أطفال غزة , صورة مصغره من حرم الطفولة العربي خصوصا والعالمي عموما , الطفولة البريئة المسلوب قدسيتها وحقها في الابتسام وتذوق طعم الحياة الطبيعي , تلك البراءة وذلك الطهر الذي غيبته براثن الموت , وافترسته غيلان الظلام , وقطع أوصاله الصغيرة رصاص الإرهاب والإجرام الصهيوني , والصمت الدولي , وغيب حقه ظلم ذوي القربى , فكانت غزة هاشم بأطفالها الصغار بأجسادهم , والكبار بأفعالهم وصبرهم , قبر كبير اتسع للألم والحزن والدموع ولم يتسع لهم , بل لم يجد بين جوانبه قيد أنملة للتخفيف من تلك الجراح النازفة من عيون الأطفال , فلم تتجاوز صرخاتهم التي اخترقت صدورهم , ان تكون مجرد شكوى ضائعة في عالم كئيب قاس0
نعم 000 لم يفرق الرصاص الطائش والظلم الأعمى بين من يلعب الكرة وهو لم يتجاوز بعد سن العاشرة , وبين من يحمل في يده البندقية والرشاش ! لم يفرق بين اللعبة المصنوعة من القش والقماش والقنبلة ! لم يفرق بين من يحمل في يديه الصغيرتين خبز الحياة , وبين من يحمل معه قوت المنون , كلهم غيبهم الظلم والظلام , وأطفأ الموت نور الحياة وجمالها في عيونهم البريئة , فتساوى بذلك الجلاد والضحية , وطائر الرخ والعصفور الصغير , ( فالويل في الدنيا التي في شرعها 000 فأس الطغام كريشة الرسام ) 0
إنهم مئات الأطفال في فلسطين المسلمة العربية ككل , وفي غزة على وجه التحديد , الذين اثروا ان يشعلوا الشموع للعالم الأعمى , فلعله يستيقظ من سباته العميق وغفلته الطويلة , وعلى أنغام "حاصرونا هالظلام " , كان للشموع دفء وبصيص رحمة اكبر بكثير من بعض البشر الذين تلاشت تلك الخصلة وغيرها من قلوبهم الميتة القاسية , بفعل ضغط موائد الطعام الشهية على بطونهم , فبردت في نفوسهم نخوة العروبة والشهامة والإباء , متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) 0
صرخات أطفال فلسطين ارض الطهر والرسالات , وعراق العروبة والإباء والمجد , وأطفال السودان والصومال وغيرها من ارض المسلمين في كل أرجاء عالمنا الإسلامي والعربي , قد أيقظت بآلامها وجراحها النازفة الأموات في قبورهم تحت الأرض , ولم يستيقظ – للأسف - على دويها من يدعون الحياة فوقها , فلا حياة لمن تنادي , ففي غزة وحدها وبحسب دراسة هي الأولى من نوعها قدمت كأطروحة ماجستير في جامعة كوينز في كنغستون باونتاريو , أكدت الدراسة بان غالبية أطفال غزة – 840 ألفا تقريبا - قد تعرضوا للقنابل المسيلة للدموع , كما شاهدوا بأم أعينهم بيوتهم تتعرض للتفتيش او الهدم , وعمليات إطلاق النار والقتال والتفجيرات , كما تعرضوا للتعذيب ورؤية مشاهد موت زملائهم وتقطيع أوصالهم أمامهم , فما ذنبهم أيها المجتمع الدولي عموما , والإسلامي والعربي على وجه التحديد ؟ لتستفيق عيونهم الطاهرة كل صباح على لون الدم والدمار ومشاهد الموت , ولا تغمض الى على صور المذابح والمجازر 0
أين الموقف الرسمي العربي المحزن من كل ذلك , الم نعد نخجل ونستحي من ان نجد السفن الأجنبية القادمة من الغرب وهي تمخر بحر غزة , متحملة قسوة وطول المسافة وهيجان المحيطات والبحار ومخاطرها , وذلك في محاولة منها لمؤازرة أبناء ذلك الجزء من عالمنا الإسلامي والعربي الغالي ؟ منددة بالظلم والإجرام والتهميش العالمي , الم نكن أولى بذلك منهم ؟ الم نعد نخجل من مشاهد وصور الشرطة الإسرائيلية وهي تقبض على بعض نشطاء السلام الإسرائيليين المتضامنين مع أطفال غزة وأبناءها المحاصرين فيها من أمثال الناشط الإسرائيلي ميكي روزينفيلد , بينما يبقى أبناء الدين الواحد , واللغة الواحدة , والوطن الواحد , بعيدين كل البعد عن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :- ( المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى" ) 0
