"آه على قلب هواه محتم
فاض الجوى منه فظلما يكتم
ويحي أنا بحت لها بسره
أشكو لها قلبا بنارها مغرم
ولمحت من عينيها ناري وحرقتي
قالت على قلبي هواها محرم
كانت حياتي فلما بانت بنأيها
صار الردى ، آه علي أرحم"
تغرقه هذه الأغنية في عالم آخر،وقد يستمر غرقه هذا لساعات،و ماالذي قد ينجح و ينتشله منه؟
يتمتم بصوت منخفض"نعم،كل القصائد،منها،لها،عنها،لم أكن في يوم شاعر ولا أجيد صف الكلام ولا بعثرة الحروف،كل ما أجدته هو تنفسها،كل ما أملكه هو قلب أدمن عبادتها"
يسترجع شريط الأحداث على مضض، لا يتذكر سوى أنه أحبها،ولن يكون الحب يوما خطيئة كافية لأن يعاقب بهذا كله..
لفتت انتباهه بإبتسامتها الجميلة وهدوءها الغامض،كلما رآها أحس بالرهبة والرغبة،بالخوف والسكينة،بالحزن والفرح،كانت تثير فيه شعورا يجمع كل التناقضات بتناغم. .
صنع منها آلهة لأيامه، و ود لو ينال يوما شرف تقديم نفسه قربانا لها، أو أن يفرض على نفسه صلوات يعبدها بها.
يتذكر لقاءهم الأول والمدبر، يتذكر كيف أغراها بحبه،يتذكر كيف استجابت له،يتذكر كيف عاشا القصة،يحسب عدد الأحلام التي نسجوها معا،يتذكر وعودها.
يعود ليقول:
"كانت هي سيدة عالمي ولم ولن تكون غيرها،صنعت مني ملكا،طفلا،أبا،إلها،ولكنا عجبا كيف في زمان عابر ،ومكان عابر ،حولتني لمجرد عاشق عابر وبجملة وحيدة وعابرة ،أنكرت تاريخنا ،حطمت مملكتي ، تبرأت من أبوتي ،رفضت حضانتي ، تركتني نصف ميت ،والنصف الآخر يحيني فقط لأتذكر خيانتها"
ويتذكر مرة أخرى كيف تبددت أحلامه في ساعة صيف عابرة،يتذكر برودها عندما قالت:" سأتزوج"
أتراها وجدت أضحية أسمن؟!!
رحلت وكل ما أريده الآن هو قبر!
لا أريد ها أن تموت،أريد فقط جثة أرثيها،أريد قبرا أقف أمامه بشجاعة لأبكيها،
وحدهم الموتى يمتلكون عناوين ثابتة،على الأقل سأعرف أين أجدها ،قد أعاتبها وقد أبكي على صدرها وقد أصرخ في وجهها،وقد لا أفعل شيء سوى مراقبة سحر ابتسامتها.
أردت أن أكون أبا بها،أردت أن أسكن أحشائها،أن يخرج طفلي من جوفها.
عرفت بعدها كثيرات لكن جميعهن كن ومازلن عابرات،لا أذكر لونهن المفضل و لا حتى أسمائهن،كنت أبحث عن رحم يضم غربتي ،رحم بمقاسي،ووجدت أن أرحام كل النساء عداها قبر عابر،وقبري صدرها هي فقط ،ولا أشتهي الموت إلا في حضنها هي فقط.
ترى كم أنثى تلزمني لأرمم بقايا قلب عاثت فيه يديها فسادا ؟!
رائع
الحرة المقيدة توقفت كثيرا هنا
هنا نص يجبرك على الكتابة
وهنا كاتبة رائعة!
دمتي