إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصتي في عالم الجن " قصة حصرية .. لعيونكم الغالية !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الحلـــ 10 ـــقة

    يجب ان اثق في الله واستعين بة واتوكل علية واثََبت القلب .. فهز موقف الحال شجاعة سؤالي للشيخ : لكن اين يقع كهف الهلاك ؟ وكيف اصل الى جبل الظلام ؟ .. نظر الشيخ الي بثقة او انة كان يثق اني لن ارفض مهرها ثم قال : لا تخف يا ولدي ما ان تغمض عينيك سوف انقلك الى قرابة جبل الظلام ومن ثم تسلك طريقك صاعدً الى كهف الهلاك الذي بداخلة الاسير .. ما ان تفك اسرة وترجع بة اطراف جبل الظلام ويستعيد قوتة هناك حيث سوف تنتقل .. فلن يكون عسيراً ان ينقلك الفارس الاسير الى قريتنا مرة اخرى بأذن الله تعالى !!

    لكن انصت واستمع .. وحفظ ما سوف اقولة لك جيداً وتذكرة : كل ما ترى من اشكال وتسمع من اصوات مرعبة لا تجعل لها سبيلاً لدخول الخوف بقلبك .. واذكر الله يحفظك .. ولا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي ولا تفتر عن ذكر الله الى ان تصل موضع الاسير .. فأن وجدت الاسير مسجونً او مقيدا !! .. فحفظ هذة الكلمات جيداً .. احفظها جيداً يا ولدي :
    " بعظمة رب العباد يا من تسيحون في كهف الهلاك عزافيرا عزافيرا عزافيرا بحق العزيز الجبار بحق سيدكم فكوا قيد الاقياد فكوا قيد الاقياد حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى "

    كنت اردد الكلمات مرات عدة خلف الشيخ وكأن الذاكرة امتسحت من المخ سوى من طنين تلك الكلمات .. بعد ان تأكد الشيخ ان الكلمات اخذت طابعها بقلبي وان الزمن و الخوف لن يمحوها .. قال الشيخ بتأكيد وصرامة : تذكر يا ولدي ذكر الله وآية الكرسي وان لا تخف طرفة ذرة ولا تنسى الكلمات !!

    نظر الشيخ الى بعد حديثة وكأنة ينتظر الجواب الاخير .. وكان يشوب قلبي نوعً من المزج بين الشجاعة و الخوف و التضحية او ربما كان سحر الفتاة المهيمن على التفكير هو الاقوى فهُزم صوت العقل والمنطق في اعماقي وبقيت اسيرالزمن .. فبادرتة بالموافقة وكأني أتمرد على شجاعتي !!

    ثم تحدث الشيخ بعد ان شفى ردي بالموافقة والاستعداد صدرة فقال : اغمض عينيك سوف انقلك قرابة جبل الظلام !!

    اذاً قد بدأت رحلتي الى عالم أخر من عالم الجن .. عالم شيطاني .. عالم مخيف مرعب .. لا اعلم ما يخفي في أرضة من صعاب !!

    سرت قشعريرة باردة بجسدي وانا اغمض العينين وقد انتقلت الى بُعدً أخر .. بُعد مفزع .. مظلم .. مجهول !!.. ثم همسٌ يتخلل الاذن : توكل على الله يا بني فقد رأيت في القرية بعض اشكالنا الحقيقية فلا تخف!! .. فتحت عينيّ !! .. فأذا بمشهد غريب للغاية توسعت لهما بؤبؤة العينين .. حيث من المعروف ان لون الضباب ابيض !! لكن ما كان يخيم على المكان ليس ابيض .. ضباب اسود في وادي رمالة حمراء تعكس في العين سيطرة الشياطين .. ومن بعيد وفوق اعلى قمة جبل الظلام تتوسط سحابة ملتفة شديدة الظلام كأنها اعصار ينبثق من قمة الجبل ليهيمن المكان شعور اسود مرعب يزيد في النفس فجوة عميقة هي الخوف .. وهذا هو الغريب !!

    خطوات بطيئة ممزوجة بالحذر بين تلك الصخور الوعرة في ذلك الوادي الاحمر الغريب وانا اذكر الله الى ان وطئت القدم طريق جبل الظلام الذي كلما اقتربت منة زاد الظلام كثافةً وضبابا .. حتى بدأت الرؤيا تصعب علي مشاهدت الطريق الا بضعة امتار .. يا ترى هل سوف تكون مهمتي صعبة ؟

    وكأن الضباب يترجم ظنوني .. انها كذلك !! فبين المترين وأنا في الصعود .. هز صخور الجبل الحادة فرقعة كدوي الرعد رجت المكان وانبعث من بينها دخان ناري ثم بدأت الطريق بلانشقاق .. ويتوسط الشق خروج يدٍ طويلة ذات اصابع و مخالب مسننة .. حادة .. لتحمل ما يخفية اسفلها .. ثم أكتمل خروج ذلك الكائن الشيطاني .. شكلة مرعب جداً .. وجهه نصف جمجمه بشريه ضخمة والنصف الاخر مخلوق غريب .. وعيناه مكانهما تجويفان عظيمان .. أرى من مكانى أن الدود يأكل ما تبقى منهما بشراهه .. اغلب جسمة ممزق والباقي كأنة عظام بلا لحم .. شكلة مفزع وبشع خرج من باطن الارض .. وانا اقف مكاني وأنظر بنظرة ينتابها الذهول من المشهد وهو يتقدم نحوي بخطوات مملؤه بالكرة و العداوة .. وأنة سوف يمزقني و يقطعني ارباً اربا بلا رحمة !!


    ماذا سوف يحدث بينة وبين الكائن الشيطاني ؟؟



    تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
    __________________
    رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

    تعليق


    • #17
      الحلـــ 11 ـــقة


      لو كان شخص حي بذلك المكان ورأى ذلك الموقف المفزع لمات رعباً .. لكن لن اقف هاكذا .. سوف اتغلب على تيار الخوف الذي ينتشلني !! فسرت موجة هي الشجاعة المتدفقة من باطن القلب فتسلسلت ذاهبة الى العقل فنصعت هناك وانبثقت لتحل عقدة اللسان بكلمات روحانية قوية انصدع جبل الظلام لها .. كلمات صوتها عميق تنبعث من نفسً مطمئن تشكلت في تلاوة سورتي المعوذتين .. نعم انها كلمات الله والتوكل علية و الثقة بة !!

      فبعد التلاوة المتواصلة توقف ذلك الكائن المرعب وكأنة يحتضر .. وبدأ جسمة بتلاشي .. وانطلقة صرخة شديدة منة هي الموت .. وكأن كلام الله عز وجل تُحول جسمة الى ذرات ثم تطايرت وانتثرت بين الضباب الاسود .. سبحان الله ولا اله الا الله .. كم كان الموقف عجيب ومفزع .. والرئة تسحب هواء الموقف بشدة ليعود الاستنشاق والتنفس لطبيعتة في ذلك المكان الشيطاني .. الحمد الله !!

      تابعت الصعود في طريقً ضيق بعد ذلك المشهد المفزع وانا على ذكر الله أمضي و الصخور من حولي تتحرك والارض تهتز كأنها سوف تسقطني من فوق الجبل ومن بينة تصدر اصوات غريبة .. مرعبة .. مخيفة .. تخترق الاذن .. صريخ .. خوار .. طنين .. كأنك تسمع ألف شخص يعذب او الف حيوان يسلخ .. و اصوات اخرى شديدة تصم الآذان .. يكاد القلب يرتعب فزعاً من وقعها .. و تفتح ابواب الخوف على مصرعيهما .. لتسيطر عليك وتستحوذك .. ويحدث ما لا يحمد عقباه .. لكن لن استسلم ابدا ولن افتر عن ذكر الله وأنا اتقدم بحفظة !!

      خطوات راسخة وحذرة وانا اشق الطريق في ذلك الجبل المظلم والعين تترقب يمنة ويسرة لعل شئً أخر مفزع .. مرعب .. يترصدني من قريب بعيون شريرة جهنمية .. فبعد عناء وصبر شديدين توقفت خلف صخرة كبيرة قرابة قمة جبل الظلام أخذ أنفاسي واستجمع قواي !!

      بينما أنا كذلك و الظلام من حولي يتبدد وينقشع بعض الشئ .. أخذت استرق النظر بنصف عين على غرابة المكان وشماخة الجبل ومن أسفلي من بعيد عمق الوادي وأحمرار تربتة التي يكسوها ضباب أسود .. ومن هواء الجو الحار الذي يلفحني من كل جانب .. بعد تأملي للمشاهد شد بصري النظر أعلى الطريق .. فهناك وعلى مرمى البصر بدت ساحة مستوية .. وأرى بعدها فتحت كهف بين الصخور .. لا شك أنة كهف الهلاك !! .. اعلى الكهف حروف كبيرة منقوشة بها مربعات وخطوط منفصلة عن بعضها البعض .. لا اعلم معناها !! .. ومن داخل الكهف أضواء حمراء لا تدري أين منبعها ؟

      وما بين الكهف حارسان من شياطين الجن .. لونهما أحمر .. لا أكد اميز وجهيهما.. لكن كأن أعينهما متوهجة كبيرة تأخد اغلب ملامح الوجة .. وأسنان طويلة تتدلى من فكيهما حتى تصل قرابة الارض .. اجسامهما طويلة صلبة و دخان اسود ينبعث منهما زادهما بشاعة وشرا !!

      تصلبت في موقعي وقبضت أنفاسي وصل عرقي و العين تترقبهما بحذرشديد وكأنهم يستشعرون وجودي .. فبعد انتظار طويل و العين تسترق تحركات الحارسين .. اذا بهما يذهبان للداخل !! .. تقدمت بخطوات سريعة ثابتة رأسً الى مدخل الكهف .. وعند قرابتة تذكرت قول الشيخ : لا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي !! .. قرأتها بخشوع شديد وتوكلت على الله .. ثم تحركة القدمان للداخل !!

      كان كهفً عميق طويل .. لكن وانا في الطريق احس ان احدهم يتتبع خطواتي ويكاد يُطبق على شفتي ان تنطق بذكر الله .. لكن كنت اقاوم بشدة وانا اتقدم .. ففي أخر الكهف هناك كان كائن ما .. كائن مخيف يجلس على الأرض مكبل بالسلاسل من كِلا يديه .. والسلاسل نفسها منقوش عليها نقش غريب .. ربما كان مشابها للنقش للذي كان أعلى الكهف !!

      لا بد انة الفارس الذي حدثني عنة الشيخ !! .. فوصف شكلة المخيف شئ صعب !! .. تقدمت الية .. وفجئة ظهر الحارسان في طرفة عين وهما يقفان جنبة كأنهما يحاولان أذيتي و منعي مما اقدمت علية !! .. كم كان شكلهما مرعب جداً .. ان الاسير لهو اجمل وصفاً بالنسبة للحارسين !!

      مع استمراي المتواصل لذكر الله عز وجل امام الحارسين .. بدأ لساني يثقل ولا يقوى الكلام .. وأخذت الاطراف لا تستجب لاوامر الحركة .. وشعرت باني ارتفع عن الارض وقد فقدت الارض جاذبيتها او أن روحي خرجت تحلق من جسدي .. او انة اصابني مس شيطاني .. قوي .. حاد .. وهما يمرقاني بنظرات الغضب و الكراهية .. ويزمجران بصوت شديد الفزع .. ويتشكلان بأبغض الاشكال وابشعها رعبا .. لعلهم يجدون مدخلاً للخوف في النفس ثم يكون ما لا يحمد عقباة .. لكن !! كان بعض الخوف يستشري الاوصال !!


      ماذا سوف يفعلة العفرتين بة ؟؟



      تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
      __________________
      رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

      تعليق


      • #18
        الحلـــ 12 ـــقة


        فكنت اقاوم تلك القوى الشيطانية واحس بنبضات القلب سوف تتوقف وأني هالك لا محال !!

        لحظات صعبة شديدة مظلمة .. ثم اغمضت عينيّ وانا احاول ان اثبت القلب واستجمع القوى الكامنة فية .. او أن ما تراة العين ويدركة الجسد لن يضرني ولن يمسني بسوء .. ثم أنطلق من الباطن المدفون شعاع من المخ .. يشع ليخاطب النفس و الكيان بهمس يتردد في منطقة الاصغاء ويتسلل بتصاعد سريع .. لا تستسلم .. لا تستسلم .. فحرك القلب و العقل ذاكرة قول الشيخ لينطق اللسان بصوت مخنوق وانفس تتقطع وكأنها تنبعث من نفق عميق :
        " بعظمة رب العباد # يا من تسيحون في كهف الهلاك # عزافيرا # عزافيرا # عزافيرا # بحق العزيز الجبار # بحق سيدكم # فكوا قيد الاقياد # فكوا قيد الاقياد # حتى إذا أحضرتم # أحرقكم المولى "

        أطلقت زفرة قوية شديدة بعد الكلمات و التعب و الارهاق يرسم الوجة لون الصفار على الجلد .. وأخذت اتنفس بصعوبة .. والهث وأكل انفاسي بشراهة .. كأني غريق ظل تحت الماء ساعة لا يتنفس ويتحرك محاولت الصعود لا يقدر .. ثم فجئة اندفع خارج الماء للهواء الطلق يستنشقة !!

        لحظات و البصر ينظر الى الاسير بعد الكلمات .. ثم حدث شئ عجيب .. لقد ذابت تلك القيود من حولة كأنة حديد يصهرمنساب وتفكك اسرة .. ثم وثب الاسير بقوة كمن ذاق مرارة العذاب ليدفنة .. ارتعد لهما الشيطانين .. و صرخ الاسير بكلمات لم افهم جميعها كمن يستحضر الاموات من القبور :
        " ******* الاهكم ********* القوي الجبار ******* سيدكم ********** العظيم "

        تلك الكلمات جعلت الحارسان يحترقان ناراً ويلتويان عذبا .. ويصرخان صرخات شديدة عجيبة مظلمة وهما يحاولان الهرب .. حتى اختفيا بعيداً و النار تشتعل فيهما من كل جانب وقد أخذت كثيراً من أجسادهما .. كأن قوى الفارس لا يقوى عليها الحارسان !!

        لحظات من الذهول والانبهار اسكنت كل حركة من الجسم كأني جثة هامدة .. ثم تحدث الاسير بنبرة سريعة تحت الاحداث فقال : بسرعة قبل ان يدركنا شيطانٌ أخر .. وأمسك بيدي يجرها بقوة وكأن قطار الموت قادم .. وأخذت الاقدام تتسارع وتنتقل من الكهف و تتقاحم بين صخورالجبل وتتلاطم على وعارة الوادي !!

        بعد تلك الاحداث استقر بنا الحال بعيداً عن جبل الظلام حيث كنا قراب موقع انتقالي السابق !! توقفنا و كنت لحظتها لا اسمع سوى صوت انفاسي المتعاقبة و الساخنة من هول الاحداث .. وكلانا ينظر بعضنا الاخر بنظرات يغمرها الفرح و الانتصار وقد تشكل الاسير بالبشر مثل ما رايتة في تلك الليلة الممطرة ..
        " الحمد الله الحمد الله " .. لقد نجانا الله من شرهما .. ثم نظر الي وبصوت يلهث وبلهجة الاستغراب تحدث : من انت ؟ .. انت لست من الجن !! .. بختصار شديد .. رويت له احداث الكيان الدخاني و الخاتم الى ان قادني القدر هنا !!

