إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نافذة على الثقافة المرورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نافذة على الثقافة المرورية

    من خلال التعاون مع منتديات عاشق عمان
    وبهدف إثراء قسم التوعية المرورية بالمواضيع التي تمس هذا الجانب
    سيقوم الكاتب حمد العلوي بارسال مقالاته
    سواء المقالات السابقة أو المقالات الجديدة المتعلقة بالثقافة المرورية لنشرها في هذا القسم
    وستكون زاوية "نافذة على الثقافة المرورية" مخصصة لجميع مقالاته
    أترككم مع هذا الموضوع الجدير بالقراءة

    ( 1 )
    نبذة تاريخية عن نشأة المرور في السلطنة

    نشأ النظام المروري في السلطنة كنظام عصري وحديث مع بزوغ فجر النهضة المباركة التي قادها سلطانها الملهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ أعزه الله وحفظه حاميا لعمان وأهلها ـ فقد كان نظاما رصينا مميزا، وكان ولا يزال جلالة السلطان المعظم المثال الذي يقتدي به الشعب العماني وغير الشعب العماني في التقيد بالنظام المروري.

    إن النظام الذي أرساه سلطان البلاد المفدى في السلطنة كان ممزوجا بلمسات القائد المعلم متناغما مع النظام الاجتماعي العماني ذي السلوك المنضبط، فقد أحدثت هذه الوشائج المتينة النظام المروري العماني فكان مضرب المثل لكل من عرف هذا النظام أو حتى سمع به، فالزائر العماني للدول الأخرى يجد من عرف بعمان يشيد بالنظام المروري في مطلع ما يسمع من الإشادات الأخرى التي يذكرها عن ذكرياته ومشاهده العمانية.

    لقد كان بحق يشار إلى نظام المرور في السلطنة بالبنان لأن النظام المروري لم يكن بدعاً في الأخلاق والقيم العمانية الحميدة التي توارثها العمانيون من عهد مالك بن فهم الأزدي، فالنظام المروري كسلوك تحكمه القيم والأخلاق كان يجري مجرى الدم في النفوس العمانية، ولما كان لا بد من الانفتاح على العالم الخارجي رغبة في التعايش مع الجميع وفقا لطبيعة الحياة المعاصرة، كان لزاماً علينا أن نلج إلى العالم من كل الأبواب كما سيلج العالم بطريقته وطرائقه إلينا، وفتح الأبواب لا يعني دخول للبشر دون عاداتهم وثقافاتهم مما يحتم تداخلا جديدا في أشياء كثيرة ومن ذلك التأثير على الثقافة المرورية للسلطنة.

    لقد تأثرت الثقافة المرورية العمانية كثيرا في الأعوام الأخيرة مما أثر ذلك سلبا على نظام المرور، يضاف إلى ذلك ضيق الطرق والشوارع، فضاقت نفوس البشر تبعا لذلك، وغض البعض النظر عن الالتزام بقواعد المرور وآدابه، اعتقادا منهم بأن الضرورات ترفع الأحكام، والحقيقة أن أولئك الذين اعتبروا تجاوز الأحكام المرورية للضرورة، ما هو إلا بغي على حقوق الآخرين، فليس لهذا التصرف أي مسوغ منطقي، وفاعله لا يحترم الأخلاق المرورية، وينتج عنه فوضى في الحركة المرورية، وازدحاما في الشوارع، ويجوز أن يطلق على هذا التصرف سرقة فرص كانت من حق أشخاص آخرين، والتسبب في تأخير دورهم في المرور ومواصلة سيرهم إلى مقصدهم، لقد وجدت من الضرورة بمكان الكتابة عن الشأن المروري لعلني أجد من أذكره بالقاعدة المرورية الذهبية التي تقول: (القيادة.. فن.. وذوق.. وأخلاق) التي وإن عمل بها ستعود بالفائدة على الجميع وسيحفظ البعض حق الكل، وقد وجدت التشجيع والدعم المعنوي من معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك شخصياً للكتابة في الشأن المروري، وان المواضيع التي سأتطرق إليها ستكون ضمن إطار قانون المرور ولائحته التنفيذية التي تحوي الكثير من الجوانب القيمة التي إن التزم بها قائدو المركبات، ومستخدمو الطريق كافة، وتعاونوا على تطبيقها لنجا الجميع من حوادث كارثية، وأن مقولة البعض : إن الحوادث تقع قضاء وقدراً.. ليس كل ذلك ضمن هذا المفهوم، لقد خلق الله الإنسان وهداه النجدين بقوله عز وجل: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } (البلد10) وتفسير ذلك أن الخالق بين للإنسان طريق الخير والشر، كما أن الله أمره - أي الإنسان - أن يأخذ بالأسباب، كما ينهاه في قوله تعالى: (.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(البقرة195) إذن ما كان الله تبارك وتعالى ليحاسب أحدا على شيء كُتُبَ عليه ولم يفعله بغياً من نفسه، وإنما يحاسب الله من يخالف نواهيه.

