إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تقرير خاص عن حقيقة ما جرى في حلبجه الكردية في العراق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    [align=center]إدعاءات عن إستخدام غازات الأعصاب

    إن الأطباء التابعين لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان والذين تعاونوا مع منظمتهم قد أصدروا عدداً من التقارير كانت معظم إدعاءاتهم فيها مماثلة للتقارير الصادرة عن منظمة مراقبة حقوق الإنسان وهي خاضعة لنفس الاعتراضات. أحد هذه التقارير هام للغاية ويتطلب فحصاً مشخصاً وهو بعنوان "غازات الأعصاب المستخدمة في شمال العراق ضد الأكراد" وصدر في 29 نيسان/إبريل 1993. ووفقاً لهذا التقرير "قام فريق من الأطباء التابعين لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان بجمع عينات من التربة في 10 حزيران/يونيو 1992 من فجوات حدثت بسبب إنفجار قنابل بالقرب من قرية برجيني الكردية شمال العراق إدعى فيه أن الجيش العراقي قام بإلقاء قنابل على برجيني في 25 آب/أغسطس 1988. وتم تحليل تلك العينات بواسطة مختبر بريطاني والذي أقر بوجود دليل قاطع لبقايا من حوامض ميثايل فوسفونك و آيزوبروبايل ميثايل فوسفونك ومنتجات مشتقة من غاز الخردل."
    ولتفنيد ما جاء بهذا التقرير هو أن حامض ميثايل فوسفونك ناتج عن التفاعل مع الماء وليس من الغازات أو المواد المؤثرة على الأعصاب، أما حامض آيزوبروبايل ميثايل فوسفونك (والذي أطلق عليه التقرير بشكل خاطئ إسم حامض آيزي بروبايل ميثايل فوسفونك) هو مادة ناتجة عن تفاعل الماء مع السارين. وإذا إعتبرنا أن العينات صحيحة والظروف متاحة ومناسبة (في حالة وجودها) للتفاعل بالماء، تكون هذه النتيجة هامة، حيث يمكن للسارين أن يكون عاملا فى وقوع وفيات لأربعة أفراد من قرية برجيني وقد أعلن ذلك فى نفس اليوم. ومع ذلك فإن السارين ليس له رائحة، ووفقاً لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان، ذكر سكان القرية أنهم قد شمّوا روائح مختلفة ومحددة بعد القصف بالقنابل. قالوا: كانت الرائحة طيبة فى البداية مثل رائحة التفاح أو شيء حلو المذاق، ثم تحولت إلى رائحة تشبه رائحة مبيد الحشرات في الحقول، ثم أصبحت كريهه للغاية. وللموافقة على هذا التقرير يكون من الممكن القول أن العراق قد خلط السارين وغاز الخردل معاً أو مع عنصر ثالث، كما ذكر كاتبوا التقرير وجود ثلاث موجات لأربع قنابل، وكلها كانت تبدو متطابقة.

    وتدعي مصادر أخرى أن العراق قد إستخدم غاز الأعصاب. فتقول وكالة الإستخبارات المركزية أن العراق إستخدمه ست مرات: خمس مرات ضد القوات الإيرانية والمرة السادسة فى حلبجه ضد الإيرانيين والأكراد. وتتضمن ست مرات أو أربع منها على الأقل إستخدام غاز التابون الخام وليس السارين، وزعموا أن تلك العناصر التي إستخدمت في الحالتين الأخيرتين لم يتم تحديدهما. ذكر ريك فرانكونا Rick Francona، وهو ضابط أمريكي متقاعد بإستخبارات القوات الجوية وعمل كضابط إتصال حول الجيش العراقي، بأن تلك الوقائع قد حدثت أربع مرات فى عام 1988.

    ونعود مرة أخرى إلى ستيفن بلتير، محلل وكالة الاستخبارات المركزية، حيث يقول أن الجيش الأمريكي قد درس بدقة تلك التقارير ووجد أنها تفتقد إلى المصداقية والأساس السليم.

    ويضيف بلتير في تعليقه على تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية بأنه مرعب جدا حيث هناك إيمان راسخ كما أنا أؤمن به اليوم من أن ما حدث في حلبجه لم يحدث بالطريقة التي وصفها تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية، وأن هذه المسألة حساسة جداً حالياً". وأضاف يقول، "نحن نقول بأن الرئيس صدام حسين وحشي ومهووس لأنه قتل أبناء شعبه بالغازات السامة وأن العالم يجب أن لا يتحمله، ولكن السؤال هو لماذا؟ والجواب هو لأن ذلك هو الجدل الأخير الذي تستخدمه الولايات المتحدة لشن الحرب على العراق."

    كما يقول تقرير المخابرات المركزية الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية والذي نشر في تشرين الأول/أكتوبر 2002 أن هناك فقط دليل على أن المئات قد قتلوا في حلبجه في آذار/مارس 1988، وأن غاز الخردل وغاز الأعصاب فقط قد إستخدما من قبل العراقيين. يبدو من ذلك أن المخابرات المركزية الأمريكية تساند الآن ما جاء بتقرير كلية الحرب الأمريكية الذي أصدرته في نيسان/إبريل 1990 من أن عنصراً يدخل إلى الدم ويعتمد على السيانيد وليس غاز الخردل أو غاز الأعصاب هو ما قتل الأكراد في حلبجه. كما أنه لا يوجد هناك في تقرير المخابرات المركزية الأمريكية ما يشير إلى أنه كان هناك هجوم بالأسلحة الكيمياوية على 40 قرية عراقية كردية كما يشير تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية وإدعاءات الجماعات الكردية.

    وفي 3 مايس/مايو 1990، أشارت صحيفة الواشنطن بوست إلى دراسة أخرى تقول فيها أنه في عملية إحياء وتقييم للمراحل النهائية للحرب العراقية الإيرانية أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية أجمع فيها المحللون على أن المعلومات المخابراتية الحاسمة تؤكد أن ما حدث في حلبجه هو أحد أسوأ المذابح المدنية في الحرب العراقية الإيرانية، والتي كان سببها إستعمال القذائف الكيمياوية من كلا الجانبين المتحاربين.

    هذا وكتب روجر تريلينغ Roger Trilling في صحيفة The Village Voice الأسبوعية بعددها الصادر في 1-7/5/2002 معلقاً على التقرير الذي نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية في الفصل الخاص بالأسلحة الكيمياوية من أن ذلك الفصل كان مخصصاً للتكتيكات العسكرية العراقية، بإستثناء جملة واحدة تسترعي الإنتباه تقول: " أن عنصراً خاصاً بالدم (كلوريد السيانوجين) كان مسؤولاً ظاهرياً عن غالبية الإستعمال سيئ السمعة للمواد الكيمياوية في الحرب، ألا وهو قتل الأكراد في حلبجه . وبما أنه ليس لدى العراقيين أي تأريخ عن إستخدام هذه المادة، في حين كان للإيرانيين ذلك، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم من إرتكبوا ذلك الهجوم ."

    والنتائج أعلاه التي توصلت إليها وزارة الدفاع الأمريكية تفرض الآن سؤالاً ملحاً عن أسباب المبالغة التي أدت بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية والجماعات الكردية إلى تحميل العراق مسؤولية وفاة المئات من الأكراد العراقيين نساءً وأطفالاً وعجائز ممن يقال انهم قضوا نحبهم في حلبجه.
    [/align]


    يتبع ،،،
    أه يا وطني ...
    يا وطن الاحرار ...
    يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
    إليك أهدي قلمي ...
    إليك أهدي ألمي ...
    رغم كل الأخطار...

    تعليق


    • #17
      [align=center]هل هناك دليل قوي على ذلك؟

      تم العثور في المنطقة على مقبرة بها 26 (أو 27) جثة لأفراد أطلق عليهم النار، ولم يصابوا بأي مادة كيماوية، كما وتم العثور على بقايا نوعين من الغاز فى موقع واحد به أربعة أفراد متوفين. هذا كل ما فى الأمر. وبهذا لا يمكن إلا لشخص يسهل خداعه فقط أن يجد فى هذا دليل كاف للإبادة الجماعية.

      ورغم تشكيكات الخبراء الواردة أعلاه، وبعد سنوات من حملة قادتها لحساب القيادات الكردية شركات العلاقات العامة بالتعاون والتنسيق مع المخابرات الصهيونية تم تسويق موضوع "الإبادة الجماعية" للأكراد على المجتمع الدولي.

      وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، أصدرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان تقريرها الذي إنتظره العالم لفترة طويلة لتعلن وبكل وضوح عدم وجود تلك المقابر الجماعية التي تحتوي على رفات 100,000 جثة من الأكراد حسب ما ذكرته المنظمة في تقاريرها السابقة، وأنها وقوات الإحتلال لم تستطع طيلة 20 شهراً من إحتلال العراق أن تعثر على أي أثر لتلك المقابر المزعومة لا في شمال العراق ولا في جنوبه. وبهذا يثبت أن تقارير تلك المنظمة وما رافقها من حملة علاقات عامة واسعة ضد نظام الرئيس صدام حسين قد ساعدت اليمين المتطرف الأمريكي في حملته المسعورة من أجل إحتلال العراق وتدمير دولته.
      [/align]


      يتبع ،،،
      أه يا وطني ...
      يا وطن الاحرار ...
      يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
      إليك أهدي قلمي ...
      إليك أهدي ألمي ...
      رغم كل الأخطار...

      تعليق


      • #18
        [align=center]جريمة حرب أم عملية حربية؟

        مقال ستيفن بلتير في النيويورك تايمز، 31 كانون الثاني/يناير 2003

        لم يكن مفاجئاً أن يفتقر الرئيس بوش أدلة على برامج العراق التسليحية بإستعماله خطبته عن حالة الإتحاد للتعبير عن قضيته الأخلاقية من أجل إحتلال العراق حين قال "إن الدكتاتور الذي جمع أخطر الأسلحة في العالم قد إستعملها مسبقاً على العديد من القرى تاركاً الآلاف من مواطنيه قتلى أو عميان أو معوقين".