        نظر الي بتعجب وتقدير وقال : الحمدالله أني رميتُ الخاتم قبل أن يجتذبني الشيطان الاسود في اسفلت الطريق وكنت أنت من حملة وأحاط بة عن الاعداء ان يلمسوه .. انت بطل وفارس القرية وتستحق الزواج من ابنت الملك !!
        انا بفرح شديد :
        " الحمد الله " .. لكن يشغل بالي سؤال : لماذا لم تستطيع ان تتحدث بتلك الكلمات عندما كنت اسيراً ؟ .. قال : لقد كنت محاط بقوى شيطانية تمنعني النطق و الحِراك وإستخدام قواي ولأخص ان الجبل محاط بقوى شيطانية .. وان الحارسان لم يكونا سوى جنديين من شياطينهم يقوما بالمناوبة .. وهذا من حسن حظنا !! .. ثم قال لا وقت نضيعة هنا يجب ان نرحل بسرعة .. وتحدث بكلمات غريبة وقال اغمض عينيك لننتقل الى القرية !!

        انتقلنا الى القرية وكانت هناك روعة المفاجئة .. صوت يهز الزلازل في الارض .. استقبلنا بة اهالي القرية وهم يزدحمون بالترحيب و التصفيق و التهليل :
        " الله أكبر الله أكبر الله أكبر " .. وكأن بعض فرسان القرية كانوا يترقبوننا من بعيد و انتشر خبر انقاذ الاسير في القرية قبل انتقالنا اليها بلحظات .. ثم هناك أبويّ الاسير وهما يحتضنانه بقوة ودموع الفرح تنسال منهما بشغف لعودته سالما .. ثم اقترب الاسير وعائلتة مني واحتضنني الاسير وشكرني كل الشكر على مساعدتي وكذلك جميع عائلتة قاموا بالشكر الحار !!

        وهناك تقدم الشيخ وابنتة الي وهما يحاوراني نظر العز والفرح و النشوة !! .. ولم تفارق عيني ابنت الملك وهي تقترب كالفراشة وفي عينيها دمعة فرح وكانها ماسة ثمينة يتلقفها صحن خدها الناعم فاستقرت عليه .. وأنا اسرح بخيالي بعيدا .. اعانق النجوم تارة واهيم في ملكوت الله تارة .. متفكرا مقتنعا ان حال قلبي نمت في ثناياه وثنايا القلب حب و اشواق .. حب و شوق أخذ يتزايد ويتسع بنهم شديد !!

        ثم اكتسى وجهها بنظرات من لؤلؤ ومرجان من اجمل ما رات عينيّ يزخرفها احمرار خجل كأنة حجر كريم أحمر خلاب .. وبتسامة هي الوان الطيف لتروي القلب وتبعث فية الحياة .. ويبعثر كل ما مر بي من غمامة من صعاب .. أنها ابتسامة طال انتظرها !!


        هل سوف يتزوجها ام ان هناك أحداث أخرى ؟؟


        تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
        __________________
        رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

        تعليق


        • #19
          الحلـــ 13 ـــقة


          ثم تحدثت اسيرة قلبي ودواء روحي وشفاء صدري بصوت ينبعث ما بين امواج الانهار وتغريد العصافير ونسمة السماء فقالت : مرحبا بك سالما غنما .. تتوق العين لناظرك ويخفق القلب لحاضرك .. ثم اطرقت برأسها استحياءً من وجود ابيها .. وكأن في أعماقها انشودة عشق عذب أخفاه استحيائها من ابيها ان ينسال من شفتيها !!

          شعور جميل عذب يدغدغ روحي بالفخر ويحك في القلب فرح الانتصار ويهز كياني جمالها وزادني استحيائها سروراً وبشاشة في القلب قبل الوجة لم استطيع ان أخفيه عنهما .. والشيخ وابنته يقفان حولي !!

          ثم نظر الشيخ الي بهدوء والسعادة تغمر وجهة وهو يربت على كتفي وبنبرة يعتليها السرور : بارك الله فيك ياولدي انا فخور بك كل الفخر .. هيا بنا نذهب الى الغرفة الخاصة لتأخذ بعض الراحة بعد رحلتك الشاقة !!

          انطلقنا وأنا اتبعهما الى الغرفة الخاصة حتى اذا وصلنا قرابة الغرفة نظر الشيخ الى أبنتة وكأنة يخاطبها بلغة العقل لا باللسان ثم استأذنت بأنكسار .. سوف ستتركنا لوحدنا وهي تودعني ببتسامة ملائكية عذبة لم تفارقها الى ان رحلت .. كالوردة يفتقدها الربيع وقلبي ينظر اليها باشتياق .. ثم نظر الشيخ الي وكأنة يحد من لهفتي وغرامي فقال : سوف تأخذ منها وتأخذ منك يا ولدي في الاجل القريب بأذن الله تعالى .. هيا لندخل الغرفة !!

          ازال الشيخ قطعة القماش الابيض الناصع الذي كان هو الباب فدخلنا .. فكانت الغرفة ذات سرير ضخم ابيض يغمرة لحاف ابيض كذلك .. وكأن شكلة ناعم .. حريري .. مريح .. لكن الغريب ان الغرفة خالية !!! لاتحمل .. لا طاولة .. لا نقوش ولا حتى اية اثاث سوى ذلك السرير و الجدران البيضاء تحيط بة من كل جانب وكانك تعيش في عالم بلا الوان !! .. اندهشت قليلً ثم بقينا لوحدنا نتبادل اركان الحديث !!

          سئلني الشيخ عن احداث فك الاسير ؟ وباختصرحكيت له ما دار من احداث مرعبة .. مظلمة .. صعبة !!

          نظر الشيخ الى وقد احزنة ما صادفني من احداث عصيبة فقال : حمداً لله على سلامتك وعلى سلامة الاسير .. ثم صمت قليلاً وكانة يعد ويسطر الكلمات في خطوط افكاره فقال :

          لقد وعدتك يا ولدي ان ازوجك ابنتي ان وفيت المهر وقد فعلت .. فلما يبقى الا ان اوفي بعهدي لك .. بأذن الله تعالى سوف يكون حفل زواجك في هذة الليلة بعد صلاة العشاء .. وسوف يحضرها عددٌ كم من شتى القبائل المجاورة .. لكن ما لا يعلموة ان ابنتي ستتزوج من احد البشر .. فمن عاداتنا التزاور قبل الزفاف بساعات و التواجد اوساط القرية .. ويصعب تواجدك بيننا الى ان يكتمل وجودهم و اعِلمهم وأشرح لهم وأطلب منهم التشكل بهيئة البشر .. وهذا ليس بالشئ اليسير ان يقبلوة .. فأخشى قبل ان يكتمل تجمعهم أن يعلموا بوجودك هذا من جه .. ومن جهة أخرى نحن الجن نستشعر وجود بشراً في عالمنا بمسافة .. فأن شعِروا بك قبل اجتماعي بهم سوف تسيد الفوضى بين القبائل و القرية !!

          ما اطلبة منك يا ولدي ان ترجع الى عالم البشر ليتسنى لنا ترتيب الزفاف وشرح الاحداث الى ضيوفنا من القبائل المجاورة وسوف أطلب من سكان قريتي ان يتكتموا جميع الاحداث عنك الى بعد انتهاء الاجتماع !!

          اثناء حِواره انطلق بعقلي جرس الوقت يرج بأنذارة الذاكرة ليعلن تأخر أداء صلاة العصر فحرك الشفتين : استسمحك يا شيخ اريد ان أصلي صلاة العصر فقد تأخرت عن موعدها !! .. انطلق بصر الشيخ ببسمة تتراقص في شفتية كالماء العذب وهو ينظر الى زاوية الغرفة ويشير اليها بأصبعة ويقول : هناك دورة المياة وسوف ارجع اليك بعد أنتهاء صلاتك لنكمل الحديث .. ثم أختفى في لمح البصر !!

          نظرت حيث نظر وأشار .. عجيب وغريب في السابق عند الدخول لم يكن هناك باب سوى باب الدخول .. والأن يوجد مدخل دورة المياة بعد ان كانت الجدران بسماكتها تحصر الغرفة من كل جانب .. سبحان الله العلي القدير .. لكن هل سوف أفاجئ كثيراً في هذا العالم العجيب ام ان هناك أحداث أخرى غامضة غريبة تنتظرني ؟


          ماذا سوف يصادفة من غموض وأحداث في عالم البشر ؟؟


          تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
          __________________
          رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

          تعليق


          • #20
            الحلـــ 13 ـــقة


            ثم تحدثت اسيرة قلبي ودواء روحي وشفاء صدري بصوت ينبعث ما بين امواج الانهار وتغريد العصافير ونسمة السماء فقالت : مرحبا بك سالما غنما .. تتوق العين لناظرك ويخفق القلب لحاضرك .. ثم اطرقت برأسها استحياءً من وجود ابيها .. وكأن في أعماقها انشودة عشق عذب أخفاه استحيائها من ابيها ان ينسال من شفتيها !!

            شعور جميل عذب يدغدغ روحي بالفخر ويحك في القلب فرح الانتصار ويهز كياني جمالها وزادني استحيائها سروراً وبشاشة في القلب قبل الوجة لم استطيع ان أخفيه عنهما .. والشيخ وابنته يقفان حولي !!

            ثم نظر الشيخ الي بهدوء والسعادة تغمر وجهة وهو يربت على كتفي وبنبرة يعتليها السرور : بارك الله فيك ياولدي انا فخور بك كل الفخر .. هيا بنا نذهب الى الغرفة الخاصة لتأخذ بعض الراحة بعد رحلتك الشاقة !!

            انطلقنا وأنا اتبعهما الى الغرفة الخاصة حتى اذا وصلنا قرابة الغرفة نظر الشيخ الى أبنتة وكأنة يخاطبها بلغة العقل لا باللسان ثم استأذنت بأنكسار .. سوف ستتركنا لوحدنا وهي تودعني ببتسامة ملائكية عذبة لم تفارقها الى ان رحلت .. كالوردة يفتقدها الربيع وقلبي ينظر اليها باشتياق .. ثم نظر الشيخ الي وكأنة يحد من لهفتي وغرامي فقال : سوف تأخذ منها وتأخذ منك يا ولدي في الاجل القريب بأذن الله تعالى .. هيا لندخل الغرفة !!

            ازال الشيخ قطعة القماش الابيض الناصع الذي كان هو الباب فدخلنا .. فكانت الغرفة ذات سرير ضخم ابيض يغمرة لحاف ابيض كذلك .. وكأن شكلة ناعم .. حريري .. مريح .. لكن الغريب ان الغرفة خالية !!! لاتحمل .. لا طاولة .. لا نقوش ولا حتى اية اثاث سوى ذلك السرير و الجدران البيضاء تحيط بة من كل جانب وكانك تعيش في عالم بلا الوان !! .. اندهشت قليلً ثم بقينا لوحدنا نتبادل اركان الحديث !!

            سئلني الشيخ عن احداث فك الاسير ؟ وباختصرحكيت له ما دار من احداث مرعبة .. مظلمة .. صعبة !!

            نظر الشيخ الى وقد احزنة ما صادفني من احداث عصيبة فقال : حمداً لله على سلامتك وعلى سلامة الاسير .. ثم صمت قليلاً وكانة يعد ويسطر الكلمات في خطوط افكاره فقال :

            لقد وعدتك يا ولدي ان ازوجك ابنتي ان وفيت المهر وقد فعلت .. فلما يبقى الا ان اوفي بعهدي لك .. بأذن الله تعالى سوف يكون حفل زواجك في هذة الليلة بعد صلاة العشاء .. وسوف يحضرها عددٌ كم من شتى القبائل المجاورة .. لكن ما لا يعلموة ان ابنتي ستتزوج من احد البشر .. فمن عاداتنا التزاور قبل الزفاف بساعات و التواجد اوساط القرية .. ويصعب تواجدك بيننا الى ان يكتمل وجودهم و اعِلمهم وأشرح لهم وأطلب منهم التشكل بهيئة البشر .. وهذا ليس بالشئ اليسير ان يقبلوة .. فأخشى قبل ان يكتمل تجمعهم أن يعلموا بوجودك هذا من جه .. ومن جهة أخرى نحن الجن نستشعر وجود بشراً في عالمنا بمسافة .. فأن شعِروا بك قبل اجتماعي بهم سوف تسيد الفوضى بين القبائل و القرية !!

            ما اطلبة منك يا ولدي ان ترجع الى عالم البشر ليتسنى لنا ترتيب الزفاف وشرح الاحداث الى ضيوفنا من القبائل المجاورة وسوف أطلب من سكان قريتي ان يتكتموا جميع الاحداث عنك الى بعد انتهاء الاجتماع !!

            اثناء حِواره انطلق بعقلي جرس الوقت يرج بأنذارة الذاكرة ليعلن تأخر أداء صلاة العصر فحرك الشفتين : استسمحك يا شيخ اريد ان أصلي صلاة العصر فقد تأخرت عن موعدها !! .. انطلق بصر الشيخ ببسمة تتراقص في شفتية كالماء العذب وهو ينظر الى زاوية الغرفة ويشير اليها بأصبعة ويقول : هناك دورة المياة وسوف ارجع اليك بعد أنتهاء صلاتك لنكمل الحديث .. ثم أختفى في لمح البصر !!

            نظرت حيث نظر وأشار .. عجيب وغريب في السابق عند الدخول لم يكن هناك باب سوى باب الدخول .. والأن يوجد مدخل دورة المياة بعد ان كانت الجدران بسماكتها تحصر الغرفة من كل جانب .. سبحان الله العلي القدير .. لكن هل سوف أفاجئ كثيراً في هذا العالم العجيب ام ان هناك أحداث أخرى غامضة غريبة تنتظرني ؟


            ماذا سوف يصادفة من غموض وأحداث في عالم البشر ؟؟


            تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
            __________________
            رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

            تعليق


            • #21
              الحلـــ 14 ـــقة


              بعد الصلاة و الدعاء .. وشئ من العناء يسري في الجسد ليطلب الراحة .. ظهر الشيخ من جديد فقال : لن اطيل عليك يا ولدي .. لقد انهكك التعب من ما صادفك من احداث و وجب عليك أخذ قسط من النوم و الراحة .. ولكن سوف تمكث ساعة واحدة فقط في هذا السرير قبل ان يبدء حضور القبائل المجاورة .. وسوف اسعى ان تحضى باقصى راحة من النوم .. وعذرني يا بني !!

              بعد نومك سوف تكون قد انتقلت الى عالمك .. عالم البشر .. ومن ثم تعد بعد صلاة العشاء الى نفس الطريق المواجة للوادي الذي صادفتك أبنتي فيه .. ما ان تصل الطريق قرابة الوادي قل :
              " سيدكم العظيم فاتح الطلاسم اقفال سمصمائيل " أقرأها 3 مرات وأحفظها جيدا يا ولدي .. ومن ثم سوف ننقلك الى عالمنا وقريتنا بأذن الله تعالى .. سوف أرحل عنك الأن لأبدا لأهتمام بتراتيب الاجتماع و الضيوف و المراسيم ولا تنسى ما اخبرتك بة !!

