هواجس إمرأة
منذ كنت طفلة،لم أكن أقبل أن يشاركني ألعابي أحد،وإن حدث وتحرش أحدهم بلعبة تخصني، سيكون ذلك كافيا لأكرهه لعمر كامل أو أكثر..
والآن سيدي تأتي لتسألني إن كنت أحبك!!
أقف عاجزة بصمت ناطق،حكاياتك كثيرة وتاريخك مزحوم وأنا امرأة لا تتسع لكل هذا،لا يشبع نهم عاطفتها إلا وجبة عشق كاملة،ابتداءا بمقبلاتها وحتى تحليتها!
تقول أحبك،وأكاد أرى في عينيك جيش نساء مررن قبلي على قلبك،،تقولها و لايظهرعليك ارتباك العاشقين ولاهيبة حضوركلمةكهذه،إما أن تصيبك هذه الكلمة بدوارعشق وإلا فهي ببساطة لاشئ.
تطبعها على مسمعي كقبلة عابرة على وجنةعاهرةعجوز،ماهكذا تكون اضطرابات العشاق سيدي
ماضيك الأسود،حاضرك المشبوه،لن أتعامل معهما إلا بغريزة أنثى متوحشةتدافع بضراوةعن كل ماقديخصها، كم بحثث عن بقعةفارغةلأضع فيهاقدماي على خريطتك،وكم تجاهلا رائحة الجثث،ولكن بعدها لم أستطع إلا أن اعتزل السير على القبور ونبش الأضرحة،لا يعنيني عدد ضحاياك أو عمر أقدمها أو حتى إن كان بينها جثة بدم لم يبرد بعد..
سيدي:
ياوطنا لن أسكنه
يامدينة لن تكون يوما لي
أتعرف سر الوطن؟
لم يخلق كي يقتسم مع الغرباء
إن اختطلت في ذاكرة تربته روائحنامع روائح الغرباءوكناغيرقادرين على شم عطرنافيه،فهوبلاشك وطن مزور،أو وطن منافق.
ولست أؤمن بأنصاف الأوطان.
سيدي:
يا رجلا ممتلئ بتجاربك،أناسيدةفارغة وجاهلةتماما،ويؤسفني أني لاأستطيع أن امتلئ بك،فتاريخك دسم بمايزيدعن طاقةاستيعاب شراييني..
أعذرني سيدي،لعبتي لن تكون إلا لي.
يا سيدة غاضبة...
لا نحكم عليهم من تاريخهم ..
فقد همس لي يوما أحد الرفاق..
"أترى هذا الزير الذي أمامك.. هذا المبجل العظيم المهاب ... أصبح عبد أنثى.. لا تاريخي ولا تجاربي ولا "أوهامي ولا أحلامي كانت أروع من هذه العبودية.. أدمنها حتى الكفر حتى الموت"
سيدتي
صباح الخير
بقدر ما هو عنفوان وكبرياء