ها هي رياح التغيير قد باتت تهب على أوطاننا العربية دون استئذان, تلك الرياح المحملة بالكثير من (غبار) الحضارة الغربية, ذلك الغبار الذي دخل إلى عيوننا فلم نعد نرى ونشاهد سوى ما يريد الغرب أن نراه أو نسمعه, وبالطبع فإننا وعندما نتكلم عن تلك الرياح فإننا لابد أن نأتي على الإمبراطورية التي أخذت على عاتقها ذلك التغيير المنهجي للخارطة الدولية في مختلف دول العالم, وخصوصا المناطق الحساسة منه كالقارة الآسيوية بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص, لما تمثله لها تلك الدول من أهمية بارزة على مختلف الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاستراتيجية, وبذلك فإنها لابد أن (تروض) تلك الأنظمة التي ترى في بعضها أنظمة (ديكتاتورية) قبل أن تبدأ ذلك التغيير الجذري لحياة تلك الشعوب من اجل السير خلفها دون أي انتقادات أو أسئلة, فالولايات المتحدة الاميركية قد باتت تسعى جاهدة وبخطوات متسارعة وحثيثة من اجل تغيير العديد من تلك الأنظمة التي لا تأتي حسب رغباتها وإرادتها وتنادي بذلك جهارا نهارا وبذرائع واهية كالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان, رغم أنها على مصاف الدول التي انتهكت تلك الحقوق سالفة الذكر والتي تنادي بها على الصعيد العالمي, وقد شاهدنا حقيقة تلك الديمقراطية التي تتغنى بها الولايات المتحدة الاميركية في العراق وقبل ذلك في أفغانستان, وهاهي اليوم تسعى وراء أنظمة أخرى لتكمل بها (خارطتها العالمية للديمقراطية) كسوريا ولبنان وربما قبل ذلك إيران التي نجحت بدبلوماسيتها وإصرارها على مواصلة مشوارها النووي (إلى الآن) فالي متى ستظل الولايات المتحدة الاميركية تسعى إلى تحقيق تلك الغايات والأهداف ونكون نحن شعوب المنطقة الضحايا الخاسرين في نهاية المطاف من وراء تلك الأهداف؟!.
فهل أصبحت الشعوب العربية والاسلامية مطالبة حقا أن تختار بين حاكم ديكتاتوري ترضى به على مضض ويفعل فيها ما يشاء دون رحمة ولا حكمة أم تنتظر من الغرباء أن يخلصوها من ذلك الظلم والاستبداد؟ أم أن هناك حلول وسط لابد أن تتفهمها شعوبنا العربية والاسلامية ويرضى بها حكامها ومن رضيت بهم عليها قادة وزعماء قبل أن يأتي من لا يخاف الله فيها ولا يرحمها لينشر فوضى هي في غنى عنها ولديها وزعمائها طرق شتى لتردم بها تلك الهوة الشاسعة ما بين إرادة الشعوب وطموحاتها وأفكار ولاة أمورها وغاياتهم تغنيها عن تدخل الغرباء والأعداء في مصيرها؟
فلو نظرنا لحال وطننا العربي الذي أصبح (كفريسة) تتناهشها السباع من كل حدب وصوب وتنتشر فيه الفوضى وأعمال القتل والإرهاب وغيرها من الأفعال والاعمال الخارجة عن ديننا الإسلامي الذي يأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وعروبتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تعودنا وتعلمنا منها الصبر على البلاء والحلم مع الأصدقاء والتسامح مع العزة والكبرياء في كل ما يكدر صفونا في حياة أصبحت تسيرها المادة والآلة التي (قتلت صانعها ومهندسها) لأنه لم يعرف كيف يسيرها ويستعملها في الخير والسلام كما أراد الله لها أن تكون, وهكذا استطاع الغرب أن يدخل لنا عدة مفاهيم غريبة عن ديننا وعروبتنا وعاداتنا كالديمقراطية المصطنعة والمكذوبة التي نشاهدها في العراق اليوم بعد أن أعلن الغرب بأنها ستكون اغلى هداياه لشعب مثقل بالهموم والأوجاع والمرارة, وبكل تأكيد فلسنا نحن العرب وحدنا من تذوقنا طعم تلك الديمقراطية فشعوب أخرى خارج قارتنا هذه كانت سباقة في تجرع تلك المرارة وعلى رأسها القارة الاميركية وشعوب كفنزويلا وكوبا على سبيل المثال لا الحصر.