        إن الإتهام بأن العراق قد إستعمل الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه هو جزء مهم من المناقشة عن هذه القضية. إن الدليل المهم والواضح الذي جلب الإهتمامات هو مسألة ضرب العراق للأكراد بالأسلحة الكيمياوية في آذار/مارس من عام 1988 في مدينة حلبجه قبل نهاية الحرب العراقية الإيرانية. وقد أشار الرئيس بوش في خطابه لهذه المسألة وإعتبرها سبباً كافياً للإطاحة بالرئيس صدام حسين. ولكن الحقيقة المؤكدة التي نعرفها جميعاً هي أن الأكراد قد ضربوا بغاز سام ذلك اليوم في حلبجه. ولكننا لا نستطيع القول بأي إثبات وتيقن بأن الأسلحة الكيمياوية العراقية هي التي قتلت الأكراد. إن ذلك ليس هو التحريف الوحيد في قصة حلبجه.

        أنا بموقف يؤهلني بمعرفة حقائق الأمور بسبب كوني المحلل السياسي الأقدم للمخابرات المركزية الأمريكية عن العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وكذلك كأستاذ في كلية الحرب للجيش الأمريكي من عام 1988 لغاية عام 2000، حيث كنت أطلع شخصياً على الكثير من المعلومات السرية التي تصل إلى واشنطن والتي لها علاقة بحرب الخليج. إضافة لذلك، فإني ترأست لجنة تحقيق الجيش عن الكيفية التي يمكن بها العراقيون خوض حرب ضد الولايات المتحدة، وأن التقرير السري الذي صدر عن هذه التحقيقات ضم تفاصيل مهمة عن موضوع حلبجه. ولهذا فإننا نعرف الكثير فيما يتعلق بضرب حلبجه بالغازات السامة التي حدثت أثناء معركة بين العراقيين والإيرانيين. فالعراقيين إستعملوا الأسلحة الكيمياوية لقتل الإيرانيين الذي إستولوا على المدينة التي تقع في الشمال غير بعيدة عن الحدود الإيرانية. وأن الأكراد المدنيين الذين ماتوا قد وقعوا في منتصف القتال بين العراقيين والإيرانيين، وأنهم لم يكونوا على الإطلاق هدفاً للجيش العراقي.

        هذا وأن القصة أصبحت قاتمة جداً، حيث أن وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية قد أجرت مباشرة بعد تلك المعركة تحقيقاً شاملاً نشرت على أثره تقريراً سرياً تم توزيعه داخلياً على جميع دوائر المخابرات الأمريكية. وقد أكد التقرير بأن الإيرانيين هم من قتلوا الأكراد وليسوا العراقيين. وقد وجدت وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية بأن كلا الجانبين، العراقي والإيراني، قد إستعملا الغازات السامة ضد بعضهما البعض في المعركة التي دارت حول حلبجه. كما أن حالة الأكراد المتوفين تؤشر على أنهم قتلوا بمادة من النوع الذي يدخل إلى الدم، أي غاز من مركبات السيانيد الذي كان من المعروف أن إيران قد إستخدمته. أما العراقيون الذين كان من المعتقد أنهم قد إستعملوا غاز الخردل في تلك المعركة فلم يكن معروفاً عنهم أنهم يمتلكون في ذلك الوقت تلك المادة التي تدخل إلى الدم، أي غاز من مركبات السيانيد.

        إن تلك الحقائق كانت موجودة للإطلاع العام ولكن بشكل عجيب وغريب فإنه لم يتم الإشارة إليها عندما يتعلق الموضوع بقصة ما جرى في حلبجه. كما أن المقال المفصل في مجلة نيويوركر الذي نشر في آذار/مارس 2002 لم يتطرق لتقرير وكالة مخابرات الدفاع أو أن يعتقد كاتب المقال أنه قد يكون الإيرانيون هم من فعل ذلك في حلبجه. كما أنه من المهم الإشارة إلى أن مقال النيويوركر كان مجرد هواجس وبدون أدنى دليل.

        أنا لا أحاول هنا أن أرد الإعتبار إلى الرئيس صدام حسين إذ عليه الإجابة عن الكثير من إنتهاكات حقوق الإنسان، ولكن إتهامه بأنه قد ضرب الأكراد بالغازات السامة كعمل من أعمال الإبادة الجماعية هو شئ خاطئ بالتأكيد ذلك لأنه حسب المعلومات التي لدينا فإن جميع الحالات التي إستخدمت فيها الغازات السامة من قبل العراقيين كانت أثناء عمليات عسكرية قتالية. تلك هي مأساة الحروب. قد يكون هناك أسباب لإحتلال العراق ولكن بالتأكيد لن تكون قضية حلبجه واحدة منها.

        في الحقيقة، إن أولئك الذين يشعرون بأن قضية حلبجه لها تأثير على ما نريد القيام به هذه الأيام (إحتلال أو ضرب العراق) عليهم أن يسألوا سؤالاً مخالفاً: لماذا كانت إيران مصممة على إحتلال حلبجه؟ إن نظرة فاحصة على الموضوع قد تسلط الأضواء على تصميم أمريكا على إحتلال العراق.

        يجب أن نتذكر على الدوام بأن العراق ربما يحوي على أكبر خزين نفطي في العالم، ولكن على المستوى المحلي والمدلول الجغرافي والسياسي فإن أهم شئ في العراق هو نظام الأنهر الواسع في الشرق الأوسط، حيث بالإضافة إلى دجلة والفرات هناك الزاب الكبير والزاب الصغير في شمال العراق، كما أن العراق كان مغطى بشبكة ري منذ القرن السادس الميلادي وكان مصدراً لإنتاج الحبوب للمنطقة بأجمعها. فقبل حرب الخليج الأولى كان العراق قد بنى نظاماً مثيراً للسدود ومشاريع السيطرة على الأنهار، حيث أن أكبرها هو سد دربندخان في المنطقة الكردية. وأن هذا السد هو ما كان الإيرانيون يريدون السيطرة عليه من خلال إحتلالهم لحلبجه. هذا وكانت هناك مناقشات في عام 1990 حول إنشاء ما يسمى أنبوب الصداقة الذي يجلب المياه من دجلة والفرات إلى جنوب البلاد ليغذي دول الخليج، وإمتداده ليغذي إسرائيل. ولم يجري أي تقدم حول هذا الموضوع بسبب تصلب العراق. وعندما يكون العراق بأيدي أمريكا فإن ذلك سيتغير بالتأكيد.

        من هذا يتبين أن أمريكا قد تغير قدر الشرق الأوسط بطريقة لا يمكن الإعتراض عليها لعقود عديدة، ليس فقط بالسيطرة على نفط العراق بل بالسيطرة على مياهه كذلك. وحتى لو لم تريد أمريكا إحتلال العراق، فإن إزاحة الرئيس صدام حسين فقط تكون كافية لفتح فرص مربحة للشركات الأمريكية. لذلك فإن كل ما تحتاجه أمريكا هو سبب واضح لتنفيذ ما تريده، شئ مقنع للجميع. إذ أن محاولة ربط العراقيين بأسامة بن لادن لم تثبت صحتها، والإعتقاد بأن العراق يمثل تهديداً لجيرانه قد فشل أيضاً، إذ نشكر قرارات الأمم المتحدة التي جعلت من القوة العسكرية العراقية لا تمثل أي مخاطر على أحد بعد الآن. لذلك فقد كان أهم سبب نستخدمه لكي نذهب إلى الحرب وبسرعة هو إتهام الرئيس صدام حسين بإنتهاكه لحقوق الإنسان العراقي، وأن أكثر القضايا دراماتيكية هي إتهامه بقضية حلبجه.

        وقبل الذهاب إلى الحرب بسبب حلبجه، يتعين على الإدارة الأمريكية أن تطلع الأمريكان على جميع الحقائق، وإن كانت لدى الإدارة الأمريكية أية نماذج أخرى على مقتل أكراد بالغازات السامة فعلى الإدارة أن تبين بوضوح أن هؤلاء القتلى الأكراد هم ليسوا قوات البيشمركة الكردية التابعة لجلال الطالباني الذين ساعدوا الإيرانيين على الدخول إلى حلبجه وقاتلوا جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني. وإلى أن تعطينا واشنطن أدلة مقنعة أن الرئيس صدام حسين قد إرتكب هذه الفضائع بحق الأكراد، فلماذا نتذرع على العراق بمسألة حقوق الإنسان في الوقت الذي توجد فيه أنظمة قمعية كثيرة تدعمها واشنطن.
        [/align]



        يتبع ،،،
        أه يا وطني ...
        يا وطن الاحرار ...
        يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
        إليك أهدي قلمي ...
        إليك أهدي ألمي ...
        رغم كل الأخطار...

        تعليق


        • #19
          [align=center]كلمة بلتير الموجهة إلى وسائل الإعلام حول الحملة الإعلامية على العراق

          في 13 أيلول/سبتمبر 2001 ألقى بلتير كلمة موجهة إلى وسائل الإعلام حول الحملة الإعلامية على العراق بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية قال فيها: إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتوقع أن ينتصر العراق في هذه الحرب، وعندما حدث ما لم يكن في الحسبان إستغرب القادة الأمريكان أيما إستغراب لنتائج هذه الحرب. وحيث بدأ العراق بإستعادة بناء نفسه بعد الحرب، حاولت الولايات المتحدة تعطيل خططه تلك من خلال العديد من الأحداث مركزة على إحداث ضرر بقيمته كدولة مستقلة وبشكل خاص "قيمة العراق الإئتمانية المالية". فبالرغم من الديون التي تراكمت على العراق، كانت له سيولة نقدية لا بأس بها عند الأخذ بنظر الإعتبار إنتاجه النفطي وموارده الأخرى. وبالرغم من ذلك، فلم يكن عند العراق في ربيع عام 1988 المبالغ الكافية والضرورية حيث رغب في وقتها بإعادة جدولة ديونه. وفي تلك الإثناء بدأ الإعلام الأمريكي حملة منظمة ضد العراق وبلهجة عدائية جداً.

          وقد كانت جميع القصص التي أوردها الإعلام محرّفة جداً ومشكوك فيها، وكان من ضمنها قصة الـ 80,000 إلى 100,000 قتيل كردي التي قال عنها الإعلام أنهم قتلوا بأسلحة كيمياوية عراقية. ببساطة لا يمكن على الإطلاق قتل مثل هذا العدد بفترة محددة ومركزة جداً وفي مناطق تعتبر حيوية لشمال العراق. ونتيجة حملة علاقات عامة إعلامية واسعة تم فرض الحصار الإقتصادي على العراق، وكان على أثره أن العراق لم يعد قادراً على جدولة ديونه.

