السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحآل ؟؟
هذا الموضوع منقول ، يتحدث عن الثورة السورية بقلم علويّة سورية ~
مذكّرات علويّة
بعض الأفكار التي رادوتني منذ بداية الثورة أحاول صياغتها هنا
~ 1 ~
عشت حياتي كأيّ سوريّة غارقة في تفاصيلها إلى أن جاءت الثورة، وقفت مترقبة، وعند استشهاد أول شخص في درعا بدأتْ رحلة أخرى بالنسبة إليّ.
أنا فتاة تعيش من خيرات النظام متخيلة ان الجميع مثلي ينعمون بما انعم به ، ذلك النظام الذي لم اسمع عن اجرامه وساديته إلا فيما بعد، كان يتناهى إلى مسامعي فتات أحداث لا التفت إليها ولم تترك أي اثر في نفسي سوى نفوري من شريحة كبيرة من المتشددين الإسلاميين، لكن بالمقابل حملت سوريا في قلبي، ناسها وطيبتهم ،شوارعها، أزقتها و أبنيتها القديمة، مساحات طبيعتها المتنوعة .
كل شخص زار سوريا لاي سبب لا يستطيع مقاومة اغراء زيارتها مرة اخرى الكل اجمع ان لديها سحر وكأن من يزورها يريد ان يغير شيئا في خططته ليجعل سوريا دائما وجهة في مخططاته المستقبلية .
سوريا مع جمالها بدأت تذوي امام الفساد الذي أنتشر كالسرطان، فالبلد أصبح يباع قطعة قطعة للمستثمرين الأجانب والعرب وارى غلاء الأسعار الذي بدأ يحرق الناس، مع بداية الفروقات التي بدأت تظهر بين الطبقات، فبعد أن كانت الطبقة الوسطى تشمل السواد الأعظم من الشعب بدأت تظهر علامات الفقر على كثير من العائلات وبالمقابل حيتان البلد ازداد حجمهم، كانت آخر المراسيم الرئاسية قبل الثورة تشير إلى أشياء خطيرة تحدث في الخفاء ضد كثير من الناس اعتادوا حياة متوسطة فكل مرسوم يسعى إلى إلغاء الوسط لصالح الحيتان التي تبلع السوق ولينضم البقية إلى قافلة الفقراء .
ما حدث في درعا كان اكبر دليل فصراخ الأطفال لم يكن وحده وقود ما حدث، أراض كثيرة كانت بدأت تقع تحت الاستملاك لصالح فلان وعلان من عائلة الأسد أو ذويهم أو متنفذين في الدولة، ولو أن ما حدث في درعا لم يحدث لكان حدث في أي بقعة أخرى من سوريا ليس تماشيا مع نظرية المؤامرة الكونية، بل لأن سوريا كانت كأرض مليئة بالمحروقات تنتظر شرارة من أي مكان لتشتعل، وكانت الشرارة في درعا .
في البداية لم استوعب ما يحصل فقد كانت أصوات السيارات والمسيرات في الشوارع تصم الآذان، في محاولة لإفهام السوريين أن لا شيء يحدث في درعا، كنا نراقب المشهد في ذهول، أما نظرتي الشخصية فلم تكن قد تبلورت ، كنا قد رأينا ثورات تونس ومصر وننتظر حدوث شيء مشابه له، اما ثورة ليبيا كانت تخيفني من الدموية التي استخدمها القذافي في قمع شعبه والاعداد المهولة التي كنت اسمع بها مرة استيقظت ليلا وانا اشعر ان رائحة الدم تحيط بي، ادعوا لهم ولنا واتذكر حرب العراق وتزداد مخاوفي .