    إن نظام المرور في السلطنة أصبح في حاجة إلى مراجعة ليس من قبل السلطة الموكول إليها الرقابة عليه، بل يتوجب على مستخدمي الطريق في الدرجة الأولى محاسبة الذات قبل أن تحاسبهم السلطة، فهناك مجموعة من الأسس يجب على الجميع النظر إليها بعين المسئولية والرغبة في التعاون، وبدءاً من هذه المقالة سوف أتواصل معكم في طرح بعض القضايا المرورية للنقاش من خلال وضع بعض القضايا تحت المجهر بهدف تصويب بعض السلوكيات الخاطئة التي تحدث باستمرار في الطريق، ولكن قبل ذلك لا بد من التعريج إلى تاريخ المرور في السلطنة ومراحل تطوره لكي نتعرف سوياً على قصة المرور وكيف بدأت.

    نشأة نظام المرور في السلطنة :(*)

    لقد كان شهر ديسمبر من العام 1929 م البداية الأولى لإنطلاق حركة السيارات المدنية في السلطنة ، حيث دشن في مسقط السلطان تيمور بن فيصل أول طريق بري يربط بين مسقط ومطرح عبر عقبة ريام بطول ( 4 ) كيلومترات تقريبا ، والذي قام برصفه الجيش ، حيث كان قبل ذلك يتم الوصـول إلى مسقط عن طريق البحر فقط ، أو سيرا على الأقدام عبر الجبال الوعرة التي تحيط بمسقط ( العاصمة ) من ثلاث جهـات ، والجهة الرابعة هي باتجاه البحر ، وتقول سجلات شرطة عمان السلطانية أن عدد السيارات في ذلك الزمان لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

    وبمضي الأيام تطورت حركة النقل بالسيارات في مسقط وازداد عددها ، حيث بلغ عدد المركبات في الفترة من 1940م وحتى عام 1946م (31) مركبة ، يقابلها ( 35 ) سائقا ، وهذه الأعداد لا تشمل السيارات العسكرية ، وقد أخذ تعداد السيارات في ازدياد مستمر، ولكنها بضوابط حيث يتطلب الأمر موافقة (محافظ العاصمة) الذي كان آنذاك سمو السيد شهاب بن فيصل آل سعيد ، وربما تطلب الأمر موافقة السلطان نفسه على تملك وإقتناء المركبات للمواطنين.

    أما تسجيل هذه المركبات وترخيص قائديها يتم في بلدية مسقط ومطرح - وربما يستدل من هذه التسمية للبلدية بأنه لا يوجد في البلاد سوى بلدية واحدة - وظل الحال من حيث سلطة التسجيل والترخيص كما هو عليه حتى عام 1972 م ، حيث أوكل قانون السير الذي صدر في مطلع عام 1973 م المسؤولية التي كانت تتولاها البلدية الى شرطة عمان السلطانية ، وكان اسمها في ذلك الوقت شرطة عمان.