          وقال بلتير في كلمته أن على الرأي العام أن يكون على حذر شديد بالنسبة لحقيقة مهمة وهي أن الصحفيين الذين يركزون على مثل تلك القصص بآراءهم هم جميعاً من المحافظين وكذلك الصحف التي تنشر قصصهم وبشكل خاص نيويورك تايمز والواشنطن بوست و وول ستريت جورنال بحيث أصبح الخط بين الخبر والرأي غير واضح وبحيث بدأ ترشيح الأفكار المريبة هنا وتحويلها إلى أخبار.

          لقد بدأت القصة بإشاعة روّج لها إثنان من موظفي لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي اللذان كانا في شمال العراق في نهاية الحرب العراقية الإيرانية في آب/أغسطس 1988. ومفاد هذه الشائعة أن هؤلاء "سمعوا" بأن 100,000 كردي من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 55 سنة قد تم قتلهم من قبل الجيش العراقي بواسطة الغازات السامة في أيام قلائل. والسؤال المحير هنا هو لا ندري أي نسبة مئوية يمثل هذا العدد من مجموع السكان الأكراد الذين بإمكان القوات العراقية أن تطالهم في جميع المناطق الكردية بشمال العراق. إذ يبدو أن ذلك العدد كبير وكبير جداً خصوصاً وأنه تم حصره بسن معينة، وبعبارة أخرى قد يمثل ذلك العدد 10 بالمئة من إجمالي عدد البالغين من الذكور الأكراد وهو عدد لا يمكن لأحد أن يتصوره قد حدث لمثل هؤلاء الأكراد. والغريب في الأمر أن وزير الخارجية الأمريكية آنذاك جورج شولتس قد صرح بمؤتمر صحفي حين أخبر العالم أجمع أن الرئيس صدام حسين قد قتل بالغازات السامة ما مجموعه 100,000 مواطن كردي من الرجال والفتيان. وعند سؤاله كيف عرف ذلك أجاب بكل وقاحة "إنه سر"، وبهذا فإن وزارة الخارجية الأمريكية قد أكدت هذه الإشاعة القذرة من دون إجراء أي تحقيق حول الموضوع.

          وبعد تلك الأحداث بأعوام قلائل إعترفت منظمة مراقبة حقوق الإنسان أنه ليس صحيحاً بأن جميع هؤلاء الذكور الـ 100,000 قد قتلوا بواسطة الغازات السامة. وبعد أن جمعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان تلك الأموال الطائلة للتحقق عما حدث في حلبجه كان عليها ومن دون شك أن تأتي بنظرية أخرى وهي أن أولئك الأكراد قد قتلوا جميعاً بالرصاص وتم دفنهم في مقابر جماعية. في حين أن العاملين في كلية الحرب الأمريكية الذي حققوا بقضية حلبجه قبل 16 عاماً قالوا أنهم وجدوا مقبرة جماعية واحدة تحتوي على 14 جثة ولم يكن هناك أي أثر لبقية الـ 100,000 جثة التي تدعي منظمة مراقبة حقوق الإنسان وجودها في مكان ما. كما أن السبب الذي حدى بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان للقول بأن الجثث قد تم دفنها في مناطق بعيدة غير معروفة لأن المنظمة تعرف حق المعرفة أن التقنية الموجودة حالياً بإستعمال الأقمار الصناعية بإمكانها الكشف عن المقابر الجماعية خصوصاً وإن كانت الأرض قد تم حفرها وردمت بعد ذلك.
          [/align]


          يتبع ،،،
          أه يا وطني ...
          يا وطن الاحرار ...
          يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
          إليك أهدي قلمي ...
          إليك أهدي ألمي ...
          رغم كل الأخطار...

          تعليق


          • #20
            [align=center]مقتطفات من تقرير وزارة الدفاع الأمريكية الذي أصدره معهد الدراسات الستراتيجية لكلية الحرب الأمريكية في كارل آيل/بنسلفانيا قبل إحتلال الكويت بفترة قصيرة

            في أيلول/سبتمبر من عام 1988، وبعد شهر على إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية أدانت وزارة الخارجية الأمريكية وعلى نحو مفاجئ العراق على إستعماله المزعوم للأسلحة الكيمياوية ضد مواطنيه الأكراد. إن هذا الحدث لم يكن بالإمكان فهمه وتفسيره بدون بعض الخلفيات عن علاقة العراق مع مواطنيه الأكراد. ولكون هذا الموضوع خارج إطار خارج إطار هذه الدراسة وأنه بحاجة لتوضيح عميق، إلا أنه يكفي القول أنه طيلة فترة الحرب كان العراق يواجه عدوين – إيران وقوات البيشمركة الكردية التي تعاونت مع إيران ضد الجيش العراقي. وبعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية مباشرة أعلن العراق عن تصميمه لسحق التمرد الكردي. ولهذا فقد أرسل الحرس الجمهوري إلى المنطقة الكردية وفي أثناء عملياته هناك، حسب ماتقوله وزارة الخارجية الأمريكية، إستعمل الغاز الذي كانت نتيجته مقتل العديد من المدنيين الأكراد والذي نفت الحكومة العراقية حدوثه. ومع ذلك، فقد تشبث وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتس بإتهامه هذا للعراقيين، الأمر الذي دعى مجلس الشيوخ إلى الدعوة لفرض حصار إقتصادي على العراق بإعتباره قد إنتهك الحقوق الإنسانية للأكراد.

            وبعد النظر في الأدلة المتوفرة لدينا وجدنا أنه من المستحيل علينا أن نؤكد إدعاءات وزارة الخارجية بأن الغازات قد إستعملت في تلك الحادثة. ولكي نبدأ بذلك، فإنه لم يتم عرض أي ضحية لهذا الحدث المزعوم. كما أن منظمات الإغاثة الإنسانية التي فحصت الأكراد في تركيا، حيث لجأوا هناك، فشلت في العثور على أي دليل، كما لم يعثر على أي من هؤلاء الضحايا داخل العراق. إن إدعاء وزارة الخارجية إعتمد فقط على شهادة الأكراد الذين عبروا الحدود إلى تركيا حيث تمت اللقاءات معهم من قبل موظفين من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

            لقد كنا نتطلع، في مسألة خطيرة كهذه، أنه كان يجب على الكونغرس أن يكون حذراً في تلك المسألة. ومع ذلك، فإن تمرير قرار الحصار الإقتصادي من خلال مجلس الشيوخ وفي خلال 24 ساعة من التصويت عليه كان أمراً مستعجلاً من دون أدنى شك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن قرار الحصار المقترح كان وحشياً تماماً. ولحسن حظ العلاقات الأمريكية العراقية المستقبلية فقد فشلت إجراءات الحصار لأسباب تقنية بيروقراطية.

            يبدو أن الدعوة إلى معاقبة العراق كان فيها الكونغرس متأثراً بحادث آخر حدث قبل خمسة أشهر في مدينة حلبجه في شمال العراق. حيث أنه في آذار/مارس من عام 1988 تعرض الأكراد للقصف بالسلاح الكيمياوي مما نتج عنه وفاة أعداد كبيرة من الأكراد. وقد تم عرض صور الضحايا بشكل واسع في الإعلام العالمي، حيث إتهم العراق بذلك الهجوم على حلبجه بالرغم من أنه قد ثبت بعد ذلك أن إيران كانت أيضاً قد إستعملت السلاح الكيمياوي في تلك العملية ويبدو منطقياً أن الإيرانيين هم في الحقيقة من قتل الأكراد في حلبجه.

            لذلك، وحسب رأينا فإن الكونغرس قد تصرف على أساس عاطفي وليس على أساس معلومات حقيقية وبدون فهم كاف للتأثيرات الدبلوماسية المجحفة لقراره ذلك. ونتيجة لنتائج الحرب العراقية الإيرانية، فإن العراق الآن هو أقوى قوة في منطقة الخليج، المنطقة التي لنا فيها مصالح حيوية. ومن أجل الحفاظ على مصالحنا في إستمرارية تزويدنا بالنفط من المنطقة، فإنه علينا أن نعمل من أجل علاقة عمل وثيقة مع جميع دول الخليج وخصوصاً العراق، أقوى دولة فيها.
            إستعمال إيران للسلاح الكيمياوي

            علينا جميعاً أن نسأل لماذا لم يذكر أحد إستعمال إيران للأسلحة الكيمياوية سواء من الإدارات الأمريكية أو الإعلام الأمريكي؟ في وقت شاهد العالم فيه وفي جميع محطات التلفزيون والأخبار المسائية صوراً لجنود من كلا الجانبين عانوا من تأثير إستعمال تلك الغازات حيث جرى علاجهم في المستشفيات الأوربية والإسكندنافية منها على وجه الخصوص. هذا وقد نشرت الأمم المتحدة بعد نهاية الحرب بين العراق وإيران تقريراً يؤكد أن كلا البلدين قد إستعملا الغازات السامة.
            [/align]


            يتبع ،،،
            أه يا وطني ...
            يا وطن الاحرار ...
            يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
            إليك أهدي قلمي ...
            إليك أهدي ألمي ...
            رغم كل الأخطار...

            تعليق


            • #21
              [align=center]أدناه بعض النقاط التي أدرجت في تقرير كتبه أنتوني كوردسمان، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية في 28 نيسان/أبريل 1998:

              * عملت إيران على إستيراد التجهيزات والمعدات الضرورية بشكل سري ومنذ منتصف الثمانينات، وقد إستغرقت عدة سنوات للحصول على تلك الكميات الكبيرة من معدات الإنتاج والمواد الأولية الداخلة في صناعة أسلحتها الكيمياوية. وقد إستعانت إيران بالحصول على تلك المساعدات من شركات أوربية مثل "لورجي" لغرض إنشاء مصانع "قاتلات الحشرات"، وبدأت بالحصول على المواد الأولية التي تحتاجها من مصادر عديدة معتمدة بشكل مكثف على سفارتها في بون لإنهاء العقود الضرورية. ولأن شركة "لورجي" لم تجهز معدات مصانع "قاتلات الحشرات"، فقد حصلت إيران على دعم كبير من شركات أوربية أخرى كما حصلت على المواد الأولية من مصادر غربية ثانية.