تحدثت مع صديقة مغتربة "مسيحية" عن الثورات وعما بدأ يحدث في سوريا وحدثتني عن خوفهم من مصير اسود ينتظر المسيحية لو حدث واستمرت الثورة، أما أنا من موقعي كنت اضحك وأقول لها: "لا، ما سيحدث لنا نحن العلوية أعظم واشد بلاء سيذبحوننا حتى آخر واحد فينا " ، لم يكن وقتها قد حدث شيء، هي مجرد توقعات وكلام بين سوريتين مسيحية وعلوية كانوا قد زرعوا كل تلك الافكار منذ ولادتنا وكأن غولا ما يكمن ويتصرد بك فقط لانك مختلف لاكتشف لاحقا انها الفزاعة التي كانوا يوهمونا بوجودها فقط لاخضاعنا، كنت وليدة بيئتي.
قبل خطاب بشار الأسد "الأول" بيوم كنت أتوقع أن شيئا عظيماً سيحدث –خيالات ساذجة-، لانها سوريا وهي لا تقاس بأيّ من جيرانها مع محبتي الكبيرة لكل بقعة ارض على البسيطة، ولكنها مختلفة وما يحدث لغير سوريا لا ينفع أن يسقط عليها كنت ممتلئة تفاؤل بالمستقبل، كنت محقة وخاطئة كما نتبين من الأحدث فيما بعد، محقة أن سوريا لا شبيه لها بما حدث ويحدث ومخطئة في تفاؤلي وقتها.
وجاء خطاب بشار الأسد الكارثي كان يتناهى إلى مسمعي في الفيس بوك بعض التعليقات الطائفية من بعض الصديقات وأسرع إلى ترقيع الموضوع والقول أننا شعب واحد ، إلى أن سمعت الخطاب، لم استوعب تماما ما قاله، هل نسي ورقة ما! هل فعلا يقصد ما يقول ! هل شرب شيئا ليظهر على تلك الشاكلة !!!
كنت اعتقد أن قطرة دماء واحدة كثير فما بالك بالشهداء وقتها الذين سقطوا توقعته أن يحزن، يعتذر، يقف دقيقة صمت على ارواح الشهداء ويعد بمعاقبة المتسببين، يشعرنا انه لا حول ولا قوة، يطلب الصفح ومساعدته بحل الأمور التي خرجت عن سيطرته، ولكن فوجئت بشخص أهبل يضحك وكأن شيئا لم يكن!
عندها بدَأتْ مسيرة بحياتي وبذاتي من نوع آخر.
أنا فتاة تعيش من خيرات النظام متخيلة ان الجميع مثلي ينعمون بما انعم به ، ذلك النظام الذي لم اسمع عن اجرامه وساديته إلا فيما بعد، كان يتناهى إلى مسامعي فتات أحداث لا التفت إليها ولم تترك أي اثر في نفسي سوى نفوري من شريحة كبيرة من المتشددين الإسلاميين، لكن بالمقابل حملت سوريا في قلبي، ناسها وطيبتهم ،شوارعها، أزقتها و أبنيتها القديمة، مساحات طبيعتها المتنوعة .
كل شخص زار سوريا لاي سبب لا يستطيع مقاومة اغراء زيارتها مرة اخرى الكل اجمع ان لديها سحر وكأن من يزورها يريد ان يغير شيئا في خططته ليجعل سوريا دائما وجهة في مخططاته المستقبلية .
سوريا مع جمالها بدأت تذوي امام الفساد الذي أنتشر كالسرطان، فالبلد أصبح يباع قطعة قطعة للمستثمرين الأجانب والعرب وارى غلاء الأسعار الذي بدأ يحرق الناس، مع بداية الفروقات التي بدأت تظهر بين الطبقات، فبعد أن كانت الطبقة الوسطى تشمل السواد الأعظم من الشعب بدأت تظهر علامات الفقر على كثير من العائلات وبالمقابل حيتان البلد ازداد حجمهم، كانت آخر المراسيم الرئاسية قبل الثورة تشير إلى أشياء خطيرة تحدث في الخفاء ضد كثير من الناس اعتادوا حياة متوسطة فكل مرسوم يسعى إلى إلغاء الوسط لصالح الحيتان التي تبلع السوق ولينضم البقية إلى قافلة الفقراء .