              أجبتة بالفهم و الموافقة .. لكن ما سقاني بة الشيخ من حديث طويل لم ارتشف منة الا قطرات بسيطة لكيفية طريق العودة لمقابلة ملكة جمال القلب و الروح و الطبيعة .. لم يكن العقل مشغول الا بها .. ولكن دوامة التفكير والاجهاد و التعب و الاحداث التي انهكتني استسلم لها الجسد و الروح أخيراً .. لاغطَ في نوم عميق في نعومة السرير ودفئة الحنون وكأنة يحتضنني لافرغ شحنات الارهاق فية !!

              بعد ساعة من النوم في ذلك السرير الناعم الذي لم احس بأنعم منة من قبل .. فتحت عينيّ بنشاط ليتلقف بصري أشعة الشمس الذهبية .. وعيني تغمض قليل لتقلل تأثير سطوعها .. والرياح الساخنة تلفح قليلً من وجهي .. وقد توسد رأسي بسخرة ملساء صغيرة .. و وجدت نفسي استظل تحت جبلً صغير وكأن السماء كانت لحافي و الرمال سريري .. ثم قمت من مكاني بتعجب أنفض التراب من حولي .. وشعرت ان نومي كان ساعات طوال جميلة و مريحة وليس ساعة واحدة فقط .. فخلت انني انما كنت في حلم جميل .. حلم صادف وجودي والنوم في هذا المكان !!

              لكن كل الدلائل والمؤشرات .. براهين دامغة .. ادلة واضحة .. تثبت ان ما يحصل معي حقيقة وليس خيالاً .. ثم تقدمت خطوات سريعة بعد الجبل .. لعل الموقف اشعل فتيلة التخيلات ليخلق ضباباً بين الحلم و الحقيقة .. لكن مع تتابع الخطوات وما ان وقع بصري على الشارع العام و سيارتي المركونة جانب الطريق احسست بفرح يغمرني .. فرح ينتشلني من الخيال وبين الحقيقة .. ربما ذلك الشعور اني في عالمي .. عالم البشر !!

              ما كان لي احدٌ اقصدة بعد كل الاحداث غير الذهاب الى صديق جدي وأعلِمهُ بكل ما جرى !! .. انطلقت بسرعة عأدا الية .. وكأني اسابق الزمن واحقق الحلم .. وصلت بلدة صديق جدي الطيبة وانا اقترب من منزلة وقد أخذت ذرات الشمس الذهبية تتسلل من النافذة تاركة خلفها ظلا لطيفاً ممزوجاً ًببرودة ناعمة .. نظرت من النافذة واذا بقرص الشمس يكاد ان يتوارى في الافق البعيد وراء الجبال.. ترجلت عن السيارة وطرقت الباب عدت مرات .. لكن الغريب لا صوت يبادلني من الداخل .. لا حركة اسمعها !! .. يا ترى ماذا حدث لصديق جدي فهو لا يقوى الخروج من منزلة الا في اوقات نادرة !!

              وفي وسط أعصار التفكير جائني الجواب من احد المارة وهو يلقي السلام و التحية ثم يسئلني عن من تبحث فشكلك يوحي انك لست من هذة البلد وقد اتيت من مكان بعيد ؟ .. رددت السلام .. ثم اخبرتة اني ابحث عن صديق جدي الذي يقطن هذا المنزل !!

              نظر الي بغرابة ثم بأندهاش قال : لقد توفى الله صديق جدك منذ قرابة اسبوعين .. رحمة الله عليه !! .. تحدثت بتعجب و استنكار كبيرين وكنت كالمشدوه : كيف !!! لا يمكن !!! فقد كان موجودا هنا في منزلة في هذا الصباح وقد أستضافني !!! وجلسنا مع بعضنا البعض نتناول زواي الحديث !!! .. ثم رحلت عنة وهو في أفضل حال !!!

              لحظات وتسائل مبهم مع كل الاحداث.. هل كنت احلم ؟ .. تلك الافكار حولت نفسي لميدان عراك .. ميدان اشتد فيه الصراع بين العقل والمنطق من جهة .. وبين العاطفة والقلب من جهة اخرى !!

              ما سر صديق جده ؟؟

              تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
              __________________
              رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

              تعليق


              • #22
                الحلـــ 15 ـــقة


                مزق ذلك الاستنكار و التعجب عندما مالت الشمس نحو الغروب صوت أذان المغرب وهو يقطع شريط الحديث .. ثم قال ذلك الرجل : امرك عجيب ولا وقت لدي لأكمل الكلام .. فقد حان وقت الصلاة !!

                ذهبت للمسجد وأنا اقصد جمع صلاة المغرب و العشاء " صلاة سفر " وأنا في حيرة من أمري او لأكشف حقيقة الحلم .. فخلصتُ الى تحذير النفس : أحذر قبل ان يعرف أي مخلوق كان بقصتك او حلمك هذا .. والا ستتهم بالجنون .. وستكون عرضة للسخرية ويهزأ منك الصغير قبل الكبير !!

                فبعد الصلاة سئلت بعض أهالي القرية عن صديق جدي وكأني لم أصدق ما قيل لي من قبل .. فما كان جوابهم غير الذي قالة ذلك الرجل الطيب .. فزادة شدة الصاعقة ووقعها على الحال و العقل !!


                استرجع بذاكرتي مسار الاحداث فزاد شعور المنطق يرسم الايقاع أنما كنت أحلم .. حلم طويل وعجيب يقارب الحقيقة في خفاياها .. وغصت في بحر مليء بالحيرة والاسئلة .. ربما لِلغز صديق جدي وحزن وفاتة وتضارب الاحداث بين الخيال و الواقع !! .. والرأس يخالطة التعجب والقلب يعتصرة الحزن ولألم !!

                فشعرت وكأن اوراق الزهر في عز الربيع بذلت وتساقطت نفحاتها في نهر الحياة .. وراودني شعور أخر غريب مليء بالأسى والمرارة .. بل شعور أكثر من ذلك كمن فقد حياتة كلها من فاجعة وفاتة .. فترقرقت الدموع على مقلتي و اللسان تعجز التعبير الا أن ادعوا لة بالغفران و الرحمة .. فلم يبقى لي أحدٌ الجئ الية من الأنس في هذا العالم .. عالم البشر !!

                لكن لحظة !! .. الليلة تتعطش لها كل نفس اسيرة بالحب .. الليلة هو يوم زواجي ببنت الملك .. ولا يوجد متسع من الوقت .. والطريق طويل .. فيجب ان اسرع لأصل جانب الوادي او ان الفضول يصارع المنطق ليكشف حقيقة الوهم !!

                نظرت الى السماء وقد ارخى الليل سدوله وتعذرت الرؤيا .. وحجب الظلام المكان و الحال .. فمسحت الدموع والاحزان و الاوهام ورائي لمواجهة صفحات الزمن .. فاستقلت السيارة منطلقا بسرعة الى الطريق الطويل !!

                هناك من بعيد مع سرعة السيارة وقطع المسافات يترائ الى ناظري من ضوء مصابيح السيارة الامامي ذلك الجبل الصغير حيث كنت من قبل !! .. ازدادت لهفتي وأنا أتقدم بسرعة .. لكن على ما يبدوا اني تأخرت قليلاً .. فقد انتهت صلاة العشاء منذ لحظات !!

                ركنت السيارة جانب الطريق بين ذلك الوادي امام الجبل الصغير ثم تقدمت خطوات سريعة اشق فيها الطريق مستنيراً بضوء القمر الخافت .. وهاجس المنطق يعصفني من جهه والحلم الجميل الذي اتتوق الية من جهة أخرى .. لكن هي لحظات عصيبة مؤرقة اكسر فيها حاجز الخيال وغشاوة المنطق .. تقدمت قليلاً ثم صرخ اللسان بكلمات الشيخ التي كانت اتذكرها ربما كانت حلم لكن ما زال رنينها عالقاً بذهني :
                " سيدكم العظيم فاتح الطلاسم اقفال سمصمائيل " .. نطقتها 3 مرات وانا كلِ امل لِلقاء حلمي الجميل !!

                لحظات صعبة شديدة و العقل يتلفت يمنة ويسرة لعلة يجد وبيص الحلم فيدمغ المنطق !!

                انتظرت لحظات ولم يحدث شئ يذكر سوى ظلام الليل يزخرفه ضوء القمر الخافت .. وصوت تموج الرياح الباردة في ذلك المكان !!!

                ترقرقت الكلمات : اذاً !! لقد كنت احلم .. يا حسرتي .. اين هي زهرة حياتي !!!!!

                فسقط قلبي بين يدي و ذرفت عيوني دموع الحب و الشوق وبكى القلب بحيرة الاحزان واعتصر الفؤاد بين الدمعات !! يا إلهي هل اصبح الحلم سربا تناثر في السماء وتبعثر بين النجوم .. اريد ان اصغي الى نداء العقل و الى شروح العلم وفلسفة الخرافات والرؤى .. ولا اريد ان اخضع للمنطق الذي سيحرمني من روحي وحياتي .. ومن اجمل لحظات العمر و الحلم الجميل الذي اصبحت لا اريد تفسيراً له .. وكل الذي اريده واتمناه هو حبيبتي .. وحياتي .. وروحي !!


                ما سر الحلم وهل الاحداث مربوطة بصديق جده ؟؟



                تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
                __________________
                رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                تعليق


                • #23
                  قصــتي فــي عــالم الــجن



                  في ليلة ظلماء تكبدت الغيوم الداكنة وطغت على الموجودات في السماء .. ودوى صوت الرعد ممزفاً سكون الليل وهو يشق الغيوم .. ثم هطلت الأمطار في غزارة لتغرق الطرقات واسطح المنازل والسيارات التي تراصت بجوار الرصيف .. وسالت القطرات على واجهة شقتي الزجاجية كأنها قطرات الندى !!

                  وقفت أتأمل الأمطار مستمتعاً بمنظرها وهي تتقاطر .. والرياح الباردة تعدل من مسارها وتتدافع يمنة ويسرة .. لا أعرف سر حبي للمطر !! .. ربما لتلك اللذة التي أستشعرها وأنا محصن داخل منزلي الدافيء .. والبرد والمطر يزئر في الخارج !!

                  تسائلت في فضول : ترى هل كل البشر محصنين داخل منازلهم ؟ أم هناك من يعاني من البرد والمطر في الخارج ؟

                  جائني الجواب بأسرع مما أتخيل عندما شاهدت شبح شاب يسير مستترً بالمنازل وكأنه يحتمي من السيول المنهمرة .. لكن على ما يبدو أنه فشل مع كل تلك المياة التي تتساقط منه !!

                  لمحت فجأة ذلك الشيء الذي يتلوى خارجاً من باطن الأرض .. كان يبدو كالدخان .. دخان أسود كثيف .. مقبض .. مخيف .. جعلني أشعر بخوف وفزع شديدين .. اندفع ذلك الكيان الأسود الشيطاني الرهيب نحو ذلك الشاب .. الذي على ما يبدو كان هاربً منه والذي حدق فيه لحظات ثم أطلق صرخة هائلة رجت المنطقة كلها .. وأخذ يركض محاولة الهرب !!

                  لكن ذلك الكيان الشيطاني أندفع نحوه بسرعة خارقة .. وأختلط دخانه بجسده وهو يدور حوله .. ثم سرعان ما جذبه بقوة رهيبة إلى تحت الأرض !!

                  كادت عيناي تخرج من محجريهما وأنا أشاهد الكيان الأسود وهو يخترق أسفلت الطريق ويجذب جسد الشاب الذي أطلق صرخات مدوية عالية .. وشاهدت جسده وهو يغوص شيئاً فشيئاً في الأرض الأسفلتية .. وبطريقة تنافي أي عقل ومنطق .. حتى تلاشى جسده تماماً وأختفى معه ذلك الكيان الشيطاني الرهيب !!

                  تسمرت في رعب شديد ، وأنا لا أكاد أصدق عيني .. ثم تنبهت فجأة إلى أنني وقفت كمتفرج ولم أحاول المساعدة بأية طريقة .. ولكن كيف كنت سأساعده من ذلك الكيان المخيف ؟ للأسف لا توجد طريقة أعرفها ..!!

                  لفت أنتباهي شيء ملقى ويتلامع على ارض الطريق وقد أغرقته مياة الأمطار .. فحدقت فيه لكي أتبين كنهه !! لكني لم أستطع ..جذبني الفضول لمعرفة ذلك الشيء .. وهل هو السبب فيما حدث للشاب ؟ .. أم أنه سقط من شخص آخر ؟

                  لم أفكر كثيراً ذكرت الله وقراة المعوذتين وهبطت من شقتي إلى الطريق المغرق بمياة الأمطار .. وذهبت رأساً إلى ذلك الشيء وألتقطه بيدي .. لم يكن شيئاً ذي أهمية .. مجرد خاتم قديم كبيرً بعض الشئ !!

                  أخذته ورجعت مرة آخرى إلى شقتي لأتأمل الخاتم في نور الردهة .. في البداية ظننت انه خاتم تراثي مزخرف بنقوش قد سقطت من احد المارة .. لكن وبعد تأمل عميق اخذتني الدهشة .. لم تكن زخارف الخاتم تحمل اي تعابير البشر وما كان يوجد به من رموز ملتوية كــ الاغصان لم استطع فك رموزها .. وهل كان للخاتم علاقة بلأحداث ؟؟

                  نظرت الى السماء وقد بات المطر يزداد هطول وكأنة يشاركني حجم الغموض .. نظرت مرة اخرى الى الخاتم القديم وقرأت علية آية الكرسي تحسباً .. ودار بذهني ان اذهب الى صديق جدي لعلي اجد الجواب !! .. فلم يكن احدٌ ألجئ الية بعد الله غيرة .. " وانا يتيم " رحمة الله على والدي وعلى جدي المتوفى .. فصديق جدي ذات دين ويعلم بعض اسرار الجن .. " العالم الاخر " .. فلم يتشتت نصب تفكيري عن زيارتي لة !!

                  ذهبت الى الفراش المركون على زاوية الغرفة .. تمر الاحداث في خاطري برعب شديد وكأن الليل لن ينقضي .. ثم ذكرت دعاء النوم وبدأت عيناي تأخذ طريقها الى النوم بعد ان شاهدت من الرعب ما لم تشاهدة من قبل !!

                  بعد نوما عميق وليلة مملؤة باحداث مرعبة .. شق سكون الفجر جرس المنبة وهو يرج ارجاء الغرفة وشئ فشئ يتسلسل الى مسامعي صوت المنبة .. استيقظت ومتدت يدي لتسكت غضب المنبة المتواصل ونظرت الية بعينين متثاقلة .. لقد حان وقت صلاة الفجر !! .. ذكرت دعاء الاستيقاظ ثم ذهبت الى الحمام و الوضوء و التوجة الى المسجد المقابل للطريق لصلاة الجماعة !!

