إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون (قراءات)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون (قراءات)

    الخطر اليهودي
    بروتوآولات حكماء صهيون
    تقدير الكتاب وترجمته للأستاذ الكبير
    عباس محمود العقاد
    الطبعة الخامسة
    1400 ه
    1980 م

    هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في العالم، ولا يستطيع أن يقدره حق قدره إلا من يدرس البروتوكولات
    كلها كلمة كلمة في أناة وتبصر، ويربط بين أجزاء الخطة التي رسمتها، على شرط أن يكون بعيد النظر،
    فقيهًا بتيارات التاريخ وسنن الاجتماع، وأن يكون ملمًا بحوادث التاريخ اليهودي والعالمي بعامة لا سيما
    الحوادث الحاضرة وأصابع اليهود من ورائها، ثم يكون خبيرًا بمعرفة الاتجاهات التاريخية والطبائع البشرية،
    وعندئذ فحسب ستنكشف له مؤامرة يهودية جهنمية تهدف إلى افساد العالم وانحلاله لاخضاعه كله لمصلحة
    اليهود ولسيطرتهم دون سائر البشر.
    ولو توهمنا أن مجمعًا من أعتى الأبالسة الأشرار قد انعقد ليتبارى أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين في
    ابتكار أجرم خطة لتدمير العالم واستعباده، اذن لما تفتق عقل أشد هؤلاء الأبالسة اجرامًا وخسة وعنفًا عن
    مؤامرة شر من هذه المؤامرة التي تمخض عنها المؤتمر الأول لحكماء صهيون سنة 1897 ، وفيه درس
    المؤتمرون خطة اجرامية لتمكين اليهود من السيطرة على العالم، وهذه البروتوكولات توضح اطرافًا من هذه
    الخطة.


    بعض عناصر المؤامرة الصهيونية:

    ان المجال لا يسمح بذكر كل عناصر المؤامرة كما جاءت في البروتوكولات، وحسبنا الإشارة إلى ما يأتي
    منها:

    (أ) لليهود منذ قرون خطة سرية غايتها الاستيلاء على العالم أجمع، لمصلحة اليهود وحدهم، وكان ينقحها
    حكماؤهم طورًا فطورًا حسب الأحوال، مع وحدة الغاية.

    (ب) تنضح هذه الخطة السرية بما أثر عن اليهود من الحقد على الأمم لا سيما المسيحيين، والضغن على
    الأديان لا سيما المسيحية، كما تنضح بالحرص على السيطرة العالمية.

    (ج) يسعى اليهود لهدم الحكومات في كل الاقطار، والاستعاضة عنها بحكومة ملكية استبدادية يهودية،
    ويهيئون كل الوسائل لهدم الحكومات لاسيما الملكية. ومن هذه الوسائل اغراء الملوك باضطهاد الشعوب،
    واغراء الشعوب بالتمرد على الملوك، متوسلين لذلك بنشر مبادئ الحرية والمساواة، ونحوها مع تفسيرها
    تفسيرًا خاصًا يؤذي الجانبين، وبمحاولة ابقاء كل من قوة الحكومة وقوة الشعب متعاديتين، وابقاء كل منها في
    توجس وخوف دائم من الأخرى، وافساد الحكام وزعماء الشعوب، ومحاربة كل ذكاء يظهر بين الأميين (غير
    اليهود) مع الاستعانة على تحقيق ذلك كله بالنساء والمال والمناصب والمكايد.. وما إلى ذلك من وسائل
    الفتنة. ويكون مقر الحكومة الاسرائيلية في أورشليم أو ً لا، ثم تستقر إلى الأبد في روما عاصمة الامبراطورية
    الرومانية قديمًا.

    (د) إلقاء بذور الخلاف والشغب في كل الدول، عن طريق الجمعيات السرية السياسية والدينية والفنية
    والرياضية والمحافل الماسونية، والاندية على اختلاف نشاطها، والجمعيات العلنية من كل لون، ونقل الدول
    من التسامح إلى التطرف السياسي والديني، فالاشتراكية، فالاباحية، فالفوضوية، فاستحالة تطبيق مبادئ
    المساواة.
    هذا كله مع التمسك بابقاء الأمة اليهودية متماسكة بعيدة عن التأثر بالتعاليم التي تضرها، ولكنها تضر
    غيرها.

    (ه) يرون أن طرق الحكم الحاضرة في العالم جميعًا فاسدة، والواجب لزيادة افسادها في تدرج إلى أن يحين
    الوقت لقيام المملكة اليهودية على العالم لا قبل هذا الوقت ولا بعده. لأن حكم الناس صناعة مقدسة سامية
    سرية، لا يتقنها في رأيهم الا نخبة موهوبة ممتازة من اليهود الذين اتقنوا التدرب التقليدي عليها، وكشفت لهم
    أسرارها التي استنبطها حكماء صهيون من تجارب التاريخ خلال قرون طويلة، وهي تمنح لهم سرًا، وليست
    السياسة بأي حال من عمل الشعوب أو العباقرة غير المخلوقين لها بين الأميين (غير اليهود).

    (و) يجب أن يساس الناس كما تساس قطعان البهائم الحقيرة، وكل الاميين حتى الزعماء الممتازين منهم إنما
    هم قطع شطرنج في أيدي اليهود تسهل استمالتهم واستعبادهم بالتهديد أو المال أو النساء أو المناصب أو
    نحوها.

    (ز) يجب أن توضع تحت ايدي اليهود لأنهم المحتكرون للذهب كل وسائل الطبع والنشر والصحافة
    والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما ودورها والعلوم والقوانين والمضاربات وغيرها.
    وان الذهب الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لإثارة الرأي العام وافساد الشبان والقضاء على الضمائر
    والأديان والقوميات ونظام الأسرة، وأغراء الناس بالشهوات والقضاء على الضمائر والاديان والقوميات
    ونظام الأسرة، وأغراء الناس بالشهوات البهيمية الضارة، واشاعة الرذيلة والانحلال، حتى تستنزف قوى
    الاميين استنزافًا، فلا تجد مفرًا من القذف بأنفسها تحت أقدام اليهود.

    (ح) وضع اسس الاقتصاد العالمي على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود، لا على أساس قوة العمل والانتاج
    والثروات الأخرى، مع أحداث الأزمات الاقتصادية العالمية على الدوام كي لا يستريح العالم ابدًا، فيضطر
    إلى الاستعانة باليهود لكشف كروبه، ويرضى صاغرًا مغتبطًا بالسلطة اليهودية العالمية.

    . (ط) الاستعانة بأمريكا والصين واليابان على تأديب أوروبا واخضاعها

    أما بقية خطوط المؤامرة فتتكفل بتفصيلها البرتوكولات نفسها.

    قرارات المؤتمر الصهيوني الأول واختلاس البرتوكولات:

    عقد زعماء اليهود ثلاثة وعشرين مؤتمرًا منذ سنة 1897 حتى سنة 1951 وكان آخرها هو المؤتمر الذي
    انعقد في القدس لأول مرة في 14 أغسطس من هذه السنة، ليبحث في الظاهر مسألة الهجرة إلى إسرائيل
    1951 )، وكان الغرض من هذه المؤتمرات جميعًا دراسة الخطط /7/ وحدودها كما ذكرت جريدة الزمان ( 28
    التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية.
    أما أول مؤتمراتهم فكان في مدينة بال بسويسرة سنة 1897 برياسة زعيمهم "هرتزل"، وقد اجتمع فيه نحو
    ثلثمائة من أعتى حكماء صهيون كانوا يمثلون خمسين جمعية يهودية،وقد قرروا في المؤتمر خطتهم السرية
    لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود، وكانت قراراتهم فيه سرية محوطة بأشد أنواع الكتمان
    والتحفظ الا عن اصحابها بين الناس، اما غيرهم فمحجوبون عنها ولو كانوا من أكابر زعماء اليهود، فض ً لا
    عن فضح اسرارها سرًا، وان كان فيما ظهر منها ما يكشف بقوة ووضوح عما لا يزال خافيًا.
    فقد استطاعت سيدة فرنسية أثناء اجتماعها بزعيم من أكابر رؤسائهم في وكر من أوكارهم الماسونية السرية
    في فرنسا ان تختلس بعض هذه الوثائق ثم تفر بها، والوثائق المختلسة هي هذه البروتوكولات التي بين
    أيدينا.
    وصلت هذه الوثائق إلى أليكس نيقولا كبير جماعة أعيان روسيا الشرقية في عهد القيصرية، فقدر خطواتها
    ونياتها الشريرة ضد العالم لا سيما بلاده روسيا، ثم رأى أن يضعها في أيدي أمينة أقدر من يده على الانتفاع
    ها ونشرها، فدفعها إلى صديقه العالم الروسي الجليل الاستاذ سرجي نيلوس الذي لا شك أنه درسها دراسة
    دقيقة كافية، وقارن بينها وبين الأحداث السياسية الجارية يومئذ فادرك خطورتها أتم ادراك واستطاع من
    جراء هذه المقارنة أن يتنبأ بكثير من الأحداث الخطيرة التي وقعت بعد ذلك بسنوات كما قدرها، والتي كان
    لها دوي هائل في جميع العالم، كما كان لها أثر في توجيه تاريخه وتطوراته، منها نبوءته بتحطيم القيصرية
    في روسيا ونشر الشيوعية فيها وحكمها حكمًا استبداديًا غاشمًا واتخاذها مركزًا لنشر المؤامرات والقلاقل في
    العالم، ومنها نبوءته بسقوط الخلافة الإسلامية العثمانية على أيدي اليهود قبل تأسيس اسرائيل.
    ومنها نبوءته بعودة اليهود إلى فلسطين وقيام دولة إسرائيل فيها، ومنها نبؤءته بسقوط الملكيات في أوروبا
    وقد زالت الملكيات فع ً لا في ألمانيا والنمسا ورومانيا وأسبانيا وايطاليا. ومنها أثارة حروب عالمية لأول مرة
    في التاريخ يخسر فيها الغالب والمغلوب معًا ولا يظفر بمغنمها الا اليهود. وقد نشبت منها حربان، واليهود
    يهيئون الأحوال الآن لنشوب الثالثة، فنفوذ اليهود في أمريكا لا يعادله نفوذ أقلية، ثم أنهم أهل سلطان في
    روسيا، وهاتان الدولتان أعظم قوتين عالميتين، واليهود يجرونهما إلى الحرب لتحطيمهما معًا، واذا تحطمتا
    ازداد طمع اليهود في حكم العالم كله حكمًا مكشوفًا بدل حكمهم اياه حكمًا مقنعًا، ومن نبوءته أيضًا نشر الفتن
    والقلاقل والأزمات الاقتصادية دوليًا، وبنيان الاقتصاد على اساس الذهب الذي يحتكره اليهود،وغير ذلك من
    النبوءات كثير.

