سيدي:


هل تسمح لي أن أهجُرك؟


فما عُدت


أُشبه المرأةَ التي كُنتها قبل جرح.


تماماً،مثل ما لم تكن أنت الرجل


الذي تخيلته ذات حلم


أنِّبني.


اِلعني .


عاقبني .


نعم ، هي كانت حماقاتي ،مراهقاتي ،سذاجاتي.


ولكنك أنت من أضرمت فيها النار.


أطفأتني حروقُ جمرها ،


وكانت لي الندوب ،وأترك الآن لك الرماد.


انفخه.


انفخه بكل ماتمتكله تُفاحة آدم من قوة .


لأنَّ حواء من ضلع أعوج .


وإذا ماكٌسر،سيهبها الرب مكانه جناحاً


أعوجٌ أيضاً .


فقط ،


انفث هواء دخان سجائرك في وجهي .


طيِّرني


بعثِّرني


اِنثرني


فالرماد لايبدأ دورة حياته إلا بعد أن يتطاير ،أن يتناثر .


أن يموت بفعل قاتل .


قاتل يشبهك.


قاتل من جليد


يقتل بخفة


بخفة الهواء.


اِسمح لي بعد أن أستأذنتُك الهجر.


أن أودعك


أن أشمَّ دخان سجائرك في أنفاسي.


أن ألملم رذاذ عطرك من دقائقي.


أن أتحسس بصماتك في ندوب جرحي.



أن ألثم معطف الوقت بدونك


أن أسكب خمرة الجنون بعدك


أن أخون قيد الحنين لك


اسمح لي أن أنساك!.


.