                  بعد الصلاة و الدعاء رجعت الى شقتي بهدوء .. ويتسلل ذاتي شعورا بأمواج الراحة و الاطمئنان .. ثم دخلت الغرفة أنظر الى ثرياها البسيطة و انظر الى الخاتم القديم فوق الطاولة الخشبية وكأنة يبادلني الغموض و الاستنكار.. ياترى ما سر هذا الخاتم القديم ؟ وما علاقتة بالأحداث السابقة ؟.. وبحزم ينتشل أطرافي .. لن انتظر الجواب !! سوف أرحل الى صديق جدي الذي يقطن بعيدا عن زحام المدينة .. لعل الاجوبة تأخذ مسارها لتطفئ لهيب الفضول و التعجب !!

                  سوف تكون رحلة طويلة يسابقني الزمن في اسفلت الطريق ان اقطع مسافة 350 كلم على افضل تقدير .. لأشق طريق الوصول الى بيت صديق جدي الذي اشتاقة القلب .. ام العين فلم تنعم حلاوة ناظرة منذ قرابة الشهرين .. كم جميلاٌ ان ازورة ويشفي الشوق و الحيرة سرور لقائة !!

                  استعددت للرحيل ولأمال تدفعني .. وانا احمل الخاتم القديم بجيبي قاصدً سيارتي المركونة جانب الطريق التي تزاحمت السيارات من حولها !! .. ثم بسكينة وهدوء دخلت السيارة وانا اقرأ دعاء السفر الذي أمرنا بة نبينا المصطفى .. ودب شعورا بالنشاط والحيوية يحثني على النهوض .. وشعورا بالراحة والطمانينة عمل على تهدئة اعصابي .. ثم انطلقت بسيارة مسرعاً .. وكأنها تهرب من ضجيج وخناق المدينة ومن ذلك المشهد المخيف في تلك الليلة الظلماء !!

                  بعد مضي مسافة قصيرة بالسيارة .. وصور احداث تلك الليلة الرهيبة ما زال راسخٌ طابعها وهي تسيطر على زواي تفكيري .. فترددت اليد وهي تمتد لشريط الاغاني لعل سماعها يقلل من روعتي ويأنس وحشتي .. ثم أنساب صوت الاغاني ليذوب في مداخل الاذن وكأنها سوف تعيد لبس الهدوء و كسوة السكينة الى الاعصاب التي أرهقتها موجات التوتر و الاستغراب من فاجعة تلك الليلة !!

                  وبينما صوت الاغاني يتراقص مع أسفلت الطريق و يصدح داخل السيارة ليهز شعوري المتناقض بين الغموض و الهدوء .. حطم حاجز الحال تمايل السيارة العنيف الذي أخذها يمنة ويسرة وكأنها سوف تنقلب راس على عقب .. حاولت بقوة السيطرة عليها وكأن شئً .. غريب .. مخيف .. او مارد .. يريد ان يقتلعها عن مسارها الذي تعهدت علية .. وأخرى اصوات غريبة .. مرعبة .. تضرب جوانب السيارة بمطارق كأنها الرعد حين يقصف جو السماء !!

                  غرقت الافكار في بحر الخوف الى ان رأت قارب النجاة وهو يُذكرها ان الشياطين تفر من ذكر الله !! لحظتها لم اتردد !! .. فبسرعة متناهية لا ارادية اطفئت الموسيقى .. وبصوت عالي وسريع .. صرخت كالتائه الذي وجد ضالته فاهتدى فقلت :
                  " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وتلوت ما حفظ صدري من بعض آيات و ذكر الله الحكيم .. وكل زاوية من عظامي تنتفض و ترتعش من الخوف .. اما وجهي فأصفر لونة كصفرار الاموات !!

                  مع صدمتي بجدار الموقف المفزع وتواصل تلاوة آيات القرآن الكريم .. أخذ رداء السكون يهيمن شئً فشئ على غرابة تلك الاحداث المرعبة الى ان سيطر الهدوء زمام أنفعال السيارة ثم عادت الى طبيعتها وتلاشى صوت ضرب المطارق و التمايل بجسم السيارة .. لقد تبلل جسمي عرقً وارتعشت اوصالي خوفً وشعرت بالقلب ينبض تحت القدمين وانا اقول برعب : اعوذ بالله ما كان هذا الذي حدث ؟؟ .. كنت كالمشدوة لا ادري ماذا افعل !!

                  اوقفت السيارة بعد عدة كيلو مترات جانب الطريق بين السهول .. وانا اذكر الله والتهم انفاسي والملم افكاري واستجمع قواي من الموقف المخيف .. الحمد الله الذي نجاني من هذة المحنة !! .. استقر بخاطري بعد رخاء وجلاء في الصدر والذي كاد ان ينفجر من شدة هلع الموقف .. ان اتابع المسير و ان لا افتر عن ذكر ربي الى ان اصل بلدة صديق جدي !!

                  وبعد طول الرحيل والسيارة بعجلاتها تنهب الطريق وتلتهم المسافات امتاراً وراء امتار .. اقتربت من بلدة صديق جدي .. لقد كانت بلدة بسيطة البنيان تحيطها جبال شامخة وكأنها تحرسها .. سكانها طيبون .. تزخرفها اشجار النخيل المتمايله مع نسيم الرياح بشكلً جميل .. وتجري الافلاج من بينها لترسم نورقً اخر زادها جمالً وبهاء .. شعورٌُُُ رائع جميل يتراقص بداخلي شتت أثار الخوف بالقلب .. يا ترى هل كل من يعيش في المدينة محروماً من هذا الشعور ؟ .. زاد ذلك الشعور العذب بعد ان شق البصر منزل صديق جدي .. الحمدالله !! .. وصلت اخيراً !!
                  __________________
                  رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                  تعليق


                  • #24
                    أقتربت في الطريق الترابي من المنزل وقد أخذت قساوة الزمن بعض ملامح جدرانة الطينية العريقة .. لكن ما أن تقع عينك علية تحس أنك سوف تعيش حلاوة الماضي .. تقدمت ثم طرقت باب صديق جدي الخشبي ومقبضة الحديدي .. فبعد لحظات وطرقات عديدة ومن داخل البيت المتواضع وبصوت وهنً ضعيف سمعتة يقول : تفضل بالدخول !! ... فتحت الباب ونظرت الى صديق جدي الذي ملئ وجهة الزمن بالتجاعيد .. وانكماش فتحة عينية .. وباتت العظام تبرز من فوق الجلد السخيف مع تلك العصى الشجرية القديمة التي كان يتكئ عليها .. تبادلنا السلام والتحية .. وهو كالعادة !! ترى القناعة والحكمة و الهيبة في وجهه كأنة كتاب قديم اوراقة صفراء عتيقة .. وغلافة السميك الذي يشعرك بأنك ترى التاريخ !!

                    ما لبثنا ان تبادلنا بعض اطراف الحديث .. وقد أستضافني لتقديم شرب فنجان القهوة كعادتة .. فسرى شرب القهوة داخلي بطعم لذيذ لم استشعرة من قبل .. لكن هناك امرٌ عجيب شدني بعض الشئ !! .. فصديق جدي يحب كثيراً شرب القهوة وهنا أكتفى بالنظر و التحديق او كأنة لم يشرب قهوة من قبل !! .. قطع ذلك التناقض العجيب .. استحواذ تفكيري بالخاتم القديم .. فبعد الحديث !! .. تحركت اليد لتسلك الجيب و تخرج الخاتم .. فأخذت اشرح لة ما دار من احداث غامضة في تلك الليلة المرعبة وكيف حصلت على هذا الخاتم الغريب .. وما صادفني في طريقي الية من خوف !!

                    سيطر على صديق جدي سكونا مطبق حاولت من خلالة ان استشف ما تترامى الية ملامح وجهه .. وبين ذلك السكون وما ارتسم من تعابير مبهمة .. قام صديق جدي فجئة وقال بصوت تغلبة الصرامة : انتظرني !! واتجة الى غرفتة الخاصة التي كان دأماً يحرص ان لا يدخلها احد .. واحيانا يضل فيها ساعات طوال لا احد يعلم ما يحدث فيها من غموض الا الله !!

                    ازداد سكون المجلس غموضاً كالليل الحالك من ما طرأ على صديق جدي ومن الاحداث السابقة المرعبة .. فكنت ارتقب ان يفتح صديق جدي باب غرفتة الخاصة بفارغ الصبر .. كالفجر ينتظر بزوغ الشمس لتكشف اشعتها الدافئة خبيا الظلام .. لحظات ويكسر ذلك السكون صوت فتح الباب ومن بينة صديق جدي وقد تبدل لون وجهه من ماءً صافي اختلطت بة قطرات الغموض فغيرت لونة الى لون شاحب .. مما أزداد أغرقاق مخيلتي في مستنقع الحيرة و الاستغراب !!

                    وبصوت يحمل الدهشة .. انطلق لسان حالي بكلمات الاستفهام و التعجب !! .. ابتي .. ابتي .. ارجوك اخبرني ما الذي يحدث ؟؟... .. نظرالي .. وعيناه تحمل كل معاني الحزم كانها نار ملتهبة والتي لم اعهدها علية من قبل .. ثم تقدم وامسك بيدي فبسطها ووضع الخاتم القديم في ثنايها وضم الاصابع بقوة وقال بشدة : اذهب يا ولدي فبعد مشارف المدينة مباشرةً من الجهة الاخرى يوجد وادي !! .. احفر حفرة صغيرة بة .. وضع الخاتم بداخلها .. ثم ادفنة .. واقرأ علية آية الكرسي !!

                    شئ من الرهبة و الصمت و الاستنكار أطبق على الذات وانا اردد بحيرة : بأذن الله تعالى يا ابتي .. واعلم ذلك الوادي جيداً !!

                    جاء وقت الرحيل كي اودعة !! بعد ما زاد الغموض من حال الى حال أغمض .. والاخص تلك التصرفات الغريبة التي طرأت علية وكأنة شخص اخر غير الذي اعلم .. ومن ما أخفى علي سرالخاتم الغريب !! .. وقفت قرب باب خروج البيت و صديق جدي يضرب على كتفي بحزم أحس بة كتيار يهزني .. ثم قال : يا ولدي .. اذكر الله في طريقك للعودة ولا تتهاون عن ذكرة .. وافعل ما امرتك بة في شئن الخاتم !!

                    أجبتة بثقة وعزيمة اني سوف افعل ما طلبت مني بأذن الله تعالى .. ثم خرجت من المنزل فودعتة و الغموض يعتريني من كل جانب ثم انطلقت الى طريق العودة !!

                    اطلقت العنان لسيارتي في ذلك الطريق السريع وقد اخذ الغموض ينهش فكري ويستحوذني .. وانظر الى الطريق الذي يعكس بعض اشعة الشمس الذهبية في بساطة الاسود .. ومن بعيد ذلك السراب كأنة دخان انبعث من براكين الارض .. ومن قلة السيارات العابرة فية .. وبين جوانب الطريق يخلوا العمران وتكثر السهول و الوديان فية ومن بعض الجبال البعيدة المتفرقة .. مما زادتة وحشتاًً و خلوة .. وكأن الطريق اصبح اطول من السابق وانة بلا نهاية !!

                    هناك من بعيد وانا مسرع في الطريق وبعد هدوء وسكون بدت ملامح العمران تترائ الى ناظري .. لقد بدء السرور و الفرح يشق طريقة الى شريان القلب لينبض بسعادة من جديد بعد عناء وخوف شديدين .. وبينما انا كذلك ظهر في عرض الطريق البعيد شئ لم اعرف كنهة .. شئ غريب .. شئ لا يتحرك !! .. اقتربت رويداً رويدأً وانا اخفف من سرعة السيارة .. نعم انة بشر يقف متسمراً في منتصف الطريق كأنة جبل لا يتزعزع من مكانة .. مهما كانت قساوة الاعاصير!!

                    اقتربت من ذلك الشئ أكثر .. لحظة .. انها فتاة !!! .. وبدا عليها انها لا تعير اية اهتمام لهجوم السيارة العنيف .. وهي في منتصف الطريق السريع لا تتزحزح من مكانها .. وكأنها ترمقني بنظرات غريزة و بعيدة طال انتظارها !! .. في هذة اللحظة دار بعقلي ان ازيد من سرعة السيارة واتجاوزها من جانب الطريق الترابي بعد ما صادفني من احداث مرعبة وغامضة .. او ان ما يدور امامي مجرد وهم او حلم في ليلة سوداء .. لا ادري ما افعل !! فتاة في عرض الطريق لا تتحرك صامدة او انها تنتظرني وانا اقود السيارة بتجاهها .. لم اعد اتحمل التفكير ابداً !!

                    تحركت القدم لتزيد الضغطُ على دواسة البنزين والسيارة تتجة طريقها اليها لا محال .. ما الذي يحدث !! .. ففي لحظة توقف المحرك رغم الاصرار والضغط المتواصل على دواسة البنزين .. لقد شُلت حركة المحرك تماما وتوقفت السيارة جانب الطريق .. كأن قوى سحرية تسيطر على كل زاوية من زواي المحرك تنبعث من تلك الفتاة المتسمرة عرض الطريق وهي تنظر للموقف بهدوء وثقة تامة .. !!

                    تسمرت في المقعد وهي تقترب مني بهدوء وثبات .. لم اصدق ما ارى عندما دنت من السيارة .. ثم وقفت جانب نافذة السيارة المفتوحة !! ففركت عيني وكأني في حلم لا يواجة الحقيقة !! .. انها حقاً آية في الجمال تعجز دواوين العرب عن رسمها بالكلمات.. ذات رداء ابيض حريري .. وزاد من جمالها شلال شعرها الاسود المتموج الذي تدلى مسترسلا حتى تعدى الخاصرة...اما الوجه فكان لوحة في غاية الخلق والجمال .. سبحان الله الذي ابدع !!


                    سحرني جمالها وانا انظر اليها .. ما كان يرتسم على وجهها لا خوف.. لا رعب.. لا ابتسامة.. و لا حتى تعجب .. ملامح جامدة كالجليد الابيض مما زادها جمالً وبهاء .. توقفت كل مشاعري وهي تشاهدني بنظراتها الساحرة وبدت ابتسامة على شفتيها كانها انشودة عشق عذب وقالت بصوت ملائكي : لا تخف انت في حفظ الرحمان !! .. انطلقت كلماتها كالنسيم البارد فخفق لها القلب بين الضلوع و دخلت القلب فملكته واطفئ نورها كل زوايا الخوف بكياني !!

                    عشرات الاسئلة بل مئات دارت بخاطري .. من تكون ؟ وماذا تريد ؟ وهل لها علاقة بتوقف السيارة ؟ وماذا ... !! قطع حبال الاسئلة همس حديثها بصوت عذب هادئ كتدفق الانغام من طرب الربيع : تنحى من السيارة و اتبعني ولا تخف سوف تعلم كل شئ بأذن الله تعالى في الاجل القريب !!!

