إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سنفتقدهم.. يوما ما !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سنفتقدهم.. يوما ما !!

    سنفتقدُ هؤلاء (الشيّاب) يوما ما..
    أعني أننا سنشعر بحجم الفراغ الذي خلفوه من بعدهم يوم أن يغيب عن الحياة أسلوبهم في الكلام والألفاظ التي يتداولونها في تفاعلهم مع مكونات الحياة..
    سنفتقد الوقع الطريف لبعض الكلمات الفصيحة التي أعادوا تشكيلها لتناسب مجرى اللهجة..
    سنفتقد هؤلاء الشيّاب الرائعين لأن لهم طرائقَ جميلةً في الكلام،
    تزيده حلاوة وتفعل الفعل العجيب في ربط السامع بموضوع الحديث،
    كما أنها تكشف في بعض الأحيان عن خُلُقٍ جميل، أو ترابط اجتماعي عميق، أو معيشة صعبة..


    يدخل أحدهم بيتا ما فيقول: (هود هود) علامةَ الاستئذان والتنبيه لأهل البيت، ويرد عليه صاحب البيت: (قْرَب)،
    فإذا جلسا في (السبلة) مضيا في حديثٍ أَوَّلُه: (ماشيء علوم؟) -(تسلم وتدوم)، (ماشيء أخبار؟) –(سْكون) أو (ساكنة الحوادث)،
    وأحيانا يكون الرد إبداعيا، فيُقال: (كوسٍ هابّة وغديرٍ صافي).
    ثم يأتي السؤال عن بقية الأهل،
    فتخرج جُمَلٌ من مثل: (ما حد يعوره شيء) أو (ما حد متعاضل من شيء).
    وفي مثل جلسة هذين، تنتشر كلمات كثيرة وجمل تعالج مواقف متعددة،
    كأن يقبل أحد أطفال البيت إلى هذا المجلس فيقوم الزائر له أو ينحني مُقبّلاً إياه،
    أو أن يُزيل أحدهما القذى عن ثياب آخر، أو شيئا من هذا القبيل فحينئذ يقولون: (الله لا يصغرك) والجواب (ما على الأجاويد صغران)،
    أو أن يتطرق أحدهما في حديثه إلى شيء ينبغي الترفع عنه، فيقدم له بكلمة (تِكْرَمْ) ويرد الآخر: (وانته كريم).
    وعند انتهاء الجلسة يفترق الزائر والمزور بمثل هذا: (فْ خاطرك شيء؟) –(عزيز وغالي) أو (ما عنكم غناة) أو (سلامة رأسك)،
    وهنا قد يصر صاحب البيت على أن يتناول الزائر الغداء معه، فيرد الآخر: (غَدانا محْتاز).



    ويحكي أحدهم الحكاية فتتكرر على المسامع أمثال هذه المفردات:
    (قال يقول) ليخبر السامع بمقول أحد أشخاص القصة،
    وكلمة (تسمع) يستخدمها لاحقةً لفقرات القص أو لازمة في ثنايا الكلام دون ترتيب منتظم،
    كأنما ليتأكد فقط أن المستمع ما زال منتبها لما يقول..
    ويتفاعل السامع منهم مع المتحدث، فيقول لحظة الاندهاش والاستغراب: (اسمع) يكررها ثلاث مرات متسارعة..
    وتجلس إلى أحدهم فيشهد أو يسمع عن موقف طيب، فيُعبِّر عن نشوته بصوت يخرجه غالبا من الأنف (إه إه) أو (هـُ هـُ) كأنه يقول: ما شاء الله!..
    وربما كان الصوت نفسه مع تغيير في جرسه وقوته تعبيرا ساخرا عن عدم الرضا ممن يقول أو مما يقال..
    وقريب من هذا صوتان يعبر بهما أحيانا عن الاستغراب: (أَيْ ها)!
    ولصاحب المولود الجديد يقولون: (نعمت بالزايد)،
    وللعائد من السفر أو الناجي من حادث: (استاهلت السلامة)،
    وفي أيام المطر يقولون: (نعمتوا بالرحمة) فيكون الجواب (رحمْةٍ بادّة)،
    وفي عتبهم على من يحبون يقدمون أحيانا بقولهم: (بعيد الشر)،
    وفي أدعيتهم على من يكرهون تسمع منهم أمثال هذه الجمل: (الله يصرفه صَرْفَة) أو (الله يِـخْلِيه خَلْيَة) أو (ضْعيف الطبع) أو (سْويد الوجه) أو(الحصيني)،
    وعند حث الركب على التعجيل -وأكثر استعمالها عند أهلنا من البدو-: (الليل الليل)!



