آخر ما كنت أتوقع أن أفعله في حياتي
هو أن أصعد إلى الجبل الأخضر مشيا على القدمين.
لقد فعلتها نزولا عند رغبة صديق عزيز،
وأنا الذي كنت أتوقع أنني إذا حافظت على مشي الكيلومترات الثلاثة
-التي يقال إنها الحد الأدنى اللازم لضبط تمدد الجسم-
فسيكون هذا إنجازا عظيما و رائعا!!
لقد فعلتها،
وقد لا يبدو هذا إنجازا معتبرا عند كثير من الأشخاص،
ولكنه كذلك حتما لمن يفتقد إلى اللياقة البدنية،
ولا يهتم كثيرا بأن تكون الرياضة إحدى أجنداته اليومية.
يدخل البيت فيجد ابنته الصغيرة تردد أنشودة مطلعها:
(يا بابا يا بابا صاير عندك كرش)،
ويخرج إلى محيط عمله فيقال له:
(اهتم بنفسك، ما هذه الكيلو غرامات الزائدة؟)،
و يرى صديقا فيكاد ينكره لما تغير من معالم مظهره القديم..
لقد فعلتها،
وأنا أشعر الآن بحجم هذا الإنجاز،
ليس على المستوى الجسدي فحسب، بل على مستويات أخرى هي الأهم.
فزيادة على ما في الرحلة من جدليتي المتعة والعناء،
فإنها منفذ لعبر لا تتناهى، وتأملات فلسفية ودينية واجتماعية واقتصادية بلا حدود..
هناك تتجلى أمام عينيك الخيالات
التي -ربما- بذلت جهدا كبيرا في يوم ما لاستنهاضها
بإزاء ما تسمعه وتقرأه من أوصاف لبعض جنان الدنيا ونعيم الجنة الأخروي..
كنا بصحبة الماء طوال الرحلة إلا في أماكن بسيطة،
يسيل أنهارا صغيرة، و يتدفق شلالات باردة عذبة
تروي الظمأ وتُذْهِبُ العناء وتحيل إلى كل ما تعنيه الحياة من معنى!
ونحن نمشي في وادي (سعدة)
حيث الصخور هي سيدة المكان،
تخيلت ممشى جبليا يتكئ على هذه الصخور
ويمر على ما حولها من الأشجار الخضراء والبرك الصغيرة،
ألن يكون هذا مغريا لرياضات سياحية عديدة في الجبل الأخضر؟
ثم تخيلت قطارا معلقا (تلفريك)
يربط بين القمم الشاهقة للجبال التي تحيط بهذا الوادي العظيم
بما يوفر خيارا فذا لشرائح كبيرة من السياح داخليا و خارجيا،
ثم تخيلت مقهى محفوفا بأشجار جبلية
مقاما على حافة بركة كبيرة
يتدفق إليها الماء البارد العذب النظيف من علو شاهق
وينصت رواده لصوت الماء الذي يؤنس من وحشة و يحيي من موات..
خواطر كثيرة راودتني في هذه الرحلة،
وعسى أن تراود يوما ما المسؤولين عن قطاع السياحة في السلطنة؛
فإن الجبل الأخضر
بما يملكه من
تنوع جغرافي وإمكانات زراعية طيبة
وأجواء نوعية مختلفة إلى حد ما
عن الأجواء السائدة في بقية مناطق السلطنة؛
يمثل كنزا من كنوز السياحة العمانية،
وينتظر حيزا معتبرا في التخطيط السياحي العماني.
وعودة على
التأملات التي ساقت إليها هذه الرحلة،
فعندما وصلت إلى مسقط كتبت هذه التدوينة:
"الآن أشعر باستواء الأشياء أكثر،
وبمعنى كلمة (الشارع) أكثر،
وبما تفعله السيارة من خدمات جليلة في حياتنا اليومية أكثر وأكثر..
سنفتقد شلالات المياه العذبة الباردة،
وسيطول حبل الحنين إلى كثير من اللحظات الممتعة
كلما طال عمر الذكريات الجميلة" ..