                    لم املك في لحظتها اية تفكير !! لقد توقفت كل الاحاسيس امام ذلك الجمال الصارخ الذي يذهب بكل لب انسان على وجه الارض وتلك الرائحة الزكية العبقة المنبعثة كالنسمة تتراقص بين الرياح لتعبرمداخل الاستنشاق وتستقر في القلب وتفجر في العقل جاذبية لا اقوى سيطرتها سوى ان اتبعها حيث تذهب كأنها قيدتني بسحرها بقيود لا يقوى اعتى الرجال من فكها !!

                    لم يفارق العين و القلب بريق جمالها وكأنها قيدت الرجلين بحبال تقودها فسخرتها لتحاذي خطواتها دون أعتراض .. بعد مسافة من تتبعها استيقظت حواس الابصار لتدرك تناثر ذرات الرمال الذهبية مع سرعة الرياح المناسبة وسطوع الشمس في كبد السماء وبعض الشجيرات المتدحرجة هنا وهناك على بساط الوادي لتخلق حقيقة ان الارض قاحلة لا حياة فيها .. وانا احدق في هذا المنظر المريب لم انتبة في لحظة بسيطة ان الشارع العام و السيارة بات لا اثر لهما هنا .. واني انتقلت بين اودية وسهول في طرفة عين .. في مكانٍ ما قد نسيه بني البشرمنذ القدم !!

                    شعرت بخوفً من المجهول .. شئ من العالم المخفي .. قطع ذلك الشعور الغريب بعد صمت من تتبعها واحساس اني مسلوب الارادة .. فسألتها كالضال الذي يبحث عن طريق للنجاة : اين انا ؟ وكيف وصلت هنا ؟ وما هذا المكان ؟ .. التفتت الي ببتسامة خفيفة وكأن تعابير اندهاشي سبب تلك البسمة ثم همست بصوت هو العزف على الناي : لا تقلق قد اقتربنا من الوصول الى المكان !!

                    يستعليني الفضول لمعرفة المكان الذي تنشد ؟ وماذا تريد مني ؟ ومن تكون ؟.. لكن كأنها لن تجيب عن تسائلاتي وهي تمضي طريقها بستمرار .. او ان الصبر هو الاجابة .. فتغلب الصمت على الشفتين وان اتبعها حيث تمضي .. لعل صمتي يسرع سفينة الاجابة !!
                    __________________
                    رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                    تعليق


                    • #25
                      مع تتابع الخطوات وهي تمشي برشاقة الغزلان .. نزلنا الى منطقة منخفضة عن الوادي وقد بدت من بعده قرية كأنها هجرت منذ قرون عدة .. تحرصها الجبال من كل زاوية .. وبها منازل صغيرة طينية متباعدة وقد بدا تهدم بعض اطرافها مع تحطم ابوابها الخشبية .. والرياح الملتوية بالرمال تعصفها من كل جانب وتدفع الابواب يمنة ويسرة لتصدر صوتً كأنة ضرب الفؤوس على العظام و الذي زادها وحشة ورعبا !!

                      هدوء غريب وسكون رتيب .. كانت خطواتها تزداد سرعة كلما اقتربنا من القرية .. ثم توقفَت لحظة ولتفت بوجهها الساحرالذي يضئ كالقمر ليلة البدر .. لتقابلني عيناها الواسعتين الذي يتوسطهما حجر اسود كريم .. وشعرها الحريري الذي انساب مع دورانها ومع حركة الرياح ليغطي بعض الوجه ويرسم لوحة ساحرة أخرى مزخرفة بأجمل الالوان .. ثم تحدثت بصوت رقيق حازم : انتظر هنا لحظات !! فهناك ما لا يجب عليك ان تراة في القرية !! .. سوف اعود اليك بعد قليل !! .. ذهبت مسرعة كالرياح وكأن قدميها لا تلامس الارض وختفت بين البيوت المترامية !!

                      انتظرت قليلاً وكانت مخالب الفضول تنهشني من كل جانب .. يا ترى ما الذي يجب ان لا أراه في القرية ؟ وما سر وجود هذة القرية التي لا تحمل اي صورة من صور الحياة ؟ ومن تكون هذة الفتاة الجميلة ؟ وماذا تريد مني ؟ .. فلم اتحمل الانتظار !! .. خطوات متقاربة وانا أسلك الطريق للاقترب من القرية شئً فشئ !!

                      مع اقترابي المتواصل الى القرية وعين الفضول تحدق يمنة ويسرة .. كادت العين تخرج من محجرها وهي تلمح ذلك الكائن الغريب !! .. كائن مخيف .. مرعب .. راسه اسود كبير .. عيون ملتهبة .. ومن فتحة الثم تخرج انفاس كالدخان .. ويكسو اغلب جسمة قشور كقشور التماسيح .. ومن منتصف ظهره برزت مجموعة عظمية متصلبة ذات رؤوس حادة .. وزاد من حدة الخوف ذلك الصوت المنبعث كخوار الثور عند ذبحة .. هنا فقط سكن الرعب اوصالي فسرت في الجسد قشعريرة كادت ان تُوقِف القلب وشعرت بأن قدمي ترتعش ولا تقوى حتى على الوقوف .. وكم تمنيت الموت لحظتها !!

                      بعد ذلك المشهد المريع و الجسد متجمد بلا روح .. تحرك العقل الباطن فانحلت عقدة من اللسان لأصرخ بأعلى صوت استطيع
                      " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " .. تردد صدى الصوت في سماء القرية وكأن الجبال تبادلني الشعور.. بعد لحظات من الرعب هو الموت لم تصدق عيناي مرة أخرى عندما بدء الكائن المخيف التحول شئً فشئ على شكل بشر !! هل كان صراخي بالتعوذ سبب ذلك ؟ .. جائني الجواب بشدة وقد تنبة لوجودي ثم استدار الي !!

                      انقطعت انفاسي وانفتحت العينين على مصرعيهما والكائن يتجة نحوي بعد تحولة بشرا وقال بعصبية : من ماذا تستعيذ ؟.. هل تعتقد ان اشكالكم انتم بنو البشر تعجبنا ؟ .. لقد اجبرنا ملك القبيلة بأن نتشكل بهيئة البشر بسبب وجودك على أرضنا !!

                      تجمدت اوصالي حتى عن الهرب وشعرت ببرد يسري في الاطراف وعجز اللسان ان ينطق بحرف سوى ان اتمتم بآيات كنت احفظها .. فبينما انا كذلك في ذلك الموقف العصيب !! .. ظهرت تلك الفتاة مسرعة لتقف الحاجز بيني وبين ذلك الكائن الذي تشكل على هيئة بشر .. كأنها أتت لتنقذ غرقي وتحملني الى شاطئ النجاة !! .. ثم وقفت برهة و أطرقت برأسها إلى الأرض وبهدوء رفعت راسها لتنظر بغضب الى ذلك الكائن المتحول وتحدثت بكلمات لم افهمها .. او هي كلمات الجن كما اعتقد !! .. ثم اشارت باصبعها الية ان يرحل !!

                      ما لبث ذلك الموقف لحظات وهي تقف بصفي .. حتى ارتدت الروح الى القلب .. وأخد الدم يتدفق من جديد بعد ان تصلب في مجرى الشراين .. كأن قوى الفتاة تسيطر على قوى الكائن الغريب او أنها أعلى منه مقما .. فبعد اشرتها له .. نظر الكائن المتحول اليها بأنصياع ثم أخذ ادراجة وتلاشى بعيدا عن ساحة المكان .. كأن الارض ابتلعتة !!

                      بعد الحادثة العجيبة وانا اتنفس الصعدا والملم افكاري و الغموض يعتليني من كل حدب ليخاطب المنطق في منطقة المخ فينسجة الى حاسة الادراك اني لست في عالم الانس .. بل عالم الجن .. عالم اخر وقوانين مختلفة تماما عن ما أعيش وأعايش في أرض الواقع !!

                      وبينما كان الذهول و الانبهار يمزقني و ويشتتني .. نظرت تلك الفتاة الي بنظرة حادة وبزاوية تنحدرالى العصبية وبصوت يشوبة التهجم ثم قالت : الم أقل لك من قبل ان لا تغادر مكانك وتنتظرني لحظات ؟

                      بعد سؤلها العسر في ذلك الموقف الصعب انكسر حالي ان أنبس بكلمة !! .. قطع ذلك الموقف الغريب صوت اقدام كالهدير تتجمع وتتصاف بعضها ببعض بشكل عجيب .. استدرت لمصدر صوت وقع الاقدام لينطلق البصر تجاة الطريق الرملي بين المنازل المترامية و المتهدمة لأرئ افواجً من الناس مجتمعون واخرين يخرجون من منازلهم ليلحقوا بهم .. ويتوسطهم شيخ مهيب كامل الخلقة بلحيةٍ بيضاء طويلة زادته هيبة و وقارا !!

                      الغريب في الامر انهم يتقدمون الي بخطوات ثابتة وانا انظرالى ذلك الشيخ المهيب .. الذي لا يوجد ادنى شك انه يترئسهم !! .. كانت قدماه حافيتين كأنهما لا تلمسان الارض !! .. في الأمر شيء واحد غريب جعلني اتأكد بأن الشيخ أيضاً من الجن !! .. ما هي الا لحظات قصيره واجدهم يقفون امامي كالحلقة متصافين .. لكن ما أن تقدم الشيخ قربنا حتى قامت تلك الفتاة التي كانت بجانبي بفرحة .. استبشارت وتشبثت بيد الشيخ ثم اشارت الي !! .. و الغريب أيظن ان الجميع ينظر الي بتحفز كأن الغنيمة وصلت فحان حصادها !!

                      لسان حالي يقول : كم شيطاناً منهم سيتلبسني ؟ .. ازداد الرعب في النفس عندما اشارت الي .. و ارتعدت كل خلية في الجسد .. فأصبحت اقرأ اية الكرسي همساً .. لحظات شديدة ثم انحنى الشيخ و سألني بصوتٍ غليظ : ماذا تقرأ و على من ؟ .. ابتلعت لعابي وانا افكر : لماذا لا تردعهم حتى آية الكرسي ؟ .. لمن سالجى بعد الله وبمن احتمي ؟ .. ما مصيري الان وقد عجزت عن ردعهم عني وأنا لا استطيع أن أحرك ساكنا ؟

                      انعقد لساني ان اجيب سؤال الشيخ .. نظرالشيخ الى حالي المزري الذي يرثى علية وابتسم في وجهي ثم استرسل قائلاًً : لا تقلق يا بني فلن يؤذيك أحد .. نحن مثلك ندين بالإسلام و نعرف حرمة أذية المسلم !!

                      كانت كلماتة كالغيث يُسقى بها ارضٌ ظلت سنين قاحلة .. فطمئن قلبي بعض الشئ واسترجعت انفاسي .. ثم قلت بوجل : من انتم ؟ .. وماذا تريدون مني ؟

                      اجاب الشيخ باسماً : نحن قوم من الجن وأنا ملك الجن في هذا الوادي و قد أمرت القبيلة بحسن استقبالك وان لا يؤذك احدٌ ابدا .. وان يتشكلوا بهيئة البشر خوفاً ان يصيبك الهلع او الجنون ان رأيت اشكلنا الحقيقية !!

                      اصابتني لحظات من الصمت و التردد وانا انظر الى تلك الفتاة الجميلة التي تقف مع الشيخ .. لماذا كلما انظر اليها يستحوذني سحرها ؟.. او اني اعشقها وملكت القلب من غير سابق انذار .. شعور غريب .. عجيب .. انساني بعض الخوف !! .. بادلتني النظرات وابتسمت بوداعة كأنها تطمئنني ان لا تخف فأنت تحت رعايتنا !!

                      نظرت الى الشيخ وبصوت متهدج وكأني طفل صغير سئلتة : هل تقسم بالله أنكم لن تؤذوني ؟ .. ابتسم الشيخ مرة اخرى وربت على كتفي .. فشعرت بيدة الدافئة .. دفئٌ يسري الى القلب سكينة وهدوء .. ثم تنحنح الشيخ قليل قبل ان يقول لي : لا تقلق يا بُني فلن يعصىِ أمري احد من القبيلة !!

                      غموض كبير وكم من لأسئلة تجتاح مخيلتي .. قطع تفكيري صوت الشيخ وهو يقول : هيا يا بني !! .. قم بنا الى مجلس الجن وسوف تعلم كل شئ بأذن الله تعالى .. فأنت في ضيافتنا !!

                      هدوء وسكون خيم على سماء القرية .. ونظرات من شيخ القبيلة موجة لأفراد القبيلة .. قبل ان يقول بصوت عالي تجاههم : مرحباً بك في قرية الجن مرحباً بك خارج عالم البشر!! مرحباً بك !!!!! أنت الآن في ضيافتنا !!!!! أنت الآن " في ضيافة الجن "

                      امتلأ الوادي بالترحيب و ضجت أركانه بالهتافات و الصيحات الغريبة وكأن القرية تهزها الزلازل من كل جانب !!!!!

                      لم ينتابني من قبل شعورٌ بالفخر كمثل الذي اشعر بة وانا امضي بجوار ملك الجن في ذلك الوادي و خلفه باقي أفراد قبيلة الجن وهم يحتفون بي ويستقبلوني استقبال الأبطال .. ونحن نسلك طريقنا بينهم الى مجلس الجن الذي كان خلف جبلً عظيم !! .. " كلنا سوف يفخر بهذا المشهد "

                      لكن شد انتباهي في الطريق وانا اتوجس حولي يمنة ويسرة .. تزايد عدد افراد القبيلة وانضمامهم الى الاخرى .. المدهش !!! ان منهم من يطير ومنهم من يتشكلون على شكل بشر ومنهم من يقارب البشر مع بعض التشوة .. ومنهم من ارى اشكال مرعبة .. مخيفة .. واعين متوهجة !!

                      كان بعض الخوف و الهلع يستشري أركان شجاعتي .. لكن بعد طمئنة ملك القبيلة لي وترحيبهم الحار .. وجدت نفسي اكثر ثقة وتئقلم بعض الشئ مع اشكالهم الغريبة !!

                      سؤال غريب يدور بذهني .. هل كل ملوك الجن يحضون بذلك الحب و الاحترام قِبل شعبهم في عالم الجن ؟ ام ان ملوك الانس ليسوا كملوك الجن ؟
                      __________________
                      رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                      تعليق


                      • #26
                        بعد ممرً طويل انقطع التفكير و التعجب عند مجلسً كبير امتلأ بالجن المتشكلين على هيئة بشر .. الغريب في مجلسهم لم يكن كمجالسنا نحن البشر!! .. فكان يحتوي على اصخر متراصة بشكل دائري يتوسطه صخرة كبيرة .. لا شك ان الصخرة الكبيرة كرسي الملك !! .. وخلف المقاعد الصخرية جدران منقوشة بأحرف غريبة ملتوية كالتي نقشت على الخاتم .. وبين زواي المجلس الصخرية يشع ضوء أحمر ينبعث من مصدر لا أعلمة .. يمنحك الضوء شعور ان المجلس ملتهب .. ومن امام الصخور المترابطة وعند الصخرة الكبيرة مائدة عظيمة تحمل اشهى الطعام ما حلِمت .. تزخرفها صحون وقوارير من فضة مرصعة بأجمل ما شهدت عيناي من جواهر .. تتخلالها فواكة شتى مرتبة ترتيبً دقيقا .. ومن بينها يتسلل الى الانف راحة طيبة لذيذة تفتح كل مداخل الشهية كي تلتهم المائدة اجمعها .. شعورٌ لذيذٌ هوَ !!

