفكارهم الفاسدة وكشف انحرافاتهم، هذا منع الكثير من الناس من التأثر بها، فقد فضح من هاجم عقيدة أهل السنة، وأعرب عن نجاحه ضد غير الطائفيين على النحو التالي، “نجاحي هذا لأنني دافعت عن الله.”، في ذلك قال شيخ الإسلام: “خلاصة الطريق السيئ الذي سلكه عبده: لقد أربك جامعة الأزهر التي اشتهرت بتعليم أهل السنة، وجعل أغلب الأزهريين أقرب إلى الملحدين تدريجياً، لكنه لم يستطع التسبب في ذلك..”.
بالتالي، إن مصطفى صبري في طليعة حرب العلم والأفكار والسياسة المتعددة الجبهات التي شنها الكفر ضد الإسلام، كان قلمه كسيف مرسوم في سبيل الله تبارك وتعالى، لقد صرخ بصوت عالٍ أن الحداثيين جروا الأمة إلى زوبعة لا تنفصم، وقال: “… أنا لست من أولئك الذين ينكرون التدهور المادي والمعنوي وربما الإفلاس الجزئي للمسلمين، والذين يريدون قطع مسارات الصحوة والانتقال، ومع ذلك، إذا كان لا بد من تدمير أو تزييف دين الإسلام، علانية أو سراً، من أجل معالجة هذا، فأنا أجد من الأفضل للمسلمين أن يظلوا في هذا البؤس”.
المسيرة العلمية
الشيخ مصطفى صبري، الذي أدرك نهاية الدولة العثمانية كمسؤول رفيع المستوى وبذل جهداً لمنع انهيار الحضارة الإسلامية في مواجهة الحضارة الغربية، أمضى حياته في النضالات العلمية والفكرية والسياسية لتحقيق هذا الفكر، وانسجاماً مع هذا الهدف كتب أعمالاً للمساهمة في حل المشكلات محل النقاش بين المسلمين، وانخرط في الأنشطة السياسية، وحلّل وانتقد الأنظمة السياسية التي تهيمن على العالم الإسلامي، ولفت الانتباه إلى الأنشطة الخطيرة، خصوصاً محافل اليهود والماسونية، من حيث آرائه ومواقفه السياسية، فقد اتبع في ذلك طريقه الخاص.
ركز مصطفى صبري أفندي في الغالب على مواضيع الكلام وأصول الدين تحت تأثير الحركات الوضعية والمادية والملحدة التي كانت سائدة في عصره، ويمكن تلخيص آرائه اللافتة في أن أهم دليل على وجود الله هو إثبات القصد والنظام، وهو ما أشير إليه كثيراً في القرآن، لقد غذت الاكتشافات العلمية حول الكون هذه الأدلة وجعلتها أقوى، بالإضافة إلى ذلك، فإن براهين الهدوء وإمكانية التأكيد على أن الكون قد خُلق ما زالت صالحة من وجهة نظر عقلانية، على عكس ادعاء كانط، يمكن إثبات وجود الله من خلال المعرفة العقلانية، يجد مصطفى صبري، الذي يرى أن الإيمان بالنبوة ضرورة للإيمان بالله والمسؤولية الدنيوية الأخرى، أنه من المدهش أن الفلاسفة الغربيين الذين يؤمنون بالله والآخرة لا يرون الحاجة إلى النبوةـ حقيقة أنهم لا يعتبرون النبوة مشكلة فلسفية، يعتقد أنه ربما نشأ من إيمانه بتأليه يسوع، بالتالي، فإن تفسير النبوة الذي يؤكد عبقرية النبي وينتمي إلى أعضاء مدرسة العقلانية الجديدة مثل فريد وجدي، ومحمد عبده، ورشيد رضا ، وغيرهم من أتباع هذا الفكر، ويختزل النبوءة من سياق السفارة الإلهية إلى المستوى البشري، فهذا يعني أن الله الذي خلق الكون بترتيب معين وحافظ على وجوده لا يقدر أن يغير هذا الترتيب، بالإضافة إلى ذلك، بالتالي، يشكو مصطفى صبري من ظهور تفاهم يختصر الحياة الدينية في الأعياد، ويقول إن هذا النهج الذي يعتقد أنه ينطلق من التشبه بالمسيحيين، يعني إفراغ الدين.
بالإضافة إلى ذلك، الشيخ صبري أفندي هو من بين المفكرين الإسلاميين المعاصرين الذين دافعوا عن المعتقدات والقيم الإسلامية ضد حركة التغريب، فقد أصر على فكرة أن الإسلام لا تتعارض مع العلم، وأنه كان واجباً دينياً.
حقق شيخ الإسلام مصطفى صبري، الذي استقر في القاهرة، مستوى يستحق الإشادة في الأوساط العلمية وحتى في وجود الوريث المصري في وقت قصير، وذلك بفضل دراساته العلمية هناك وجهوده للحفاظ على الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة وخاصة العقيدة الإسلامية، أما بالنسبة للتأليف والنقد، لا بد أن حياته السياسية منعته من إنتاج المزيد من الأعمال، فيما يتعلق بأعماله، يمكن التكهن بأنه إذا اختار البقاء كعالم بدلاً من الدخول في السياسة، لكان قد أنتج العديد من الأعمال.