              * وبحلول عام 1986 – 1987، طورت إيران إمكانيتها لإنتاج كمية كافية من المواد القاتلة لتحميلها في أسلحتها. وقد أكد مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية والمراقبين في منطقة الخليج بشكل واضح بأن إيران بإمكانها إنتاج مواد من التي تدخل إلى الدم مثل هايدروجين السيانيد وغاز الفوسجين و/أو غاز الكلورين. كما كانت إيران قادرة على تسليح كميات محددة من مواد كبريت الخردل والسيانيد في بداية عام 1987، وكان لها القابلية على التسليح بغاز الفوسجين و/أو غاز الكلورين. كانت تنتج هذه المواد الكيمياوية بدفعات صغيرة والتي جعلت إيران قادرة على تحميلها بعدد قليل من أسلحتها قبل بداية إنتاجها الكبير من مصانعها بعد ذلك.

              * لقد إستعملت إيران تلك المواد الكيمياوية بتسليحها في القنابل وذخائر المدفعية وقد إستعملتها بشكل متفرق ضد العراق في عامي 1987 و 1988.

              * أكملت إيران مصنعاً كبيراً لإنتجات الغازات السامة في قزوين على بعد حوالي 150 كيلومتراً غرب طهران، حيث تم إكمال هذا المصنع بين تشرين الثاني/نوفمبر 1987 وكانون الثاني/يناير 1988. ولو أن الإيرانيين يدعون أنه مصنعاً لإنتاج قاتل الحشرات، إلا أن الغاية الرئيسية منه في الحقيقة هو إنتاج الغازات السامة بإستعمال مركبات الفسفور العضوية.

              وأدناه أيضاً بعض الحقائق عن إستخدام إيران للأسلحة الكيمياوية حسب المصادر التي ذكرتها:

              أواسط عام 1987

              إن إيران لديها القابلية على إنتاج غازات الخردل والسيانيد والأعصاب.

              Anthony Cordesman, "Creating Weapons of Mass Destruction, Armed Forces Journal International 126, February 1989, p. 56.

              18 تشرين الأول/أكتوبر 1987

              وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتس يصرح أن كلاً من العراق وإيران قد إستخدمتا الأسلحة الكيمياوية "في أول تصريح يخالف الموقف الرسمي الأمريكي".

              Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 240; for original source see Reuters, Current News, 19 October 1987.

              رغم تصريحه ذلك في عام 1987، إلا أنه والناطق الرسمي لوزارته إتهما العراق فقط بإستخدام الأسلحة الكيمياوية وذلك عند زيارة سعدون حمادي لأمريكا في الأيام الأخيرة التي سبقت إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية.

              16-18 آذار/مارس 1988

              حسب دراسة قام بها البنتاغون، أن إيران تستعمل الأسلحة الكيمياوية (بالإضافة إلى العراق)، وبشكل خاص كلوريد السيانوجين خلال هجوم على مدينة حلبجه الكردية. حيث بدأ الهجوم في يوم 15 آذار/مارس في عملية "والفجر" الإيرانية الهجومية. وحسب نتائج المخابرات الأمريكية فإن الإيرانيين قد أطلقوا على حلبجه أكثر من 50 قذيفة مدفعية وقنبلة بواسطة الطائرات محملة بالسيانيد. إستخدم العراق الغازات أيضاً، وخصوصاً غاز الخردل في هذه المعركة.

              Patrick E. Tyler, "Both Iraq and Iran Gassed Kurds in War, US Analysis Finds," Washington Post, 3 May 1990, p. A3; Gregory F. Giles, "The Islamic Republic of Iran and Nuclear, Biological, and Chemical Weapons," in Peter R. Lavoy, Scott D. Sagan, and James J. Wirtz (Ed.), Planning the Unthinkable: How New Powers Will Use Nuclear, Biological, and Chemical Weapons (Ithaca: Cornell University Press, 2000), p. 91; Anthony H. Cordesman, "Iranian Chemical and Biological Weapons," CSIS Middle East Dynamic Net Assessment, 30 July 1997, p. 20.

              23 آذار/مارس 1988

              المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تشارلز ريدمان يتحدث بخصوص إستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية في مدينة حلبجه الكردية "هناك مؤشرات على أن إيران قد إستخدمت قذائف المدفعية الكيمياوية في هذا القتال". إلا أن ريدمان قد ذكر أن كلاً من إيران والعراق كانتا قادرتين على إنتاج الأسلحة الكيمياوية محلياً، وأن كلا الدولتين كانتا تحاولان تكوين مخزون إحتياطي من الأسلحة الكيمياوية. وصرح ريدمان أن الولايات المتحدة "قد طلبت من العراق وإيران التوقف فوراً عن أي إستخدام للأسلحة الكيمياوية التي تعد إهانة للحضارة والبشرية". كما وصرح مسؤولون أمريكيون أن كلا الطرفين المتقاتلين يمكنهما إنتاج الأسلحة الكيمياوية محلياً.

              David Ottaway, "US Decries Iraqi Use of Chemical Weapons; "Grave Violation" of International Law Cited," Washington Post, 24 March 1998, p. A37.

              ورغم تصريحه ذلك، إلا أنه إتهم العراق فقط في المؤتمر الصحفي الذي عقده عند زيارة سعدون حمادي لأمريكا.

              24 آذار/مارس 1988

              وحسب وكالة الأسوشييتد بريس، فإن كمال خرازي قد قال بأن بلاده تنتج الأسلحة الكيمياوية، كما أن المحللين والمصادر الدبلوماسية (الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسماءهم) قد قالوا بأنه يعتقد أن الأسلحة الكيمياوية الإيرانية هي غاز الخردل وغاز الفوسجين على الأغلب لأن تلك الغازات سهلة الصنع نوعاً ما من مواد كيمياوية متوفرة دائماً، إضافة إلى هايدروجين السيانيد.

              Ed Blanche, "Chemical Warfare Threat Mounts in Gulf War," Associated Press, 24 March 1988.

              24 آذار/مارس 1988

              أورد مراسل رويترز أنه خلال جولة له في مدينة حلبجه لاحظ أن المسؤولين الإيرانيين والناجين من أهل المدينة قد قالوا بأن القوات العراقية قد ضربت المدينة بإستمرار في يوم 16 آذار/مارس، بعد يوم واحد من إحتلالها من قبل الإيرانيين وأن العراقيين كذلك قد إستعملوا الأسلحة الكيمياوية. كما أفاد أطباء إيرانيون بأنه ظهرت على بعض الضحايا علامات تشبه الشمع، ويقول هؤلاء الأطباء بأن ذلك يؤكد أن السلاح الكيمياوي المستعمل هو من نوع السيانيد (ملاحظة: يبدو أن ما قاله هؤلاء الأطباء الإيرانيون قد كان وراء الإدعاء بأن العراق قد إستعمل السيانيد في ذلك الهجوم، ولكن الحقيقة هي أن تلك الأعراض ليست من ضمن الأدلة المرضية على التسمم بالسيانيد.)

              وحسب مراسلي رويترز الذين ذكروا في تقاريرهم، "قال بعض الناجين أن طائرة ظهرت من الغرب حوالي الساعة الثانية ظهراً يوم الأربعاء الماضي (16 آذار) وألقت قنبلة أو أكثر حيث إنتشرت على أثرها غيوم صفراء وبيضاء. وأن رجلاً متوسط العمر من الناجين أخبرنا بأن الإيرانيين دخلوا إلى المدينة حيث رحبنا بهم، وبعد ذلك، وحوالي الظهر جاءت القذائف العراقية حيث مات الجميع، وقد شاهدت غيوماً، شاهدت غازاً". ويضيف الصحفيون قائلين، "لقد أخبرنا مسؤولون عسكريون إيرانيون أن 5000 كردي قد قتلوا في هذا الهجوم العراقي. (ملاحظة: ومن هنا يتضح كيف أن مراسلي رويترز نشروا الخبر قبل التحقق منه أو من كان فعلاً السبب وراء مقتل هؤلاء الضحايا بل كان مجرد خبر نقله عسكريون إيرانيون إلى الصحفيين).

              Patrick Worsnip, "Iraq Accused of Chemical Warfare as Thousands Die in Kurdish Town," Reuters, reported in Toronto Star, 24 March 1988, A14.

              10 نيسان/أبريل 1988

              ركز العراق جهوده على أسلحة كيمياوية من النوع الطويلة المفعول كغاز الخردل وليس على أسلحة كيمياوية من النوع القصيرة المفعول كالسيانيد، ذلك أن القوات العراقية كانت دائماً في حالة الدفاع وكانت تريد إستعمال أسلحة كيمياوية من النوع الذي يبقى في البيئة لأطول فترة زمنية لغرض منع الإيرانيين من التقدم لأطول فترة ممكنة. في حين أن الإيرانيين إستعملوا أسلحة كيمياوية من النوع القصيرة المفعول كالسيانيد والكلورين الذي يختفي بسرعة لكي يسمح لقواتهم بالتقدم السريع. وتقول مصادر البنتاغون بأن هناك "أدلة قوية" بأن الإيرانيين قد إستعملوا أسلحة كيمياوية في حلبجه، وأن هناك أسباب قوية للإعتقاد أن كلا الطرفين قد إستعملا الأسلحة الكيمياوية.

              David Ottaway, "Mideast Perils: The Introduction of Medium-Ranged Missiles, Chemical Weapons and Ballistic-Missiles Warfare into the Volatile Region has Created a Situation that could Spell Doom in a New War Erupts between Arabs and Israel," Toronto Star, 10 April 1988, p. H3.

              13 نيسان/أبريل 1988

              قال مسؤول أمريكي كبير أنه يبدو أن إيران قد إستعملت الأسلحة الكيمياوية ضد أهداف في حلبجه في نفس الوقت الذي تحدثت به الإنباء عن وقوع هجوم بالأسلحة الكيمياوية على حلبجه، وإن الإفصاح عن ذلك قد أضعف الدعاية الإيرانية.

              E.A. Wayne, "Tracking Chemical Weapons in the Gulf War," Christian Science Monitor, 13 April 1988, p. 32.

              22 أيلول/سبتمبر 1988

              تعتقد مجلة New Scientist بأنه من المحتمل أن يكون غاز الأعصاب "التابون" قد إستعمل في حلبجه وليس السيانيد والذي أدى إلى مقتل 6000 مدني كردي في آذار/مارس من هذا العام. وأن الأنباء التي تحدثت عن أن السيانيد قد إستعمل في تلك المعركة سببه هو تكون غاز السيانيد بسبب عدم نقاوة التابون الذي تفاعل مع الماء الموجود في التربة.