                        دخلنا مجلس الجن و اجلسني الملك جنب مقعدة تكريماً لي .. ومن حولة قعد كبار القرية .. بعد ان أخذ كل واحد منا مجلسة .. تحدث الشيخ بصوتٍ حميم فقال : تفضل يا ولدي فقد استقبلناك في عالمنا وضيفناك بيننا فخذ ما لذ و طاب لك من حاجة من طعام .. فنحن الجن لا نأكل ما تأكلون !!

                        تعحبت بعض الشئ عن حديث أكلهم .. لكن سحرتني المائدة وانا انظر الى الطعام الشهي .. ومعدة البطن يعتصرها الجوع مع صرير صوتها الخافت .. ومن جراء تلك الاحداث المتتالية .. فلم اتحمل سحر المائدة .. فشمرت على ساعدي :
                        " بسم الله الرحمان الرحيم " وبنفسٍ مفتوحة امام مائدة عظيمة وراحة طيبة تحركت يداي لتنقض على الطعام هنا وهناك وكأني لم اذق الطعام منذ ايام عديدة او ان للطعام سر لذيذ عجيب يجعلك تلتهم الاكل لهما !!

                        بينما انا كذلك غارقٌ في الطعام تحدثني نفسي !! يا ترى هل كل ما يتملكني من غموض سوف ينجلي في هذا المجلس الكبير .. مجلس الجن ؟ ام ان الغموض سوف يزداد لينهش كل ما تبقى من خلية العقل من تفكير ؟ .. لحظات صعبة وفضول وتعجب انهك الخاطر واستولى علية منذ ذلك المشهد في تلك الليلة الغامضة وما جرى بعدها من احداث مرعبة يشيب لها شعر الراس من اول وهنة !!!!!

                        بعد انتهاء الطعام و الحمد و الشكر و الدعاء .. نظر الشيخ الي بنظرات مرتقبة .. ثم بادرني بسؤال مباغت او كأنه ينتظرني بفارغ الصبر الى ان انهي الطعام فقال : هل الخاتم بحوزتك ؟ .. اجبت بتردد وبصوتً خافت نعم هو في جيبي .. وبعض الرهبة تسري في العروق فنطلقت يداي لتخرج الخاتم ثم بيد مرتجفة سلمتة اياه !!

                        نظر الشيخ الية وقد ارتسمت صور النصر و الفرحة في تعابير وجهه .. ثم نظر الى بفخر فقال : اتدري ما سر هذا الخاتم يا ولدي ؟ .. انة احد كنوز واسرار عالم الجن العظيمة !!
                        " ان من يمتلكة يكسب قوى وسيطرة تفوق قواة الطبعية " .. وبطريقة ما سقط في يد اشد الجن كفرً على وجة الارض .. فحارب بة مسلمي الجن فقتل فيهم تقتيلا .. الى ان ظهر جنيٌ مسلم بأسة شديد يدعى : " عمياث " هزمه واخبى الخاتم في مكان ما .. مكان مجهول عن الجن .. خشية ان لا يقع مرة اخرى في يد الطواغيت .. فظل الخاتم مطموسً عن الجن منذ دهور عديدة .. فنحن في عالم الجن لا نتحارب بالسيف و المعدات مثلكم يا بنو البشر .. وانما بالقوة والسيطرة !!

                        تنفس الشيخ قليلً .. وقد أخذت الدهشة مداخل الاذن من حديثة عن سر الخاتم .. ثم تابع حديثة بسؤال فقال : لكن يا ولدي كيف حصلت على هذا الخاتم العظيم ؟

                        سرت بعض القشعريرة لذكر الحادثة .. فسردت لة ما حدث بين شبح الشاب و الكيان الاسود الشيطاني وعندما لمع شئ لم اتبين كنهة وكيف قبل ان انزل قرأت المعوذتين خوفاً .. ثم كان الخاتم بحوزتي وقرأت علية اية الكرسي تحسباً و.. !!

                        استوقف كلامي صوت الشيخ وهو يقوم من مقعدة و يهلهل ويكبر بيدية فقال بسعادةً : حفظك الله يا ولدي كما حفظتنا .. لو لم تقرأ المعوذتين قبل نزولك للطريق .. وبعد ان حصلت على الخاتم آية الكرسي لما كان الخاتم بحوزتك وحوزتنا ولهلكت وهلكنا معك .. وبفرح !!.. الحمدالله .. الحمدالله !!

                        صمت الشيخ برهة وكأن في صمتة شئ مريب .. ثم قاطعتة بسؤال يدور بذهني : يا شيخ كيف عثرتم على الخاتم الذي طُمس منذ زمنً بعيد ؟ ومن كان ذلك الشاب والكيان الاسود ؟

                        نظر الشيخ الي نظرات هادئة وقال بتبسم : قصة عثور الخاتم قصة طويلة ولكن ما يجب عليك ان تعلمة ان أحد اقوى شبان قريتنا وفرسانها قد عثر علية .. وتفشى الخبر .. وسمع به قبيلة الجن الكافرة .. الذين يقطنون الجهة المقابلة لحدود قريتنا .. فتعقبوا اثرة بأعتى شياطنيهم فترصدوا له .. وحدث ما حدث ما رأيت من مشهد في تلك الليلة .. وظننا ان الخاتم وقع بأيديهم .. لكن الحمدالله لم يكن كذلك .. ولكن للأسف ظل الشاب اسيرً لديهم والذي يساومنا العدو بالمقايضة بينة وبين اطلاق عدد كبير من افرادهم في سجن القرية !! .. ثم صمت الشيخ !!

                        نظرات متبادلة بين كبار القبيلة و الشيخ في ذلك المجلس الكبير لم ادرك محواها .. جائني الجواب على شكل نداء من خارج المجلس : قد حان وقت صلاة الظهر !! .. قام الشيخ وكل من حضر المجلس وقال : هيا بنا للوضوء وصلاة الجماعة يا عباد الله !!

                        ما لم يخطر ببالي كيف تكون صلاة الجن !! هل يأدونها مثل ما يفعل البشر؟ ..نظر الشيخ الي وكأنة يقرأ حبال افكاري !! .. قم بنا معاً نصلي في جماعة فصلتنا لا تختلف عن صلاتكم في شئ .. وبأذن الله تعالى سوف نعد و نكمل الحديث !!

                        بعد اداء الصلاة " سكينة وطمئنان " توجهنا من جديد الى المجلس وكل واحد منا اخذ مقعدة السابق .. فقال الشيخ : تفضل يا ولدي .. كلنا اذانٌ صاغية .. فسئل ماشئت !! .. نظرت الية بفخر .. فلم يزدني احتراماً وتوقيراًً للشيخ اكثر مما حضيت بة من كرم و حفواة وتضييف في قريتة .. أحدث ذاتي وأتسائل هل يوجد امثالة من الانس في عالمنا ؟!!

                        وبحترام شديد وأعجاب اجبت : اجل ياشيخ !! من هي تلك الفتاة التي قادتني لقريتكم ؟ وكيف علِمتم ان الخاتم بحوزتي ؟

                        بدت ابتسامة لطيفة عجيبة وكأنها لوحة فنية دافئة من الشيخ ثم قال : تلك هي ابنتي الوحيدة وهي من اجمل الفتيات واشدهن قوة وذكاء !! .. كلمات الشيخ هزت زواي القلب بشتياق ونبضاتة تحن لرؤيتها .. وانا اتلفت يمنة ويسرة لعلي أرها من الحاضرين !!

                        تابع الشيخ حديثة بهدوء وكأنة يعلم ما سر انفعالي : ما ان عبرت يا بني قراب وادي قريتنا وأحد افراد القبيلة يحرسها من جهة الشارع المواجة لوادي الاعداء .. الا وقد احس بقوة الخاتم بحوزتك .. فرتد الحارس ليعُلمني ان الخاتم العظيم بحوزت شاب مسلم من بنو البشر .. فما كان الا ان ارسل ابنتي اقوى فرسان القبيلة مع بعض الجنود لتتعقبك وترجع الخاتم بسلام !!

                        أحدث نفسي : اذا تلك الفتاة كأنها الحور .. من سحرتني .. هي ابنت ملك الجن .. ابنت الشيخ !!

                        يتابع الشيخ حديثة : بعد مدة اتتني ابنتي الوحيدة وهي تحمل البشرى ان الخاتم في أمان .. لكن ..!! .. طلبت مني طلب .. وترجتني كل الرجى ان اقبلة .. ولأنها ابنتي الوحيدة ولا ارفض لها طلب .. وافقت مبدئياً على طلبها !! .. فما كان منها الا ان قالت : يا ابتي ان ذلك الشاب الذي كان الخاتم بحوزتة صاحب خلق ودين فقد انقذنا من ان يقع الخاتم بيد الاعداء فيَغيروا علينا .. وقد احضرتة لقريتنا تكريمً وتضيفً لة .. فأطلب منك ان تستضيفة بعالمنا وان تأمر اهالي القبيلة ان يتشكلوا بهيئة البشر وان لا يؤذوه ابدا !! .. فما كان مني الا ان ارضخ للأمر الواقع .. أمر وجودك في عالمنا و لطلب ابنتي .. ثم اعقبتها بسؤال : هل كان هذا سبب جلب الشاب هنا ؟ .. ابتسمت وأطرقت برأسها .. واحمر وجهها خجلا !!

                        انظر الى الشيخ بنبهار وفرحة .. واستولى على الفكر اكثر هو نهاية حديثة .. لكن !!.. هل يعقل ان ابنت ملك الجن معجبة بي وفعلت ما فعلت من اجلي ؟ وما سر تلك الاحاسيس الجميلة التي تجتذبني عندما تقع العين عليها وهي تبادلني تلك النظرات الوردية !! .. هل انا معجب بها وهي تشاطرني الشعور ؟ .. ام ان الاحداث المرعبة استوحشت القلب نظرة الحنان فما ان استقرت العين في جمالها اخذت تغرد بة هربً من الاحزان !! شعورٌ متناقضٌ هو في عالمً عجيب !!
                        __________________
                        رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                        تعليق


                        • #27
                          سحابة سكون تهيمن سقف المجلس ونظرات اعينهم تنهال على كالمطر .. فلم ادرك ذلك الا بعد ان قام الشيخ بهيبة وكبرياء ونظر لجميع القاعدين وقال بنبرة صارمة : انصرفوا !! .. فما كان منهم ان اختفوا في طرفة عين .. ثم قعد و نظر الي و بصوت رؤف قال : هل تحبها ؟؟ .. قصف من الاسهم انهال على او كأن مطرقة هُش بها لساني !! .. ثم بصوت مرتعد وخافت أجبت : اجل احبها !! .. ابتسم الشيخ وتهللت وجنتية بالرضى وقال : هل يعني هذا انك سوف تتزوجها ؟؟

                          فرحة غامرة امتلكت كياني وتسللت الى ان تصل اللسان .. لكن !! وبصوت متردد : نعم اتزوجها !!! لحظات جميلة هي تلك .. لكن هل فعلاً احبها او هي تعشقني ؟ او لماذا ترجم لساني بزواجها .. وكيف اتزوجها !!

                          تنفس الشيخ بهدوء وقال : هل توافق على مهرها ؟؟ .. انا !! و بثقة يشوبها الخوف والتئني : لكن ما مهرها يا شيخ ؟ فأنا يتيم .. ولا املك الا القليل والحمدالله على ما تيسر من حال !! .. تقهقة الشيخ قليلاًً فقال : لا يا ولدي ليس هذا ما اعني .. ان العدو أسر ذلك الشاب الذي وصفتة مع الكيان الشيطاني في مكان يدعى
                          " كهف الهلاك .. أعلى جبل الظلام " .. فأن استطعت فكاك اسرة فذلك مهرها !!

                          نظر الشيخ الي وكأنة يعزز ثقتي بنفسي ثم قال : يا ولدي ان جبل الظلام وكهف الهلاك احيط بقوى شديدة من شياطين الجن .. يصعب علينا نحن الجن وتضعف قوانا القتال و الطيران حولة .. لكن انتم البشر لا ينطبق عليكم نظامنا .. ويسهل عليك فك اسرة بما تملك من الايمان و الثقة وعدم الخوف .. ولا تنسى يا ولدي ان ابنتي قد تقدم لها كثيراً من فرسان القرية ومن القرى المجاورة .. فأن زوجتك ايها هاكذا .. فلن يرضي هذا اغلبهم وقد اواجة بعض الاضطرابات بيني وبين سكان قريتي وبين قبائل القرى المجاورة !! لكن ان استطعت انت ان تفعل ما يصعب عليهم فعلة .. فسوف يكون مهراً ثمين .. يعجز عنة اغلبهم وافخر بة انا امام القبائل الاخرى ويكون حجة قوية لزواجك منها .. فلذلك طلبت مهرها فكاك الاسير !!

                          خواطر واحداث سريعة كالبرق تمر في شريط ذاكرتي !! .. الخاتم .. اهتزاز السيارة .. صديق جدي .. الفتاة .. عالم الجن !! .. وها انا يعرض على ان اتزوج ابنت ملك الجن ولا اعلم عنها الكثير !! .. لكن ما اثق فية ان وميض جمالها يجري في الدم لينبض القلب وكأن الحياة مربوطة بها .. فأن فارقتها توقف شريان الحياة .. لكن !! قد طلب الشيخ فك الاسير من كهف الهلاك مهراً لها !! .. فعصف بقلبي هاجس سريع .. هل اقوى على مهرها ؟ .. وماذا ينتظرني في جبل الظلام ؟ وكيف ببشراً ان يتزوج بجنية ؟

                          بينما كنت غارقاً في تفكيري .. تحدث الشيخ فقال : يا ولدي انت تعلم ان ابنتي قد تقدم لها كثيراً من فرساننا وفرسان القرى المجاورة .. وكانت ترفضهم !! .. و ما شدني لسؤال زواجك منها سر تعلق ابنتي بك .. وهي قد احضرتك هنا .. ونظراتها اليك وما كنت تبادلها الشعور من نظرات .. وانا لا اشك انها معجبة بك !! .. لكن قبل ان تقبل او ترفض المهر سوف اسئلها ان كانت ترضى بك زوجا ؟ .. فلتعذرني يا بني .. سوف اعود اليك بعد لحظات !!

                          اختفى الشيخ فجئة بضع دقائق معدودة .. انقضت دقيقة بعد دقيقة وأنا أحس بها ساعات ثقال .. شعور عميق يلفه الصمت وتصارع محتدم بين الفكر والعاطفة يلتهم ما تبقى من مخيلتي .. هل سوف تقبل بي زوجً ؟. ام هل استطيع على مهرها الذي يهز اركان شجاعتي ؟ وقت عصيب وهدوء غريب اسمع فية دقات القلب .. وفجئة !!! ظهر الشيخ جنبي في لمح البصر وهو يحمل اطنانً من البشرى ان قد وافقت !!

