إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكلمة حينما تتحول إلى سحر خاطئ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكلمة حينما تتحول إلى سحر خاطئ

    مرحبآ بالاحبة
    لا أعلم ماهو السحر الذي تحمله الكلمة حتى ينتشر مفعولها انتشار أعوج لطالما أدى إلى العديد من المصائب والكوارث ومزيدآ من اللاإنسانية ،، فكأن مفعولها تمامآ ،، كما قال الله تعالى حينما كان يصف السحرة في قصة فرعون "{قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم}

    بالفعل ،، هذه الكلمة لاتسحر العيون هنا ،، ولكنها تسحر العقول عن التفكير المنطقي والصائب ،،

    هذه المرة سأركز أكثر على مفعول الكلمة أثناء الحروب وسأتطرق كذلك إلى مفعولها لدينا خصوصآ من الناحية الدينية
    في الحرب على العراق ــ كان الامريكان يشيرون على العراقيين ب (it)،، ضمير غير عاقل ،ـ، يستخدم للحيوانات والجماد ،، وحينما كانوا يريدون استهداف عراقي ،، كانوا يقولون ،، فلنصوب بإتجاه الهدف دون ذكر حتى ماهو الهدف ،، هل هو إنسان أم ماذا ،، غير مكترثون ،، كما أنهم كانوا يطلقون على العراقيين (hadjis)،، بأسلوب ساخر ، ولايعلمون أن هذه الكلمة تمثل إحترام لدى المسلمين للرجل الكبير في السن ،،عندنا نسميه (حجي ) ،، هذه الكلمات كانت تزيد الجنود حماسة وتبريرآ أكثر لقتل الابرياء ،، فهم حيوانات ،، وأهداف وجب إستهدافها ،، لعل خطابات بوش كان مفعولها يسري لدى المجتمع الامريكي كالنار على الهشيم حينما كان يشير على أن العراقيين إرهابيون وأنه أتى لينشر الديمقراطية ،، بهذه الكلمات فقط ،، تم تبرير حرب بأكملها ،، دمرت الاخضر واليابس ،، وقتلت مليونين عراقي في وقت قياسي جدآ وشردت الملايين ،، وكان الشعب الامريكي وخصوصآ في عهد بوش المجرم ،، مخدرون بهذه الكلمات طوال سنوات ،، غير مكترثين إن كان هذا إنسان أم ممتلك مقدس ،، فالهدف هو (قتل الوحوش والارهابيون ) ،، وحتى لم يكلفوا لانفسهم عناء البحث عن ماهو الشعب العراقي .؟ وماهو الارهاب ..؟؟ وهل جميع المسلمون إرهابيون أم ماذا ،، وحينما صعقوا بصور أبو غريب ،، قامت قيامتهم ،، واعتبروا الامر مهين وضد الانسانية ،، فأين كانت الانسانية قبل أبو غريب ؟؟ عجبآ والله ،،
    وبينما يسري مفعول الكلمة لدى الغرب ،، خرج الشجاع الخميني ليصف أمريكا بالشيطان والامريكان بالكفار ( وأخذ المسلمون يرددون هذه العبارة ويبررون أفعالهم بتفجيرات وسفك دماء الابرياء ، ما أتى الله بها من سلطان ) وبحجة أن الامريكان كفرة ،، لعل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر تبرز هذا بشكل كبير ،، فكلمة كافر وشيطان ،، هي كذلك لدينا تروج بشكل أحمق وعذرآ ،، وإستخدامها يسحر عقول الكثير من المراهقين ،، الذين حالما يجدون الفرصة سانحة حتى ينقضون على كل غربي بحجة الجهاد !!!! فأين العقل والمنطق هنا ؟؟ هل التعميم صائب ؟؟
    في الحرب العالمية الاولى كان تصغير العدو بكلمات تزيد من حماسة الجنود في قتل العدو والتنكيل به ،، فكان البريطانيون يطلقون على الالمان (jerries) وهي تصغير لكلمة (german ) كما كانوا يطلقون على الفرنسيون ب (الضفادع
    في اليونان القديمة والرومان ،، كانوا يشيرون إلى كل من هو من غير عرقهم ،، بكلمة (barbar) وتعني هنا ،، الذين لايحسنون الكلام

    ) ،،

    ونعود إلى اليهود الذين يصفون كل كائن من غير جنسهم بكلمة (الغويم ) ويتعبروننا جميعآ حيوانات من حقهم إستغلالها لتحقيق مآربهم ،، فمن حق اليهودي أن يستخدم الربا لغير اليهودي ولكن ليس من حقه أن يربي لليهودي ،، كذلك من حقه أن يرتكب الزنا مع غير اليهوديات ولكن ليس من حقه ارتكاب الزنا مع اليهوديات ،، وقبل شهور صرح أكبر حاخامات الصهاينة بأن على اليهود قتل كل طفل فلسطيني يحمل الحجر وكأن الحجر سيقدم أو يؤخر شيئآ ،، كل هذا بسبب كلمة واحدة (الغويم ) ،،