    ذعر اليهود لنشر البرتوكولات واثر ذلك:

    وقع الكتاب في يد نيلوس سنة 1901 ، وطبع منه نسخًا قليلة لأول مرة بالروسية سنة 1902 فافتضحت نيات
    اليهود الاجرامية، وجن جنونهم خوفًا وفزعًا، ورأوا العالم يتنبه إلى خططهم الشريرة ضد راحته وسعادته،
    وعمت المذابح ضده في روسيا حتى لقد قتل منهم في احداها نحو عشرة آلاف، واشتد هلعهم لذلك كله، فقام
    زعيمهم الكبير الخطير تيودور هرتزل أبو الصهيونية، وموسى اليهود في العصر الحديث يلطم ويصرخ لهذه
    الفضيحة، وأصدر عدة نشرات يعلن فيها أنه قد سرقت من "قدس الأقداس" بعض الوثائق السرية التي قصد
    اخفاؤها على غير أصحابها ولو كانوا من أعاظم اليهود، وأن ذيوعها قبل الاوان يعرض اليهود في العالم
    لشر النكبات، وهب اليهود في كل مكان يعلنون أن البرتوكولات ليست من عملهم، لكنها مزيفة عليهم، ولكن
    العالم لم يصدق مزاعم اليهود للاتفاقات الواضحة بين خطة البرتوكولات والاحداث الجارية في العالم يومئذ،
    وهذه الاتفاقات لا يمكن أن تحدث مصادفة لمصلحة اليهود وحدهم،وهي أدلة بينة أو قرائن اكيدة لا سبيل إلى
    أنكارها أو الشك فيها، فانصرف الناس عن مزاعم اليهود، وآمنوا ايمانًا وثيقًا أن البروتوكولات من عملهم،
    فانتشرت هي كما انتشر تراجمها إلى مختلف اللهجات الروسية وانتشرت معها المذابح والاضطهادات ضد
    اليهود في كل أنحاء روسيا حتى لقد قتل منهم في احدى المذابح عشرة آلاف، وحوصروا في احيائهم كما
    قدمنا.

    واستقبل اليهود في الدفاع عن انفسهم، وسمعتهم المهتوكة، وجدوا في اخفاء فضيحتهم أو حصرها في أضيق
    نطاق، فأقبلوا يشترون نسخ الكتاب من الأسواق بأي ثمن، ولكنهم عجزوا، واستعانوا بذهبهم ونسائهم
    وتهديداتهم ونفوذ هيئاتهم وزعمائهم في سائر الأقطار الأوروبية لا سيما بريطانيا لكي تضغط على روسيا
    دبلوماسيًا، لايقاف المذابح ومصادرة نسخ الكتاب علنيًا، فتم لهم ذلك بعد جهود جبارة.
    ولكن نيلوس أعاد نشر الكتاب مع مقدمة وتعقيب بقلمه سنة 1905 ، ونفدت هذه الطبعة في سرعة غريبة
    بوسائل خفية، لأن اليهود جمعوا نسخها من الأسواق بكل الوسائل واحرقوها، ثم طبع في سنة 1911 فنفدت
    نسخه على هذا النحو، ولما طبع سنة 1917 صادره البلاشفة الشيوعيون الذين استطاعوا في تلك السنة تدمير
    القيصرية، والقبض على أزمة الحكم في روسيا، وكان معظمهم من اليهود الصرحاء أو المستورين أو من
    صنائعهم، ثم اختفت البروتوكولات من روسيا حتى آلان.

    في British Museum وكانت قد وصلت نسخة من الطبعة الروسية سنة 1905 إلى المتحف البريطاني
    لندن ختمت بخاتمه، وسجل عليها تاريخ تسلمها ( 10 أغسطس سنة 1906 ) وبقيت النسخة مهملة حتى حدث
    على "Morning Post الانقلاب الشيوعي في روسيا سنة 1917 ، فوقع اختيار جريدة "المورننغ بوست
    مراسلها الأستاذ فكتور مارسدن ليوافيها بأخبار الانقلاب الشيوعي من روسيا، واطلع قبل سفره على عدة
    كتب روسية كانت من بينها البرتوكولات التي بالمتحف البريطاني، فقرأ النسخة وقدر خطرها، وراى وهو
    في سنة 1917 نبوءة ناشرها الروسي الاستاذ نيلوس بهذا الانقلاب سنة 1905 ، أي قبل وقوعه بإثنتي
    عشرة سنة، فعكف المراسل في المتحف على ترجمتها إلى الانجليزية ثم نشرها، وقد أعيد طبعها مرات بعد
    ذلك كانت الأخيرة والخامسة منها سنة 1921 (ومنها نسختنا)، ثم لم يجرؤ ناشر في بريطانيا ولا أمريكا على
    طبعها بعد ذلك كما يقول مؤرخ انجليزي معاصر هو العلامة دجلاس ريد في كتابه على الحركات السرية
    المعاصرة، ودون أن نطيل القول في أسباب صمت الناشرين عنها على ما وضحها الاستاذ ريد نتبين
    أصابع اليهود من وراء كل صمت مريب.

    وفي سنة 1919 ترجم الكتاب إلى الألمانية، ونشر في برلين، ثم توقف طبعه بعد أن جمعت أكثر نسخه،
    وكان هذا مظهرًا من مظاهر نفوذ اليهودية في المانيا، قبل انتصارها عليها بعد الحرب العالمية الأولى، كما
    انتصرت عليها خلالها، إذ كانت ألاعيبها ودسائسها قد امتدت أثناء الحرب من الساسة إلى قادة الجيوش
    والاساطيل بين الألمان، وكانت سببًا من أكبر أسباب هزيمة المانيا في تلك الحرب الضروس، ومن أظهر
    آيات ذلك انسحاب الاسطول الألماني وهو منتصر ظاهر أمام الأسطول الإنجليزي في معركة جتلاند
    وقد استشهد البريطان في مقدمة طبعتهم الخامسة للبرتوكولات على صحة نسبتها إلى اليهود
    وسعيهم وفق خططها ببيانات هذه المعركة ونتيجتها، وان كانوا قد بالغوا حين حملوا اليهود كل
    مسؤوليات الحرب العالمية الأولى ومصرع روسيا وهزيمة المانيا وما اعقب الحرب من ويلات عاتية، شملت
    كل بقعة على هذا الكوكب.

    ومع محاولات اليهود الجبارة اخفاء أمر البرتوكولات عن العيون انتشرت تراجمها بلغات مختلفة في فرنسا
    وايطاليا وبولونيا وامريكا عقب تلك الحرب، وعم انتشارها وأثرها في تلك البلاد، ولكن سرعان ما كانت
    تختفي دائمًا من مكتباتها بأساليب محيرة حيثما سطعت في الظهور، والى جانبه البرتوكولات، فحاول اليهود
    منعها، فلما عجزوا بشتى أساليبهم عن اقناعها احرقوا مطبعتها.

    ومن المتعذر أن نتتبع رحلة هذا الكتاب العجيب في بلاد العالم بين الظهور والاختفاء. ولكنا نشير إلى بعض
    وقائعه في بريطانيا لأننا بها أعلم، وبقصد كتابها أوثق، وهي مثل يدل على سواه، وحسبنا هنا أن نصور
    قطرات مما سالت به اقلام كتابها حول البروتوكولات عقب الحرب العالمية الأولى التي صليت نيرانها معظم
    أمم العالم كبارها وصغارها، وبددت في سعيرها كثيرًا من كنوز شبابها وأخلاقها وعقائدها وروابطها
    وأموالها، ولم يخرج منها سالمًا غانمًا الا اليهود، حتى رأى أحد كتاب البريطان ان الهتاف الصحيح يومئذ هو
    لا هتاف الغرور "المانيا فوق الجميع" الذي جعلته المانيا Jewry ueber Alles "اليهودية فوق الجميع
    شعارها أيام ازدهارها عقب انتصارها على فرنسا في الحرب السبعينية ( 1870 ) ومناداتها بملك بروسيا
    امبراطورًا على المانيا في حفل تتويجه بقصر فرساي في قلب فرنسا، ثم ضمنت المانيا هذا الشعار نشيدها
    القومي وجعلته عنوانًا له، ولم يزل كذلك حتى تمت هزيمتها في تلك الحرب.

