بدأت حرب التصريحات الاعلامية الوهمية وغالبا ما يناور الصهيوامريكي بالتصريحات ليثبت للرأي العام العالمي نجاح جيش الاحتلال المهزوم في انجاز مهمته بقطاع غزة، وتأتي ضمن التصريحات الامريكية أن لا بقاء لاسرائيل بقطاع غزة مستقبلا وفي ذات الوقت لا مستقبل لحماس في ادارة الحكم بالقطاع والتأكيد على أن الاشراف على الضفة وغزة بحكم موحد تحت ادارة السلطة الفلسطينية وهذه تصريحات بلينكن وزير خارجية أمريكا في كل الدول التي زارها مؤخرا واختتم بإعادة الوعد القديم الحديث بأن الامر سينتهي الى تحقيق حل الدولتين وهو وعد كاذب ومغرض وسبق أن تبنته كل الادارات الامريكية منذ أوسلو ولكن الفارق هنا أنه يحاول التصيد في الماء العكر لتوريط السلطة بمواجهة مع المقاومة في قطاع غزة وفي الضفة أيضا بعد الانسحاب الصهيوني المذل والمخزي المتوقع خلال الايام القليلة القادمة، كما انه يقدم المزيد من الاوهام في رسائل للرأي العام العربي والدولي ومحاولة استباق وحرف النتائج التي أكدت بجلاء هزيمة تاريخية للكيان الصهيوني اللقيط .
الامريكي هو رأس الحربة في الجريمة الصهيونية الاخيرة وانتهاكات القانون الدولي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة المحاصر والذي أدى الى سقوط رقم مهول بين المدنيين الابرياء تجاوز 10000 شهيد ثلثي هذا الرقم من النساء والاطفال ومازال الامريكي يفشل كل محاولات وقف اطلاق النار بالمشاريع التي قدمت عبر المنظمة الدولية في مجلس الأمن والجمعية العامة ويرفض كل المواقف الانسانية الدولية لايقاف الجريمة الصهيونية عبر مختلف الجهات العربية والدولية ايضا وذلك حفاظا على استعادة الروح المعنوية المنزوعة عن هذا الكيان المهزوم، أما الصهيوني فهو مجرد أداة وظيفية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وهنا نؤكد ما قاله متحدث حماس السياسي ومتحدث القسام العسكري أن المقاومة الفلسطينية هي من يتحكم بالمعادلة ويحقق الانتصار ولا شك أن الارقام تؤكد ذلك، فعلى صعيد الخسائر في صفوف جيش الاحتلال من العسكريين الذين اعترف بهم جيش الاحتلال 350 عسكري بين ضابط وجندي، كذلك على صعيد الأسرى الذين اعترف بهم الصهيوني نفسه هناك المئات من الأسرى وعلى صعيد الخسائر في المعدات والمدرعات بلغت 136 آلية موثقة. إذا” نحن أمام مشهد يسجل الانتصار للمقاومة الباسلة التي رسمت طريقها ومشروعها العظيم وتوكلت على الله “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ” صدق الله العظيم .
وللرد على هذه التصريحات إليكم بعض الأسئلة الواقعية من الميدان والتي تفرض نفسها: هل تمكن العدو الصهيوني من كسر شوكة المقاومة؟! هل تمكن العدو من إيقاف اطلاق صواريخ المقاومة على كيانه اللقيط المؤقت؟! هل تمكن الصهيوني من احتلال موقع واحد للمقاومة؟! هل تمكن العدو الصهيوني من الاعلان عن سقوط عدد من المقاومين في القسام وسرايا القدس وكتائب الاقصى وغيرها من الفصائل؟! هل تمكن العدو من أسر مقاوم لدى القسام وفصائل المقاومة؟! هل تمكن العدو الصهيوني من تخليص أسير واحد من الأسرى؟! الاجابة لا طبعا وهنا يتجلى وعد الله للذين آمنوا بالنصر والتمكين “إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” وقوله تعالى: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” وقوله تعالى: “كم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” كلها مبشرات إلهيه من قبل الله ووعد رباني في نصرة المستضعفين والتمكين للمؤمنين الصادقين الصابرين الذين ينفذون أوامر الله سبحانه وشرعه قال تعالى: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ” وما حدث منذ بداية طوفان الاقصى في 7 أكتوبر 2023م يؤكد حقيقة التأييد الإلهي للمقاومة والأمة اليوم أكثر ثقة وايمان بتحقيق الوعد الإلهي بالانتصار لمشروع الحق والعدل الإلهي واقتراب وعد الله الحق بتحرير فلسطين من النهر الى البحر والتأكيد اقتراب زوال هذا الكيان المجرم المفسد في الأرض فقال تعالى في سورة الاسراء “وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” صدق الله العظيم وقد بشر الله سبحانه بالتمكين للمؤمنين الصادقين الصابرين قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
[النور: 55] .
الذي يسوقه بني صهيون وحلفاءهم في محور الشر العالمي هو محاولة لإعادة الثقة للكيان ومستوطنيه وايقاف الهجرة العكسية التي بلغت مئات الآلاف وإعادة الثقة لجيش الكيان المهزوم وأفراده الذين دب فيهم الرعب، فلم يستطع المحتل تحقيق أي انتصار في كل المعارك والاجتياحات السابقة لقطاع غزة فكيف به اليوم أمام هؤلاء الرجال العظماء أمثال محمد الضيف ويحيى السنوار وأبي عبيدة وأبطال المقاومة العظيمة التي شرفت ودافعت عن كرامة هذه الامة قال تعالى: “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” صدق الله العظيم. الله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
خميس القطيطي