ما حدث في درعا كان اكبر دليل فصراخ الأطفال لم يكن وحده وقود ما حدث، أراض كثيرة كانت بدأت تقع تحت الاستملاك لصالح فلان وعلان من عائلة الأسد أو ذويهم أو متنفذين في الدولة، ولو أن ما حدث في درعا لم يحدث لكان حدث في أي بقعة أخرى من سوريا ليس تماشيا مع نظرية المؤامرة الكونية، بل لأن سوريا كانت كأرض مليئة بالمحروقات تنتظر شرارة من أي مكان لتشتعل، وكانت الشرارة في درعا .
في البداية لم استوعب ما يحصل فقد كانت أصوات السيارات والمسيرات في الشوارع تصم الآذان، في محاولة لإفهام السوريين أن لا شيء يحدث في درعا، كنا نراقب المشهد في ذهول، أما نظرتي الشخصية فلم تكن قد تبلورت ، كنا قد رأينا ثورات تونس ومصر وننتظر حدوث شيء مشابه له، اما ثورة ليبيا كانت تخيفني من الدموية التي استخدمها القذافي في قمع شعبه والاعداد المهولة التي كنت اسمع بها مرة استيقظت ليلا وانا اشعر ان رائحة الدم تحيط بي، ادعوا لهم ولنا واتذكر حرب العراق وتزداد مخاوفي .
تحدثت مع صديقة مغتربة "مسيحية" عن الثورات وعما بدأ يحدث في سوريا وحدثتني عن خوفهم من مصير اسود ينتظر المسيحية لو حدث واستمرت الثورة، أما أنا من موقعي كنت اضحك وأقول لها: "لا، ما سيحدث لنا نحن العلوية أعظم واشد بلاء سيذبحوننا حتى آخر واحد فينا " ، لم يكن وقتها قد حدث شيء، هي مجرد توقعات وكلام بين سوريتين مسيحية وعلوية كانوا قد زرعوا كل تلك الافكار منذ ولادتنا وكأن غولا ما يكمن ويتصرد بك فقط لانك مختلف لاكتشف لاحقا انها الفزاعة التي كانوا يوهمونا بوجودها فقط لاخضاعنا، كنت وليدة بيئتي.
قبل خطاب بشار الأسد "الأول" بيوم كنت أتوقع أن شيئا عظيماً سيحدث –خيالات ساذجة-، لانها سوريا وهي لا تقاس بأيّ من جيرانها مع محبتي الكبيرة لكل بقعة ارض على البسيطة، ولكنها مختلفة وما يحدث لغير سوريا لا ينفع أن يسقط عليها كنت ممتلئة تفاؤل بالمستقبل، كنت محقة وخاطئة كما نتبين من الأحدث فيما بعد، محقة أن سوريا لا شبيه لها بما حدث ويحدث ومخطئة في تفاؤلي وقتها.
وجاء خطاب بشار الأسد الكارثي كان يتناهى إلى مسمعي في الفيس بوك بعض التعليقات الطائفية من بعض الصديقات وأسرع إلى ترقيع الموضوع والقول أننا شعب واحد ، إلى أن سمعت الخطاب، لم استوعب تماما ما قاله، هل نسي ورقة ما! هل فعلا يقصد ما يقول ! هل شرب شيئا ليظهر على تلك الشاكلة !!!
كنت اعتقد أن قطرة دماء واحدة كثير فما بالك بالشهداء وقتها الذين سقطوا توقعته أن يحزن، يعتذر، يقف دقيقة صمت على ارواح الشهداء ويعد بمعاقبة المتسببين، يشعرنا انه لا حول ولا قوة، يطلب الصفح ومساعدته بحل الأمور التي خرجت عن سيطرته، ولكن فوجئت بشخص أهبل يضحك وكأن شيئا لم يكن!
عندها بدَأتْ مسيرة بحياتي وبذاتي من نوع آخر.
يتبـــع فيما بعد ~ وبأمكانكم التعليق أن احببتم .
تعليق