    وتشير السجلات إن عدد المركبات في عام 1970م قد بلغ ( 1016 ) مركبة ، وهذا العدد لا يشمل المركبات العسكرية أو الأمنية ، وقد بلغ عدد المركبات المسجلة بعد مضي (37) عاما ما يقارب ( 630) ألف مركبة ، وفقا لسجلات الإدارة العامة للمرور لإحصائية عام 2007م ، وذلك من غير المركبات التي لا تدخل ضمن الإحصائية المرورية وهي: مركبات قوات السلطان المسلحة ، والأجهزة الأمنية ، والديوان ، وبلدية مسقط ، وكذلك المركبات الزائرة من الدول المجاورة أو العابرة، فهي تمثل إضافة لم تكن موجودة عام 1970م.

    التشريعات والقوانين:(*)

    أما أول تشريع صدر لينظم العلاقة المرورية كان في عـام 1355هـ ( 1936م ) ، وكان يعرف باسم (قانون السيارات ورخـص السوق - سلطنة مسقط وعمان ) ويتكون من ( 15 ) مادة ، وكانت مطبوعة بالكامل على رخصة السوق أي ( رخصة قيادة المركبات ) ، هذا وقد عدل هذا القانون ، بقانون آخر عام 1967م بمسمى آخر وهو ( قانون المركبات الآلية وقواعد السير) ، وبموجب هذا القانون تم نقل سلطة الترخيص من محافظ مسقط إلى بلدية مسقط ومطرح ، هذا فيما يخص السجلات ولكن الموافقة على إقتناء (تملك) المركبات ظل كما هو عليه في ذلك العهد حسبما تمت الإشارة إليه ، وفي عــام 1973 م صدر قانون السير رقم (37) ، وبموجب هذا القانون ، نقلت سلطات تنفيذه إلى شرطة عمان السلطانية ، وظل هـذا القانون ساريا إلى أن صــدر القانون رقم (28) في عـام 1993م بمسمى ( قانون المرور ) ، وأضيفت إليه اللائحة التنفيذية رقم (23) بتاريخ 1/3/1998م ، وبهذا يكون قد صدر خلال مائة عام مضت (4) قوانين مرورية ، ولائحة تنفيذية واحدة.

    ولما كان نظام السير في السلطنة وهو الأقدم في منطقة الخليج مماثلا لأنظمة الدول القريبة كالهند والباكستان وبعض من دول الخليج التي كانت تحت الاحتلال البريطاني تتبع فيها نظامها السير جهة اليسار تبعاً للنظام البريطاني كانت عُمان ضمن نفس النظام ، ووفقاً للمتغيرات التي حدثت في البلاد مع بزوغ عهد النهضة المباركة كان لا بد وان يشمل مسار التصحيح كل شيء فقد تقرر تغيير اتجاه السير من الجانب الأيسر ، إلى الجانب الأيمن بتاريخ 5/9/1970م ، وذلك بموجب قرار وزاري ، وقد حدد موعد تنفيذه اعتبارا من يوم السبت الموافق 2/1/1971م (1).





    (*) نشرت هذه المعلومات في (يناير2000) م ، في مقالة بعنوان (السلامة المرورية والمساءلة القانونية ) مجلة الأمانة العدد (11) التي تصدر عن أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة.




    (*) - خبير في السلامة المرورية وتخطيط الحوادث.
    مؤسس مركز طريق الأمانة
    لخدمات التدريب والسلامة المرورية.

    هاتف 24605878+ 24604878



    بداية
    /
    \

    كن خلوقا وأنت تسيح
    بقوطيك في شوارع الناس
    وبلاش قلة أدب

    ***

  • #3
    السيارة والناقة



    ( 2 )

    لا فرق شاسع بين قيادة السيارات وسباق الهجن ؟!!.