    وقد نعى الكاتب البريطاني على امته يومئذ مقاومتها الخطر الألماني الذي غلبته في تلك الحرب دون الخطر
    اليهودي الذي أهملته وان كان أخفى وأكبر، وكذلك وجه نظر أمته يومئذ إلى الصلات القوية بين
    البروتوكولات الصهيونية وسقوط روسيا في أيدي البلاشفة ومعظمهم من اليهود عقب مصرع
    القيصرية فيها سنة 1917 ، وقد أحدث سقوطها يومئذ من الدوي في آذان البشر، ومن الروع في نفوسهم ما
    يحدثه منظر جبل يخر في بحر زاخر فيتتابع ارغاؤه وازباده، وكانت بوادر الفظائع البلشفية اليهودية في
    روسيا تؤرق أجفان الأمم الحرة توجعًا لشعبها الهائل المسكين الذي كان يتقلى في رمضاء القيصرية، ويتفزز
    للنجاة منها، فوقع في جحيم الشيوعية اليهودية، ولاح بعد ظهور البروتوكولات أبان تسعر تلك الجحيم
    بضحاياها ان خططها تطبق في وحشية على ذلك الشعب المسكين، وتمتد السنتها سرًا وجهرًا إلى سائر
    الشعوب الأوروبية، ولا سيما الشعوب التي تتاخم روسيا أو تدانيها في أوروبا الشرقية والوسطى، عن طريق
    اثارة القلاقل والفتن والاضرابات والاغتيالات للقضاء على كل قوة وطنية وانسانية فيها كي تخر ذليلة
    مستسلمة تحت اقدام البلشفية اليهودية.
    الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

  • #2
    أين الدولة اليهودية؟ واين خطرها؟ وما مداه؟

    ان الدولة اليهودية قائمة دون شك لكن لا في اسرائيل فحسب، ولا في أي رقعة واحدة محدودة في جهة من
    الأرض، فليست لها حدود جغرافية ولا لغة واحدة ولا نحو ذلك من مقومات الدولة في بعض البلاد، وليس
    لهذين المقومين ونحوهما اهمية كبيرة، وان كان اليهود قد اتجهوا أخيرًا إلى تكوين مملكة اسرائيلية بدأت في
    فلسطين، وهي تهدف إلى الاستيلاء على رقعة الشرق الأوسط والبلاد العربية بخاصة، لتتحكم في تجارة
    العالم بين الشرق والغرب حيث تلتقي القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقية، وتشمل قناة السويس، ثم تستغل
    سكان هذه الرقعة الضعاف في نظرها، وتستولي على آبار النفط وكل المعادن فيها، وان كانوا ايضًا يحاولون
    نشر اللغة العبرية بعد أحيائها بينهم، حتى يتم لدولتهم مقومان هامان شكليان أكثر مما هما أساسيان، وهما
    وحدة الإقليم ووحدة اللغة. وهذان المقومان مع أهميتهما العظمى غير ضروريين لقيام الدولة اليهودية
    بخاصة، فهي قائمة بدونهما، لان المقومات التي هي أهم منهما ولا قيام لدولة بدونهما قد اجتمع منها لليهود
    أكثر مما يلزم، فكان من جرائها أن الدولة اليهودية حقيقة قائمة فعلا.

    وأهم مقومات الدولة المتحققة لليهود كثيرة: (أولها) اتحاد مصالحهم وحاجتهم الالية لمعاونة بعضهم بعضًا
    محليًا وعالميًا، و(ثانيها) وحدة التاريخ والاشتراك في المفاخر والمآسي منذ خمسة وثلاثين قرنًا، و(ثالثها)
    وحدة الغرض وهو استغلال العالم لمصلحتهم، (ورابعها) اضطرارهم للتعاون والتعصب ليأمنوا على أنفسهم
    وأموالهم من الأمم التي تجمع كلها على اضطهادهم، وهم اقلية ضئيلة العدد محليًا وعالميًا، فإذا أهملوا
    التعاون والتعصب بينهم لحظة ذابوا في الأمم، و(خامسها) إحساسهم المشترك بالنقم على العالم بكثرة ما
    اضطهدتهم أممه جميعًا، واحساسهم بنقمة العالم عليهم لاستغلالهم اياه ومحاولتهم احتكار خيراته، و(سادسها)
    في منتهى الخطورة، وهو وحدة الدين الذي يمتاز بأنه يحثهم على اعتزال العالم والترفع عليه واحتكار
    خيراته وسكانه لخدمتهم، ويوجب عليهم استغلال أسوأ الوسائل كالكذب والخداع والسرقة والقتل والزنا
    والربا الفاحش والتدليس لاشاعة الرذيلة فيه وحل أخلاقه وقومياته وأديانه، وأن سيرة إلههم وانبيائهم
    وزعمائهم تمدهم بأقوى المثل للتعصب ضد الأمميين، واحتقارهم والنقمة عليهم، واستباحة كل الوسائل الدنيئة
    لاستغلالهم والتسلط فوقهم على الدوام. وعاصمة هذه المملكة هي كتبهم المقدسة لا سيما التلمود وأقوال
    ربانييهم وزعمائهم الذين يمدون لهم في الضلال مدًا، وان ملوكهم هم حكماؤهم الذين هم أيضًا أنبياؤهم،
    واليهود يخضعون لهؤلاء الحكماء خضوع التقي لربه، ويطيعون كلماتهم في عمى طاعة الابناء البررة لا
    كرام الآباء.

    ونفوذ الدولة اليهودية قائم في كل مكان عن طريق جمعياتهم الدينية والسياسية والماسونية سرية وعلنية
    ونسائهم وخداعهم وبذر بذور الفتنة بين الهيئات المختلفة في كل قطر وفي العالم معًا، وبإشرافهم على
    الصحافة ودور النشر ووكالات الانباء ومذاهب العلم والفلسفة والفن والمسرح والسينما والمدرسة ونظم
    التعليم والبنوك والشركات والمصافق (البورصات) واهم منابع الثروة في معظم البلاد، واحتكار
    الذهب،ونظمهم السرية التي لا يعرف اهدافها الا أكابر حكمائهم، وان نفذ كبارهم وصغارهم خططها تنفيذًا
    دقيقًا.

    وكان خيرًا لليهود أن تبقى دولتهم قائمة على هذا الوضع الغريب الفريد بين الدول، لانهم لم يحرزوا هذه
    السلطة العظمى الا عن طريق هذا الوضع الشاذ الذي كفاهم شرور أنفسهم أو ً لا، فإن تجمعهم في رقعة
    وأمنهم فيها لا بد أن يثير الشر الكامن في انفسهم بين بعضهم وبعض، وأن يغري بينهم العداوة البغضاء كما
    وقع لهم قبل تشتيتهم، إذ كانوا في فلسطين مملكة ثم مملكتين، فسودوا العصر كله بالفتن والمنازعات الدينية
    والسياسية والاقتصادية، كما أن تجمعهم في رقعة سيحرمهم من الخيرات العالمية التي ملأت خزائنهم
    بالذهب، ومكنتهم من التسلط على خيرات العالم وأهله عن طريق التطفل على أرزاق غيرهم واستغلال
    عجزهم وغفلتهم وإثارة شهواتهم وغرائزهم البهيمية ليخضعوهم كالحيوانات
    وان تجمعهم سيضطرهم إلى الاعتماد على جهودهم وحدهم مع أن تطفل بعضهم على بعض عسير. وهم
    كالجراثيم يعيشون عيشتها المتطفلة على أجسام الناس، وما كان للجراثيم الا أن تعيش الا متطفلة، وما كان
    لتطفلها أن يتحقق الا في اجسام الناس لا في تطفل بعضها على بعض .

    فالذين يقصرون الخطر اليهودي أو خطر الدولة اليهودية على هذه الرقعة الضئيلة في فلسطين أو في
    الشرق الأوسط قوم لا يفهمون أحداث التاريخ وتياراته وروحه، ولا يفطنون إلى نظم الاجتماع البشري،
    ولا يعرفون الكفاية عن الروح المالية لليهود. وخير لهم ولبلادهم أن لا يشتغلوا بسياستها وتوجيهها. فهم في
    ذلك كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وان كانوا في غير السياسة من العباقرة.
    أن اليهود لا تتأدى بهم الغفلة وهم يؤسسون إسرائيل في فلسطين، أو أقطار الشرق الأوسط إلى حد
    نزحهم جميعًا من أقطار العالم. وتكدسهم في هذه الدولة، وأن كلما يهدفون إليه في رأيي هو اتخاذ هذه الدولة
    مركزًا يتدفق إليه ذهبهم، ويسيطرون منه على التجارة وأعمال الصيرفة العالمية بين الشرق والغرب،
    وينشرون منه المكايد التي تطيح بالعوائق ضد تسلطهم على العالم. هذا مع احتفاظهم بتشتتهم في اقطار
    الأرض كما هم الآن ، ليسيطروا عليها ويستغلوها فمن ضاق به العيش في قطره هجره إلى هذه الدولة.
    ومع ذلك فالدولة اليهودية قائمة، ولكن على طريقتها الشاذة،ومن مصلحتهم أن تكون كذلك، فلو تجمعوا داخل
    بقعة مع قلتهم كأي شعب صغير من الأمميين وكما كانوا أثناء تجمعهم في فلسطين قبل تشتتهم لكانوا
    عرضة لكوارث الطبيعة كالزلازل والقحط، ولغارات جيرانهم الأقوياء، وهم أقلية يسهل القضاء عليهم أو
    إضعافهم إذا تجمعوا جميعًا في إقليم.

    وتلمس سطوة الدولة اليهودية ونفوذها في تسلطهم على اقتصاديات الدول الكبرى كأمريكا وروسيا، وكثير من
    الدول الصغرى وفي تسلطهم على حكوماتها ومذاهبها. فهم في الدول الديمقراطية يجمعون المال بما تعترف
    به هذه الدول لكل الناس من حق الحرية في جمعه، وهم في الدول الدكتاتورية يستميلون حكامها بذهبهم
    ونسائهم وكل ما لديهم من قوة ونفع لا يستغنى عنه هؤلاء الحكام، كي يتركوا لليهود نشاطهم الاقتصادي
    وغيره فيها.
    الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

    تعليق


    • #3
      تبقى مسؤوليات المفكرين والساسة المسؤولين عن الأمم قائمة امام هذا الخطر بعد أن يفرغ الجند من
      حسابهم معه بالنصر أو المتاركة أو المهادنة أو الصلح ولا ينبغي لصاحب قلم ان يغمده ويغفو عنه ولو ألقى
      الجندي سلاحه ونام ملء جفنيه "يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله
      وكفر به والمسجد الحرام، واخراج اهله منه أكبر عند الله، والفتنة أكبر من القتل، ولا يزالون يقاتلونكم
      حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا".
      وهذا صوت الحياة، فإن لم يكن منهم قتال وقتل تكن فتنة شر واكبر من القتل.
      واذا اغمد السيف حين لا قتال فلا يغمد القلم ما قامت الفتنة، وهي قائمة على الدوام.
      ولا مفر من قتال كل معتد أثيم حيث ارتفعت يده بالسيف ولسنا نرى "الكف" فنقول لليهود امثالهم ما قال أحد
      ابني آدم لأخيه فيما روى القرآن الكريم "لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك، اني
      اخاف الله رب العالمين" فنحن نخشى الله كهذه الخشية، ولكنا من أجل هذه الخشية نفسها نلقي سيف الباغي
      بسيف مثله كرامة للحق الذي امرنا الله بحفظه وفداء في سبيله.

