تمتاز سلطنة عُمان بتراث وتاريخ وحضارة منقطعة النظير ، كما تزخر بالموروثات الإنسانية من الموسيقى والشعر والفنون الشعبيّة التي تنوعت واختلفت من محافظة إلى أخرى ومن ولاية إلى أخرى مع تشابه بعض الفنون مع بعض المحافظات ، فهناك فنون برية وفنون ساحلية وفنون جبلية وفنون بدوية متنوعة ، سوف إذكر لكم في مقالي هذا بعض الفنون المشهورة من كل محافظة ، وليعذرني القارئ إذا نسيت بعضها أو لم أأتي على ذكرها لسبب ما جال في خاطري فاستبعدت فكرة ذكرها .
فمثلاً منطقة الباطنة بها العديد من الفنون التقليدية والشعبية ، فمثلاً هناك فنون البدو وفنون أهل الساحل أوالبحر فهذه الفنون شاعة أكثر من غيرها والسبب يرجع إلى الثقافات التي قدمت إلينا من بلدان أخرى من العالم مثل أفريقيا وغيرها والسبب الرئيسي قرب الباطنة وقوع الباطنة على الخط الساحلي للسلطنة ، فكنت مراسي لبعض المسافرين ، وهكذا كانت فنون البحر والبدو امتزجت ببعضها البعض مما ولد إيقاعات جديدة وشكل حركات جديدة كذلك أضيفت لهذه الفنون وتم تعريبها أو تعمينها مع إدخال بعض الكلمات الأفريقية أو ما تسمى البحرية ، ومن أهما على سبيل الذكر وليس الحصر .
العازي / التغرود / المكوارة / القصافي / الرزفة / المديما / الونه / الوهابية / الدان / الويلية / الليوا / الميدان.
فكما ترون أثناء مروركم على أسماء الفنون منها البحري ومنها الحضري ومنها البدوي ، لذلك تنوع الفنون في محافظة الباطنة أثراها واعطاها عمق أكبر من غيرها في التنوع الفني ، ولكن قيام بعض الفرق وأقول وأكرر البعض وليس الكل حتى لا يؤخذ كلامي على التعميم ، قاموا بإضافة بعض الآلات والحركات التي ضن البعض منهم إنها تحسينات قد يرغب بها الجمهور من عشاق بعض الفنون ، وهذا الأمر أرى من وجهة نظري خرج عن المألوف وحرف في الموروث الفني وغيب المتعة في الإستماع بالنسمة للنغم والمشاهدة بالنسبة لحركة الإيقاع في التمايل مع الطرب نفسه ، كما أختلت بعض أبيات الشعر ولم تعد كما كانت في أوج قوتها ومغزى رميها ، فهشاشة الكلمة ووضوح معناها لم يجعل لها طعم على المسامع ولا على المشاعر كالسابق .
أما محافظات الشرقية فقد تنوعت بين الفنون البحرية والبدوي والحضرية والجبلية ونذكر على سبيل المثال من الفنون المعروفة
العازي / الرزحة / الزفين / الونه / اليينا / أبو زلف / الكيذا / المغايض / التحنبير / المزيفينة / التغرود / الميدان / المسبع / الحيلوه / الشرح
ونظراً لتعدد هذه الفنون وتقارب بعضها مع إختلاف الأخر أثرت الساحة الشعرية ، فأخذ الشعراء من الشباب في التسابق على نضم الأبيات الشعرية كلاً حسب الفن الذي يهواه ، ولكن نعود ونقول بأن ضياع بعض الفنون وتحريفها يعود إلى الجيل الجديد من الشباب الذي يضن بأن إقحام بعض الشخصيات الفكاهية أو الآلات الموسيقية ربما تضفي طابعاً حماسياً أو جماليات عرض أو فرجه قد تعجب المتفرج من عشاك ذلك الفن ، والعكس صحيح ، فهذه الإقحامات الغير مدروسة والتي جاءت من نزعة فنان استهوته فكرة ما رأى فيها التطويرهذا الفن لكن جاءت على غير ذلك مما سبب هبوط في مستوى العرض والأداء ونقل الفن من موضع الأصل إلى التحريف ، وهنا جعل بعض المتضوقين أو الممارسين لهذه الفنون في العزوف عن المشاركة أو حتى الحضور للمشاهد والمتعة الفنية.
أما محافظة ظفار فهناك فنون كثيرة منها الساحلية والجبلية والتي أكثرها ما تمارس بين الجنسين من الذكور والإناث ، والبعض منها رجالي بحت يقوم فيه الراقص بتأدية الرقصة بالسيف والخنجر وبعض البنادق من الأسلحة النارية المتعارف عليها في المجتمع العماني والتي ورثت من الأجداد ، فعلى سبيل المثال نذكر بعض هذه الفنون الهبوت / الربوبة / البرعة / المدار / الشبانية / الشرح / الطب / الوقيع / السيلام / الطبل النسائي / النانا / الزنوج / اللانزية / الدان.
وقد أدخلت في بعض هذه الفنون الآلات لم تكن موجودة مثل العود والكمان والدفوف وكذلك الناي والقربة ، كما طورت بعض الحركات الراقصة وأخذت سرعة الحركة في أدائها عن ذي قبل ، بعضها ما تناغم مع سرعة الإيقاع والبعض منها أرى من وجهة نظري أقحم على هذه الفنون ولم يعطي الطابع الموروثي حقة ، كما نلاحظ وبشكل عام نهجة بعض الفرقة منهج اللباس الموحد وهذا يخدم الشكل في الرؤية والجمالية ، لكن ليس في كل الفنون ، كما أخذ الكثير يخلط في الممارسة فنية ، فهناك من هم لم يكونوا يسمح لهم بتأدية هذه الفنون بسبب الطابع القبلي والطبقي ، أما الآن ما اره هو خليط متجانس أفقد بعض هذه الفنون متعتها ، فليس كل فن يستطيع الكل فهمه والتناغم مع إيقاعاته الراقصة ، فهناك بعض الفنون لا تصلح إلا لأهلها ، أكتفي بذكر هذه المحافظات وأترك البعض الأخر ، والمغزى من هذا وذلك هو التوضيح إلى ما آلت إليه بعض الفنون الشعبية العمانية في الوقت الراهن .
للكاتب / أبو نُمير يعقوب بن راشد السعدي