    يقول المثل من ينام على دوران الرحى يوقظه توقفها ولمن لا يعرف الرحى نقول له من ينام على هدير مكيف الهواء وإذا لم يسمع صوت المكيف يوقظه السكون، فهكذا حال قيادة المركبات في بلاد العرب قاطبة مع وجود فوارق بسيطة من بلد الى آخر، ولن أدخل في تفاصل تلك الفوارق البسيطة، ولكن إذا خرجت الى البلاد المتقدمة ترى الفرق بين قيادتنا نحن العرب للسيارات، وقيادتهم (هم) لها ستجد فارقاً كبيراً كالفارق بين الثرا والثريا، فهم يحترمون النظام ليس خوفا من الشرطي الذي لا يكلمهم إلا ويسبق كل كلمة يقولها بكلمة (سيدي) لذلك استبعد عامل الخوف في التزامهم الذاتي بالنظام، ولكنهم يكبرون أنفسهم حتى لا يصغـّرها لهم آخر، بقوة سلطة النظام أو بقوة شخص آخر لأنه صاحب حق، أما في بلاد العرب يجب أن يكون الشرطي (حمش) يطير الشرر من عينيه حتى يجد من يحترم النظام فقط في حضوره، وسيظل الفوضويون يلوجونه في ألسنتهم حتى تقوم عليه الدنيا ولا تقعد حتى يميل مع الريح وإلا من كثر دق الحديد يطيح، ويظل حالة يضرب بها المثل السيئ لمن أراد أن تحدثه نفسه بالانضباط والالتزام، وكأن النظام والانضباط ضعف ورذيلة، يتحاشى أن يقال عنه أنه شخص منضبط لأن ذلك من شيم الضعفاء، ويشهق مرعوباً عندما تطالعه الإحصائيات مع نهاية كل شهر لكبر عدد الوفيات المرورية، وكأن بالدعاء والترحم على الأموات تتوقف الحوادث دون الحاجة الى فعل جاد لوقف فيض الحصاد.



    وإذا قلنا أن السياقة في بلادنا – ولا أقول القيادة احتراماً لمعنى القيادة – وأقصد سياقة السيارات الحديدية، وسياقة المطايا وبالطبع غير حديدية أي الهجن أو (البوش) وليس البوش الذي عرفتموه طالع الثنايا، فإذا جئنا للمقارنة بين السياقتين سنجد الفارق بسيطا ولا يكاد يبين، فلو أخذنا فيلم فيديو لسباق السيارات في الشوارع، وسباق الهجن في مضمار الركض وطلبنا من المشاهد أن يستخرج الفوارق السبعة المختلفة، فلن يجد إلاّ إن المركبة صندوق حديدي يسير على أربع عجلات عدى الشاحنات وبعض المعدات الأخرى، والناقة هيكل عظمي مكسو باللحم وتسير على أربع قوائم، فالأولى قد تصدم أو تدخل تحت شاحنة ولها نتيجة مؤسفة، والثانية لا تصدم بل ممكن أن تدخل تحت شجرة ويصاب الراكب أو يسقط على الأرض إذا لم يكن مثبتاً بحبل، والأولى بها إشارات جانبية لا تستخدمها عند الانعطاف ، والثانية - والمقصود الناقة - ليس بها إشارات جانبية، الأولى تنعطف فجأة أمام أخواتها من السيارات، وتسبب حوادث قاتلة، والثانية كذلك تنعطف فجأة أمام أخواتها في السباق، ولكنها لا تسبب حوادث، وقد تفوز في نهاية المطاف بالسباق، وتجد من يشتريها من قبل هواة سباقات الهجن، أما الأولى فتتحول الى خردة وسكراب، وإذا مات صاحبها في الحادث تصبح شؤم على من ورثها، فيتركها في حجز الشرطة حتى تنقلها البلدية الى مكب النفايات، وأخيراً ما هي المحصلة من هذه المقارنة .. نصيحتي لكم عودوا الى الناقة فهي أأمن في كل الأحوال، ما دامكم عجزتم عن قيادة السيارة بأمان .. !!.



    *- حتى لا ننسى:

    - إن وفيات العام قبل الماضي (798) أما وفيات العام الماضي ( 951 ) شخصاً ، وكذلك الإصابات (8531) و (10558) شخصاً في العام الماضي أيضاً ، وكل هذا يحدث بسبب متكرر ، وهو خطاء يسبق وقوع الحادث (مخالفة مرورية) واحدة على الأقل !!.

