طالبان وأمريكا من هزم من ؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد:
اسلموا لنا أسامة ومن معه وسنعترف بكم بل وسنقدم لكم ما لم تكونوا تحلموا به في حياتكم !!!بمثل هذا المنطق خاطب الأرعن جورج بوش الصغير وجوقته إمارة الطالبان بعد غزوات سبتمبر المباركة في العام 2001 ولا شك عندي بأن بوش الصغير عنى حقيقة ما قدمه للملا محمد عمر أمير طالبان حفظه الله ولا شك عندي أيضاً بأن الملا المجاهد وأركان إمارته المباركة كانوا يعون أن بوش جاد في عرضه وأنهم إن أسلموا قادة القاعدة لأمريكا فإن الإمارة وقادتها سيكونون الأكثر حظوة عند أمريكا بل عند العالم أجمع !لكن الملا محمد عمر حفظه الله وقادة الإمارة رفضوا العرض الأمريكي السخي بل ركلوه بأحذيتهم وقدموا رضا الله على رضا أمريكا ومتاعها الزائل فكانت الحرب الظالمة على أفغانستان واستهدفت الإمارة المباركة واستهدف قادتها فقد جاءت أمريكا بخيلها ورجلها وأشاعت للجميع أن لا مكان للطالبان ولا للقاعدة مكان في أفغانستان بعد اليوم !بل إن المصير الوحيد لهم هم القتل والسجن وأن لا تفاوض مع القتلة الإرهابيين! وشاهد العالم كله شدة القصف على المجاهدين والذي ينم عن مدى الحقد الذي تكنه أمريكا الصليبية وحلفها المجرم ضد الإسلام وأهله ولعل القصف الذي شهده العالم على تورا بورا وحده كفيل لإظهار مدى إصرار أمريكا وحلفها على إبادة المجاهدين !!!وبدأنا نسمع من الإعلام العميل المرتبط بأمريكا والمعادي للأمة عن فلول القاعدة والطالبان وعن سيطرة أمريكا وحلفها الإجرامي على كامل أرض أفغانستان بزعمهم وبخاصة بعد انحياز المجاهدين للجبال والمناطق الآمنة التي أرادوا من خلالها اعادة ترتيب أوراقهم من جديد وهو ما لم تفهمه لا أمريكا ولا حلفها المجرم الذي شمل العالم شرقيه وغربيه حين ظنوا أن القاعدة والطالبان قد انتهوا وأن النصر كان حليف أمريكا وحلفها وهو ما أعلنه الأرعن الصغير جورج بوش بنفسه على ظهر إحدى حاملات الطائرات الأمريكية !!فهل انتهى الأمر كما أراد الأرعن !
لقد ظن كثير من الناس أن القاعدة والطالبان قد انتهوا وأن أمريكا قد حققت أهدافها في أفغانستان ولم يدر هؤلاء الأغبياء أن الله جل جلاله قد وعد بنصر عباده المؤمنين الصادقين وأن ما جرى من تراجع ظاهري ليس أكثر من ابتلاء واختبار ليس للطالبان والقاعدة فقط بل ولجميع المسلمين الذين تفاوتت مواقفهم من الحرب بين مؤيد لها مناصر للكفر والنفاق وبين معارض لها منتصر لدينه وأمته وصدق الإمام ابن لادن رحمه الله حين قال :
إن هذه الأحداث قد قسمت العالم إلى فسطاطين :
فسطاط كفر لا إيمان فيه وفسطان إيما لا نفاق فيه !
وما هي إلا أياما معدودات من إعلان الأرعن النصر في أفغانستان حتى عادت أسود القاعدة والطالبان تدك حصون أمريكا وقواعدها وبدأ صراخ أمريكا ومن تحالف معها يعلو من شدة ضربات المجاهدين التي شتتت شملهم ومزقت أشلاءهم حتى وصل الأمر بكثير من الدول أن تعلن عن جدول لسحب قواتها من أفغانستان وبدأ الشعب الأمريكي يتململ بعد أن بدأت توابيت جنودهم تعود ممزقة إلى أمريكا ثم تطور الأمر فخرجت مظاهرات مليونية في أمريكا تطالب بوقف الحرب في أفغانستان وعودة الجنود إلى بلادهم فلله الحمد من قبل ومن بعد !