      وليس باعثًا على جهاد الخطر اليهودي ونحوه حيث جاهر بالقتال أو الفتنة هو الشعور الديني أو القومي
      فحسب، بل هو الشعور بالمسؤولية الاخلاقية الانسانية، وليس سندنا هنا هو مجرد الاخلاق الاجتماعية التي
      نستمدها من المجتمع في بقعة في زمن محدود، بل شعورنا بالمجتمع الاوسع الي يشمل الانسانية في جميع
      الإعصار والأمصار، ثم ينداح هذا الشعور حتى يلتقي بجذور الوجود متضامنا مع كل ذي عقل وإرادة أو كل
      ذي مسؤولية فيه بقدرة من القوة والأمانة.
      فهو شعور لا تنحصر تبعته أمام فرد ولا طائفة ولا امة ولا مجموع الأمم على اختلاف الأزمنة والأمكنة، بل
      يتناول الكون كله جملة بسماواته واراضيه، وما وراء ذلك من قوى مدبرة له ومدبرة معه ومدبرة به. ومن
      معان هي ألطف من أن يحيط بها الا الله، واظهر من أن لا يتأثر بها حي ولا جماد وان جهلها غاية الجهل.
      واذا كان المرجع القريب لهذا الشعور هو المجتمع الذي يحيط بنا في اصغر صورة ثم اكبرها فمرجعه البعيد
      هو الضمير الذي امتلأ بتاضمنه مع الكون كله في كماله ونقصه وقوته وضعفه.
      وبهذا القسطاس الاخلاقي الكوني أدين نفسي وأدين غيري في الوجود، وازن كل ما فيه من أعمال وقيم ومذاهب، ومن كان يحس
      بتضامنه هكذا مع الكون كله لم يحس بالوحشة ولو تخلى عنه كل البشر، ولا وحشة مع انس الضمير بهذا التضامن الابدي.
      الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

      تعليق


      • #4
        خطاب إلى العرب:

        وكل هذا لا يحملنا على الاستخفاف والتهاون امام الخطر اليهودي الذي وضحناه في الفقرة السابقة. فنحن لا
        نستبعد قيام دولة إسرائيل في فلسطين كلها إذا لم يتنبه العرب إليها ويحطموها قريبًا وقد تنجح في
        بسط سلطانها على ما هو أوسع. ولكننا نعتقد أن قيامها منوط بتهاون العرب وببقاء سيطرة الأجانب على
        الشرق الأوسط ولولا هذا لقضي على إسرائيل في بضعة أيام.
        فاسرائيل قائمة على أن نعاونها ويبقى الأجانب في اقطارنا.
        ثم ان الموازنة بين قوة العرب وقوة اليهود لا توحي باليأس، ما دام العرب قادرين على التخلص من نفوذ
        المستعمرين بينهم ومقاطعة اسرائيل، ونعتقد أن المعركة الجديدة الحاسمة لم تبدأ بعد. ولم تبذل بلاد الشرق
        الأوسط لا سيما العربية كل وسعها. وليس المهم في الصراع كما قال تشرشل كسب المعارك بل كسب
        الحرب. والدول العربية لا يمكن أن تتحطم من قوة خارجية الا بعد أن يتصدع بنيانها داخليًا. فليجدد العرب
        بنيانهم الداخلي، ولينقوا أوطانهم من العناصر المتطفلة عليهم، وليحفظوا أنفسهم من الأدناس. فطالما كانوا
        كذلك فهم بخير، ولا محل إزاء ذلك للتشاؤم. ولا يهم توحيد الأقطار العربية شكلا تحت حكم واحد. بل
        حسبهم ان تكون كل دولة قوية في ذاتها، بثروتها وجهود ابنائها وقوة عقولها وأخلاقها، ولو لم تتحد مع
        غيرها في الحكم.
        أن الجسم القوي لا تقتله الأمراض وان أوهنته، فليقو كل منا جسمه مع الحذر من التعرض للأوبئة دون
        ضرورة، وليحفظه سليمًا. ولست انصح العرب نصحية نيتشه "عش في خطر"لأن الخطر يتخلل صفوفهم
        ويحيط بهم من كل جانب. فهم يعيشون فعلا في خطر من شهوات أنفسهم ومن أعدائهم ولكني أنصح لهم أن
        يدركوا الخطر الذي يعيشون فيه، لا سيما جانبه الداخلي في سرعة وحزم. وليغيروا ما بأنفسهم حتى يغير
        الله ما بهم، فيبعدوا الخطر عن أنفسهم قبل فوات الأوان.

        أيها العربي، أصلح أولا نفسك ينصلح من حولك كل شيء، "والعصر إن الإنسان لفي خسر. الا الذين آمنوا
        وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر".
        الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

        تعليق


        • #5
          أدرك تماما أن ما في أحد راح يتجرأ يضع رد في هذا الموضوع تحديدا !!
          وأدرك تماما ما يحمله الكتاب من مسؤولية تقع على عاتق من يقرأه
          ومن عجالتي نسيت أن أدعو للمترجم رحمة الله وأسكنه فسيح جناته (محمد خليفة التونسي)

          ربما تستغربون مدى التوافق ومن يحب أن يتأكد فالترجمة نقل أمين عن الطبعة الخامسة الموجودة في المتحف البريطاني
          أنا لم أقرأ الكتاب الا من فترة شهر تقريبا(ما ذكرته سابقا بناء على حدس وتأكد بعثوري على النسخة الالكترونية المترجمة للعربية)

          سأتوقف عن البدء بوضع البرتوكولات قليلا فهناك شئ مدهش أريد أن تعرفونه وهو ما سيؤكد أيضا ما جاء في البروتوكولات
          الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

          تعليق


          • #6
            هذا ما جاء في كتاب سرجي عن البروتوكولات

            البرتوكول الأول:

            سنكون صرحاء، ونناقش دلالة كل تأمل، ونصل إلى شروح وافية بالمقارنة والاستنباط، وعلى هذا المنهج
            .(وهذا هو التعريف اليهودي لكل الأمميين) Goys سأعرض فكرة سياستنا وسياسة الجوييم
            يجب أن يلاحظ أن ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر عددًا من ذوي الطبائع النبيلة. واذن خير النتائج في
            . كل إنسان يسعى إلى حكم العالم ما ينتزع بالعنف والارهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية
            القوة، وكل واحد يريد أن يصير دكتاتورًا، على أن يكون ذلك في استطاعته. وما أندر من لا ينزعون إلى
            اهدار مصالح غيرهم توصلا الى أغراضهم الشخصية. مذ كبح الوحوش المفترسة التي نسميها الناس عن
            الافتراس؟ وماذا حكمها حتى الآن ؟ لقد خضعوا في الطور الأول من الحياة الاجتماعية للقوة الوحشية
            العمياء، ثم خضعوا للقانون، وما القانون في الحقيقة الا هذه القوة ذاتها مقنعة فحسب. وهذا يتبدى بنا إلى
            تقرير أن قانون الطبيعة هو: الحق يكمن في القوة.

            ان الحرية السياسية ليست حقيقة، بل فكرة. ويجب أن يعرف الانسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون
            ضرورية، فيتخذها طعمًا لجذب العامة إلى صفه، إذا كان قد قرر أن ينتزع سلطة منافس له. وتكون المشكلة
            ، التي تسمى التحررية FREEDOM يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوءًا بأفكار الحرية
            ومن أجل هذه الفكرة يتخلى عن بعض سلطته.

            وبهذا سيصير انتصار فكرتنا واضحًا، فإن أزمة الحكومة المتروكة خضوعًا لقانون الحياة ستقبض عليها يد
            جديدة. وما على الحكومة الجديدة الا أن تحل محلا القديمة التي أضعفتها التحررية، لأن قوة الجمهور العمياء
            لا تستطيع البقاء يومًا واحدًا بلا قائد.
            ولقد مضى الزمن الذي كانت الديانة فيه هي Fiberal لقد طغت سلطة الذهب على الحكام المتحررين
            الحاكمة، وان فكرة الحرية لا يمكن أن تتحقق، إذ ما من أحد يستطيع استعمالها استعمالا سديدًا.
            يكفي ان يعطي الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة، لكي يصير هذا الشعب رعايا بلا تمييز، ومنذ تلك اللحظة
            تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم، فتصير معارك اجتماعية، وتندلع النيران في الدول
            ويزول أثرها كل الزوال. وسواء انهكت الدول الهزاهز الداخلية أم اسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو
            خارجي، فانها في كلتا الحالتين تعد قد خربت نهائيًا كل الخراب وستقع في قبضتنا. وان الاستبداد المالي
            والمال كله في ايدينا سيمد الى الدولة عودًا لا مفر لها من التعلق به، لأنها إذا لم تفعل ذلك ستغرق
            في اللجة لا محالة.

            ومن يكن متأثرًا ببواعث التحررية فتخالجه الاشارة إلى ان بحوثًا من هذا النمط منافية للاخلاق، فسأسأله
            هذا السؤال: لماذا لا يكون منافيًا للاخلاق لدى دولة يتهددها عدوان: احدهما خارجي، والآخر داخلي ان
            تستخدم وسائل دفاعية ضد الأول تختلف عن وسائلها الدفاعية ضد الآخر، وان تضع خطط دفاع سرية، وان
            تهاجمه في الليل أو بقوات أعظم؟.
            ولماذا يكون منافيًا للاخلاق لدى هذه الدولة أن تستخدم هذه الوسائل ضد من يحطم أسس حياتها وأسس
            سعادتها؟.
            هل يستطيع عقل منطقي سليم أن يأمل في حكم الغوغاء حكمًا ناجحًا باستعمال المناقشات والمجالات، مع أنه
            يمكن مناقضة مثل هذه المناقشات والمجادلات بمناقشات أخرى، وربما تكون المناقشات الأخرى مضحكة
            غير انها تعرض في صورة تجعلها أكثر اغراء في الأمة لجمهرتها العاجزة عن التفكير العميق، والهائمة
            . وراء عواطفها التافهة وعاداتها وعرفها ونظرياتها العاطفية
            ان الجمهور الغر الغبي، ومن ارتفعوا من بينه، لينغمسون في خلافات حزبية تعوق كل امكان للاتفاق ولو
            على المناقشات الصحيحة، وان كان كل قرار للجمهور يتوقف على مجرد فرصة، أو أغلبية ملفقة تجيز
            لجهلها بالاسرار السياسية حلولا سخيفة فتبرز بذور الفوضى في الحكومة.

