إزاء التطورات المثيرة الحاصلة في المنطقة ولا سيما استيلاء المخابرات الإيرانية على ملفات البرنامج النووي الإسرائيلي وعلاقتها مع الغرب والولايات المتحدة ، اختلطت الأوراق وربما يتبدل ميزان القوى .
فالملف النووي الإسرائيلي كان الكشف عنه من المحرمات أواالحديث عنه بناء على اتفاق أميركي اسرائيلي على ان يبقى سريا لكي لا تضطر إسرائيل للدخول في المنظمة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي وتخضع للمراقبة والتفتيش كما يحصل مع بقية الدول التي تمتلك برنامجا نوايا.
كان الملف النووي الإسرائيلي كإمراة القيصر . لكن إيران بعملية جريئة دقيقة ومعقدة هتكت ستر امراة القيصر واستطاعت إزاحة اللثام عن الملف النووي الإسرائيلي واستولت على الوثائق والمعلومات ونقلتها إلى طهران ، بذلك تكون قد وجهت صفعة قاسية على وجه نتنياهو الذي يعاني اصلا في الداخل الإسرائيلي، انها صفعة مزدوجة لكل من أميركا وإسرائيل معا باعتبار ان الولايات المتحدة كانت متواطئة مع إسرائيل في ملفها النووي .
انجاز استخباراتي هام جدا حققته المخابرات الإيرانية التي ستكشف قريبا عن المستور وما توصلت اليه مخابراتها. كما أن ذلك سيعزز من الموقف التفاوضي الإيراني مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي .
مقولة شرق أوسط خال من السلاح النووي سقطت مع هذا التطور ، فإسرائيل النووية هي الخطر في المنطقة وليس إيران ببرنامجها النووي السلمي .
إسرائيل لن تجروء على قصف إيران والإنتقام منها لا سيما بعد هذا التطور بالوصول إلى المعلومة ونقلها إلى طهران وهي مهمة قد تكون توازي الاستيلاء على المعلومات . لذلك من المتوقع ان يتجه الإنتقام الإسرائيلي إلى لبنان باعتباره تحول إلى صندوقة بريد للآسرائيلي ، يوجه الرسائل من خلاله كما جرى منذ بضعة أيام بقصف الضاحية الجنوبية .
لا ندري كيف سيتصرف حزب الله اذا ما صعدت إسرائيل في القصف ، الدولة اللبنانية سوف تشجب وتستنكر كعادتها ، لكن الإحراج سيقع على حزب الله الذي صمت كل هذه المدة ولم يحرك ساكنا بوجه القصف الإسرائيلي والخروقات التي تجاوزت الثلاثة آلاف خرق وكلها للبيئة حزب الله .هل سيكتفي حزب الله بالشجب الرسمي باعتبار انه يقول انه خلف الدولة ؟؟ وماذا اذا ما صعدت إسرائيل وذهبت إلى قصف مكثف ، فهل سيبقى حزب الله مكتوف الأيدي ؟؟.
د. ناجي صفا