    سنفتقد –حتما- لغة شيّابنِا الرائعين هذه..
    وسنفتقدها أكثر عندما تسمع اليوم
    من يجيبك إلى شيء فيقول: (اوكي) وكان آباؤه يقولون: (انزين) أو (فالك طيب)،
    ومن يتعجب من شيءٍ فيقول: (واو) وكان أجداده يقولون: (اسمع انته) أو (شوف انته)،
    ومن يشكر لك حسن الصنيع فيقول: (ثانكس) وكان شيّابُه الرائعون يقولون: (تْجَمَّلْت) أو (جْمِيلك واصلْ)!
    //







    ***
    مدونتي الشخصية
    .. أحب الناس ..
    ***
    //

  • #2

    كلمات ترسخ بالأذهان نبديها بعفوية و تلقائية خطرت ببالي كلمات كثيرة و منها ما تقال عند الفكاهة
    و الضحك...كانت لي جلسات كثيرة مع كبار السن بأماكن يجلسون فيها....مجالسهم على جادتها لا
    تخلو من المزاح و الحماس العتيق...المؤكد من أننا سنفتقد جلساتهم و بساطتهم و مزاحهم و المفعم
    بروح رياضية لا تحمل إلا المودة و الاحترام و التقدير .

    و عند ما يبدأون بمقتطفات الغزل الشعرية الحافل بها إرثنا الثقافي...و تجد رجل ضرير على عصى
    يرددها وهو يبتسم فيضحك الجميع ليبدأ الحديث عن عهد الشباب ورغده ويتوقف قائلا بلغنا المشيب
    فيرد عليه الحضور الشباب شباب القلب و ليس البدن .

    و عند ما يتنافسون على لعبة (الحواليس) فترى الكلمات و التي تشجع و أخرى تثبط المنافس الخصم
    حتى أن الحماس يصل لأن يرجعون من بعد صلاة المغرب ليكملوا اللعب....لعبت معهم وكنت أخسر
    فهم متمرسون ... شكرا موضوع شيق ... في رعاية الله.

    تعليق


    • #3
      صرااحة تأثرت بالموضو وااايد
      اقراه وانا عيني تدمع
      مابقى حد من شيابنا غير جدي وجدتي الله يحفظهم كل مرة حد يروح ونفتقدهم كثيير
      واحس الزمن بلاهم ماحلوا ابد

      الله يحفظهم ويطول بعمارهم ان شاءالله

      sigpic
      لآ تطيع آلهمـ لو همگ گبيرقل لهمگ لو گبّر لي رب آگبر { بآلصلآه ..

      يهون گل آمر عسير..يگفي آنگ تبتدي بآلله آگبر,

      تعليق


      • #4
        ربما نستثقل أحيانا بعض الكلمات التي يرميها كبار السن .. ولربما تضايقنا بعض تصرفاتهم

        لكن تبقى فيهم صفة نقاوة القلب وصفاوة النية سمة واضحة على اسلوبهم في الجد والهزل

        رحم الله من مات منهم .. وأمد الأحياء منهم بالصحة وبركة العمر
        sigpic

        تعليق


        • #5
          تسلم ع الموضوع وبصراحه مفردات جميله جدا

          تعليق


          • #6
            سنفقدهم حقا..أطال الله بقاءهم
            وجودهم مصدر سعادة لنا فكلما أردنا التنفيس عن ضغوطات الحياة اقتطعنا جزءا من وقتنا لقضاءه بصحبتهم ..
            كلما يأتي جيل يرسخ ماكان ممقوتا من الجيل الذي يسبقه!
            ليعيش المسلم أصعب لحظاته وهو يقبض على دينه كمن يقبض الجمره!
            فقلما نسمع ترديد السلام كما عرفناه فلقد استبدل بـ :أهلين،هلا،مرحبا....
            مع أن بعض العادات طيبه ولكن الحنين إلى الماضي ونقاءه ما يزال يختلج أعماقنا!

            أعجبني موضوعك..دعانا لوفقة تأمل مثيره,اللهم ثبتنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
            سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

            تعليق


            • #7
              كلام جميل أستمتعت بقرائته بالفعل لهجتنا مع لغتنا العربية أشرفت على الموت الحقيقي

              لا أدري تلك الفئة من الشباب أو الشابات المتعلمات الذين يمتلكون دراية باللغة الانجليزية ولكن مفرداتها لا تفارق ألسنتهم

              أين يا أخ / أخت العرب عروبتكم وأين ثقافتكم ؟؟؟ لماذا ذلك التغير ..أنظروا للغرب لا يتكلمون بلغاتنا لماذا ؟؟؟؟ لأن لديهم أعتزاز بالقومية

              كذلك نجد من الجيل الصاعد أن الكثير منهم لا يعرف التحدث و لايمتلك أيً من فنون الكلام ... لأنه لم يعد يخالط تلك الفئة التي يمكن أن تزوده بذلك الوقود ألا وهم كبار السن

              تعليق

              يعمل...
              X