    والمصيبة مصيبتان لدينا نحن المسلمون ،، لا أعلم ،، على الاقل اليهود والامريكان احتقروا من هم يختلفون عنهم سواء في اللون أو الجنس أو الدين أما نحن فنحتقر أنفسنا بأنفسنا ونستخدم كلمات لتحقير الآخر مع أنه من جنسنا وديننا ،،

    وإليكم الامثلة
    الشيعة كفار ،، !!! ويسري مفعول الكلمة لدى المسلمون الغير شيعة ،، حتى أنه في أحد المرات كنت أتحدث مع أختي حول موضوع ،، وذكرت إحدى صديقاتي وهي شيعية ( فقالت لي :ترى ل شيعية ) بأسلوب ساخر ،، ووجدت العديد يلقون اللوم على الشيعة في كل شي حتى لو كان الاباضي مخطئ مثلآ ،، لما ؟ لانه شيعي كافر !!
    والمنوال يتكرر كذلك للاباضية المهدور دمهم الخوارج !!!! الرحمة يارب
    والمنوال يتكرر كذلك للسنة وهلم جرا ،،
    فإذا كان الشيعة كفار والسنة كذلك والاباضية خوراج ـ، من هم المسلمون إذآ ؟؟

    إن للكلمة مقعول ساحر ،، وحتى لايتم سحر عقولنا ،، ينبغي لنا أن ننظر للفرد من خلال الفرد وحسب وليس من خلال المجموعة أو العرق الذي ينتمي إليه ،، لاننا وبكل بساطة سنعمم وسنبرر أفعالنا الاانسانية اتجاه الآخر بحجة أنه إرهابي تارة ،، وكافر تارة أخرى وشيطان ’’’’


    الفرد ،، الفرد ،،= إنسانية أفضل

    الفرد ومجموعته = أفعال لا إنسانية أكثر

    ماهو رأيك أنت ؟؟


    وشكرآ لكم [/SIZE]


    إني أشعر بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني

    آرنستو تشي جيفارا


  • #2
    يا سلام عليك ايمان
    هذا فعلاً من أجمل ما خطته يداكِ
    انتقال جميل جداً بين التاريخ وبين الواقع وبأسلوب سلس للغاية

    ما ذكرته ليس بجديد
    فالرسول - عليه الصلاة والتسليم - أكد لنا بأننا
    نحشر في النار لما تحصده ألستنا
    والكلمة الطيبة صنفت رغم صغرها بـ صدقة توازي صدقة المال !
    وما ذلك إلا إيماناً بـ أن رب كلمةٍ
    خيرٌ أو شرٌ من ألف فعل !

    هنا يأتي دور العقل الواعي في تحليل ما يسمع
    فلكل كلمةٍ ألف مدلول
    والعاقل من يستطيع
    الفصل بينهن !

    كل الشكر لكِ على
    إمتاعنا بهكذا مقال

    ... ولأطلقها صيحةً صريحةً قاسية ...

    أيتها الأمة العربية : احذري حتى رجال السياسة من أبنائك ،
    لا لأنهم قد يخونوكِ أو يخدعوكِ ،
    ولكن لأنّهم قد يُخانون ويُخدعون !!
    ولأن كراسي الحكم قد تكون في بعض الأحيان وثيرةً إلى حدٍ تستنيم له الأعصاب وتخدر فيه الدماء الثائرة !!

