إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جامعة نزوى أبكتني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جامعة نزوى أبكتني

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تلقيتُ يوم السبت المنصرم دعوة كريمة لزيارة جامعة نزوى وحضور احتفال الإسبوع المرور الذي تنظمه مديرية المنطقة الداخلية للشرطة بالتعاون مع جامعة نزوى ، فلبيتُ النداء وحثثتُ الخطى نحو مدينة نزوى أرض الحضارة ومنبع العلم والتاريخ ، بوابة الصمود وواجهة العزة والشموخ ، التراث حاضراً في كل أركانها ، والجمال يزين كل طرقاتها ، جبالها تشعرك بالعزة ووديانها تمنحك بعداً آخر من جمال الطبيعة الأخّاذ .
    وصلتُ جامعة نزوى قبيل الحفل بلحظاتٍ قصيرة ، فاتجهت رأساً إلى مسرح الجامعة المغلق ، وحينها كنتُ أمنّي النفس بالتجوال في أروقة الجامعة واستكشاف فصولها وجوانبها ، ولكن ضيق الوقت حرمني من تلك اللحظة الرائعة ، كانت قاعة المسرح فاتحة خير وبوابة إشراق ، حيث الهدوء والتنظيم الساحر والتقنية الرائعة .
    وقبل كل شيء فإن الحفل الذي دُعيتُ إليه رسمياً في طابعه ومحتواه ، ففي الصفوف الأولى تجد كبار الشخصيات من المدنيين ، ويليه كبار الضباط في الدولة ، وفي الجانب الآخر حضور مميز لشباب وفتيات جامعة نزوى ، وخشيتُ أن أشعر بالرتابة والسآمة فالحفل عسكري الفكرة والنشأة مغلف بطابع رسمي رفيع ، فالمتوقع أن يكون الحفل جافاً يتسارع في وتيرة النصح والوعظ والإرشاد بلغة الصرامة وعدم التهاون .
    دخول راعي الحفل يتبعه السلام السلطاني إيذاناً بإفتتاح العرض وبداية رحلة الأمسية البهيجة ، فَتعطَّر المكان بطيب حديث المولى القدير بآياتٍ تتلى من الذكر الحكيم ، فهدأت النفس واستأنس القلب واطمأنتِ الروح ، بعدها أتى عميد المنطقة الداخلية "الزدجالي" يلقي كلمته في تأنّي وسلاسة ، وقد أشار إلى إحصائيات الحوادث للعام المنصرم موجهاً الجميع إلى إتباع قوانين الطرق بحذافيرها ، راجياً السلامة للجميع .
    الشاعر المبدع بدر الجنيبي بلهجته البدوية الأصيلة يُطرب الجميع ويشنّف الآذان بإلقاءه الجميل وكلماته الرائعة ، فقصيدته بحراً من جمال وعالماً من خيال ، وقد حذّر وعنّف المتهورين وطلب منهم التمسك بأخلاقيات الطريق ، موجهاً رسالته للشباب خاصة ، وقد وجدت كلماته رضاءً في النفوس ووقعت على جانبٍ في القلب القصيِّ فتمكنت فيه ، كما شاركت إحدى الطالبات بقصيدةٍ أخرى طرّزت فيها كل معاني السمو لدى السائق فأرواح من في المركبة وخارجها أمانة لديه ، وإزهاقها ذنبٌ لا يُغتفر ، يحاسبه الله عليها ، ولقد أجادت في طريقة إلقاءها ونطقها السليم للحروف ، وحقاً تفخرُ جامعة نزوى بطلابها المبدعين .
    شرطة عمان السلطانية كان لها دورها البارز في التوعية والإرشاد من خلال الفلم الوثائقي الذي عرضته وهو يحكي واقعاً أليماً ، فتجد الدموع تتناثر هنا وهناك ، فلقد تفتّت الأكباد وانفطرت القلوب لرؤية أُسر الضحايا ، وكيف يتّمت حوادث السير أطفالاً رضّع ، وخلفت الأرامل والمفجوعين ، نكبات الحزن عمّت كل البقاع ، فكان فلماً مؤثراً بحق ، ولم تبقى مهجةٌ لم تسحَّ دموعها ، وودتُ أن لو كل أهل عمان شاهدوا الفلم معنا ، لكان العبرة والعظة مصيرُ الجميع بإذن الله .