                          أصبح الخيال واسع وشريط الذاكرة سريع و النفس تتلاطم و الافكار تتبعثر واعاتب استعجالي .. كيف لي ان أحضر المهر !! ومن اين ؟ من جحيم الشياطين
                          " كهف الهلاك "

                          تعقدة الافكار في عقلي .. وقبل ان تتحرك شفتاي بكلمة .. قال الشيخ : انتم البشر تخشون الجن اليس كذلك ؟ .. بلى يا شيخ نحن نخاف من الجن !!..اذا يا ولدي ماذا لو اخبرتك ان الجن يخشون فيكم اموراً ويستغلون فيكم موضعا !! يا ولدي حافظ على صلاتك في وقتها تكن في حفظ الله .. واحفظ اية الكرسي تكون حجاب لك منهم .. واذكر الله كثيراً يهابك الجن .. ولا تنسى ان الجن يستغلون فيكم مداخلا !!.. فكن طهوراً لا يجد الجن مدخلا .. وأجتنب المعاصي فأنها تستهوي الشياطين .. يا ولدي ان الخوف مدخلا لهم فأن اخافوك فذكرالله واحفظة يحفظك !!

                          بعد ما زرع الشيخ في قلبي جبالً من الثقة و الشجاعة .. وفي وقت زمني قصير لا يسمح ببقائه طويلا لم استطع ان ارفض .. والاخص اني في عالم الجن .. عالم لا اعلم ما يخفي في طياتة .. ولم استطع ان ارفض مهر اجمل ما رأت عيناي في هذا الكون .. وانها ابنت ملك !!

                          يجب ان اثق في الله واستعين بة واتوكل علية واثََبت القلب .. فهز موقف الحال شجاعة سؤالي للشيخ : لكن اين يقع كهف الهلاك ؟ وكيف اصل الى جبل الظلام ؟ .. نظر الشيخ الي بثقة او انة كان يثق اني لن ارفض مهرها ثم قال : لا تخف يا ولدي ما ان تغمض عينيك سوف انقلك الى قرابة جبل الظلام ومن ثم تسلك طريقك صاعدً الى كهف الهلاك الذي بداخلة الاسير .. ما ان تفك اسرة وترجع بة اطراف جبل الظلام ويستعيد قوتة هناك حيث سوف تنتقل .. فلن يكون عسيراً ان ينقلك الفارس الاسير الى قريتنا مرة اخرى بأذن الله تعالى !!

                          لكن انصت واستمع .. وحفظ ما سوف اقولة لك جيداً وتذكرة : كل ما ترى من اشكال وتسمع من اصوات مرعبة لا تجعل لها سبيلاً لدخول الخوف بقلبك .. واذكر الله يحفظك .. ولا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي ولا تفتر عن ذكر الله الى ان تصل الى موضع الاسير .. فأن وجدت الاسير مسجونً او مقيدا !! .. فحفظ هذة الكلمات جيداً .. احفظها جيداً يا ولدي :
                          " بعظمة رب العباد يا من تسيحون في كهف الهلاك عزافيرا عزافيرا عزافيرا بحق العزيز الجبار بحق سيدكم فكوا قيد الاقياد فكوا قيد الاقياد حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى "

                          كنت اردد الكلمات مرات عدة خلف الشيخ وكأن الذاكرة امتسحت من المخ سوى من طنين تلك الكلمات .. بعد ان تأكد الشيخ ان الكلمات اخذت طابعها بقلبي وان الزمن و الخوف لن يمحوها .. قال الشيخ بتأكيد وصرامة : تذكر يا ولدي ذكر الله وآية الكرسي وان لا تخف طرفة ذرة ولا تنسى الكلمات !!

                          نظر الشيخ الى بعد حديثة وكأنة ينتظر الجواب الاخير .. وكان يشوب قلبي نوعً من المزج بين الشجاعة و الخوف و التضحية او ربما كان سحر الفتاة المهيمن على التفكير هو الاقوى فهُزم صوت العقل والمنطق في اعماقي وبقيت اسيرالزمن .. فبادرتة بالموافقة وكأني أتمرد على شجاعتي !!

                          ثم تحدث الشيخ بعد ان شفى ردي بالموافقة والاستعداد صدرة فقال : اغمض عينيك سوف انقلك قرابة جبل الظلام !!

                          اذاً قد بدأت رحلتي الى عالم أخر من عالم الجن .. عالم شيطاني .. عالم مخيف مرعب .. لا اعلم ما يخفي في أرضة من صعاب !!

                          سرت قشعريرة باردة بجسدي وانا اغمض العينين وقد انتقلت الى بُعدً أخر .. بُعد مفزع .. مظلم .. مجهول !!.. ثم همسٌ يتخلل الاذن : توكل على الله يا بني فقد رأيت في القرية بعض اشكالنا الحقيقية فلا تخف!! .. فتحت عينيّ !! .. فأذا بمشهد غريب للغاية توسعت لهما بؤبؤة العينين .. حيث من المعروف ان لون الضباب ابيض !! لكن ما كان يخيم على المكان ليس ابيض .. ضباب اسود في وادي رمالة حمراء تعكس في العين سيطرة الشياطين .. ومن بعيد وفوق اعلى قمة جبل الظلام تتوسط سحابة ملتفة شديدة الظلام كأنها اعصار ينبثق من قمة الجبل ليهيمن المكان شعور اسود مرعب يزيد في النفس فجوة عميقة هي الخوف .. وهذا هو الغريب !!

                          خطوات بطيئة ممزوجة بالحذر بين تلك الصخور الوعرة في ذلك الوادي الاحمر الغريب وانا اذكر الله الى ان وطئت القدم طريق جبل الظلام الذي كلما اقتربت منة زاد الظلام كثافةً وضبابا .. حتى بدأت الرؤيا تصعب علي مشاهدت الطريق الا بضعة امتار .. يا ترى هل سوف تكون مهمتي صعبة ؟

                          وكأن الضباب يترجم ظنوني .. انها كذلك !! فبين المترين وأنا في الصعود .. هز صخور الجبل الحادة فرقعة كدوي الرعد رجت المكان وانبعث من بينها دخان ناري ثم بدأت الطريق بلانشقاق .. ويتوسط الشق خروج يدٍ طويلة ذات اصابع و مخالب مسننة .. حادة .. لتحمل ما يخفية اسفلها .. ثم أكتمل خروج ذلك الكائن الشيطاني .. شكلة مرعب جداً .. وجهه نصف جمجمه بشريه ضخمة والنصف الاخر مخلوق غريب .. وعيناه مكانهما تجويفان عظيمان .. أرى من مكانى أن الدود يأكل ما تبقى منهما بشراهه .. اغلب جسمة ممزق والباقي كأنة عظام بلا لحم .. شكلة مفزع وبشع خرج من باطن الارض .. وانا اقف مكاني وأنظر بنظرة ينتابها الذهول من المشهد وهو يتقدم نحوي بخطوات مملؤه بالكرة و العداوة .. وأنة سوف يمزقني و يقطعني ارباً اربا بلا رحمة !!
                          __________________
                          رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                          تعليق


                          • #28
                            لو كان شخص حي بذلك المكان ورأى ذلك الموقف المفزع لمات رعباً .. لكن لن اقف هاكذا .. سوف اتغلب على تيار الخوف الذي ينتشلني !! فسرت موجة هي الشجاعة المتدفقة من باطن القلب فتسلسلت ذاهبة الى العقل فنصعت هناك وانبثقت لتحل عقدة اللسان بكلمات روحانية قوية انصدع جبل الظلام لها .. كلمات صوتها عميق تنبعث من نفسً مطمئن تشكلت في تلاوة سورتي المعوذتين .. نعم انها كلمات الله والتوكل علية و الثقة بة !!

                            فبعد التلاوة المتواصلة توقف ذلك الكائن المرعب وكأنة يحتضر .. وبدأ جسمة بتلاشي .. وانطلقة صرخة شديدة منة هي الموت .. وكأن كلام الله عز وجل تُحول جسمة الى ذرات ثم تطايرت وانتثرت بين الضباب الاسود .. سبحان الله ولا اله الا الله .. كم كان الموقف عجيب ومفزع .. والرئة تسحب هواء الموقف بشدة ليعود الاستنشاق والتنفس لطبيعتة في ذلك المكان الشيطاني .. الحمد الله !!

                            تابعت الصعود في طريقً ضيق بعد ذلك المشهد المفزع وانا على ذكر الله أمضي و الصخور من حولي تتحرك والارض تهتز كأنها سوف تسقطني من فوق الجبل ومن بينة تصدر اصوات غريبة .. مرعبة .. مخيفة .. تخترق الاذن .. صريخ .. خوار .. طنين .. كأنك تسمع ألف شخص يعذب او الف حيوان يسلخ .. و اصوات اخرى شديدة تصم الآذان .. يكاد القلب يرتعب فزعاً من وقعها .. و تفتح ابواب الخوف على مصرعيهما .. لتسيطر عليك وتستحوذك .. ويحدث ما لا يحمد عقباه .. لكن لن استسلم ابدا ولن افتر عن ذكر الله وأنا اتقدم بحفظة !!

                            خطوات راسخة وحذرة وانا اشق الطريق في ذلك الجبل المظلم والعين تترقب يمنة ويسرة لعل شئً أخر مفزع .. مرعب .. يترصدني من قريب بعيون شريرة جهنمية .. فبعد عناء وصبر شديدين توقفت خلف صخرة كبيرة قرابة قمة جبل الظلام أخذ أنفاسي واستجمع قواي !!

                            بينما أنا كذلك و الظلام من حولي يتبدد وينقشع بعض الشئ .. أخذت استرق النظر بنصف عين على غرابة المكان وشماخة الجبل ومن أسفلي من بعيد عمق الوادي وأحمرار تربتة التي يكسوها ضباب أسود .. ومن هواء الجو الحار الذي يلفحني من كل جانب .. بعد تأملي للمشاهد شد بصري النظر أعلى الطريق .. فهناك وعلى مرمى البصر بدت ساحة مستوية .. وأرى بعدها فتحت كهف بين الصخور .. لا شك أنة كهف الهلاك !! .. اعلى الكهف حروف كبيرة منقوشة بها مربعات وخطوط منفصلة عن بعضها البعض .. لا اعلم معناها !! .. ومن داخل الكهف أضواء حمراء لا تدري أين منبعها ؟

                            وما بين الكهف حارسان من شياطين الجن .. لونهما أحمر .. لا أكد اميز وجهيهما.. لكن كأن أعينهما متوهجة كبيرة تأخد اغلب ملامح الوجة .. وأسنان طويلة تتدلى من فكيهما حتى تصل قرابة الارض .. اجسامهما طويلة صلبة و دخان اسود ينبعث منهما زادهما بشاعة وشرا !!

                            تصلبت في موقعي وقبضت أنفاسي وصل عرقي و العين تترقبهما بحذرشديد وكأنهم يستشعرون وجودي .. فبعد انتظار طويل و العين تسترق تحركات الحارسين .. اذا بهما يذهبان للداخل !! .. تقدمت بخطوات سريعة ثابتة رأسً الى مدخل الكهف .. وعند قرابتة تذكرت قول الشيخ : لا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي !! .. قرأتها بخشوع شديد وتوكلت على الله .. ثم تحركة القدمان للداخل !!

                            كان كهفً عميق طويل .. لكن وانا في الطريق احس ان احدهم يتتبع خطواتي ويكاد يُطبق على شفتي ان تنطق بذكر الله .. لكن كنت اقاوم بشدة وانا اتقدم .. ففي أخر الكهف هناك كان كائن ما .. كائن مخيف يجلس على الأرض مكبل بالسلاسل من كِلا يديه .. والسلاسل نفسها منقوش عليها نقش غريب .. ربما كان مشابها للنقش للذي كان أعلى الكهف !!

                            لا بد انة الفارس الذي حدثني عنة الشيخ !! .. فوصف شكلة المخيف شئ صعب !! .. تقدمت الية .. وفجئة ظهر الحارسان في طرفة عين وهما يقفان جنبة كأنهما يحاولان أذيتي و منعي مما اقدمت علية !! .. كم كان شكلهما مرعب جداً .. ان الاسير لهو اجمل وصفاً بالنسبة للحارسين !!

                            مع استمراي المتواصل لذكر الله عز وجل امام الحارسين .. بدأ لساني يثقل ولا يقوى الكلام .. وأخذت الاطراف لا تستجب لاوامر الحركة .. وشعرت باني ارتفع عن الارض وقد فقدت الارض جاذبيتها او أن روحي خرجت تحلق من جسدي .. او انة اصابني مس شيطاني .. قوي .. حاد .. وهما يمرقاني بنظرات الغضب و الكراهية .. ويزمجران بصوت شديد الفزع .. ويتشكلان بأبغض الاشكال وابشعها رعبا .. لعلهم يجدون مدخلاً للخوف في النفس ثم يكون ما لا يحمد عقباة .. لكن !! كان بعض الخوف يستشري الاوصال !!

                            لحظات صعبة شديدة مظلمة .. ثم اغمضت عينيّ وانا احاول ان اثبت القلب واستجمع القوى الكامنة فية .. او أن ما تراة العين ويدركة الجسد لن يضرني ولن يمسني بسوء .. ثم أنطلق من الباطن المدفون شعاع من المخ .. يشع ليخاطب النفس و الكيان بهمس يتردد في منطقة الاصغاء ويتسلل بتصاعد سريع .. لا تستسلم .. لا تستسلم .. فحرك القلب و العقل ذاكرة قول الشيخ لينطق اللسان بصوت مخنوق وانفس تتقطع وكأنها تنبعث من نفق عميق :
                            " بعظمة رب العباد # يا من تسيحون في كهف الهلاك # عزافيرا # عزافيرا # عزافيرا # بحق العزيز الجبار # بحق سيدكم # فكوا قيد الاقياد # فكوا قيد الاقياد # حتى إذا أحضرتم # أحرقكم المولى "

                            أطلقت زفرة قوية شديدة بعد الكلمات و التعب و الارهاق يرسم الوجة لون الصفار على الجلد .. وأخذت اتنفس بصعوبة .. والهث وأكل انفاسي بشراهة .. كأني غريق ظل تحت الماء ساعة لا يتنفس ويتحرك محاولت الصعود لا يقدر .. ثم فجئة اندفع خارج الماء للهواء الطلق يستنشقة !!

                            لحظات و البصر ينظر الى الاسير بعد الكلمات .. ثم حدث شئ عجيب .. لقد ذابت تلك القيود من حولة كأنة حديد يصهرمنساب وتفكك اسرة .. ثم وثب الاسير بقوة كمن ذاق مرارة العذاب ليدفنة .. ارتعد لهما الشيطانين .. و صرخ الاسير بكلمات لم افهم جميعها كمن يستحضر الاموات من القبور :
                            " ******* الاهكم ********* القوي الجبار ******* سيدكم ********** العظيم "

                            تلك الكلمات جعلت الحارسان يحترقان ناراً ويلتويان عذبا .. ويصرخان صرخات شديدة عجيبة مظلمة وهما يحاولان الهرب .. حتى اختفيا بعيداً و النار تشتعل فيهما من كل جانب وقد أخذت كثيراً من أجسادهما .. كأن قوى الفارس لا يقوى عليها الحارسان !!