              (ملاحظة: قفز عدد القتلى إلى 6000 في خبر هذه المجلة، ولا ندري ما يقوله الصحفيون الذي نقلوا ما أطلعهم الإيرانيون عليه بأن القذائف الفارغة التي وجدت كانت تحتوي على بقايا السيانيد).

              "Iran Reports Western Allegations that Iraq is using Biological as Well as Chemical Weapons," Islamic Republic News Agency, 22 September 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 24 September 1988, Part 4, p. A1.
              مايس/مايو 1990

              أصدر البنتاغون تقريراً مستخلصاً من "مصادر سرية جداً" حول ضلوع إيران في الهجوم بالأسلحة الكيمياوية على حلبجه. ويقول التقرير "أن القوات الإيرانية قد إستعملت أكثر من 50 قنبلة وقذيفة مدفعية خلال ما يعتقد أنه الهجوم الأخير لإيران". ويقول التقرير أيضاً، "أن إيران قد تكون هي أول من أطلق قذائف المدفعية تلك المحملة بغاز السيانيد على حلبجه عندما إعتقد القائد الإيراني خطأً أن القوات العراقية كانت تحتل حلبجه." ويوضح أحد المسؤولين الأمريكان أن إدعاء إيران بأن الهجوم كان بغاز السيانيد كان واحداً من الأدلة التي تفضي إلى أن إيران هي من قتل الأكراد ذلك لأنه وحسب تحليلات الإدارة الأمريكية لم يكن العراق قد أدخل ذلك السلاح الكيمياوي إلى ترسانته من الأسلحة الكيمياوية. إضافة لذلك، فقد قال بعض القادة الأكراد بأنه قد تم قصفهم بالسلاح الكيمياوي من المواقع الإيرانية إلى شرقهم إضافة إلى القصف من غربهم من مواقع عراقية.

              Patrick E. Tyler, "Both Iraq and Iran Gassed Kurds in War, US Analysis Finds," Washington Post, 3 May 1990, p. A37.
              [/align]


              يتبع ،،،
              أه يا وطني ...
              يا وطن الاحرار ...
              يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
              إليك أهدي قلمي ...
              إليك أهدي ألمي ...
              رغم كل الأخطار...

              تعليق


              • #22
                [align=center]تناقض التصريحات الإيرانية حول ما جرى في حلبجه

                يستدل من الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام الإيرانية وتصريحات المسؤولين الإيرانيين أثناء وبعد أحداث حلبجه تناقضاً واضحاً بخصوص أعداد القتلى من المدنيين إضافة لتواريخ حدوث العملية العسكرية، وكما مبين في النصوص أدناه (لاحظ التناقضات في النصوص التي تحتها خط).

                16 آذار/مارس 1988

                وكالة الأنباء الإيرانية تعلن أن العراق قد قصف حلبجه بالأسلحة الكيمياوية في تمام الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، وهو ما يعني أن "حوالي 4000 شخصاً قد قُتلوا".

                "Iranian Military Communiqués and Reports," Islamic Republic News Agency, 17 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 23 March 1988, Part 4, p. A1.

                16-17 آذار/مارس 1988

                وكالة الأنباء الإيرانية تزعم أن الطائرات العراقية قد هاجمت القرويين الأكراد بالقرب من ماريفان بالأسلحة الكيمياوية في 16 و 17 آذار/مارس، مما أدى لقتل عدد غير محدد من المدنيين.

                "Iranian Military Communiqués and Reports," Islamic Republic News Agency, 18 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 23 March 1988, Part 4, p. A1.

                17 آذار/مارس 1988

                راديو طهران يزعم أن القوات العراقية إستخدمت قنابل كيمياوية ضد حلبجه مما أدى لمقتل العديد من السكان العزل". التقرير يشير إلى أن 4000 مدني في حلبجه وحدها قد قتلوا في الهجمات العراقية بالأسلحة الكيمياوية في 16 آذار/مارس.

                Martin Marris, "Iraqi Missile Strikes Tehran, Iran Says it Seized Two Border Towns," Associated Press, 17 March 1988.

                17 آذار/مارس 1988

                وكالة الأنباء الإيرانية تزعم أن الطائرات العراقية قد قصفت حلبجه والدجيلة عدة مرات بالأسلحة الكيمياوية بالإضافة إلى القنابل العنقودية في 17 آذار/مارس، مما أدى لمقتل أو جرح "أعداد ضخمة من النساء والأطفال والشيوخ من الأكراد الأبرياء".

                "Iran Sets Condition for Halting Attacks on Iraqi Cities," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 18 March 1988, item number: 0318245.

                20 آذار/مارس 1988

                راديو طهران يعلن أن القوات العراقية قد أطلقت غازات السيانيد والخردل والأعصاب أكثر من عشرين مرة ضد المدن والقرى الكردية في شمال شرق العراق في حملتها الأخيرة ضد الأكراد. وزير الخارجية الإيراني يزعم أن 5000 كردي قد قُتلوا و4000 غيرهم قد أصيبوا بواسطة الأسلحة الكيمياوية المستخدمة ضد مدينة حلبجه في 18 آذار/مارس.

                "Gulf War Missiles and Land Battles; Iraqi Raid Kharg," Tehran Radio, 20 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 21 March 1988, Part 4, p. A1.

                21 آذار/مارس 1988

                مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، محمد جعفر محلتي، يعلن في مؤتمر صحفي أن القوات الجوية العراقية قد أسقطت قنابل عنقودية وأطلقت غاز الخردل وغاز الأعصاب والسيانيد على المدن الكردية في شمال شرق العراق منذ 17 آذار/مارس. وقد إدعى أن قرابة 5000 مدني قد قُتلوا وأصيب عدد مماثل (لاحظ التأريخ الذي ذكره مندوب إيران في الأمم المتحدة الذي يغاير ما تم نشره في الإعلام ومن قبل إيران بعد أحداث حلبجه).

                "Iran Asks UN to Investigate Iraq"s Use of Chemical Weapons," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 21 March 1988, item number: 0321023; Jamal Halaby, "Jordan Asks Arabs to Support Rebellion against Israel," Associated Press, 21 March 1988; "Iran Says Iraq Killed 5,000 with Gas," United Press International, 21 March 1988.

                23 آذار/مارس 1988

                إيران تزعم أن المدينة تم قذفها بثلاث موجات من الهجوم بالغاز بدءً من ظهر 16 آذار/مارس واستمرت حتى اليوم التالي.

                "Iraqi Gas Leaves "a Modern Pompeii"," Washington Times, 23 March 1988, p. 1A.

                24 آذار/مارس 1988

                أعلنت وكالة رويترز أنه أثناء جولة في حلبجه، لاحظ مُراسلها أن المسؤولين الإيرانيين والناجين من السكان المحليين يزعمون أن القوات العراقية قد قذفت المدينة عدة مرات في يوم 16 آذار/مارس وبعد يوم واحد من إستيلاء القوات الإيرانية على المدينة.

                Patrick Worsnip, "Iraq Accused of Chemical Warfare as Thousands Die in Kurdish Town," Reuters, reported in Toronto Star, 24 March 1988, A14.

                20 آذار/مارس 1988

                أعلنت الإذاعة الإيرانية أن القوات العراقية إستخدمت السيانيد والخردل وغازات الأعصاب أكثر من 20 مرة ضد المدن والقرى الكردية في شمال شرق العراق في حملتها الأخيرة على الأكراد. أعلن وزير خارجية إيران مقتل 5000 كردي وإصابة 4000 آخرين بالأسلحة الكيمياوية التي تم إستخدامها ضد مدينتي حلبجه وخورمال في 18 آذار/مارس.

                "Gulf War Missiles and Land Battles; Iraqi Raid Kharg," Tehran Radio, 20 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 21 March 1988, Part 4, p. A1.

                31 آذار/مارس 1988

                واصل ولايتي تأكيده على أنه بالهجوم على حلبجه بالأسلحة الكيمياوية أكثر من 20 مرة في 17 آذار/مارس، وإن القصف كان الأسوأ من نوعه منذ الحرب العالمية الأولى. "لم تكن حلبجه هي أول مدينة تعاني من القصف الكيماوي العراقي مع تخليف 5000 شهيد و7000 جريح، 75 بالمائة منهم نساء وأطفال.

                "Iran"s Foreign Minister Accuses Iraq of Using Chemical Weapons," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 31
                [/align]


                يتبع ،،،
                أه يا وطني ...
                يا وطن الاحرار ...
                يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                إليك أهدي قلمي ...
                إليك أهدي ألمي ...
                رغم كل الأخطار...

                تعليق


                • #23
                  [align=center]قرار مجلس الأمن في مايس/مايو 1988

                  آخذاً بالإعتبار تقرير البعثة التي أرسلها الأمين العام للتحقيق بإدعاءات إستخدام الأسلحة الكيمياوية في الصراع الدائر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق والصادر في 25 نيسان/أبريل 1988 (S/19823) ، فإن مجلس الأمن، متخوف من نتائج البعثة حيث أن الأسلحة الكيمياوية لا تزال تستعمل في الصراع وأن إستعمالها كان على مستوى أعلى مما كان عليه سابقاً.

                  وبهذا فإن المجلس:

                  1- يؤكد الضرورة القصوى للتنفيذ الحازم لبروتوكول منع إستعمال الغازات الخانقة والسامة والغازات الأخرى في الحروب وكذلك طرق الحرب البكتيرية الموقع عليه في جنيف في 17 حزيران/يونيو 1925.

                  2- يدين بشدة إستمرار إستعمال الأسلحة الكيمياوية في الصراع الدائر بين إيران والعراق خلافاً للإلتزام ببروتوكول جنيف.

                  3- يتوقع أن يمتنع الطرفان من إستعمال الأسلحة الكيمياوية في المستقبل تبعاً للإلتزام ببروتوكول جنيف.

                  4- دعوة جميع الدول للإستمرار في تطبيق سيطرة شديدة على تصدير مواد كيمياوية لأطراف الصراع من التي تستخدم في إنتاج الأسلحة الكيمياوية.

                  5- قرر الإستمرار بملاحظة هذه المسألة وبيان تصميمه على النظر بتنفيذ هذا القرار.