وها هو عيد الأضحى قد اقترب – أيها العالم الديموقراطي الحر – يا منظمات حقوق الإنسان , يا هيئة الأمم المتحدة , يا مجلس الأمن الدولي , يا جامعتنا العربية , يا امة الإسلام , اقبل العيد وأطفال غزة يعيشون تحت وطأة الظلم وقسوة الإجرام الصهيوني , وغياب الموقف الدولي , وعجز الإرادة والموقف العربي تجاه قضيتهم , اقبل العيد , ولكن بأي حال عدت يا عيد ؟ , فلقد استبدل أطفال غزة بسمة العيد بحزن الدهور العميق الذي يعتصر فرحتهم ويبدد سرورهم , إنهم يستقبلون تباشير العيد باللون الأسود المخضب بالدم , لا كبقية أطفال العالم باللون الأبيض الناصع , وكان لسان حالهم يقول :- هذا مصيري ,, يا بني الدنيا فما أشقى المصير و ( فلك الويـل يا صـرح المظالم من غد 0000 إذا نهض المستضعفون وصمموا , هو الحق يغفي ثم ينهض ساخطا 000 فيهدم مـا شـاد الـظلام ويحطم ) 0
فيا كتاب الأمة ومثقفيها , يا أصحاب الأقلام الحرة في عالمنا العربي , أما آن لهذا الصمت المخجل ان ينتهي ؟! آما آن لهذا القيد الدامي ان ينكسر ؟! فاني ( أرى الحق معصوب الجبين مقسم 000 كالشاة , بين الذئب والقصاب ) , ويا زعماء الأمة وقادتها وساستها ووارثي أمانة الله في أرضه , تذكروا وقوفكم بين يدي القوي القادر , فوا لله إنكم ستسالون عن هذه الأمة عموما , وعن أطفال المسلمين خصوصا , يقول تعالى في محكم كتابه العزيز { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } صدق الله العظيم , ويا علماء الأمة وحملة رسالة الدين , ان عليكم حمل ثقيل وأمانة عظيمة فوق أمانة الزعماء والحكام والرؤساء , فالعلماء ورثة الأنبياء , فما حال الأمة إذا ضاع علماءها , وماتت بداخلهم صرخة الحق , فلم يعودوا سوى نفوس من دخان , وخبا بهم لهيب الوجود , فما بقوا ألا كمحترق من الأخشاب 0
نعم 000 لم يفرق الرصاص الطائش والظلم الأعمى بين من يلعب الكرة وهو لم يتجاوز بعد سن العاشرة , وبين من يحمل في يده البندقية والرشاش ! لم يفرق بين اللعبة المصنوعة من القش والقماش والقنبلة ! لم يفرق بين من يحمل في يديه الصغيرتين خبز الحياة , وبين من يحمل معه قوت المنون , كلهم غيبهم الظلم والظلام , وأطفأ الموت نور الحياة وجمالها في عيونهم البريئة , فتساوى بذلك الجلاد والضحية , وطائر الرخ والعصفور الصغير , ( فالويل في الدنيا التي في شرعها 000 فأس الطغام كريشة الرسام ) 0
إنهم مئات الأطفال في فلسطين المسلمة العربية ككل , وفي غزة على وجه التحديد , الذين اثروا ان يشعلوا الشموع للعالم الأعمى , فلعله يستيقظ من سباته العميق وغفلته الطويلة , وعلى أنغام "حاصرونا هالظلام " , كان للشموع دفء وبصيص رحمة اكبر بكثير من بعض البشر الذين تلاشت تلك الخصلة وغيرها من قلوبهم الميتة القاسية , بفعل ضغط موائد الطعام الشهية على بطونهم , فبردت في نفوسهم نخوة العروبة والشهامة والإباء , متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) 0