            ان السياسة لا تتفق مع الاخلاق في شيء. والحاكم المفيد بالاخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ
            على عرشه لابد لطالب الحكم من الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الانسانية العظيمة من الاخلاص، والأمانة
            تصير رذائل في السياسة، وأنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم مما يبلغه ألد الخصوم. هذه الصفات لابد أن
            تكون هي خصال البلاد الأممية (غير اليهودية) ولكننا غير مضطرين إلى أن نقتدي بهم على الدوام.
            ان حقنا يكمن في القوة. وكلمة "الحق" فكرة مجردة قائمة على غير أساس فهي كلمة لا تدل على أكثر من
            "اعطني ما أريد لتمكنني من أن أبرهن لك بهذا على أني أقوى منك".
            أين يبدأ الحق واين ينتهي؟ أي دولة يساء تنظيم قوتها، وتنتكس فيها هيبة القانون وتصير شخصية الحاكم
            بتراء عقيمة من جراء الاعتداءات التحررية المستعمرة فاني اتخذ لنفسي فيها خطأ جديدًا للهجوم،
            مستفيدًا بحق القوة لتحطيم كيان القواعد والنظم القائمة، والامساك بالقوانين واعادة تنظيم الهيئات جميعًا.
            . وبذلك أصير دكتاتورًا على أولئك الذين تخلوا بمحض رغبتهم عن قوتهم، وأنعموا بها علينا
            وفي هذه الأحوال الحاضرة المضطربة لقوى المجتمع ستكون قوتنا أشد من أي قوة أخرى، لأنها ستكون
            مستورة حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغًا لا تستطيع معه أن تنسعها أي خطة ماكرة.
            ومن خلال الفساد الحالي الذي نلجأ إليه مكرهين ستظهر فائدة حكم حازم يعيد إلى بناء الحياة الطبيعية نظامه
            . الذي حطمته التحررية
            ان الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير واخلاقي بقدر ما نلتفت
            . إلى ما هو ضروري ومفيد

            وما كنا لننحرف عن هذا الخط وبين أيدينا خطة عليها خط استراتيجي
            ماضين في تحطيم عمل قرون.
            ان من يريد انفاذ خطة عمل تناسبه يجب ان يستحضر في ذهنه حقارة الجمهور وتقلبه، وحاجته إلى الاستقرار،
            وعجزه عن أن يفهم ويقدر ظروف عيشته وسعادته. وعليه أن يفهم أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل
            المميز، وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال.إذ قاد الأعمى أعمى مثله فيسقطان معًا في الهاوية. وأفراد
            الجمهور الذين امتازوا من بين الهيئات ولو كانوا عباقر لا يستطيعون أن يقودوا هيئاتهم كزعماء دون
            أن يحطموا الأمة.
            ما من أحد يستطيع ان يقرأ الكلمات المركبة من الحروف السياسية الا نشأ تنشئة للملك الأوتوقراطي
            وان الشعب المتروك لنفسه أي للممتازين من الهيئات ، لتحطمه الخلافات الحزبية التي
            تنشأ من التهالك على القوة والأمجاد، وتخلق الهزاهز والفتن والاضطراب.

            هل في وسع الجمهور أن يميز بهدوء ودون ما تحاسد، كي يدبر أمور الدولة التي يجب أن لا تقحم معها
            الأهواء الشخصية؟ وهل يستطيع أن يكون وقاية ضد عدو أجنبي؟ هذا مجال، ان خطة مجزأة أجزاء كثيرة
            بعدد ما في أفراد الجمهور من عقول لهي خطة ضائعة القيمة، فهي لذلك غير معقولة، ولا قابلة للتنفيذ: أن الأوتوقراطي
            وحده هو الذي يستطيع أن يرسم خططًا واسعة، وان يعهد بجزء معين لكل عضو في بنية الجهاز الحكومي
            ومن هنا نستنبط أن ما يحقق سعادة البلاد هو أن تكون حكومتها في قبضة
            شخص واحد مسؤول. وبغير الاستبداد المطلق لا يمكن أن تقوم حضارة، لأن الحضارة لا يمكن أن تروج
            وتزدهر الا تحت رعاية الحاكم كائنًا من كان، لا بين أيدي الجماهير.
            ان الجمهور بربري، وتصرفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما أن يضمن الرعاع الحرية، حتى
            يمسخوها سريعًا فوضى، والفوضى في ذاتها قمة البربرية.

            وحسبكم فانظروا إلى هذه الحيوانات المخمورة التي أفسدها الشراب، وان كان لينتظر
            لها من وراء الحرية منافع لا حصر لها، فهل نسمح لأنفسنا وابناء جنسنا بمثل ما يفعلون؟.
            والمجون المبكر ومن المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر، وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات
            الذين اغراهم به وكلاؤنا ومعلمونا، وخدمنا، وقهرماناتنا في البيوتات الغنية وكتبتنا
            اليهم، ونساؤنا في أماكن لهوهم واليهن أضيف من يسمين "نساء المجتمع" والرغبات من زملائهم في
            الفساد والترف.
            يجب أن يكون شعارنا كل "وسائل العنف والخديعة".
            ان القوة المحضة هي المنتصرة في السياسية، وبخاصة إذا كانت مقنعة بالألمعية اللازمة لرجال الدولة. يجب
            أن يكون العنف هو الأساس. ويتحتم أن يكون ماكرًا خداعًا حكم تلك الحكومات التي تأبى أن تداس تيجانها
            قوة جديدة. ان هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير.
            ولذلك يتحتم الا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا.
            وفي السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة.
            ان دولتنا متبعة طريق الفتوح السلمية لها الحق في أن تستبدل بأهوال الحرب أحكام الاعدام، وهي أقل
            ظهورًا واكثر تأثيرًا، وانها لضرورة لتعزيز الفرع الذي يولد الطاعة العمياء. أن العنف الحقود وحده هو
            العامل الرئيسي في قوة العدالة . فيجب أن نتمسك بخطة العنف والخديعة لا من أجل المصلحة فحسب، بل
            من أجل الواجب والنصر أيضًا.
            ان مبادئنا في مثل قوة وسائلنا التي نعدها لتنفيذها، وسوف ننتصر ونستعبد الحكومات جميعًا تحت حكومتنا
            العليا لا بهذه الوسائل فحسب بل بصرامة عقائدنا أيضًا، وحسبنا ان يعرف عنا أننا صارمون في كبح كل
            . تمرد

            كذلك كنا قديمًا أول من صاح في الناس "الحرية والمساواة والاخاء " كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين
            ببغاوات جاهلة متجمهرة منكل مكان حول هذه الشعائر، وقد حرمت بترددها العالم من نجاحه، وحرمت الفرد
            من حريته الشخصية الحقيقية التي كانت من قبل في حمى يحفظها من أن يخنقها السفلة.
            أن أدعياء الحكمة والذكاء من الأمميين (غير اليهود) لم يتبينوا كيف كانت عواقب الكلمات التي يلوكونها، ولم
            يلاحظوا كيف يقل الاتفاق بين بعضها وبعض، وقد يناقض بعضها بعضًا . أنهم لم يروا أنه لا مساواة في
            الطبيعة، وأن الطبيعة قد خلقت أنماطًا غير متساوية في العقل والشخصية والأخلاق والطاقة. وكذلك في
            مطاوعة قوانين الطبيعة . ان أدعياء الحكمة هؤلاء لم يكهنوا ويتنبئوا أن الرعاع قوة عمياء، وان المتميزين
            المختارين حكامًا من وسطهم عميان مثلهم في السياسة. فإن المرء المقدور له أن يكون حاكمًا ولو كان
            أحمق يستطيع أن يحكم، ولكن المرء غير المقدور له ذلك ولو كان عبقريًا أن يفهم شيئًا في
            السياسية. وكل هذا كان بعيدًا عن نظر الامميين مع ان الحكم الوراثي قائم على هذا الأساس. فقد اعتاد الاب
            ان يفقه الابن في معنى التطورات السياسية وفي مجراها بأسلوب ليس لأحد غير اعضاء الأسرة المالكة ان
            يعرفه وما استطاع أحد أن يفشي الاسرار للشعب المحكوم . وفي وقت من الاوقات كان معنى التعليمات
            السياسية كما تورثت من جيل إلى جيل مفقودًا. وقد اعان هذا الفقد على نجاح أغراضنا.
            ان صحيتنا "المساواة والاخاء" قد جلبت إلى صفوفنا فرقًا كاملة من زوايا العالم الأربع عن طريق وكلائنا
            المغفلين، وقد حملت هذه الفرق ألويتنا في نشوة، بينما كانت هذه الكلمات مثل كثير من الديدان تلتهم
            سعادة المسيحيين، وتحطم سلامهم واستقرارهم، ووحدتهم، مدمرة بذلك أسس الدول. وقد جلب هذا العمل
            النصر لنا كما سنرى بعد، فانه مكننا بين أشياء أخرى من لعب دور الآساس في اوراق اللعب الغالبة، أي
            محق الامتيازات، وبتعبير آخر مكننا من سحق كيان الارستقراطية 80 الأممية (غير اليهودية) التي كانت
            الحماية الوحيدة للبلاد ضدنا.

