إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكرش.. والجبل الأخضر !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكرش.. والجبل الأخضر !!

    آخر ما كنت أتوقع أن أفعله في حياتي
    هو أن أصعد إلى الجبل الأخضر مشيا على القدمين.
    لقد فعلتها نزولا عند رغبة صديق عزيز،
    وأنا الذي كنت أتوقع أنني إذا حافظت على مشي الكيلومترات الثلاثة
    -التي يقال إنها الحد الأدنى اللازم لضبط تمدد الجسم-
    فسيكون هذا إنجازا عظيما و رائعا!!


    لقد فعلتها،
    وقد لا يبدو هذا إنجازا معتبرا عند كثير من الأشخاص،
    ولكنه كذلك حتما لمن يفتقد إلى اللياقة البدنية،
    ولا يهتم كثيرا بأن تكون الرياضة إحدى أجنداته اليومية.
    يدخل البيت فيجد ابنته الصغيرة تردد أنشودة مطلعها:
    (يا بابا يا بابا صاير عندك كرش)،
    ويخرج إلى محيط عمله فيقال له:
    (اهتم بنفسك، ما هذه الكيلو غرامات الزائدة؟)،
    و يرى صديقا فيكاد ينكره لما تغير من معالم مظهره القديم..

    لقد فعلتها،
    وأنا أشعر الآن بحجم هذا الإنجاز،
    ليس على المستوى الجسدي فحسب، بل على مستويات أخرى هي الأهم.
    فزيادة على ما في الرحلة من جدليتي المتعة والعناء،
    فإنها منفذ لعبر لا تتناهى، وتأملات فلسفية ودينية واجتماعية واقتصادية بلا حدود..
    هناك تتجلى أمام عينيك الخيالات
    التي -ربما- بذلت جهدا كبيرا في يوم ما لاستنهاضها
    بإزاء ما تسمعه وتقرأه من أوصاف لبعض جنان الدنيا ونعيم الجنة الأخروي..
    كنا بصحبة الماء طوال الرحلة إلا في أماكن بسيطة،
    يسيل أنهارا صغيرة، و يتدفق شلالات باردة عذبة
    تروي الظمأ وتُذْهِبُ العناء وتحيل إلى كل ما تعنيه الحياة من معنى!



    ونحن نمشي في وادي (سعدة)
    حيث الصخور هي سيدة المكان،
    تخيلت ممشى جبليا يتكئ على هذه الصخور
    ويمر على ما حولها من الأشجار الخضراء والبرك الصغيرة،
    ألن يكون هذا مغريا لرياضات سياحية عديدة في الجبل الأخضر؟
    ثم تخيلت قطارا معلقا (تلفريك)
    يربط بين القمم الشاهقة للجبال التي تحيط بهذا الوادي العظيم
    بما يوفر خيارا فذا لشرائح كبيرة من السياح داخليا و خارجيا،
    ثم تخيلت مقهى محفوفا بأشجار جبلية
    مقاما على حافة بركة كبيرة
    يتدفق إليها الماء البارد العذب النظيف من علو شاهق
    وينصت رواده لصوت الماء الذي يؤنس من وحشة و يحيي من موات..



    خواطر كثيرة راودتني في هذه الرحلة،
    وعسى أن تراود يوما ما المسؤولين عن قطاع السياحة في السلطنة؛
    فإن الجبل الأخضر
    بما يملكه من
    تنوع جغرافي وإمكانات زراعية طيبة
    وأجواء نوعية مختلفة إلى حد ما
    عن الأجواء السائدة في بقية مناطق السلطنة؛
    يمثل كنزا من كنوز السياحة العمانية،
    وينتظر حيزا معتبرا في التخطيط السياحي العماني.