صرخات أطفال فلسطين ارض الطهر والرسالات , وعراق العروبة والإباء والمجد , وأطفال السودان والصومال وغيرها من ارض المسلمين في كل أرجاء عالمنا الإسلامي والعربي , قد أيقظت بآلامها وجراحها النازفة الأموات في قبورهم تحت الأرض , ولم يستيقظ – للأسف - على دويها من يدعون الحياة فوقها , فلا حياة لمن تنادي , ففي غزة وحدها وبحسب دراسة هي الأولى من نوعها قدمت كأطروحة ماجستير في جامعة كوينز في كنغستون باونتاريو , أكدت الدراسة بان غالبية أطفال غزة – 840 ألفا تقريبا - قد تعرضوا للقنابل المسيلة للدموع , كما شاهدوا بأم أعينهم بيوتهم تتعرض للتفتيش او الهدم , وعمليات إطلاق النار والقتال والتفجيرات , كما تعرضوا للتعذيب ورؤية مشاهد موت زملائهم وتقطيع أوصالهم أمامهم , فما ذنبهم أيها المجتمع الدولي عموما , والإسلامي والعربي على وجه التحديد ؟ لتستفيق عيونهم الطاهرة كل صباح على لون الدم والدمار ومشاهد الموت , ولا تغمض الى على صور المذابح والمجازر 0
أين الموقف الرسمي العربي المحزن من كل ذلك , الم نعد نخجل ونستحي من ان نجد السفن الأجنبية القادمة من الغرب وهي تمخر بحر غزة , متحملة قسوة وطول المسافة وهيجان المحيطات والبحار ومخاطرها , وذلك في محاولة منها لمؤازرة أبناء ذلك الجزء من عالمنا الإسلامي والعربي الغالي ؟ منددة بالظلم والإجرام والتهميش العالمي , الم نكن أولى بذلك منهم ؟ الم نعد نخجل من مشاهد وصور الشرطة الإسرائيلية وهي تقبض على بعض نشطاء السلام الإسرائيليين المتضامنين مع أطفال غزة وأبناءها المحاصرين فيها من أمثال الناشط الإسرائيلي ميكي روزينفيلد , بينما يبقى أبناء الدين الواحد , واللغة الواحدة , والوطن الواحد , بعيدين كل البعد عن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :- ( المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى" ) 0
وها هو عيد الأضحى قد اقترب – أيها العالم الديموقراطي الحر – يا منظمات حقوق الإنسان , يا هيئة الأمم المتحدة , يا مجلس الأمن الدولي , يا جامعتنا العربية , يا امة الإسلام , اقبل العيد وأطفال غزة يعيشون تحت وطأة الظلم وقسوة الإجرام الصهيوني , وغياب الموقف الدولي , وعجز الإرادة والموقف العربي تجاه قضيتهم , اقبل العيد , ولكن بأي حال عدت يا عيد ؟ , فلقد استبدل أطفال غزة بسمة العيد بحزن الدهور العميق الذي يعتصر فرحتهم ويبدد سرورهم , إنهم يستقبلون تباشير العيد باللون الأسود المخضب بالدم , لا كبقية أطفال العالم باللون الأبيض الناصع , وكان لسان حالهم يقول :- هذا مصيري ,, يا بني الدنيا فما أشقى المصير و ( فلك الويـل يا صـرح المظالم من غد 0000 إذا نهض المستضعفون وصمموا , هو الحق يغفي ثم ينهض ساخطا 000 فيهدم مـا شـاد الـظلام ويحطم ) 0
فيا كتاب الأمة ومثقفيها , يا أصحاب الأقلام الحرة في عالمنا العربي , أما آن لهذا الصمت المخجل ان ينتهي ؟! آما آن لهذا القيد الدامي ان ينكسر ؟! فاني ( أرى الحق معصوب الجبين مقسم 000 كالشاة , بين الذئب والقصاب ) , ويا زعماء الأمة وقادتها وساستها ووارثي أمانة الله في أرضه , تذكروا وقوفكم بين يدي القوي القادر , فوا لله إنكم ستسالون عن هذه الأمة عموما , وعن أطفال المسلمين خصوصا , يقول تعالى في محكم كتابه العزيز { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } صدق الله العظيم , ويا علماء الأمة وحملة رسالة الدين , ان عليكم حمل ثقيل وأمانة عظيمة فوق أمانة الزعماء والحكام والرؤساء , فالعلماء ورثة الأنبياء , فما حال الأمة إذا ضاع علماءها , وماتت بداخلهم صرخة الحق , فلم يعودوا سوى نفوس من دخان , وخبا بهم لهيب الوجود , فما بقوا ألا كمحترق من الأخشاب 0
تعليق