            لقد اقمنا على اطلال الارستقراطية الطبيعية والوراثية ارستقراطية من عندنا على اساس بلوقراطي
            وعلى العلم الذي يروجه علماؤنا ولقد عاد النصر ايسر في الواقع، فاننا من خلال
            صلاتنا بالناس الذين لا غنى لنا عنهم ولقد اقمنا الارستقراطية الجديدة على الثروة التي نتسلط عليها كنا دائمًا
            نحرك أشد اجزاء العقل الانساني احساسًا، أي نستثير مرض ضحايانا من أجل المنافع، وشرهم ونهمهم،
            والحاجات المادية للانسانية وكل واحد من هذه الأمراض يستطيع وحده مستقلا بنفسه ان يحطم طليعة
            الشعب وبذلك نضع قوة ارادة الشعب تحت رحمة اولئك الذين سيجردونه من قوة طليعته.
            ان تجرد كلمة "الحرية" جعلها قادرة على اقناع الرعاع بأن الحكومة ليست شيئًا آخر غير مدير ينوب عن
            المالك الذي هو الأمة، وان في المستطاع خلعها كقفازين باليدين. وان الثقة بأن ممثلي الأمة يمكن عزلهم قد
            اسلمت ممثليهم لسلطاننا، وجعلت تعيينهم عمليًا في أيدينا.
            التعديل الأخير تم بواسطة HIND; الساعة 17-01-2012, 11:38 PM.
            الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

            تعليق


            • #7
              البرتوكول الثاني:

              يلزم لغرضنا أن لا تحدث أي تغييرات أقليمية عقب الحروب، فبدون التعديلات الإقليمية ستتحول الحروب
              إلى سباق اقتصادي، وعندئذ تتبين الأمم تفوقنا في المساعدة التي سنقدمها، وان اطراد الأمور هكذا سيضع
              الجانبين كليهما تحت رحمة وكلائنا الدوليين ذوي ملايين العيون الذين يملكون وسائل غير محدودة على
              الإطلاق. وعندئذ ستكتسح حقوقنا الدولية كل قوانين العالم، وسنحكم البلاد بالأسلوب ذاته الذي تحكم به
              الحكومات الفردية رعاياها.

              وسنختار من بين العامة رؤساء اداريين ممن لهم ميول العبيد، ولن يكونوا مدربين على فن الحكم، ولذلك
              سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا في أيدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا
              خصيصًا على حكم العالم منذ الطفولة الباكرة. وهؤلاء الرجال كما علمتهم من قبل قد درسوا علم الحكم
              من خططنا السياسية، ومن تجربة التاريخ، ومن ملاحظة الأحداث الجارية. والأمميون (غير اليهود) لا
              ينتفعون بالملاحظات التاريخية المستمرة بل يتبعون نسقًا نظريًا من غير تفكير فيما يمكن أن تكون نتائجه.
              ومن أجل ذلك لسنا في حاجة إلى أن نقيم للأميين وزنًا.
              دعوهم يتمتعوا ويفرحوا بأنفسهم حتى يلاقوا يومهم، أو دعوهم يعيشوا في أحلامهم بملذات وملاه جديدة، أو
              يعيشوا في ذكرياتهم للأحلام الماضية. دعوهم يعتقدوا أن هذه القوانين النظرية التي اوحينا اليهم بها انما لها
              القدر الأسمى من اجلهم. وبتقييد انظارهم إلى هذا الموضوع، وبمساعدة صحافتنا نزيد ثقتهم العمياء بهذه
              القوانين زيادة مطردة. ان الطبقات المتعلمة ستختال زهوًا أمام أنفسها بعلمها، وستأخذ جزافًا في مزالة
              المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدمه إليها وكلاؤنا رغبة في تربية عقولنا حسب الاتجاه الذي توخيناه.
              لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء. ولاحظوا هنا ان نجاح دارون و ماركس ونيتشه
              قد رتبناه من قبل. والأمر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي
              (غير اليهودي) سيكون واضحًا لنا على التأكيد. ولكي نتجنب ارتكاب الأخطاء في سياستنا وعملنا الاداري،
              يتحتم علينا أن ندرس ونعي في أذهاننا الخط الحالي من الرأي، وهو اخلاق الأمة وميولها. ونجاح نظريتنا
              هو في موافقتها لأمزجة الأمم التي نتصل بها، وهي لا يمكن أن تكون ناجحة إذا كانت ممارستها العملية غير
              مؤسسة على تجربة الماضي مقترنة بملاحظات الحاضر.

              ان الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس. فالصحافة
              تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوي الشاكين، وتولد الضجر احيانًا بين الغوغاء. وان تحقيق حرية
              الكلام قد ولد في الصحافة، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة، فسقطت
              في أيدينا، ومن خلال الصحافة احرزنا نفوذًا، وبقينا نحن وراء الستار، وبفضل الصحافة كدسنا الذهب، ولو
              أن ذلك كلفنا أنهارًا من الدم. فقد كلفنا التضحية بكثير من جنسنا، ولكن كل تضحية من جانبنا تعادل آلافًا من
              الأمميين (غير اليهود) أمام الله.
              الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

              تعليق


              • #8
                مـــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــ ــابـــــــــــعـــــة بصمت ....
                إذا انْفَلَتَتْ مِنِّي جَوَادٌ كَرِيمَةٌ
                وَثَبْتُ فَلَمْ أُخْطِىءْ عِنَانَ جَوَادِي



                عفوك ربي

                تعليق


                • #9
                  البرتوكول الثالث:

                  أستطيع اليوم أن أؤكد لكم أننا على مدى خطوات قليلة من هدفنا، ولم تبق الا مسافة قصيرة كي تتم الأفعى Sympolic Serpeni
                  شعار شعبنا دورتها ، وحينما تغلق هذه الدائرة ستكون كل دول أوروبا محصورة فيها بأغلال لا تكسر.
                  ان كل الموازين البنائية القائمة ستنهار سريعًا، لأننا على الدوام نفقدها توازنها كي نبليها بسرعة أكثر،
                  ونمحق كفايتها.
                  لقد ظن الأمميون أن هذه الموازين، قد صنعت ولها من القوة ما يكفي، وتوقعوا منها أن تزن الأمور بدقة،
                  ولكن القوامين عليها أي رؤساء الدول كما يقال مرتبكون بخدمهم الذين لا فائدة لهم منهم، مقودون كما
                  هي عادتهم بقوتهم المطلقة على المكيدة والدس بفضل المخاوف السائدة في القصور.
                  والملك لم تكن له سبل الا قلوب رعاياه، ولهذا لم يستطع أن يحصن نفسه ضد مدبري المكايد والدسائس
                  الطامحين إلى القوة. وقد فصلنا القوة المراقبة عن قوة الجمهور العمياء، فقدت القوتان معًا أهميتهما، لأنهما
                  حين انفصلتا صارتا كأعمى فقد عصاه. ولكي نغري الطامحين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم
                  وضعنا القوي: كل واحدة منها ضد غيرها، بأن شجعنا ميولهم التحررية نحو الاستقلال، وقد شجعنا كل
                  مشروع في هذا الاتجاه ووضعنا أسلحة في أيدي كل الأحزاب وجعلنا السلطة هدف كل طموح إلى الرفعة.
                  وقد أقمنا ميادين تشتجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط ولا التزامات. وسرعان ما ستنطلق الفوضى،
                  وسيظهر الإفلاس في كل مكان.
                  لقد مسخ الثرثارون الوقحاء المجالس البرلمانية والادارية مجالس جدلية. والصحفيون الجريئون، وكتاب النشرات
                  الجسورون يهاجمون القوى الادارية هجومًا مستمرًا. وسوف يهييء سوءاستعمال السلطة تفتت كل الهيئات
                  لا محالة، وسينهار كل شيء صريعًا تحت ضربات الشعب الهائج.

                  ان الناس مستعبدون في عرق جباههم للفقر بأسلوب أفظع من قوانين رق الأرض. فمن هذا الرق يستطيعون
                  أن يحرروا أنفسهم بطريقة أو بأخرى، على أنه لا شيء يحررهم من طغيان الفقر المطبق. ولقد حرصنا على
                  أن نقحم حقوقًا للهيئات خيالية محضة، فإن كل ما يسمى "حقوق البشر لا وجود له الا في المثل التي لا
                  يمكن تطبيقها عمليًا. ماذا يفيد عاملا أجيرًا قد حنى العمل الشاق ظهره، وضاق بحظه ان نجد ثرثار حق
                  الكلام، أو يجد صحفي حق نشر أي نوع من التفاهات؟ ماذا ينفع الدستور العمال الاجراء اذا هم لم يظفروا
                  منه بفائدة غير الفضلات التي نطرحها اليهم من موائدنا جزاء اصواتهم لانتخاب وكلائنا؟.
                  ان الحقوق الشعبية سخرية من الفقير، فإن ضرورات العمل اليومي تقعد به عن الظفر بأي فائدة على شاكلة
                  هذه الحقوق، وكلما لها هو أن تنأى به عن الأجور المحدودة المستمرة، وتجعله يعتمد على الاضرابات
                  والمخدومين والزملاء.
                  وتحت حمايتنا أباد الرعاع الأرستقراطية التي عضدت الناس وحميتهم لأجل منفعتهم، وهذه المنفعة لا تنفصل
                  عن سعادة الشعب، والان يقع الشعب بعد أن حطم امتيازات الارستقراطية تحت نير الماكرين من المستغلين
                  والأغنياء المحدثين.
                  اننا نقصد أن نظهر كما لو كنا المحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا
                  بطبقات جيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين. ونحن على الدوام نتبنى الشيوعية ونحتضنها
                  متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعًا لمبدأ الأخوة والمصلحة العامة للانسانية،وهذا ما تبشر به الماسونية
                  . الاجتماعية
                  ان الارستقراطية التي تقاسم الطبقات العاملة عملها قد أفادا أن هذه الطبقات العاملة طيبة الغذاء جيدة
                  الصحة قوية الأجسام، غير أن فائدتنا نحن في ذبول الأمميين وضعفهم. وان قوتنا تكمن في أن يبقى العامل
                  في فقر ومرض دائمين، لأننا بذلك نستبقيه عبدًا لارادتنا، ولن يجد فيمن يحيطون به قوة ولا عزمًا للوقوف
                  ضدنا. وان الجوع سيخول رأس المال حقوقًا على العامل أكثر مما تستطيع سلطة الحاكم الشرعية أن تخول
                  . الأرستقراطية من الحقوق
                  ونحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها الضيق والفقر، وهذه المشاعر هي
                  . وسائلنا التي نكتسح بها بعيدًا كل من يصدوننا عن سبيلنا
                  وحينما يأتي أوان تتويج حاكمنا العالمي سنتمسك بهذه الوسائل نفسها، أي نستغل الغوغاء كيما نحطم كل
                  شيء قد يثبت أنه عقبة في طريقنا.