                  تقريرمنظمة مراقبة حقوق الإنسان في 11 آذار/مارس 1991
                  [/align]



                  يتبع ،،،
                  أه يا وطني ...
                  يا وطن الاحرار ...
                  يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                  إليك أهدي قلمي ...
                  إليك أهدي ألمي ...
                  رغم كل الأخطار...

                  تعليق


                  • #24
                    [align=center]القصف الكيمياوي

                    تبعاً لشهادة العديد من شهود العيان، لم يكن قصف حلبجه في 16 و 17 آذار/مارس 1988 هو الأول من نوعه لإستعمال العراق الأسلحة الكيمياوية على أهداف كردية. فقد ذكر أحد القادة الأكراد من الإتحاد الوطني الكردستاني أنه رأى الطائرات العراقية تسقط الغازات السامة قبل خمسة أو ستة أشهر من ذلك التأريخ.

                    وقال أحد قادة الإتحاد الوطني الكردستاني، "كانت في منطقة باغلو التي تبعد 20 إلى 30 كيلومتر من الحدود الإيرانية حيث كان للإتحاد الوطني الكردستاني مقر قيادة هناك. قتل إثنان أو ثلاثة من القادة بعد خمسة دقائق وبدون جروح. كنت أنا على بعد 20 ياردة منهم، ولكني كنت أرتدي القناع والملابس الواقية."

                    تعليق: كيف أن هذا الشخص لم يستطع أن يحدد بالضبط إن كان قد قتل إثنان أم ثلاثة من رفاقة الذين يعمل معهم في نفس الموقع القيادي للحزب في تلك القرية وخصوصاً كما يقول أنه كان على بعد 20 ياردة منهم؟ والشئ المهم الآخر هو كيف علم هذا القيادي الكردي بأن العراق سيسقط عليهم الغازات السامة في ذلك الوقت والتأريخ بحيث أنه كان قد إرتدى مسبقاً ملابسه الواقية والقناع الذي يقيه من إستنشاق تلك الغازات السامة؟ ولماذا لم يكن رفاقه قد إرتدوها أيضاً وهم على هذه المسافة القريبة جداً بعضهم من البعض الآخر؟

                    كما أنه هناك تقارير غير مؤكدة عن قصف بالقنابل الكيمياوية في نيسان/أبريل 1987. إن الإعتماد على أن ذلك قد حدث فعلاً هو أن هذا القائد الكردي كان يرتدي مسبقاً الملابس الواقية !!! وبهذا فإنه كان يتوقع الهجوم الكيمياوي.

                    تعليق: لماذا كان هو الوحيد الذي يتوقع ذلك وكان يرتدي الملابس الواقية في حين أنه كان بصحبة العديد من جماعته الآخرين الذين قتل إثنان أو ثلاثة منهم حسب إدعاءه ولماذا لم يكن أولئك يرتدون الملابس الواقية أيضاً؟

                    ومثل آخر هو أن أحد الأطباء الذي عالج العديد من ضحايا الأسلحة الكيمياوية من قرية ساوسنان القريبة من الحدود التركية وذلك قبل الهجوم على حلبجه، حيث يقول هذا الطبيب:
                    "مات في هذه القرية ما بين 300 إلى 400 مواطن كردي. لقد جاءوا بالجرحى إلينا وكانوا مصابين بتقرحات وحروق وبعضهم فقد بصره. لقد كانت تجهيزاتنا الطبية غير كافية بالإضافة لذلك لم يكن الضحايا مصابين بجروح وبذلك يمكن للمرء أن يقول أنهم لم يتعرضوا إلى أسلحة تقليدية. لقد رأيت طائرة تسقط شيئاً حيث كان الصوت مختلفاً. وبعد الحادث، فقد بعض المواطنين بصرهم والبعض الآخر أصيبوا بعدم القدرة على التنفس. لقد كان واضحاً أنها لم تكن أسلحة عادية."
                    [/align]


                    يتبع ،،،
                    أه يا وطني ...
                    يا وطن الاحرار ...
                    يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                    إليك أهدي قلمي ...
                    إليك أهدي ألمي ...
                    رغم كل الأخطار...

                    تعليق


                    • #25
                      [align=center]حلبجه

                      ماذا يميز حلبجه عن الحوادث الأخرى التي لم يعلن عنها هو ليس فقط جسامة القصف ولكن هو أن الصحفيين قد جاءوا إلى المنطقة حيث جلبهم الإيرانيون لمعاينة المدينة لغرض تصوير ما حدث. وبسبب تلك الصور، لم يستطع أحد أن ينكر أن العديد قد ماتوا قتلاً بالغازات السامة.

                      الحرب بين العراق وإيران كانت في عامها الثامن عندما أسقط العراقيون الغازات السامة على القوات الإيرانية والأكراد المتحالفين معها في 16 و 17 آذار/مارس 1988 وذلك حسب ما أفاد به شهود عيان الذين قالوا بأن الأسلحة الكيمياوية قد أسقطت عليهم من قبل الطائرات بعد أن إستولت القوات الإيرانية والمتمردين الأكراد على حلبجه وبعد أن توقف القتال في المناطق المحيطة بها.

                      كما أن العديد من سكان حلبجه التي يتجاوز عدد سكانها 70,000 نسمة، والذين كان معظمهم لاجئين من المناطق المجاورة كانوا قد بدأوا بالقدوم لهذه المدينة لمدة يومين خوفاً من إطلاق قذائف المدفعية والهاون والصواريخ على الجبال المحيطة بالمدينة. لقد قضت عدة عوائل ليلها في أقبية الدور للهروب من القنابل. وعندما جاءت الغازات السامة، كانت تلك الأقبية أسوأ مكان، ذلك لأن الغازات السامة أثقل من الهواء وبهذا فهي تتركز في الأماكن الواطئة. ونتيجة هذا القصف قتل ما بين 4000 و 5000 مواطن معظمهم من المدنيين.
                      [/align]

                      يتبع ،،،
                      أه يا وطني ...
                      يا وطن الاحرار ...
                      يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                      إليك أهدي قلمي ...
                      إليك أهدي ألمي ...
                      رغم كل الأخطار...

                      تعليق


                      • #26
                        [align=center]الهجمات اللاحقة بالغازات الكيمياوية والأسلحة التقليدية

                        حسبما جاء في الصحافة والتقديرات الشخصية أن العراق إستمر بإستعمال الغازات السامة بشكل متقطع أثناء الصيف ذلك لأن القتال بين المتمردين الأكراد والقوات العراقية كان قد ساعد إيران على إبقاء الحرب بينها وبين العراق معلقة.

                        وفي اليوم الذي وقع فيه العراق على وقف إطلاق النار مع إيران في 20 آب/أغسطس 1988، توجهت قوات الحرس الجمهوري للثأر من الأكراد، حيث حدث أعنف قصف بالسلاح الكيمياوي في يوم 25 آب/أغسطس 1988. وصف الناجين صورة رهيبة لقنابل بدون صوت نتج عنها دخان أصفر ذو رائحة تشبه رائحة الثوم العفن أو التفاح الفاسد حيث قتل المواطنون والنباتات والحيوانات حالاً، كما شوهدت الطيور تتساقط من السماء. كما وأن جثث المتوفين كانت محترقة ومتقرحة وتحولت بعد ذلك إلى لون أزرق غامق.

                        وفي خلال شهر واحد دمرت القنابل العراقية والبلدوزرات 478 قرية على مقربة من الحدود التركية والإيرانية وقتلت تلك القوات 3,496 شخص.

                        إن العدد الحقيقي قد لا يتم معرفته على الإطلاق وذلك بسبب الفوضى التي تبعت تلك العمليات. وكان نتيجة ذلك هو مغادرة عشرات الآلاف من الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال مشياً على الأقدام بإتجاه الحدود حيث إستغرقت رحلتهم تلك عدة أيام في بعض الأحيان. لم يكن الحرس الجمهوري بعيداً جداً عنهم الأمر الذي حدا بالأكراد للإسراع في الهرب إضافة إلى إستمراره بإستعمال الأسلحة الكيمياوية.

                        كما طوق الجنود العراقيون حوالي 40,000 كردي كانوا يحاولون الهرب ونقلوهم إلى معسكرات للإعتقال. إن التقارير عن هؤلاء المواطنين نادرة، ذلك لأنه سمح لعدد قليل من الصحفيين والبعثات الأجنبية للدخول إلى المناطق الكردية وتحت إشراف عراقي مباشر. وتقول المصادر السياسية الكردية أن معظم أولئك الأكراد قد تم وضعهم في معسكر باركه قرب أربيل وأنهم وآخرين قد نقلوا بعد ذلك إلى مناطق سكنية محمية !!! حول مدن مثل السليمانية. كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بحوزته مستندات عن أسماء 439 مواطناً كردياً كانوا قد حوصروا وإختفوا بعد ذلك كما حدث لـ 8000 كردي برزاني في عام 1983.
                        [/align]


                        يتبع ،،،
                        أه يا وطني ...
                        يا وطن الاحرار ...
                        يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                        إليك أهدي قلمي ...
                        إليك أهدي ألمي ...
                        رغم كل الأخطار...