    وعودة على
    التأملات التي ساقت إليها هذه الرحلة،
    فعندما وصلت إلى مسقط كتبت هذه التدوينة:
    "الآن أشعر باستواء الأشياء أكثر،
    وبمعنى كلمة (الشارع) أكثر،
    وبما تفعله السيارة من خدمات جليلة في حياتنا اليومية أكثر وأكثر..
    سنفتقد شلالات المياه العذبة الباردة،
    وسيطول حبل الحنين إلى كثير من اللحظات الممتعة
    كلما طال عمر الذكريات الجميلة" ..
    //







    ***
    مدونتي الشخصية
    .. أحب الناس ..
    ***
    //

  • #2
    أبو المهند..
    أكاد أوافقك الرأي في حديثك هذا وأتفق معك في أنه لو كانت هناك بعض الخدمات التي تجتذب الناس للجبل الأخضر لكان أفضل
    ..
    التلفريك والممشى شيئان قد يجتذبان الناس ليمارسوا رياضة المشي في ربوع الجبل
    ..
    هذا شيئ مفروغ منه
    ..

    ولكن..
    وفي الجانب الآخر
    ،
    ألا ترى بأن إنشاء مثل هذه الاشياء قد يعبث بجمالية المكان
    ..
    ولو حتى قليلا
    ؟؟
    //
    أرى أن وضع مثل هذه الخدمات سيجتذب الناس حتما ولكنه وفي الوقت ذاته سيعبث بالطبيعة اللامتناهية الجمال هناك
    ..
    فستنمحي بعض المعالم ربما
    ..
    وستحل مكانها معالم من صنع الانسان نفسه
    ..

    قد يعارضني البعض ويقول بأن الخدمات أيضا ستجتذب الناس
    ..
    أوافقكم على وجهة نظركم تلك
    ,,
    ولكن في النهاية.. تبقى جمالية الطبيعة أروع من أي شيء آخر
    ..

    هذا رأيي و"
    اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية"..

    ...]!
    .
    ..
    تبا لـ / حروفي
    تأبى الخروج وأنا في أشد حالاتي للهطول
    //
    يآآآ رب.. رحمتك
    ------------------------------------------
    هنا سأكون.. فكونوا بالقرب

    "صباح وشاي وكومة جرائد"

    تعليق


    • #3
      قريت هالمقال قبل يومين تقريبا فالجريده..
      موضووع جميل يسلمو

      تعليق


      • #4
        مقال جميل وهادف شكراً لك أخي أبو المهند على الطرح.
        الجبل الأخضر واحد من المناظر الخلابة التي تزخر بها بلادنا. أوافقك القول بأن للخدمات السياحة أثرها الكبير في إزدهار السياحة ولا سيما في منطقة الجبل الأخضر. نتمنى أن يدرك المعنيون في قطاع السياحة قيمة هذه الثروة السياحية ويعملون على تطويرها وإنماؤها.
        ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


        زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

        الكتاب الأول

        تعليق


        • #5
          في اعتقادي الجبل الأخضر منطلق الاهتمام به يجب أن يأخذ عدة جوانب منها السياحة الزراعة التراث العماني
          و ليس فحسب كمكان سياحي يرتاده السائحين بفصل الصيف الآن القيض و هذا الموضوع جاء بفترة ملائمة جدا
          ليسلط الضوء على درة من درر الوطن الغالي فكم فيها من تميز مناخي ينبت فيه مختلف الفواكه و النباتات وهذه
          دعوه للجميع لزيارة الجبل الأخضر و التمتع بالطقس المنعش و بالمناظر الخلابة فيه .

          تعليق


          • #6
            نتمنى تنمية قطاع السياحة بالسلطنة فبالسلطنة أماكن سياحية عديدة إلا أن الجبل الأخضر أو الجبال تكون مقصد
            للعديد من السائحين بالصيف وذلك لأجوائها المعتدلة في العام المنصرم كانت هناك ثلوج بجبل شمس في الصيف
            رغم أنه ليس أخضرا كالجبل الأخضر إلا أن به مناظر التضاريس الجبلية الجميلة و من أروعها هوّة سحيقة
            مخيفة جدا فهي تنحدر بشكل عمودي ربما لأكثر من عشرة كيلو متر تقريبا مستديرة قطرها كبير أيضا و هي
            في أعلا قمة فيه و أيضا مسفاة العبرين بولاية الحمراء الحقيقة منطقة الداخلية زاخرة بأماكن سياحية كثيرة
            و أيضا لا ننسى كهف الهوتة و الأفلاج المنتشرة بولاياتها ... شكرا .

            تعليق

            يعمل...
            X