هو أن أصعد إلى الجبل الأخضر مشيا على القدمين.
لقد فعلتها نزولا عند رغبة صديق عزيز،
وأنا الذي كنت أتوقع أنني إذا حافظت على مشي الكيلومترات الثلاثة
-التي يقال إنها الحد الأدنى اللازم لضبط تمدد الجسم-
فسيكون هذا إنجازا عظيما و رائعا!!
لقد فعلتها،
وقد لا يبدو هذا إنجازا معتبرا عند كثير من الأشخاص،
ولكنه كذلك حتما لمن يفتقد إلى اللياقة البدنية،
ولا يهتم كثيرا بأن تكون الرياضة إحدى أجنداته اليومية.
يدخل البيت فيجد ابنته الصغيرة تردد أنشودة مطلعها:
(يا بابا يا بابا صاير عندك كرش)،
ويخرج إلى محيط عمله فيقال له:
(اهتم بنفسك، ما هذه الكيلو غرامات الزائدة؟)،
و يرى صديقا فيكاد ينكره لما تغير من معالم مظهره القديم..
لقد فعلتها،
وأنا أشعر الآن بحجم هذا الإنجاز،
ليس على المستوى الجسدي فحسب، بل على مستويات أخرى هي الأهم.
فزيادة على ما في الرحلة من جدليتي المتعة والعناء،
فإنها منفذ لعبر لا تتناهى، وتأملات فلسفية ودينية واجتماعية واقتصادية بلا حدود..
هناك تتجلى أمام عينيك الخيالات
التي -ربما- بذلت جهدا كبيرا في يوم ما لاستنهاضها
بإزاء ما تسمعه وتقرأه من أوصاف لبعض جنان الدنيا ونعيم الجنة الأخروي..
كنا بصحبة الماء طوال الرحلة إلا في أماكن بسيطة،
يسيل أنهارا صغيرة، و يتدفق شلالات باردة عذبة
تروي الظمأ وتُذْهِبُ العناء وتحيل إلى كل ما تعنيه الحياة من معنى!
ونحن نمشي في وادي (سعدة)
حيث الصخور هي سيدة المكان،
تخيلت ممشى جبليا يتكئ على هذه الصخور
ويمر على ما حولها من الأشجار الخضراء والبرك الصغيرة،
ألن يكون هذا مغريا لرياضات سياحية عديدة في الجبل الأخضر؟
ثم تخيلت قطارا معلقا (تلفريك)
يربط بين القمم الشاهقة للجبال التي تحيط بهذا الوادي العظيم
بما يوفر خيارا فذا لشرائح كبيرة من السياح داخليا و خارجيا،
ثم تخيلت مقهى محفوفا بأشجار جبلية
مقاما على حافة بركة كبيرة
يتدفق إليها الماء البارد العذب النظيف من علو شاهق
وينصت رواده لصوت الماء الذي يؤنس من وحشة و يحيي من موات..
خواطر كثيرة راودتني في هذه الرحلة،
وعسى أن تراود يوما ما المسؤولين عن قطاع السياحة في السلطنة؛
فإن الجبل الأخضر
بما يملكه من
تنوع جغرافي وإمكانات زراعية طيبة
وأجواء نوعية مختلفة إلى حد ما
عن الأجواء السائدة في بقية مناطق السلطنة؛
يمثل كنزا من كنوز السياحة العمانية،
وينتظر حيزا معتبرا في التخطيط السياحي العماني.
وعودة على
التأملات التي ساقت إليها هذه الرحلة،
فعندما وصلت إلى مسقط كتبت هذه التدوينة:
"الآن أشعر باستواء الأشياء أكثر،
وبمعنى كلمة (الشارع) أكثر،
وبما تفعله السيارة من خدمات جليلة في حياتنا اليومية أكثر وأكثر..
سنفتقد شلالات المياه العذبة الباردة،
وسيطول حبل الحنين إلى كثير من اللحظات الممتعة
كلما طال عمر الذكريات الجميلة" ..
تعليق