                        تعليق


                        • #27
                          [align=center]القرار رقم 95 الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي حول إستعمال الأسلحة الكيمياوية من قبل العراق

                          قرار رقم 95 لمجلس شيوخ الولايات المتحدة الأمريكية

                          في جلسته رقم 106

                          آذار/مارس 2000

                          * حيث أنه في 16 آذار/مارس 1988، هاجم الرئيس صدام حسين الأكراد العراقيين في مدينة حلبجه بالإسلحة الكيمياوية التي إشتملت على غاز الأعصاب و في إكس و غاز الخردل؛

                          * وحيث أنه قد قتل أكثر من 5000 رجل وإمرأة وطفل في حلبجه من قبل أسلحة الرئيس صدام حسين الكيمياوية وبخرق فاضح للقانون الدولي؛

                          * وحيث أن الهجوم على حلبجه كان جزءً من هجوم منظم على الأكراد وإبادة جماعية لهم وذلك فيما يسمى بحملة الأنفال؛

                          * وحيث أن حملة الأنفال قد نتج عنها موت أكثر من 180,000 كردي من الرجال والنساء والأطفال؛

                          * وحيث أنه بالرغم من مرور 12 عاماً لم تكن هناك محاولة ناجحة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أوالأمم المتحدة أو أية منظمة دولية أخرى لجلب الجناة في مجزة حلبجه إلى العدالة؛

                          * وحيث أن مجلس الشيوخ قد نبه بإستمرار بالفضائع التي قام بها نظام الرئيس صدام حسين؛

                          * وحيث أن مجلس الشيوخ قد دعى الإدارات الأمريكية المتعاقبة في 18 مناسبة منفصلة للعمل من أجل إنشاء محكمة دولية لمعاقبة نظام الرئيس صدام حسين عن جرائم الحرب تلك؛

                          * وحيث أن أموال السنوات المالية المتتالية قد تم التصريح بها لإنشاء سجل بخروقات حقوق الإنسان لنظام الرئيس صدام حسين وللعمل من أجل إنشاء محكمة دولية لإتهام الرئيس صدام حسين وأعضاء من نظامه؛

                          * وحيث أن نظام الرئيس صدام حسين يستمر بإضطهاده التعسفي للمواطنين العراقيين ومن ضمنها إنكار أبسط الحقوق الإنسانية والسياسية والمدنية للسنة والشيعة والأكراد العراقيين بالإضافة إلى الأقليات الأخرى؛

                          * وحيث أن الأمين العام للأمم المتحدة قد وثق سنوياً فشل نظام الرئيس صدام حسين بتجهيز الضروريات الأساسية للمواطنين العراقيين بالرغم من من وجود تجهيزات كافية من الغذاء في مخازن بغداد؛

                          * وحيث أن هناك أكثر من 12 مليار دولار في السنة تحت تصرف نظام الرئيس صدام حسين (حسب أسعار النفط الحالية) لغرض صرفها على جميع أنواع الحاجات الإنسانية؛

                          * وحيث أنه بالرغم من عدم وجود تحديد كامل على شراء الغذاء من قبل جمهورية العراق، فإن معدل وفيات الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها الرئيس صدام حسين بقيت أعلى من مستوياتها قبل الحرب تماماً على عكس معدلاتها في المناطق التي تقع تحت سيطرة الأمم المتحدة في المناطق الكردية والتي هي أقل من مستوياتها قبل الحرب، و

                          * وحيث أنه بعد مرور 12 عاماً على دكتاتورية الرئيس صدام حسين التعسفية قد ذهبت من دون عقاب لقتله مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء، وإستعمال الأسلحة الكيمياوية المحرمة على مواطني كردستان العراق والخروقات التي لا حصر لها لحقوق الإنسان، لهذا قرر المجلس ما يلي:

                          1- إحياء ذكرى المواطنين الذين عانوا في حلبجه وجميع ضحايا حملة الأنفال؛

                          2- إدانة نظام الرئيس صدام حسين لإستمراره بالتعسف تجاه الشعب العراقي؛

                          3- الحث الشديد للرئيس للعمل بشدة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتشكيل محكمة دولية للعراق؛
                          4- دعوة الرئيس للتحرك السريع من أجل الإستعمال الفعال للأموال التي أقرها الكونغرس من أجل إنشاء سجل بجرائم نظام الرئيس صدام حسين؛

                          5- التأكيد على أن سجل الرئيس صدام حسين التعسفي والشرس يهدد كلاً من الشعب العراقي وجميع منطقة الخليج الفارسي؛

                          6- إعادة التأكيد على أنه يجب أن تكون سياسة الولايات المتحدة هي دعم الجهود لإزاحة الرئيس صدام حسين من السلطة في العراق وتشجيع ظهور حكومة ديمقراطية لتحل محل ذلك النظام كما جاء مسبقاً في القانون العام المرقم 105 – 338.

                          تقرير البنتاغون الذي نشر من 93 صفحة مباشرة قبل حرب الخليج الأولى في عام 1990 والذي كتبه كل من ستيفن بلتير و دوغلاس جونسن و ليف روزنبرغر

                          أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريراً من 93 صفحة مباشرة قبل حرب الخليج الأولى كتبه ستيفن بلتير و دوغلاس جونسن و ليف روزنبرغر Stephen C. Pelletiere, Douglas V. Johnson II, and Leif R. Rosenberger

                          من معهد الدراسات الإستراتيجية التابع لكلية الحرب الأمريكية في كارل آيل بولاية بنسلفانيا. وفيما يلي بعض فقرات من هذا التقرير الخاص بقضية حلبجه:
                          [/align]



                          يتبع ،،،
                          أه يا وطني ...
                          يا وطن الاحرار ...
                          يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                          إليك أهدي قلمي ...
                          إليك أهدي ألمي ...
                          رغم كل الأخطار...

                          تعليق


                          • #28
                            [align=center]القوة العراقية والأمن الأمريكي في الشرق الأوسط

                            مقتطفات من الفصل الخامس

                            بعد عودة العلاقات الدبلوماسية مع العراق في عام 1984 وفي شهر سبتمبر/أيلول 1988، أي بعد شهر واحد من إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية رسمياً، وبشكل مفاجئ أدانت وزارة الخارجية الأمريكية العراق بسبب الإدعات عن إستعماله الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد. ولكون أن هذا الموضوع لا يدخل ضمن نطاق هذه المسألة إلا أنه من الجدير بذكره هو العراق كان يواجه عدوين، الإيرانيين ومواطنيه الأكراد. وأن عدداً مهماً من الأكراد قد ثاروا على الحكومة المركزية ولهذا تعاونوا مع إيران في حربها مع العراق.

                            وبمجرد إنتهاء الحرب مع إيران أرسل الحرس الجمهوري إلى المناطق الكردية، وحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن الجيش العراقي قد ضرب الأكراد بالغازات السامة وكانت نتيجة ذلك مقتل العديد من المدنيين الأكراد.

                            لقد نفت الحكومة العراقية حدوث مثل هذه الهجمات على الأكراد، وبالرغم من ذلك فإن وزير الخارجية شولتس أصر على موقف الولايات المتحدة بإتهامها للعراق، ونتيجة لذلك فقد قرر الكونغرس الأمريكي فرض حصار إقتصادي على العراق بسبب ما سموه إنتهاك حقوق الإنسان بالنسبة للأكراد.

                            وبتحليل جميع الأدلة المتوفرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وجدنا أنه من غير الممكن تأكيد إدعاء وزارة الخارجية الأمريكية بأن الغازات الكيمياوية قد إستعملت ضد الأكراد من قبل العراقيين. وللبدء بهذا الموضوع، نؤكد أنه لم يكن هناك ضحايا شوهدوا لتأكيد هذا الإدعاء. كما وأن منظمات الإغاثة الإنسانية التي فحصت الأكراد الذين لجأوا إلى تركيا قد فشلوا أيضاً في إكتشاف أي من هؤلاء الضحايا المزعومين كما لم يوجد أي منهم في العراق. إن الإدعاء يقع فقط بناء على أقوال الأكراد الذين عبروا الحدود إلى تركيا والذين إستجوبهم موظفون من لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي.

                            لذا كان لزاماً علينا أن نتوقع، وفقاً لخطورة مسألة كهذه، أن يكون الكونغرس أكثر حذراً بإتهاماته تلك للعراقيين. وبهذا فإن قرار الكونغرس بالموافقة على الحصار الإقتصادي على العراق كان شيئاً مباغتاً وغير عادي وخصوصاً من مجلس الشيوخ حيث تم الحصول على الموافقة على الحصار في غضون 24 ساعة. بالإضافة إلى ذلك فإن قرار الحصار المقترح كان وحشياً، ولحسن الحظ فإن إجراءات الحصار قد فشلت لأسباب بيروقراطية.

                            يبدو أن العمل على معاقبة العراق كان الكونغرس فيه متأثراً بأحداث وقعت قبل خمسة أشهر في المدينة العراقية الكردية حلبجه. حيث أنه تم في آذار/مارس من عام 1988 ضرب هذه المدينة بالأسلحة الكيمياوية مما نتج عنه وفيات عديدة، وأن صور الضحايا الأكراد قد إنتشرت بشكل واسع في الإعلام العالمي، حيث إتهم العراق بالهجوم على حلبجه بهذه الطريقة بالرغم من أنه ثبت لاحقاً بأن الإيرانيين قد إستعملوا أيضاً أسلحة كيمياوية في تلك العملية العسكرية ويبدو واضحاً أيضاً أن الإيرانيين هم في الحقيقة من قتل الأكراد في حلبجه.

                            لذلك وحسب رأينا، فإن الكونغرس قد تصرف بناء على إنفعالات وليس حقائق. ووفقاً لنتائج الحرب العراقية الإيرانية فإن العراق اليوم هو دولة قوية في منطقة الخليج التي لنا فيها مصالح مهمة. ولغرض إستمرار تدفق البترول من منطقة الخليج فإننا بحاجة إلى تطوير علاقاتنا مع جميع دول الخليج وبصورة خاصة مع العراق، أقوى دولة في المنطقة.

                            مقالة الأستاذ راجو توماس

                            للعلم بأن هذا المقال قد رفض نشره من قبل الإعلام الأمريكي ولكن نسخة مختصرة منه قد نشرت في صحيفة Times of India في يوم الأربعاء 18 أيلول/سبتمبر 2002.
                            [/align]


                            يتبع ،،،
                            أه يا وطني ...
                            يا وطن الاحرار ...
                            يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                            إليك أهدي قلمي ...
                            إليك أهدي ألمي ...
                            رغم كل الأخطار...

                            تعليق


                            • #29
                              [align=center]من المسئول عن موت العراقيين المدنيين؟

                              إن سلاح الدعاية الأمريكية المستمر الذي يعزو الموت البطئ لأكثر من مليون عراقي برئ منذ سنة 1991 من خلال الحصار الإقتصادي هو أن الرئيس صدام حسين قد إستعمل الغازات السامة ضد الإيرانيين أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكذلك ضد مواطنيه الأكراد. وقد تم الإعتماد على هذه الإتهامات للقيام بهجوم واسع النطاق ضد العراق مخالفة لقوانين الأمم المتحدة وتحد للرأي العام العالمي.