    - هل فعلت ما بوسعك حتى لا تكون أنت ، أو أحداً من أهلك ، أو من الناس جميعاً الضحية القادمة .. أجعل هدفك القيادة الآمنة تسلم ؟!.

    - ماذا تعرف عن القيادة بدون تروٍ ، أو القيادة بتهور ، أو القيادة بسرعة .. وهل تعرف جسامة النتيجة ، وخطورة العقوبة إذا ما وقع حادث ؟!.

    - هل من إجابة ؟ .. اختبر ثقافتك المرورية.



    { تذكر دوماً إن القيادة: أخلاق في الطريق .. وأخلاق في التعامل .. وأخلاق في احترام النظام والناس .. فأحرص على أن يظل نظامنا المروري متميزاً على الدوام .. تسلم وتكسب إحترام الآخرين}.


    (سبق نشره في جريدة السيارات)

    بداية
    /
    \

    كن خلوقا وأنت تسيح
    بقوطيك في شوارع الناس
    وبلاش قلة أدب

    ***

    تعليق


    • #4
      شي جميل
      http://upload.omanlover.org/out.php/...reeb-lamar.jpg

      تعليق


      • #5
        سياقة السيارات زمن المطر




        (3)


        سياقة السيارات زمن المطر ؟!.


        للكاتب: حمد بن سالم العلوي

        هذا الأسبوع أنعم الله علينا بالمطر، والمطر دائماً يمثل بشرى خير ومسرة، ولكن عندما يهطل المطر يحدث حالة غير عادية على الطرق، فهناك تجمعات مياه تظل على بعض أجزاء الطريق، وبعض هذه المياه المتجمعة تمثل بركا كبيرة يصعب عبورها بالسرعات العادية فلا بد من خفض السرعة.



        إن المطر لا يشكل خطورة على عاقل، ولكن بعض الناس ممن تملكهم الغرور والبطر .. والغباء يجازفون بعبور الأودية الجارفة، ظنا منهم بأنهم الأقوى، فيحاول بعض العقلاء من الناس منعهم من ارتكاب حماقة في حق الأشخاص الموجودين داخل السيارة، ولكنهم لا يستمعون للنصيحة، وبمجرد أن يدخل الوادي بالسيارة يجرفها ويحولها الى مأساة من صنع البشر.



        إن تكرار المآسي بالدخول المتعمد في الأودية، والتسبب في هلاك الناس أكانوا من الركاب أو الذين يجازفون بحياتهم في الإنقاذ، وكل ذلك يحدث نتيجة لتصرف أهوج من شخص أرعن طائش، فأنه لا بد من اتخاذ قرار حاسم يفوض للعقلاء من الناس في حالة عدم تواجد رجال الشرطة، بالسيطرة على المركبات التي بها ركاب، ومنعها بالقوة من الدخول الى الوادي، والذي يرفض الانصياع يجبر على إنزال الناس بالقوة منها وخاصة الأطفال، أما من كان بنفسه في السيارة، ولم يسمع النصيحة فيترك وشأنه، وأن لا يخاطر أحد بنفسه لينقذه إذا ما جرفه الوادي.



        إن الأدب بالجلد أفضل علاج للمتسببين في الحوادث، أكان نتيجة السياقة بتهور وطيش وقت هطول المطر أو في الأيام العادية، أو الغرور والطغيان في دخول الأودية الجارفة، فإن عقوبة الجلد هي الأنجع في مثل هذه الحالات، لأن عقوبة السجن والغرامة لم تعد رادعة للبعض، خاصة لفئة الأغنياء الذين يملكون الكثير من المال، أو الفقراء الذين ليس لديهم مال، ونحن لن نكن أعلم من رب العزة والجلال الذي أمر بالجلد كإصلاح للبشر، إذن العودة الى عقوبة الجلد ستحل المشكلة.



