العيد الوطني الرابع والخمسين المجيد مُناسبة غالية على قلب كل عُماني وعُمانية، لأنها تُجسِّد روح الفخر والإنجاز في مسيرة التقدم التي شهدتها البلاد، وتأتي هذه المناسبة لتعكس ما تحقق من تطورات على مختلف الأصعدة، بدءًا من الإنجازات الاقتصادية والتحولات الرقمية، مرورًا بالتقدم في حقوق المرأة وتحسين معيشة المواطنين، وصولًا إلى الآمال في تعزيز فرص التوظيف للشباب.
الإنجازات الاقتصادية
لقد حققت البلاد في السنوات الأخيرة إنجازات كبيرة على الصعيد الاقتصادي، بفضل التنويع الاقتصادي الذي يعد من أولويات الاستراتيجية الوطنية. تم تطوير قطاعات مختلفة مثل الصناعة والسياحة والزراعة، ما أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية. ومن الإنجازات البارزة في هذا المجال هو افتتاح مشاريع كبرى للبنية التحتية وتطوير المدن الصناعية، مما خلق فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد الوطني.
التحول الرقمي
ويشهد وطننا الحبيب تحولًا رقميًا ملحوظًا، مع تسارع وتيرة التحول التكنولوجي في مختلف القطاعات؛ حيث تم تقديم خدمات إلكترونية واسعة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ما سهل الإجراءات الإدارية ورفع كفاءة الخدمات الحكومية. هذا التحول أسهم في تعزيز الشفافية وتقليص الوقت والجهد في إنجاز المعاملات، كما تم دعم الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، مما يعكس توجه الحكومة نحو اقتصاد رقمي متطور يواكب المتغيرات العالمية.
العلاقات الدولية
تُبذل سلطنة عُمان جهودًا دبلوماسية مشرفة في معالجة الملفات السياسية والأمنية في المنطقة، خاصة في ظل الأزمات المستمرة في غزة ولبنان واليمن، وتتميز سياستها الخارجية بالحياد والوساطة، ما أكسبها سمعة إقليمية ودولية كداعم للحلول السلمية والتفاوض، في قضية غزة، تسعى السلطنة لوقف التصعيد وحماية المدنيين من خلال الدعوة للحوار، كذلك، تبذل جهودًا في لبنان للحفاظ على الاستقرار ودعم الحلول السياسية. وفي اليمن، تستمر مساعي السلطنة للوساطة وتهيئة الأجواء لتحقيق سلام دائم، بما يعكس التزامها الثابت بأمن المنطقة واستقرارها.
حقوق المرأة
شهدت حقوق المرأة في البلاد تقدمًا كبيرًا؛ حيث أصبحت المرأة شريكة فاعلة في التنمية والمجتمع، وتمكينها من المشاركة في مواقع اتخاذ القرار. أصبح للمرأة دور متزايد في القطاعين العام والخاص، مما ساهم في تعزيز مكانتها وزيادة مشاركتها في سوق العمل، إضافةً إلى ذلك، شهدت التشريعات تعديلات تصب في صالح المرأة وتضمن حقوقها وتعزز من دورها في بناء المجتمع ومنها ما حظيت به من صندوق الحماية الاجتماعيه فيما يخص إجازة الأمومة.
تحسين مستوى المعيشة
لقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتمامًا بالغًا بتحسين مستوى معيشة المواطنين، من خلال دعم القطاعات الاجتماعية والصحية والتعليمية. تم توفير مشاريع سكنية بأسعار معقولة، وتحسين الخدمات الصحية، وتطوير المدارس والجامعات. كل هذه الجهود تهدف إلى تحقيق بيئة معيشية كريمة ومستدامة للمواطنين.
التوظيف ودعم الشباب
رغم الإنجازات، يبقى التوظيف من التحديات التي تتطلب اهتمامًا مستمرًا، يطمح الشباب إلى فرص عمل تتماشى مع طموحاتهم وتطلعاتهم، هناك جهود حثيثة لإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتوظيف، من خلال توفير برامج تدريبية وتعليمية تستهدف تأهيل الشباب لسوق العمل، وتشجيع ريادة الأعمال. كما أن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة يلعب دورًا أساسيًا في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز روح الابتكار والإبداع بين الشباب.
في الختام.. يأتي العيد الوطني المجيد لهذا العام ليذكرنا بأن الوطن هو مسؤولية مشتركة، وأن المحافظة على المكتسبات والمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل هو واجب علينا جميعًا، خلف القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
فايزة سويلم الكلبانية