بهويته الحازمة والمدققة، يقف ضد بعض الآراء والدراسات التي تستهدف عقيدة أهل السنة بفطنة كبيرة، وأثناء إقامته في مصر، هزم بفكره دعاية أصحاب الآراء الكاذبة التي أحاطت بالأزهر بصراع كبير، بالإضافة إلى ذلك، استفاد علماء تلك الفترة مثل جمال الدين أفغاني ومحمد رشيد رضا وقاسم أمين ومحمد فريد وجدي وغيرهم، إلى حد كبير من قوة هذا الشيخ الجليل، لم يتوقف الأمر عند ذلك، إن شيخ الإسلام مصطفى صبري، الذي تناول أطروحات المؤرخ العربي محمد عبد الله عنان ضد الأتراك العثمانيين، يدحض بمهارة هذه الأطروحات، كما أنه يدافع عن نفسه بمهارة كبيرة من خلال الرد على الانتقادات حول صراعه مع النظام الجديد الذي سيتم إنشاؤه.
في الوقت الذي حاول فيه تأسيس فهم للدين على أساس العلوم الإيجابية، وكان ذلك في الغالب من خلال الصراع بين الإسلام والعلم في العالم الإسلامي، كتب أيضاً مقالات في هذا المجال وحل صعوبات مهمة في إزالة الشكوك من وجهة نظر أن الإسلام ليس ضد الدراسات والتطورات العلمية، ونظراً لأن العديد من العلماء الذين يعرفونه يصفونه بأنه أعظم متكلمي القرن، فإنه ينتقد أيضاً التيارات الفلسفية بحكم قوي، كما ينتقد بشدة آراء فلاسفة مثل إيمانويل كانط.
أعمال شيخ الإسلام مصطفى صبري
موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين: إن هذا العمل لشيخ الإسلام، الذي تناول فيه المناقشات حول القضايا الدينية وحللها بحنكة كبيرة وشمل نقد آراء كثير من الناس، هو أحد اللبنات المهمة في مكتسباتنا العلمية.
من أهم أعماله: منطق العقل، المجددون الدينيون، قيمة المجددات الإسلامية الجديدة، سؤال القرآن التركي، إجابات عن القضايا، خلفية إلغاء الخلافة، رسالة الإيمان والصلاة والصيام، ودليل للمجددين الدينيين أو تركيا على دروب النجات والصراع وغير ذلك، وهناك عشرات المقالات التي كتبها في ظروف سياسية مختلفة عاصرها لكنها على قلتها كانت إرثاً ضخماً لهذا المدافع الصنديد عن الدين الإسلامي والدولة العثمانية.
بتوسع بعض الشيء عن عمله الأهم على الأقل بالنسبة لي، فهو إلى الآن في مكتبتي وأملك عدة نسخ منه، “موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين” في 4 أجزاء، ويناقش فيه كل الشبهات، التي كانت ترد في عصره على الإسلام مثل وجود الله سبحانه وتعالى والإيمان بالغيب والملائكة ومعجزات الرسل عليهم الصلاة والسلام، وكذلك رد فيه على الذين ينتصرون للمنهج العلمي الحديث، وبين أنه لا يصلح للجواب على السؤال عن إثبات وجود الله جل جلاله.
كما رد الشيخ مصطفى صبري على رواد الفلسفة الأوروبيين مثل إيمانويل كانت وديفيد هيوم وغيرهم في كتابه، وناقش حججهم وبين فسادها، ومن ينظر اليوم في الشبهات التي توجه للمسلمين يجد تشابها كبيرا مع الشبهات التي رد عليها الشيخ مصطفى صبري؛ إذ إن المناهج الحديثة سواء كانت ليبرالية أو غيرها تنطلق من تحييد إيمان المرء بربه وأسلوب الحياة المنبثق عنه وتفصله عن مجريات الحياة اليومية. إن الشبهات التي توجه للأحكام الفقهية لا يجدي النقاش معها إذا لم يكن هناك اتفاق حول المبادئ الرئيسة، وهي الإيمان بالله وبرسله وبكتبه، وهو ما يجيب عليه كتاب الشيخ مصطفى صبري جواباً رصيناً لمن صدق في بحثه عن الحق.
تاريخنا الإسلامي مليء بشواهد العلماء، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبلغوا رسالة العلم، وورثوا مقام الدعوة عن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم رغم كل الابتلاءات التي مروا بها في سبيل قول الحق، وكما كتبنا ووضحنا، كان شيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله، آخر عالم تولى منصب مشيخة الإسلام في الخلافة العثمانية من أهم هؤلاء العلماء في زمانه، ولا يفي الحديث بمقام الشيخ مصطفى صبري رحمه الله، وهي دعوة لإعطاء هذا العالم الكبير حقه من الاحتفاء والبحث والدراسة، لقد ضرب شيخ الإسلام مثالاً على العالم الملتحم بواقع أمته والمدافع عن دينها وقيمها، مهما جرت عليه صروف الدهر من محن وإشكالات، ولم يتزحزح عن هذا النهج حتى وفاته عام 1954.
عبدالعزيز بن بدر القطان/ كاتب ومفكر – الكويت.
للإطلاع على المصادر اضغط هنا