                              هناك مشكلتين رئيسيتين في الإدعاء بأن العراق قد ضرب مواطنيه الإكراد في حلبجه بالأسلحة الكيمياوية. أولها أن كلاً من العراق وإيران قد إستعملا هذه الأسلحة ضد بعضهما البعض خلال حربهما التي إستمرت ثماني سنوات. وثانيها، هو أن الأستاذ ستيفن بلتير و ليف روزنبرغر والكولونيل دوغلاس جونسون من كلية الحرب الأمريكية قد قاموا بدراسة عن إستعمال الأسلحة الكيمياوية من قبل العراق وإيران وذلك لغرض الفهم العميق عن كيفية إستعمال الأسلحة الكيمياوية في أرض المعركة. وقد خلصوا إلى أن إيران وليس العراق هي من قتل الأكراد (المصدر:

                              Stephen C. Pelletiere, Douglas V. Johnson II, and Leif R. Rosenberger, Iraqi Power and U.S. Security in the Middle East, Carlisle Barracks, Pennsylvania: Strategic Studies Institute, U.S. Army War College, 1990.

                              وكذلك

                              Stephen C. Pelletiere and Douglas V. Johnson II, Lessons Learned: The Iran-Iraq War, Carlisle Barracks, PennU.S. Army War College, 1991

                              وقد كتبوا في التقرير الأول أعلاه، "في شهر أيلول/سبتمبر 1988، وبعد شهر على إنتهاء الحرب، قامت وزارة الخارجية الأمريكية، وحسب ما رآه البعض بأنه سلوك متحمس، بإدانة العراق لكونه قد إستعمل الإسلحة الكيمياوية ضد المواطنين الأكراد...وكان نتيجتها مقتل العديد من الأكراد المدنيين. هذا وقد نفت الحكومة العراقية تلك الإتهامات...وبعد النظر بجميع الأدلة المتوفرة لدينا، نجد أنه من المستحيل تأكيد إدعاء وزارة الخارجية بأن الغاز قد إستخدم في ذلك الحادث كما لم يظهر أحد ما أي ضحايا إستخدمت ضدهم الغازات السامة. إضافة لذلك فإن منظمات الإغاثة الإنسانية التي فحصت الأكراد في تركيا حيث ذهبوا كلاجئين قد فشلت هي الأخرى بإكتشاف ذلك، كما لم يكتشف أي منهم في العراق. كما أن الإدعاءات إعتمدت فقط على إفادات الأكراد الذين عبروا الحدود إلى تركيا حيث إجتمع بهم موظفي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي." (صفحة 51-52).

                              أما ما يخص قضية حلبجه، فإن محققي كلية الحرب الأمريكية لاحظوا "أنه لغرض معاقبة العراق، فإن الكونغرس قد تأثر بحادث آخر حدث قبل حوالي خمسة أشهر من ذلك التأريخ في مدينة حلبجه الكردية. إذ أن الأكراد قد ضربوا بقنابل الأسلحة الكيمياوية التي سببت العديد من الوفيات. وقد ظهرت صور للضحايا الأكراد تم توزيعها بشكل واسع من قبل الإعلام الدولي. وقد أتهم العراق بذلك بالرغم من ثبوت إستعمال إيران أيضاً للأسلحة الكيمياوية في تلك العملية العسكرية، ويبدو أنه من المحتمل جداً أن الإيرانيين هم من قتل الأكراد في حلبجه". (صفحة 52-53) .

                              إنتهى في آذار/مارس من عام 1991 الهجوم الكبير للقوات التي قادتها الولايات المتحدة على العراق في وقت كنت أزور فيه كلية الحرب الأمريكية لإلقاء محاضرة عن الأمن في جنوب آسيا، وقد تحدثت مع ستيفن بلتير على الغداء. أذكر أن بلتير قد أخبرني بأن التحقيق الذي أجرته كلية الحرب الأمريكية أظهر أنه في ستراتيجية الأمواج البشرية الإيرانية، إستخدمت إيران أنواع من الغازات السامة قصيرة المفعول (غير المستمرة المفعول) ضد الجنود العراقيين لغرض السماح لجنوده بالتقدم السريع إلى المناطق التي يخليها العراقيون. في حين أن العراقيين إستعملوا الأنواع طويلة المفعول (المستمرة المفعول) لكي يمنعوا تقدم الأمواج البشرية الإيرانية. هناك نوع من التماسك والترابط لهذا التصور. وقد إكتشف محققي كلية الحرب الأمريكية بأن الغاز الذي قتل مئات الأكراد هو من أنواع الغازات السامة قصيرة المفعول (غير المستمرة المفعول) والذي هو السلاح الكيمياوي المفضل عند الإيرانيين. مع ملاحظة أن الإيرانيين هم من وصلوا أولاً إلى موقع الحدث حيث نقلوا الحادث إلى مراقبي الأمم المتحدة والصحفيين الذين أخذوا صوراً للضحايا المدنيين الأكراد.

                              إن السيناريو المحتمل لما حدث في حلبجه هو كالتالي: (1) هرب الأكراد من حلبجه عندما هاجمتها القوات العراقية إثر دخول الإيرانيين إليها. (2) علم الإيرانيون بإستعادة إحتلال العراقيين لحلبجه مرة أخرى وهروب المواطنين الأكراد منها حيث هاجموها بالغازات السامة قصيرة المفعول (غير المستمرة المفعول). (3) ولكن المخابرات الإيرانية السيئة فشلت بإخبار قادة الجيش الإيراني بأن القوات العراقية قد خرجت من حلبجه وبأن المدنيين الأكراد قد عادوا إليها. (4) وبهذا فقد ضرب الإيرانيون المدنيين الأكراد عن طريق الخطاً.

                              لقد تم نشر دراسة كلية الحرب الأمريكية في صيف عام 1990 قبل إجتياح العراق للكويت، عندما كانت الولايات المتحدة ضد الإيرانيين ومع العراقيين بعض الشئ. قد يكون التقرير بمثابة برهان على إجرام نظام أية الله الخميني، إلا أنه حدث وأن إجتاح العراق الكويت في آب/أغسطس وبذا أصبحت حقيقة ما حدث في حلبجه موضوعاً غير ملائماُ للإدارة الأمريكية. وأذكر أن بلتير أخبرني أن موضوع حلبجه قد يظهر مجدداً، ربما بعد خمسة أعوام من موت ذكرى حرب الخليج الأولى. وبهذا فقد تم نسيان تقرير كلية الحرب الأمريكية لعام 1990، حيث أن الدعاية بأن العراقيين هم من قتل الأكراد في حلبجه قد تم تسويقها بإستمرار من قبل الإعلام. وقد تم تفعيلها من قبل الرئيس كلنتون في كانون الأول/ديسمبر 1988 لتبرير إستمرار ضرب العراق وتدميره. إن موضوع حلبجه كان أحد الأسباب التي إقترحها الرئيس بوش الحالي من أجل شن هجوم كاسح على العراق من قبل الجيوش الأمريكية.

                              ومن جانب آخر، يجب التأكيد على أن النتيجة التي توصل إليها الباحثون في كلية الحرب الأمريكية لم تكن لها أية صلة بالأطراف التي شاركت بالنزاع (العراق و إيران)، وأنه لم تتم أي لعبة سياسية في المناظرة العسكرية الأمريكية التي كان ذلك التقرير سبباً رئيسياً لها. إذ أن الباحثين كانوا فقط مهتمين بتعليم ضباط الجيش الأمريكي الدروس الصحيحة المستخلصة من الحرب العراقية الإيرانية.

                              وهنا يجب التذكير أن عدد الأبرياء الذين ماتوا في العراق بسبب الحصار القاسي الذي فرضته الأمم المتحدة بضغوط أمريكية يتراوح ما بين مليون و 1,7 مليون إنسان ومن ضمنهم أكثر من نصف مليون طفل. إن المقال الذي نشرته مجلةThe New England Journal of Medicine قدر، من خلال دراسة نشرتها المجلة، أن معدلات وفيات الأطفال الشهرية والسنوية في العراق زادت عن 46,900 حالة وفاة بين الأطفال الذين ماتوا مابين شهري كانون الثاني/يناير و آب/أغسطس 1991. وفي كانون الأول/ديسمبر أعلنت وكالة الشرق الأوسط المصرية للأنباء بأن مسؤولاً في منظمة اليونيسيف هو توماس إيكفال قد قال بأن حوالي نصف مليون طفل قد ماتوا في العراق منذ أصدر مجلس الأمن قراره بالحصار الإقتصادي على العراق. وقد حذر ذلك المسؤول في عام 1994 بأن 1,5 مليون طفل آخر يمكن أن يموتوا إذا إستمر الحصار. لقد حدثت تلك الوفيات بسبب فقدان اللقاحات للأطفال والأمراض التي يمكن منعها بواسطة تلك اللقاحات، وكذلك بواسطة تلوث المياه وإنتشار الملاريا وضعف أداء المستشفيات وعدم توفر أبسط الأدوية. إن كل هذه الوفيات والمعاناة قد أوقعت الولايات المتحدة اللوم بها على الرئيس صدام حسين الذي لم يستعمل بشكل جيد أموال تصدير النفط المحدود لأغراض إنسانية.
                              [/align]



                              يتبع ،،،
                              أه يا وطني ...
                              يا وطن الاحرار ...
                              يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                              إليك أهدي قلمي ...
                              إليك أهدي ألمي ...
                              رغم كل الأخطار...

                              تعليق


                              • #30
                                [align=center]العوامل (الأسلحة) الكيمياوية

                                تصنف الأسلحة الكيمياوية حسب تأثيرها على الجسم: المؤثرة على الأعصاب ومسببات البثور والداخلة إلى الدم والخانقة والمسببة للعجز. علماً بأن العوامل الكيمياوية للتصنيفات أعلاه لها نوعين من التأثيرات، تأثيرات قصيرة المفعول وتأثيرات طويلة المفعول، وهي التأثيرات التي تبقى فيها تلك العوامل مؤثرة في البيئة. كما أن العوامل الكيمياوية ذات المفعول القصير عادة ما تكون أكثر خطورة وأكثر سبباً للوفاة. أما العوامل الكيمياوية ذات المفعول الطويل فيقتضي القيام بإجراءات لإزالة تلوثها وإرتداء معدات وقاية من التلوث في المنطقة الملوثة
                                [/align]

                                يتبع ،،،
                                أه يا وطني ...
                                يا وطن الاحرار ...
                                يا بوح قصائدي ونبض الاشعار ...
                                إليك أهدي قلمي ...
                                إليك أهدي ألمي ...
                                رغم كل الأخطار...

                                تعليق

                                يعمل...
                                X