        (نشر في جريدة الوطن)


        ---------------
        تعليقي على الموضوع:
        وكأني أرى المجلودين عبرة لمن لم يعتبر بعد! لكننا أبعد من تطبيق أمر كهذا..
        بداية
        /
        \

        كن خلوقا وأنت تسيح
        بقوطيك في شوارع الناس
        وبلاش قلة أدب

        ***

        تعليق


        • #6
          الحوادث بين ضعف البصر والبصيرة







          الحوادث بين ضعف البصر والبصيرة.






          إن التقرير الذي أصدره النادي الأوروبي للسيارات مؤخراً، يشير الى وقوع بعض الحوادث بسبب ضعف الرؤية بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن، لأن قوة الإبصار لديهم أصبحت متدنية ولا تساعدهم على تفادي الحوادث مع الآخرين، ولقد كانت النصيحة للمسنين أن يمتنعوا عن السياقة وخاصة في الليل، وهذا إجراء سهل على الأوروبيين الاقتناع به وسيمتنعون عن السياقة بقناعة ذاتيه، ولكن من سيقنع ربعنا في الامتناع عن السياقة إذا ضعف بصرهم، وقد أصبحت بين أيديهم رخصة مدى الحياة، وهات عاد من يفك الشايب من السياقة ما دامه يشوف بمسافة طول عصاه، ومنطقه في ذلك أنه لن يتسبب في الحوادث لأنه لن يسرع، لكنه لم يفكر أنه سيخطي في التقدير بسبب ضعف البصر عندما يدخل الطريق أمام السيارات المسرعة.



          وهذا كله لا يعد مشكلة مستعصية، وإنما المشكلة تكمن في جيل الشباب، ليس بسبب ضعف البصر لأن بصره قوي، وحتى إن كان نظره ضعيف قليلا فإنه سيستخدم نظارة طبية أو عدسات، أو حتى أنه سيلجأ لعملية تصحيح النظر بواحدة من الوسائل الحديثة، ولكن المشكلة عندنا تكمن في ضعف البصيرة وليس البصر، ففي أوروبا لم يذكروا في تقريرهم أنهم يواجهون مشاكل في الحوادث التي يقترفها جيل الشباب بسبب ضعف البصيرة، ولكن مشكلتهم مع سواقين تجاوزوا الستين من العمر، وبسبب ضعف البصر وليس ضعف البصيرة على عكس الحالة عندنا، حيث إن الحوادث انحصرت في بلادنا بين جيل الشباب، وعلى الأخص الفئة العمرية بين (18 – 30) سنة، إذن مشكلة الأوروبيين في ضعف البصر .. ومشكلتنا في ضعف البصيرة.



          إذن لن تحل المشكلة في بلادنا، حتى نعرف ونعترف من أن السرعة والتهور، والقيادة باستعجال، وعدم احترم الآخرين في الطريق، وضعف الفنيات في السيطرة على المركبة عند حدوث طارئ، كل ذلك يمثل أهم الأسباب في وقوع الحوادث، ولا يكفي أن نعرف وحسب بل لا بد أن نعترف بهذه المشكلة، وأن نقر بالرغبة الأكيدة في السعي لحل هذه المشكلة بتضامن جماعي واجتماعي، وأن من لا ينصاع للتوجه العام للمجتمع بشأن رغبته في الحد من الحوادث، لا بد من أن يردع بقوة القانون، ومن هذه الضوابط أن يمنع السواقين غير الملتزمين بالنظام من السياقة لفترة مؤقتة، وان لم يفلح هذا الإجراء معهم يتم منعهم منعا باتاً من السياقة، فعندما يعرف الناس إن هناك عقوبات رادعة تنتظر المتهورين والمهملين، سوف يكفون عن تكرار اقتراف الأخطاء والحوادث، وسيسود الهدوء والطمأنينة في الشارع.





          (نشر في جريدة الوطن)



          حمد بن سالم العلوي


          بداية
          /
          \

          كن خلوقا وأنت تسيح
          بقوطيك في شوارع الناس
          وبلاش قلة أدب

          ***

          تعليق

          يعمل...
          X