                  لم يعد الأمميون قادرين على التفكير في مسائل العلم دون مساعدتنا. وهذا هو السبب في أنهم لا يحققون
                  الضرورة الحيوية لأشياء معينة سوف نحتفظ بها حين تبلغ ساعتنا أجلها، أعني أن الصواب وحده بين كل
                  العلوم وأعظمها قدرًا هو ما يجب أن يعلم في المدارس، وذلك هو علم حياة الانسان والأحوال الاجتماعية،
                  وكلاهما يستلزم تقسيم العمل، ثم تصنيف الناس فئات وطبقات. وانه لحتم لازم أن يعرف كل إنسان فيما بعد
                  أن المساواة الحقة لا يمكن أن توجد. ومنشأ ذلك اختلاف طبقات أنواع العمل المتباينة. وان من يعملون
                  بأسلوب يضر فئة كاملة لا بد أن تقع عليهم مسؤولية تختلف أمام القانون عن المسؤولية التي تقع على من
                  يرتكبون جريمة لا تؤثر الا في شرفهم الشخصي فحسب.

                  ان علم الأحوال الاجتماعية الصحيح الذي لا نسلم أسراره للأمميين سيقنع العالم أن الحرف والأشغال يجب
                  أن تحصر في فئات خاصة كي لا تسبب متاعب انسانية تنشأ عن تعليم لا يساير العمل الذي يدعي الأفراد
                  إلى القيام به. واذا ما درس الناس هذا العلم فسيخضعون بمحض ارادتهم للقوى الحاكمة وهيئات الحكومة
                  التي رتبتها. وفي ظل الأحوال الحاضرة للجمهور والمنهج الذي سمحنا له بانتباه يؤمن الجمهور في جهله
                  ايمانًا اعمى بالكلمات المطبوعة وبالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب، وهو يحمل البغضاء لكل
                  الطبقات التي يظن أنها أعلى منه، لانه لا يفهم أهميه كل فئة. وان هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث
                  تكون الأزمات الاقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا، وبمساعدة الذهب الذي هو كله في
                  أيدينا. وسنقذف دفعة واحدة إلى الشوارع بجموع جرارة من العمال في أوروبا، ولسوف تقذف هذه الكتل
                  عندئذ بأنفسها الينا في ابتهاج، وتسفك دماء اولئك الذين تحسدهم لغفلتهما منذ الطفولة، وستكون قادرة
                  يومئذ على انتهاب ما لهم من أملاك. انها لن تستطيع ان تضرنا، ولأن لحظة الهجوم ستكون معروفة لدينا،
                  وسنتخذ الاحتياطات لحماية مصالحنا.

                  لقد اقنعنا الأمميين بأن مذهب التحررية سيؤدي بهم إلى مملكة العقل وسيكون استبدادنا من هذه الطبيعة لانه
                  سيكون في مقام يقمع كل الثورات ويستأصل بالعنف اللازم كل فكرة تحررية من كل الهيئات.
                  حينما لاحظ الجمهور أنه قد اعطى كل أنواع الحقوق باسم التحرر تصور نفسه أنه السيد، وحاول أن يفرض
                  القوة. وأن الجمهور مثله مثل كل أعمى آخر قد صادف بالضرورة عقبات لا تحصى، ولأنه لم يرغب في
                  الرجوع إلى المنهج السابق وضع عندئذ قوته تحت أقدامنا.
                  تذكروا الثورة الفرنسية التي نسميها "الكبرى" ان اسرار تنظيمها التمهيدي معروفة لنا جيدًا لأنها من صنع
                  أيدينا. ونحن من ذلك الحين نقود الأمم قدمًا من خيبة إلى خيبة، حتى انهم سوف يتبرأون منا، لأجل الملك
                  الطاغية من دم صهيون، وهو المالك الذي نعده لحكم العالم. ونحن الآن كقوة دولية فوق المتناول، لأنه
                  لو هاجمتنا احدى الحكومات الأممية لقامت بنصرنا اخريات. إن المسيحيين من الناس في خستهم الفاحشة
                  ليساعدوننا على استقلالنا حينما يخرون راكعين امام القوة، وحينما لا يرثون للضعيف، ولا يرحمون في
                  معالجة الاخطاء، ويتساهلون مع الجرائم، وحينما يرفضون أن يتبينوا متناقضات الحرية، وحينما يكونون
                  صابرين إلى درجة الاستشهاد في تحمل قسوة الاستبداد الفاجر.
                  إنهم على أيدي دكتاتورييهم الحاليين من رؤساء وزراء ووزراء ليتحملون اساءات كانوا يقتلون من
                  أجل اصغرها فكيف بيان هذه المسائل؟ ولماذا تكون الجماعات غير منطقية على هذا النحو في
                  نظرها إلى الحوادث؟ السبب هوان المستبدين يقنعون الناس على ايدي وكلائهم بأنهم إذا اساؤوا استعمال
                  سلطتهم ونكبوا الدولة فما اجريت هذه النكبة الا لحكمة سامية، أي التوصل إلى النجاح من اجل الشعب، ومن
                  أجل الاخاء والوحدة والمساواة الدولية.
                  ومن المؤكد أنهم لا يقولون لهم: ان هذا الاتحاد لا يمكن بلوغه الا تحت حكمنا فحسب، ولهذا نرى الشعب
                  يتهم البريء، ويبريء المجرم، مقتنعًا بأنه يستطيع دائمًا ان يفعل ما يشاء. وينشأ عن هذه الحالة العقلية ان
                  الرعاع يحطمون كل تماسك، ويخلقون الفوضى في كل ثنية وكل ركن.
                  ان كلمة "الحرية" تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى حتى قوة الطبيعة وقوة الله. وذلك هو السبب في انه
                  يجب علينا حين نستحوذ على السلطة ان نمحق كلمة الحرية من معجم الانسانية باعتبار انها رمز القوة
                  الوحشية الذي يمسخ الشعب حيوانات متعطشة إلى الدماء. ولكن يجب ان نركز في عقولنا ان هذه الحيوانات
                  تستغرق في النوم حينما تشبع من الدم، وفي تلك اللحظة يكون يسيرًا علينا ان نسخرها وان نستعبدها. وهذه
                  الحيوانات إذا لم تعط الدم فلن تنام، بل سيقاتل بعضها بعضًا.
                  الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

                  تعليق


                  • #10
                    البروتوكول الرابع:

                    كل جمهورية تمر خلال مراحل متنوعة: أولاها فترة الايام الأولى لثورة العميان التي تكتسح وتخرب ذات
                    اليمين وذات الشمال. والثانية هي حكم الغوغاء الذي يؤدي إلى الفوضى، ويسبب الاستبداد. ان هذا الاستبداد
                    من الناحية الرسمية غير شرعي، فهو لذلك غير مسؤول. وانه خفي محجوب عن الانظار ولكنه مع ذلك
                    يترك نفسه محسوسًا به. وهو على العموم تصرف منظمة سرية تعمل خلف بعض الوكلاء، ولذلك سيكون
                    أعظم جبروتًا وجسارة. وهذه القوة السرية لن تفكر في تغير وكلائها الذين تتخذهم ستارًا، وهذه التغييرات قد
                    تساعد المنظمة التي ستكون كذلك قادرة على تخليص نفسها من خدمها القدماء الذين سيكون من الضروري
                    عندئذ منحهم مكافآت أكبر جزاء خدمتهم الطويلة.
                    من ذا وماذا يستطيع ان يخلع فوة خفية عن عرشها؟ هذا هو بالضبط ما عليه حكومتنا الآن. ان المحفل
                    الماسوني المنتشر في كل انحاء العالم ليعمل في غفلة كقناع لأغراضنا.ولكن الفائدة التي نحن دائبون على
                    تحقيقها من هذه القوة في خطة عملنا وفي مركز قيادتنا ما تزال على الدوام غير معروفة للعالم كثيرًا.

                    يمكن الا يكون للحرية ضرر، وأن نقوم في الحكومات والبلدان من غير أن تكون ضارة بسعادة الناس، لو ان
                    الحرية كانت مؤسسة على العقيدة وخشية الله، وعلى الأخوة والانسانية، نقية من افكار المساواة التي هي
                    مناقضة مباشرة لقوانين الخلق. والتي فرضت التسليم. أن الناس محكومين بمثل هذا الايمان
                    سيكونون موضوعين تحت حماية كنائسهم (هيئاتهم الدينية) وسيعيشون في هدوء واطمئنان وثقة تحت
                    ارشاد أئمتهم الروحيين، وسيخضعون لمشية الله على الأرض. وهذا هو السبب الذي يحتم علينا أن ننتزع
                    فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين، ،ان نضع مكانها عمليات حسابية وضرورية مادية. ثم لكي نحول عقول
                    المسيحيين عن سياستنا سيكون حتمًا علينا ان نبقيهم منهمكين في الصناعة والتجارة، وهكذا ستنصرف كل
                    الأمم إلى مصالحها، ولن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوها المشترك. ولكن لكي تزلزل الحرية حياة
                    الأميين الاجتماعية زلزالا، وتدمرها تدميرًا يجب علينا أن نضع التجارة على اساس المضاربة.
                    وستكون نتيجة هذا أن خيرات الأرض المستخلصة بالاستثمار لن تستقر في أيدي الأمميين (غير اليهود) بل
                    ستعبر خلال المضاربات إلى خزائننا.

