حماس دعت لمظاهرات دعما للقدس وتنديدا بعباس لسحبه تقرير غولدستونfff
التحضير ليوم غضب عربي دفاعا عن الاقصى واسرائيل تفرض قيودا مشددة لمنع وصول المصلين
القدس ـ 'القدس العربي' من وليد عوض:
قررت قوات الاحتلال الاسرائيلي فرض قيود مشددة على دخول الفلسطينيين الى مدينة القدس المحتلة اليوم الجمعة في محاولة لمنع وصول المصلين المسلمين الى المسجد الاقصى لأداء صلاة الجمعة.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهارونوفيتش قبل توصية الشرطة بفرض قيود اليوم الجمعة على دخول المصلين الى الحرم القدسي. جاء ذلك في الوقت الذي دعت فيه اللجنة المركزية لحركة 'فتح' الى إضراب عام في الأراضي الفلسطينية 'لنصرة القدس العربية في وجه الهجمة الإسرائيلية الشرسة'.
وواصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس الخميس حصارها للمسجد الاقصى لليوم الخامس على التوالي فيما لا يزال عشرات من المواطنين الفلسطينيين معتكفين داخل المسجد تحسبا لقيام جماعات يهودية باقتحامه.
وتطالب قوات الاحتلال الاسرائيلي بخروج المعتكفين من داخل الاقصى كشرط مسبق لفك الحصار عن المسجد الا ان الفلسطينيين يرفضون ذلك المطلب الاسرائيلي.
واعلن مسؤول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر ان فك الحصار عن المسجد الاقصى المبارك وحرية وصول المُصلين اليه شرطان لخروج المُعتكفين من الاقصى، مشددا على ان الاعتكاف شريعة دينية اسلامية وليست عملا مسلحا، وان من حق المسلمين الاعتكاف بالاقصى وبسائر المساجد للصلاة والتهجد وتلاوة القرآن.
ولم يسمح خلال الايام القليلة الماضية بدخول الحرم الا للرجال المسلمين في سن الخمسين فما فوق، بينما لم تفرض قيود على دخول النساء.
وأدانت اللجنة المركزية لحركة 'فتح' في بيان صحافي 'الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة التي تستهدف المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف وتستهدف بشكل أساسي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة'.
وأعربت اللجنة عن قلقها البالغ بخصوص 'محاصرة السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى ومنع وصول المصلين إليه وتواطؤها مع غلاة اليمين اليهودي والسماح لهم بدخول باحات الأقصى وتقديم الحماية لهم'.
وطلبت اللجنة المركزية لفتح بحشد الطاقات الفلسطينية لإنجاح فعاليات اليوم الجمعة والخروج بمظاهرات ومسيرات سلمية تعلن تمسك الشعب الفلسطيني بمقدساته وبالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة.
وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي دعا في وقت سابق إلى جعل يوم الجمعة يوما للاحتجاج في العالم الإسلامي على اعتداءات القوات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاصرتهم له.
وطالب القرضاوي في كلمة له في مقر نقابة الصحافيين المصرية في القاهرة الاثنين الماضي الدول العربية والإسلامية وخطباء المساجد بمخاطبة 'الهيئات والمؤسسات الدولية و(دول) العالم الحر للنهوض بدورها لوقف تلك التعديات على الحرم القدسي الشريف'.
كما دعا رؤساء وحكام الدول العربية والإسلامية لعقد قمة عاجلة 'لإنقاذ المسجد الأقصى' مطالبا بالسماح للمسلمين بالتظاهر بعد صلاة الجمعة تعبيرا عن المساندة للحرم القدسي الشريف.
وقال تنظيم الاخوان المسلمين في مصر انه سيلبي الدعوة ودعا لمظاهرات تأييد للاقصى.
كما دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني إلى جعل الجمعة 'يوم غضب'، وإلى تسيير تظاهرات دعماً للقدس والمسجد الأقصى.
وقالت الحركة في بيان وزعته امس الخميس في العاصمة السورية، دمشق، إنها تدعو إلى 'يوم غضب عارم بالخروج في مسيرات ومظاهرات دعماً للقدس والأقصى المبارك، وتنديداً بموقف سلطة عباس وفريق أوسلو الذين تنكروا لدماء الشهداء بحمايتهم مجرمي الحرب الصهاينة من الإدانة والمحاكمة الدولية'.
وشارك اكثر من الف فلسطيني الخميس في رام الله في مسيرة تنديدا بالاحداث الاخيرة في المسجد الاقصى وتأييدا لرئيس السلطة.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات مؤيدة لعباس، مؤكدين 'دعمهم وتأييدهم للرئيس الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع اماكن وجوده في الوطن والشتات'.
من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض أن 'هناك الكثير من الجدل المحتدم حول قضية تقرير غولدستون في الساحة الفلسطينية، وان الكثير مما قيل ويقال في هذا الأمر مبرر ومفهوم، بل ونقوله نحن جميعاً وتقوله القيادة الفلسطينية بدءاً بالأخ الرئيس أبو مازن. ولكن أيضاً هناك الكثير مما قيل ويقال حول هذا الموضوع ما لا يمكن اعتباره أو النظر اليه إلا تصيداً، مما قد يشكل بوابة للاطاحة بالمشروع الوطني وتدميره'.
وفي هذا السياق أشار فياض أنه وبالقدر الذي تعكس فيه طريقة التعامل مع تقرير غولدستون ضعفاً على الساحة الفلسطينية، فإن الجواب على ذلك يكمن في رص الصفوف، وأن الاستخلاص الرئيسي لمعالجة هذا الضعف يتمثل في ضرورة الاسراع في إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن، وليس التهرب من هذه الاستحقاقات، خاصة أن هناك جهداً حقيقياً لاستخلاص العبر من قضية غولدستون، ومعالجة تداعياتها.
تعليق