بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتحية طيبة وبعد,,
"لايلدغ المؤمن من جحر مرتين"
نتاج هذا الحديث تجلى شامخاً للعيان عندما نقلت وكالات الأنباء العالمية مشاهد الخوف والهلع التي عمّت شوارع مدينة جاوة الأندونيسية بعد الزلزال المدمّر الذي هز أركان المدينه ككل, بما فيها المساجد والمعابد الأثرية
تلك المشاهد من الخوف والهلع لم تكن معتادة قبل ذلك, فقد كانت أندونيسيا مسرحاً صاخباً لمثل هذه الهزات والبراكين والفيضانات المتكررة على مدى السنين الماضية, إلا أن الإستقبال الذي لقيه زلزال مدينة جاوة كان على غير العادة التي تعوّد عليها أهل اندونيسيا الكرام.
المثل الشعبي يقول "إللي تلدغه الحية بيخاف من العصاية" إذن سبب هذه الفوضى والمعمعة ونزوح الناس إلى مناطق مجاورة أو بالأحرى بعيدة عن شاطئ البحر, ليس خوفاً من زلزال جاوة, إنما أمرٌ أخطر وأكبر منه بعشرات المرات, إنها أمواج المد البحري تسونامي !!
فوجئ الجميع بأمواج المد وهي تلوح من بعيد بعد هذا الزلزال المدمر -زلزال جاوة- إلا أنها جاءت على غير ما توقع علماء الأرصاد والزلازل, فقد كانت هذه الأمواج عبارة عن أمواج مد بشري كان بطولتها أكثر من 200 ألف مشرد ونازح, هُلعوا خوفاً وهرباً مما قد تأتي به تلك الهزة.
إذن .. لنتفق على أن الاندونيسيون تعلموا الدرس من مرة واحدة فقط, فبعد تسونامي الماضي أعدوا العدة لإستقبال غيره على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية, ولوحظ نتاج هذا الإهتمام في التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الحكومة الاندونيسية بعد كل هزة أو فورة بركان مشهودة, وقد جاءت هذه التحذيرات بناءاً على الجهد والدراسات والأموال التي انفقت في سبيل الحصول على المعلومات أول بأول حول هذه الظواهر, إذن هم أعدوا العدة لهذا !!
يا تسونامي .. أنت علمت الاندونيسيين من مرة وحدة انو اللي بتلدغو الحيه بيخاف من العصايه
لكن مين بدّو يعلم العرب أنو اللي بتلدغو الحية ستين مرة ليش ما بيخاف منها ؟!!
آرثر
تعليق