                            لحظات من الذهول والانبهار اسكنت كل حركة من الجسم كأني جثة هامدة .. ثم تحدث الاسير بنبرة سريعة تحت الاحداث فقال : بسرعة قبل ان يدركنا شيطانٌ أخر .. وأمسك بيدي يجرها بقوة وكأن قطار الموت قادم .. وأخذت الاقدام تتسارع وتنتقل من الكهف و تتقاحم بين صخورالجبل وتتلاطم على وعارة الوادي !!

                            بعد تلك الاحداث استقر بنا الحال بعيداً عن جبل الظلام حيث كنا قراب موقع انتقالي السابق !! توقفنا و كنت لحظتها لا اسمع سوى صوت انفاسي المتعاقبة و الساخنة من هول الاحداث .. وكلانا ينظر بعضنا الاخر بنظرات يغمرها الفرح و الانتصار وقد تشكل الاسير بالبشر مثل ما رايتة في تلك الليلة الممطرة ..
                            " الحمد الله الحمد الله " .. لقد نجانا الله من شرهما .. ثم نظر الي وبصوت يلهث وبلهجة الاستغراب تحدث : من انت ؟ .. انت لست من الجن !! .. بختصار شديد .. رويت له احداث الكيان الدخاني و الخاتم الى ان قادني القدر هنا !!

                            نظر الي بتعجب وتقدير وقال : الحمدالله أني رميتُ الخاتم قبل أن يجتذبني الشيطان الاسود في اسفلت الطريق وكنت أنت من حملة وأحاط بة عن الاعداء ان يلمسوه .. انت بطل وفارس القرية وتستحق الزواج من ابنت الملك !!
                            انا بفرح شديد :
                            " الحمد الله " .. لكن يشغل بالي سؤال : لماذا لم تستطيع ان تتحدث بتلك الكلمات عندما كنت اسيراً ؟ .. قال : لقد كنت محاط بقوى شيطانية تمنعني النطق و الحِراك وإستخدام قواي ولأخص ان الجبل محاط بقوى شيطانية .. وان الحارسان لم يكونا سوى جنديين من شياطينهم يقوما بالمناوبة .. وهذا من حسن حظنا !! .. ثم قال لا وقت نضيعة هنا يجب ان نرحل بسرعة .. وتحدث بكلمات غريبة وقال اغمض عينيك لننتقل الى القرية !!

                            انتقلنا الى القرية وكانت هناك روعة المفاجئة .. صوت يهز الزلازل في الارض .. استقبلنا بة اهالي القرية وهم يزدحمون بالترحيب و التصفيق و التهليل :
                            " الله أكبر الله أكبر الله أكبر " .. وكأن بعض فرسان القرية كانوا يترقبوننا من بعيد و انتشر خبر انقاذ الاسير في القرية قبل انتقالنا اليها بلحظات .. ثم هناك أبويّ الاسير وهما يحتضنانه بقوة ودموع الفرح تنسال منهما بشغف لعودته سالما .. ثم اقترب الاسير وعائلتة مني واحتضنني الاسير وشكرني كل الشكر على مساعدتي وكذلك جميع عائلتة قاموا بالشكر الحار !!

                            وهناك تقدم الشيخ وابنتة الي وهما يحاوراني نظر العز والفرح و النشوة !! .. ولم تفارق عيني ابنت الملك وهي تقترب كالفراشة وفي عينيها دمعة فرح وكانها ماسة ثمينة يتلقفها صحن خدها الناعم فاستقرت عليه .. وأنا اسرح بخيالي بعيدا .. اعانق النجوم تارة واهيم في ملكوت الله تارة .. متفكرا مقتنعا ان حال قلبي نمت في ثناياه وثنايا القلب حب و اشواق .. حب و شوق أخذ يتزايد ويتسع بنهم شديد !!

                            ثم اكتسى وجهها بنظرات من لؤلؤ ومرجان من اجمل ما رات عينيّ يزخرفها احمرار خجل كأنة حجر كريم أحمر خلاب .. وبتسامة هي الوان الطيف لتروي القلب وتبعث فية الحياة .. ويبعثر كل ما مر بي من غمامة من صعاب .. أنها ابتسامة طال انتظرها !!
                            __________________
                            رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                            تعليق


                            • #29
                              ثم تحدثت اسيرة قلبي ودواء روحي وشفاء صدري بصوت ينبعث ما بين امواج الانهار وتغريد العصافير ونسمة السماء فقالت : مرحبا بك سالما غنما .. تتوق العين لناظرك ويخفق القلب لحاضرك .. ثم اطرقت برأسها استحياءً من وجود ابيها .. وكأن في أعماقها انشودة عشق عذب أخفاه استحيائها من ابيها ان ينسال من شفتيها !!

                              شعور جميل عذب يدغدغ روحي بالفخر ويحك في القلب فرح الانتصار ويهز كياني جمالها وزادني استحيائها سروراً وبشاشة في القلب قبل الوجة لم استطيع ان أخفيه عنهما .. والشيخ وابنته يقفان حولي !!

                              ثم نظر الشيخ الي بهدوء والسعادة تغمر وجهة وهو يربت على كتفي وبنبرة يعتليها السرور : بارك الله فيك ياولدي انا فخور بك كل الفخر .. هيا بنا نذهب الى الغرفة الخاصة لتأخذ بعض الراحة بعد رحلتك الشاقة !!

                              انطلقنا وأنا اتبعهما الى الغرفة الخاصة حتى اذا وصلنا قرابة الغرفة نظر الشيخ الى أبنتة وكأنة يخاطبها بلغة العقل لا باللسان ثم استأذنت بأنكسار .. سوف ستتركنا لوحدنا وهي تودعني ببتسامة ملائكية عذبة لم تفارقها الى ان رحلت .. كالوردة يفتقدها الربيع وقلبي ينظر اليها باشتياق .. ثم نظر الشيخ الي وكأنة يحد من لهفتي وغرامي فقال : سوف تأخذ منها وتأخذ منك يا ولدي في الاجل القريب بأذن الله تعالى .. هيا لندخل الغرفة !!

                              ازال الشيخ قطعة القماش الابيض الناصع الذي كان هو الباب فدخلنا .. فكانت الغرفة ذات سرير ضخم ابيض يغمرة لحاف ابيض كذلك .. وكأن شكلة ناعم .. حريري .. مريح .. لكن الغريب ان الغرفة خالية !!! لاتحمل .. لا طاولة .. لا نقوش ولا حتى اية اثاث سوى ذلك السرير و الجدران البيضاء تحيط بة من كل جانب وكانك تعيش في عالم بلا الوان !! .. اندهشت قليلً ثم بقينا لوحدنا نتبادل اركان الحديث !!

                              سئلني الشيخ عن احداث فك الاسير ؟ وباختصرحكيت له ما دار من احداث مرعبة .. مظلمة .. صعبة !!

                              نظر الشيخ الى وقد احزنة ما صادفني من احداث عصيبة فقال : حمداً لله على سلامتك وعلى سلامة الاسير .. ثم صمت قليلاً وكانة يعد ويسطر الكلمات في خطوط افكاره فقال :

                              لقد وعدتك يا ولدي ان ازوجك ابنتي ان وفيت المهر وقد فعلت .. فلما يبقى الا ان اوفي بعهدي لك .. بأذن الله تعالى سوف يكون حفل زواجك في هذة الليلة بعد صلاة العشاء .. وسوف يحضرها عددٌ كم من شتى القبائل المجاورة .. لكن ما لا يعلموة ان ابنتي ستتزوج من احد البشر .. فمن عاداتنا التزاور قبل الزفاف بساعات و التواجد اوساط القرية .. ويصعب تواجدك بيننا الى ان يكتمل وجودهم و اعِلمهم وأشرح لهم وأطلب منهم التشكل بهيئة البشر .. وهذا ليس بالشئ اليسير ان يقبلوة .. فأخشى قبل ان يكتمل تجمعهم أن يعلموا بوجودك هذا من جه .. ومن جهة أخرى نحن الجن نستشعر وجود بشراً في عالمنا بمسافة .. فأن شعِروا بك قبل اجتماعي بهم سوف تسيد الفوضى بين القبائل و القرية !!

                              ما اطلبة منك يا ولدي ان ترجع الى عالم البشر ليتسنى لنا ترتيب الزفاف وشرح الاحداث الى ضيوفنا من القبائل المجاورة وسوف أطلب من سكان قريتي ان يتكتموا جميع الاحداث عنك الى بعد انتهاء الاجتماع !!

                              اثناء حِواره انطلق بعقلي جرس الوقت يرج بأنذارة الذاكرة ليعلن تأخر أداء صلاة العصر فحرك الشفتين : استسمحك يا شيخ اريد ان أصلي صلاة العصر فقد تأخرت عن موعدها !! .. انطلق بصر الشيخ ببسمة تتراقص في شفتية كالماء العذب وهو ينظر الى زاوية الغرفة ويشير اليها بأصبعة ويقول : هناك دورة المياة وسوف ارجع اليك بعد أنتهاء صلاتك لنكمل الحديث .. ثم أختفى في لمح البصر !!

                              نظرت حيث نظر وأشار .. عجيب وغريب في السابق عند الدخول لم يكن هناك باب سوى باب الدخول .. والأن يوجد مدخل دورة المياة بعد ان كانت الجدران بسماكتها تحصر الغرفة من كل جانب .. سبحان الله العلي القدير .. لكن هل سوف أفاجئ كثيراً في هذا العالم العجيب ام ان هناك أحداث أخرى غامضة غريبة تنتظرني ؟

                              بعد الصلاة و الدعاء .. وشئ من العناء يسري في الجسد ليطلب الراحة .. ظهر الشيخ من جديد فقال : لن اطيل عليك يا ولدي .. لقد انهكك التعب من ما صادفك من احداث و وجب عليك أخذ قسط من النوم و الراحة .. ولكن سوف تمكث ساعة واحدة فقط في هذا السرير قبل ان يبدء حضور القبائل المجاورة .. وسوف اسعى ان تحضى باقصى راحة من النوم .. وعذرني يا بني !!

                              بعد نومك سوف تكون قد انتقلت الى عالمك .. عالم البشر .. ومن ثم تعد بعد صلاة العشاء الى نفس الطريق المواجة للوادي الذي صادفتك أبنتي فيه .. ما ان تصل الطريق قرابة الوادي قل :
                              " سيدكم العظيم فاتح الطلاسم اقفال سمصمائيل " أقرأها 3 مرات وأحفظها جيدا يا ولدي .. ومن ثم سوف ننقلك الى عالمنا وقريتنا بأذن الله تعالى .. سوف أرحل عنك الأن لأبدا لأهتمام بتراتيب الاجتماع و الضيوف و المراسيم ولا تنسى ما اخبرتك بة !!

                              أجبتة بالفهم و الموافقة .. لكن ما سقاني بة الشيخ من حديث طويل لم ارتشف منة الا قطرات بسيطة لكيفية طريق العودة لمقابلة ملكة جمال القلب و الروح و الطبيعة .. لم يكن العقل مشغول الا بها .. ولكن دوامة التفكير والاجهاد و التعب و الاحداث التي انهكتني استسلم لها الجسد و الروح أخيراً .. لاغطَ في نوم عميق في نعومة السرير ودفئة الحنون وكأنة يحتضنني لافرغ شحنات الارهاق فية !!

                              بعد ساعة من النوم في ذلك السرير الناعم الذي لم احس بأنعم منة من قبل .. فتحت عينيّ بنشاط ليتلقف بصري أشعة الشمس الذهبية .. وعيني تغمض قليل لتقلل تأثير سطوعها .. والرياح الساخنة تلفح قليلً من وجهي .. وقد توسد رأسي بسخرة ملساء صغيرة .. و وجدت نفسي استظل تحت جبلً صغير وكأن السماء كانت لحافي و الرمال سريري .. ثم قمت من مكاني بتعجب أنفض التراب من حولي .. وشعرت ان نومي كان ساعات طوال جميلة و مريحة وليس ساعة واحدة فقط .. فخلت انني انما كنت في حلم جميل .. حلم صادف وجودي والنوم في هذا المكان !!

                              لكن كل الدلائل والمؤشرات .. براهين دامغة .. ادلة واضحة .. تثبت ان ما يحصل معي حقيقة وليس خيالاً .. ثم تقدمت خطوات سريعة بعد الجبل .. لعل الموقف اشعل فتيلة التخيلات ليخلق ضباباً بين الحلم و الحقيقة .. لكن مع تتابع الخطوات وما ان وقع بصري على الشارع العام و سيارتي المركونة جانب الطريق احسست بفرح يغمرني .. فرح ينتشلني من الخيال وبين الحقيقة .. ربما ذلك الشعور اني في عالمي .. عالم البشر !!

                              ما كان لي احدٌ اقصدة بعد كل الاحداث غير الذهاب الى صديق جدي وأعلِمهُ بكل ما جرى !! .. انطلقت بسرعة عأدا الية .. وكأني اسابق الزمن واحقق الحلم .. وصلت بلدة صديق جدي الطيبة وانا اقترب من منزلة وقد أخذت ذرات الشمس الذهبية تتسلل من النافذة تاركة خلفها ظلا لطيفاً ممزوجاً ًببرودة ناعمة .. نظرت من النافذة واذا بقرص الشمس يكاد ان يتوارى في الافق البعيد وراء الجبال.. ترجلت عن السيارة وطرقت الباب عدت مرات .. لكن الغريب لا صوت يبادلني من الداخل .. لا حركة اسمعها !! .. يا ترى ماذا حدث لصديق جدي فهو لا يقوى الخروج من منزلة الا في اوقات نادرة !!

                              وفي وسط أعصار التفكير جائني الجواب من احد المارة وهو يلقي السلام و التحية ثم يسئلني عن من تبحث فشكلك يوحي انك لست من هذة البلد وقد اتيت من مكان بعيد ؟ .. رددت السلام .. ثم اخبرتة اني ابحث عن صديق جدي الذي يقطن هذا المنزل !!

                              نظر الي بغرابة ثم بأندهاش قال : لقد توفى الله صديق جدك منذ قرابة اسبوعين .. رحمة الله عليه !! .. تحدثت بتعجب و استنكار كبيرين وكنت كالمشدوه : كيف !!! لا يمكن !!! فقد كان موجودا هنا في منزلة في هذا الصباح وقد أستضافني !!! وجلسنا مع بعضنا البعض نتناول زواي الحديث !!! .. ثم رحلت عنة وهو في أفضل حال !!!

                              لحظات وتسائل مبهم مع كل الاحداث.. هل كنت احلم ؟ .. تلك الافكار حولت نفسي لميدان عراك .. ميدان اشتد فيه الصراع بين العقل والمنطق من جهة .. وبين العاطفة والقلب من جهة اخرى !!
                              __________________
                              رددوا معي... سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله أكبر

                              تعليق


                              • #30
                                اخوي ...كم حلقة القصة ؟!
                                ترك المعصية جهاد ..
                                والمداومة عليها عناد ..!
                                /
                                \

                                غداً نمضي ويتبعنا الرحيل *** ولا يبقى سوى الذكرى بديل
                                غداً نمضي وفي العيون دموع*** تبوح بكل ما قلنا وقيل



                                تعليق

                                يعمل...
                                X