                    ان الصراع من أجل التفوق، والمضاربة في عالم الأعمال ستخلقان مجتمعًا انانيًا غليظ القلب منحل الأخلاق.
                    هذا المجمع سيصير منحلا كل الانحلال ومبغضًا أيضًا من الدين والسياسة. وستكون شهوة الذهب رائده
                    الوحيد. وسيكافح هذا المجتمع من أجل الذهب متخذًا اللذات المادية التي يستطيع أن يمده بها الذهب مذهبًا
                    أصيلا. وحينئذ ستنضم الينا الطبقات الوضعية ضد منافسينا الذين هم الممتازون من الأمميين دون احتجاج
                    بدافع نبيل، ولا رغبة في الثورات أيضًا بل تنفيسًا عن كراهيتهم المحضة للطبقات العليا.
                    الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

                    تعليق


                    • #11
                      البرتوكول الخامس:

                      ما نوع الحكومة الذي يستطيع المرء أن يعالج بها مجتمعات قد تفشت الرشوة والفساد في كل أنحائها: حيث
                      الغنى لا يتوصل إليه الا بالمفاجآت الماكرة، ووسائل التدليس، وحيث الخلافات متحكمة على الدوام،
                      والفضائل في حاجة إلى أن تعززها العقوبات والقوانين الصارمة، لا المبادئ المطاعة عن رغبة، وحيث
                      المشاعر الوطنية والدينية مستغفرة في العقائد العلمانية
                      ليست صورة الحكومة التي يمكن أن تعطاها هذه المجتمعات بحق الا صورة الاستبداد التي سأصفها لكم.

                      اننا سننظم حكومة مركزية قوية، لكي نحصل على القوى الاجتماعية لأنفسنا. وسنضبط حياة رعايانا
                      السياسية بقوانين جديدة كما لو كانوا اجزاء كثيرة جدًا في جهاز. ومثل هذه القوانين ستكبح كل حرية، وكل
                      نزعات تحررية يسمح بها الأمميون (غير اليهود)، وبذلك يعظم سلطاننا فيصير استبدادًا يبلغ من القوة أن
                      يستطيع في أي زمان وأي مكان سحق الساخطين المتمردين من غير اليهود.

                      سيقال ان نوع الاستبداد الذي أقترحه لن يناسب تقدم الحضارة الحالي، غير أني سأبرهن لكم على أن العكس
                      هو الصحيح. ان الناس حينما كانوا ينظرون إلى ملوكهم نظرهم إلى ارادة الله كانوا يخضعون في هدوء
                      لاستبداد ملوكهم. ولكن منذ اليوم الذي أوحينا فيه إلى العامة بفكرة حقوقهم الذاتية اخذوا ينظرون إلى
                      الملوك نظرهم إلى أبناء الفناء العاديين. ولقد سقطت المسحة المقدسة عن رؤوس الملوك في نظر الرعاع،
                      وحينما انتزعنا منهم عقيدتهم هذه انتقلت القوة إلى الشوارع فصارت كالملك المشارع، فاختطفناها. ثم أن
                      من بين مواهبنا الادارية التي نعدها لأنفسنا موهبة حكم الجماهير والأفراد بالنظريات المؤلفة بدهاء،
                      وبالعبارات الطنانة، وبسنن الحياة وبكل أنواع الخديعة الأخرى. كل هذه النظريات التي لا يمكن أن يفهمها
                      الأمميون أبدًا مبنية على التحليل والملاحظة ممتزجين بفهم يبلغ من براعته الا يجارينا فيه منافسونا أكثر مما
                      يستطيعون أن يجارونا في وضع خطط للأعمال السياسية والاغتصاب، وأن الجماعة المعروفة لنا لا يمكن أن
                      تنافسنا في هذه الفنون ربما تكون جماعة اليسوعيين ولكنا نجحنا في أن نجعلهم هزوًا وسخرية ،
                      في أعين الرعاع الأغبياء، وهذا مع أنها جماعة ظاهرة بينما نحن أنفسنا باقون في الخفاء محتفظون سرًا.
                      ثم ما الفرق بالنسبة للعالم بين أن يصير سيده هو رأس الكنيسة الكاثوليكية، وان يكون طاغية من دم
                      صهيون؟.

                      ولكن لا يمكن أن يكون الامران سواء بالنسبة الينا نحن "الشعب المختار" قد يتمكن الأمميون فترة من أن
                      يسوسونا ولكنا مع ذلك لسنا في حاجة إلى الخوف من أي خطر ما دمنا في أمان بفضل البذور العميقة
                      لكراهيتهم بعضهم بعضًا، وهي كراهية متأصلة لا يمكن انتزاعها.
                      لقد بذرنا الخلاف بين كل واحد وغيره في جميع أغراض الأمميين الشخصية والقومية، بنشر التعصبات
                      الدينية والقبلية خلال عشرين قرنًا. ومن هذا كله تتقرر حقيقة: هي أن أي حكومة منفردة لن تجد لها سندًا من
                      جاراتها حين تدعوها إلى مساعدتها ضدنا، لأن كل واحدة منها ستظن ان أي عمل ضدنا هو نكبة على كيانها
                      . الذاتي

                      نحن أقوياء جدًا، فعلى العالم أن يعتمد علينا وينيب الينا. وان الحكومات لا تستطيع أبدًا أن تبرم معاهدة ولو
                      صغيرة دون أن نتدخل فيها سرًا. "بحكمي فليحكم الملوك"
                      اننا نقرًا في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض، وقد منحنا الله العبقرية، كي نكون قادرين
                      على القيام بهذا العمل. ان كان في معسكر اعدائنا عبقري فقد يحاربنا، ولكن القادم الجديد لن يكن كفؤًا لأيد
                      عريقة كأيدينا.
                      ان القتال بيننا سيكون ذا طبيعة مقهورة لم ير العالم لها مثيلا من قبل. والوقت متأخر بالنسبة إلى عباقرتهم.
                      وان عجلات جهاز الدولة كلها تحركها قوة، وهذه القوة في أيدينا هي التي تسمى الذهب.
                      وعلم الاقتصاد السياسي الذي محصه علماؤنا الفطاحل قد برهن على أن قوة رأس المال أعظم من مكانة
                      التاج.
                      ويجب الحصول على احتكار مطلق للصناعة والتجارة، ليكون لرأس المال مجال حر، وهذا ما تسعى
                      لاستكماله فعلا يد خفية في جميع انحاء العالم. ومثل هذه الحرية ستمنح التجارة قوة سياسية، وهؤلاء التجار
                      سيظلمون الجماهير بانتهاز الفرص.
                      وتجريد الشعب من السلاح في هذه الأيام أعظم أهمية من دفعه إلى الحرب، وأهم من ذلك أن نستعمل
                      العواطف المتأججة في أغراضنا بدلا من اخمادها وان نشجع افكار الآخرين وسنخدمها في أغراضنا بدلا من
                      اخمادها، ان المشكلة الرئيسية لحكومتنا هي: كيف تضعف عقول الشعب بالانتقاد ؟
                      وكيف تفقدها قوة الادراك التي تخلق نزعة المعارضة؟ ، وكيف تسحرعقول العامة بالكلام الأجوف؟

                      في كل الأزمان كانت المم مثلها مثل الأفراد تأخذ الكلمات على أنها أفعال، كأنما هي قانعة بما تسمع،
                      وقلما تلاحظ ما إذا كان الوعد قابلا للوفاء فعلا أم غير قابل. ولذلك فاننا ترغبة في التظاهر فحسب
                      . سننظم هيئات يبرهن اعضاؤها بالخطب البليغة على مساعداتهم في سبيل "التقدم" ويثنون عليها
                      وسنزيف مظهرًا تحرريًا لكل الهيئات وكل الاتجاهات، كما أننا سنضفي هذا المظهر على كل خطبائنا.
                      وهؤلاء سيكونون ثرثارين بلا حد، حتى انهم سينهكون الشعب بخطبهم، وسيجد الشعب خطابة من كل نوع
                      أكثر مما يكفيه ويقنعه.

                      ولضمان الرأي العام يجب أولا أن نحيره كل الحيرة بتغييرات من جميع النواحي لكل أساليب الآراء
                      المتناقضة حتى يضيع الأممين (غير اليهود) في متاهتهم. وعندئذ سيفهمون أن خير ما يسلكون من طرق هو
                      أن لا يكون لهم رأي في السياسية: هذه المسائل لا يقصد منها أن يدركها الشعب، بل يجب أن تظل من
                      . مسائل القادة الموجهين فحسب. وهذا هو السر الأول
                      والسر الثاني وهو ضروري لحكومتنا الناجحة أن تتضاعف وتتضخم الاخطاء والعادات والعواطف
                      والقوانين العرفية في البلاد، حتى لا يستطيع إنسان أن يفكر بوضوح في ظلامها المطبق، وعندئذ يتعطل فهم
                      الناس بعضهم بعضًا.
                      هذه السياسية ستساعدنا ايضًا في بذر الخلافات بين الهيئات، وفي تفكيك كل القوى المتجمعة، وفي تثبيط كل
                      تفوق فردي ربما يعوق أغراضنا بأي أسلوب من الأساليب.
                      لا شيء أخطر من الامتياز الشخصي. فانه إذا كانت وراءه عقول فربما يضرنا أكثر مما تضرنا ملايين
                      الناس الذين وضعنا يد كل منهم على رقبة الآخر ليقتله.

                      يجب ان نوجه تعليم المجتمعات المسيحية في مثل هذا الطريق: فلكما احتاجوا إلى كفء لعمل من الأعمال
                      في أي حال من الأحوال سقط في أيديهم وضلوا في خيبة بلا أمل.
                      ان النشاط الناتج عن حرية العمل يستنفد قوته حينما يصدم بحرية الآخرين. ومن هنا تحدث الصدمات
                      الأخلاقية وخيبة الأمل والفشل.

                      بكل هذه الوسائل سنضغط المسيحيين ، حتى يضطروا إلى ان يطلبوا منا أن نحكمهم دوليًا. وعندما نصل
                      إلى هذا المقام سنستطيع مباشرة ان نستنزف كل قوى الحكم في جميع انحاء العالم، وأن نشكل حكومة عالمية
                      عليا. وسنضع موضع الحكومات القائمة ماردًا يسمى ادارة الحكومة العليا وستمتد أيديه كالمخالب الطويلة المدى،
                      وتحت امرته سيكون له نظام يستحيل معه أن يفشل في اخضاع كل الأقطار.
                      الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

                      تعليق

                      يعمل...
                      X