هذا الواقع الجديد أجبر أمريكا على التراجع عن مواقفها السابقة بعدم التفاوض مع (الإرهابيين) في سعي منها للخروج من أفغانستان بماء الوجه فسعت من خلال وسطاء للتفاوض مع حركة طالبان وزعمت في البداية بأنها ستفاوض المعتدلين من الحركة في خطوة لتبرير قبولها بالتفاوض مع ( الإرهابيين ) فأمريكا تعي أن طالبان هي طالبان وأن القول أن هناك في الحركة معتدلين وهناك متطرفين لا يستقيم لكنه التبرير كما أسلفنا لقبول التفاوض بل والقبول والاعتراف والإقرار بالهزيمة في أفغانستان فالتفاوض مع الحركة يعني الاعتراف بها وهذا أمر رفضته أمريكا بقوة يوم غزت أفغانستان فما الذي تغير اليوم؟!والتفاوض مع الطالبان يعني اعتراف أمريكا وإقرارها بأن طالبان هي المؤثر الأقوى في الساحة الأفغانية وبالتالي فإن حكومة كرزاي عديمة الشرعية! والتفاوض مع الطالبان يعني أن أمريكا لم تكسب شيئا من غزو أفغانستان سوى قتل جنودها وتضعضع اقتصادها وتراجع دورها كأكبر قوة في العالم والسؤال الذي يجب أن يطرحه الشعب الأمريكي على قادته :
لماذا غزوتم أفغانستان وقتلتم أبناءنا ما دمتم ستعودون للتفاوض مع الطالبان ؟!فالتفاوض إذن لا يصب في مصلحة أمريكا سوى من باب الخروج من أفغانستان بماء الوجه لكنه يحقق لحركة طالبان أكثر أهدافها وعلى رأسها إقامة الإمارة الإسلامية من جديد وحكم أفغانستان بشريعة الله وعودة الأمن لأفغانستان وشعبها ونشر العدل بين الناس بعد خروج أمريكا وحلفها وسيسجل التاريخ بأن الطالبان الذين لا يملكون من الدنيا معشار معشار ما تملكه أمريكا قد هزمت أكبر حلف إجرامي عرفه التاريخ قادته أمريكا ضدهم !!!
وقد يستهجن ولربما استهجن البعض قبول الطالبان بافتتاح مكتب سياسي لها في قطر للتفاوض مع الأمريكان !فأقول :
إن كان استهجانهم لظنهم أن الطالبان قد خالفوا الشرع بمفاوضتهم لأمريكا فنقول :
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد فاوض المشركين والكل سمع وقرأ عن صلح الحديبية فالشرع لا يمنع التفاوض مع العدو لكنه يمنع من التنازل عن الثوابت فهل تنازل إخواننا في الطالبان عن ثوابت دينهم ؟! فيجب عليك أن تفهم يا مسلم أن التفاوض مع العدو شيء والتنازل عن الدين وثوابته شيء آخر !وليتأكد لك هذا فإنه في الوقت الذي كان يعلن فيه عن افتتاح المكتب السياسي للطالبان في قطر كان أسود الطالبان يثخنون في جنود أمريكا في قاعدة باغرام واعترف المتحدث الرسمي باسم الجيش الأمريكي عن مصرع علوج من علوجهم !!
فالطالبان إذاً لا تفاوض الأمريكان من منطلق ضعف بل تتفاوضهم من منطلق قوة وبإمكان الطالبان وقف التفاوض وإغلاق المكتب في أي لحظة يشاؤون إن رأوا تسويفا من أمريكا وتحايلا !!!
وعلى كل مسلم أن يسأل نفسه :
من الذي تنازل للآخر حين قبل بالتفاوض ؟ أمريكا أم الطالبان ؟! أعتقد أن لا أحد يجهل الإجابة اليوم وكلنا ما يزال يتذكر كيف كان يرغي ويزبد بوش الأرعن وهو يتوعد القاعدة والطالبان بالويل والثبور ؟!!
بقي القول :
إننا نثق بالملا المجاهد المقدام أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله ونحفظ له فضله الذي لا ينكره إلا جاهل أو حاقد فالموقف الذي وقفه الملا المجاهد مع حركته لصالح المجاهدين سيسجل بمداد من ذهب ونرى أن الموقف الذي اتخذه بقبول التفاوض مع الأمريكان في قطر لا يخرج عن سياسة شرعية ستخدم دين الله وستخدم الشعب المظلوم في أفغانستان بإذن الله وستساهم بخروج آخر جندي من جنود الصهيوصليبية من أرض أفغانستان لتقام على أرض العز أرض الجهاد والاستشهاد إمارة الإسلام التي تنشر العدل والخير ..
اللهم أبرم لأمتنا إبرام رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويحكم فيه بالكتاب والسنة .
اللهم آمين
تعليق