    شهيد الأمة
    سيد قُطب

    تعليق


    • #3

      من وجهة نظري و كم كررت لكل شيء استخدام سيء و استخدام حسن الكلمة ساحرة و قيل عنها
      السحر الحلال و ما أحسب الكلمة تولد سحرا إلا لأنها خرجت معبرة منظرة أو محذرة و محررة...أكان
      مقصدها سليما أو على النقيض...الإرهاب و على ذكره و الذي أصاب الهدف بهذا النص ... الوجه
      البارز المميز للفكر المنحرف و الضال لم يستقيم فيه شيء أعوج حتى مع ذاته ... و الفكر تنقله
      و تحمله الكلمة و المفردة بل للكملة والمفردة أن تؤسس لمنهج فكري كالإرهاب ... الكلمة بمعناها
      و مغزاها و حتى في كيف ذبذبتها و نسقها الصوتي مؤثر و قد تكون مدمر للقيم و المثل الإنسانية
      عندما يستغل الإرهاب المنظم لشحن حروب منظمة لا تحمل شرعية حرب عالمية على دولة مستقلة
      وإلى ما هو أسوأ من الإرهاب بوش وبن لادن وجهان لعملة واحدة كلاهما عدوا للإنسانية ليس لهما
      هدف نبيل سامي ضبابية و غموض و أهداف سرابية....كل ما خطبا و تكلما نقرأ من الخطاب غياب
      المصداقية و ادعاء السعي نحو الحرية و الديمقراطية ... والمحرك لهما هو الكراهية العمياء ورغبة
      الانتقام والثأر حالة نفسية تبحث عن خصم حتى وإن كان ليس بخصم ومن أجل أن تفش الغل عليه
      ما ذنب المدنين العزل و ما ذنب الشعب الأفغاني و الشعب العراقي....الأوراق هنا مخلوطة و الظلام
      يخيم و يبقى للكلمة الطيبة رسوخها عطائها و شموخها في السماء ... في رعاية الله .

      تعليق


      • #4
        ما أجمل ما كتبتي أختي الجرح العربي ..
        موضوع جميل جدا ..

        في حقيقة الأمر أن الإعلام له دور بارز في نشر هذه الثقافة بين المجتمعات دون أي تحليل من قبل المستقبل ..
        سأذكر مثال على ذلك :
        في زمن التسعينيات من القرن الماضي وفي ظل سيطرة الإتحاد السوفيتي - روسيا حاليا - أقنعت أمريكا الدول العربية والإسلامية بأنه هنالك مد شيوعي قادم لكم وسيهدم دينكم الإسلامي حتى أقتنع العرب والمسلمين ، والغريب في الأمر أن أمريكا قالت للعرب والمسلمين جاهدوا بأموالكم وأنفسكم من أجل التخلص من هذا المد القادم إليكم ..
        وأغلب الدول العربية ساهمت بأموال هائلة والبعض ساهم بجنود مثل السعودية من أجل الإطاحة بالنظام السوفيتي والشيوعي الذي وصل إلى أفغانستان آنذاك ..
        حارب العرب والمسلمين روسيا حتى سقطت في أفغانستان ..
        أستولت أمريكا على العالم وهي المتصدرة ، فخافت من مصالحها فأقنعت العالم أن المسلمين تحت مصطلح الإهرابيين خطر على العالم فأنتزعت الأسلحة من طالبان وهزموهم وأقنعت أمريكا العالم بفبركة التي قامت بها وهي أحداث سبتمبر حتى أًصبحت أمريكا الدول العالمية الأولى ..
        حتى أتت آيران الآن تنافس أمريكا في المنطقة الخليجية فكرت أمريكا للتخلص من آيران فأقنعت كل العالم الإسلامي والعربي أن آيران لديها مد شيعي سيهدم الإسلام وستختفي مذاهب السنة .. ألخ .. حتى أقنعت العالم الإسلامي بالمد الشيعي وأصبحت آيران تحت ضغط العرب والمسلمين ، وكم تحاول أمريكا الآن أن تطيح بإيران على نفس النهج التي أتبعته من أجل الإطاحة بالإتحاد السوفيتي آنذاك وكم تحاول أن تشب حرب بين العرب وخاصة السعودية وإيران ..
        فنلاحظ أن اللعب على وتيرة واحده ..
        في البداية مد شيوعي على الإسلام
        والآن مد شيعي على الإسلام

        وعلى نفس الوتيرة إقناع الغرب بأهمية النظام الرأسمالي في الإقتصاد والمسلمين منجرين خلهم وتغافلوا عن حرمة الرباء .. حتى أعترف الغرب بأنفسهم على خلل النظام الرأسمالي وأهمية النظام الإسلامي فطبق في الغرب ثم نحن الآن نطالب بتطبيقه وهو مجود معنا من فجر الإسلام .. فسبحان الله إلى أين أصبح حالنا نحن العرب والمسلمين !!
        لكن من يتفكر في هذا الشي .. ( لكن ذكرنا هذا الشي من مبدأ " فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ")

        أشكرك أختي الجرح العربي على الموضوع الأكثر من رائع ..

        تقبلي مروري ..
        " إن أمَة نُفخت فيها الروحُ بكلمة اقرأ ، وجُعل فيها التفكيرُ فريضة ، والعلمُ في شرعها آسية ٌعريضة ، حتمٌ عليها أن تعتلي عرشها بين الأمم ، ما إن بذََت بذَاً في القرطاس والقلم ، حتمٌ عليها أن تستعيد المجد والسُؤدد ، ما دام فيها قُرآن الإله وإرث رسولٍ اسمه محمد".

        تعليق

        يعمل...
        X