    وبعدما نثرنا الدموع ، تأتي فرقة المسرح بعملٍ لا يخطر على بال ، فكم رفعنا العقيرة فخراً بوجود هذه الكوكبة ، مسرحية التجاوز الخاطىء قاتل أخذتنا إلى حيث يقبع السحر بل هي كانت لحظة سكرٍ على البديهة ، تبارك الرحمن ، إبداعُ فامتاع ، بل قل إشباع وإقناع ، لم أشاهد نصّا مسرحياً في سلطنة عمان من قبلٍ كهذا ، بالرغم على كثرة حضوري للإحتفالات والمسرحية في الجامعات والمعاهد والمدارس والنوادي ، مهما تحدثتُ عمّا رأيت فلن أفيها عُشر حقها ، فاجأتني الفتاة العمانية التي قامت بدور ابنة الشايب وأخت سالم ، يا للجمال في الأسلوب والحوار والجرأة بل حتى في الهمسات والحركة ، فكم خشيتُ عليها الحسد يومها ، ولم يخطر لي ببال أن أرى فتاةً عمانية تبرع في المسرح كحال تلك الفتاة ، فهي بحق أفضل من الكثير التي نراهن في غثاء الفضائيات ، وكذلك الشاب المبدع الذي قام بدور الشايب والد سالم ، فهو يمتلك روحاً مرحة ، وذكاءً متوقداً ، سرعة البديهة حاضرة لديه ، والتخلص من أي هفوة ميزة رائعة متأصلة فيه ، لم نشعرُ أبداً بأنه شابٌ في ريعان الشباب لروعة أدائه واتقان دوره ، كذلك سالم وعمه وابنة عمه كانوا أبطالاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وما أعجبني أكثر هو ذلك الحس المرهف برسالة المسرح ، وبالرغم من الحضور الرسمي لشخصيات بارزة إلا أنهم وجهوا لسعات خفيفة وبطريقة لبقة إلى كثير من القضايا الحساسة ، كل ذلك بدهاءٍ ودبلوماسية .
    وجاء دور النشيد ، وأتت فرقة الفجر الإنشادية بالوادي الأعلى لتقدم وصلة إنشادية رائعة ، فكم سعدتُ حينما رأيت النشيد يخطو خطواتٍ متقدمة ، فلم يكن في الحسبان أن نرى الأناشيد في الإحتفالات الرسمية الكبيرة ، وللأمانة فإن فرقة الفجر برهنت على علوِّ كعبها في عالم الإنشاد ، وما أطربني أن رأيت كل شباب الفرقة منشدين ، ولم تخضع الفرقة لمنشدٍ واحدٍ تدين له ، بل كان أوبريت مصغر ، نال إستحسان الجمهور ، ووقف الجميع مصفقاً لوقتٍ طويل ، فهنيئاً لنا بفرقةٍ إنشادية كهذه .
    لكي لا أطيل كان للفرقة الشعبية حضوراً لافتاً كذلك ، التناسق العجيب وانتقاء الكلمات وروعة الأداء كان سمةً راقية لهذه الفرقة المميزة بحق ، والخلاصة أنني وجدتُ في جامعة نزوى ما أبهرني ، فتوالت الأحلام والآمال في مخيلتي ، إنه بداية عهدٍ من الإبداع ، فعمان تمتلك مناجم مبدعين فقط نأخذ بأيديهم ونوجههم نحو الطريق السليم .
    ودمتم في القلب تسكنونه وتعمرونه

  • #2
    يسلموووووووووووووووووووووو....
    بس من الأفضل أن ينقل الموضوع الى المنتدى التربوي
    وطنـي لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
    نازَعَتني إليه في الخُلدِ نفسي

    تعليق


    • #3
      أخيراً رجعت أيها المبدع ..
      بإنتظارك وأعذرني على التقصير ..
      ستكون لي عودة
      sigpic

      تعليق


      • #4
        sigpic

        تعليق


        • #5
          وانت من المبدعين.... بوصفك الجميل احسست بروعة الحفل
          إبتسم فابتسامتك حتما ستكون سببا لسعادة الآخرين

          تعليق


          • #6
            مشكور اخوي صراحه حسيت نفسي فعلا اني كنت وياكم في الحفل لكن مع اني يديده ع الموقع بس حسيت انك انسان مبدع في السرد

            تعليق

            يعمل...
            X