ومفهوم الحرية الغربية والسعي لتحقيق السيادة الوطنية وحفظ الحقوق كالتي نشاهدها جلية في تلك المحاولات الغربية لتفريق الأخوين الجارين العربيين السوري واللبناني تحت مسميات لا طائل منها سوى فرقة الصف العربي وتأليب الاخوة على بعضهم, وغيرها وأسماء كثيرة ومصطلحات (غوغائية) حتى الغرب نفسه يحاربها ولا يرضى شيوعها كما يريدها لنا أعداء هذه الأمة, وهم يسعون لتجزئ المجزأ منها وتقسيم المقسم فيها, وفصل الحاكم عن المحكوم, وتأليب الشعب على ولاة أموره, ويعلم الله انه ما من هدف من وراء كل ذلك سوى زعزعة استقرار أوطاننا العربية والإسلامية الآمنة قبل أن يدنسوها بأقدامهم, ويقفون يتفرجون على تلك الفوضى التي يسعون لنشرها لنيل ما يطمحون للوصول إليه كل في مجال اختصاصه من ساسة وتجار سلاح والمافيا وغيرهم, وقد استطاعوا بتلك الأفكار (الخواء) ـ وللأسف ـ أن يشتتوا بها وحدتنا العربية ويزلزلوا بها أركان امتنا الإسلامية ويبعدونا بها عن الحب الأبدي المقدس لتراب أوطاننا الإسلامية والعربية الغالية والذي كان لابد أن يكون حبها والإخلاص لترابها جزءا من أهم مقدساتنا التي لابد أن تصان وتحفظ وترخص لأجلها الدماء والأنفس.
ومن هنا لابد لنا كشعوب عربية مسلمة أن ننتبه لتلك المؤامرات التي تحاك علينا وتلك المصطلحات التي تجمل و(تزركش) لنا حتى لا ننخدع بها, وان ننتبه كحكام وزعامات إلى أن الشعوب جزء لا يتجزأ من تلك الأوطان وانه ما من حاكم من دون شعب يحبه ويجله, ويخافه خوف الاحترام والتوقير لا خوف العصا والمعتقلات والسجون, وانه ما من شعب من دون حاكم يقوده إلى الخير والأمان الذي أصبح سلعة غالية قل أن نجدها هذه الأيام والدليل ما نراه على شاشات التلفاز في كل دقيقة, حتى أننا أصبحنا نعلم ما سيقال ونتوقع ما سيحدث, بحيث لا تتعدى العناوين الرئيسة لجل نشرات أخبارنا العربية والدولية عن الخروج من المألوف والمعتاد في تلك النشرات الإخبارية على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز من قتل بالعشرات وجرح بالآلاف وغرق وانقلابات وإرهاب وقمع وغيرها.
كما أننا يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين في مثل هذا النوع من الممارسات والحقوق السياسية التي يحاول الغرب بها تفريق وحدتنا وتشتيت صفوفنا, وان ننظر لواقع الحال العربي في العراق والسودان وغيرها من الدول التي خاضت وتذوقت مرارة تلك الأفكار المريرة, ولا زالت تعاني من شتى أنواع العذابات والجراح, وان لا نترك لأعداء هذه الأمة مدخلا أو بابا لإدخال تلك المفاهيم الغريبة الينا كشعوب مسلمة ولن يكون ذلك ممكنا سوى بالحب بين الحاكم والمحكوم والعدل والمساواة بين الجميع, وان يقوم أبناء هذه الأمة بحل خلافاتهم الداخلية بينهم دون اللجوء إلى الغرباء وذوي المصالح والذين ينتظرون تلك الانقسامات بفارغ الصبر وقد شاهدنا حال وطننا العربي عندما لجأنا إلى تلك الحلول, يقول عز وجل في محكم كتابه العزيز مخاطبا عباده المؤمنين وواضعا دستور ومبادئ لحل الخلافات السياسية ما بين الإخوة في قوله تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
إننا نرفض أن نخير بين دكتاتور ظالم وبين ديمقراطية فوضوية و(لله الحمد) أن هناك العديد من النماذج التي لا تحتاج إلى إطراء ولا لذكر أسماء كانت مثال ثقة لابنائها وشعوبها, ونموذج حي يحتذى به في كل مجالات التطوير والتقدم وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدليل هو حال واقع العديد من الدول العربية الحاضرة والشاهدة على ذلك, وانه ما من مجد ولا رفعة ولا عزة تأتي من دون صبر ولا مرارة ولا تحمل للأسى والصعاب وكما يقول الشاعر:
فالجد للشعب روح توحي إليه الهناء
فان تولت تصدت حياته للبــلاء
فهل أصبحت الشعوب العربية والاسلامية مطالبة حقا أن تختار بين حاكم ديكتاتوري ترضى به على مضض ويفعل فيها ما يشاء دون رحمة ولا حكمة أم تنتظر من الغرباء أن يخلصوها من ذلك الظلم والاستبداد؟ أم أن هناك حلول وسط لابد أن تتفهمها شعوبنا العربية والاسلامية ويرضى بها حكامها ومن رضيت بهم عليها قادة وزعماء قبل أن يأتي من لا يخاف الله فيها ولا يرحمها لينشر فوضى هي في غنى عنها ولديها وزعمائها طرق شتى لتردم بها تلك الهوة الشاسعة ما بين إرادة الشعوب وطموحاتها وأفكار ولاة أمورها وغاياتهم تغنيها عن تدخل الغرباء والأعداء في مصيرها؟
فلو نظرنا لحال وطننا العربي الذي أصبح (كفريسة) تتناهشها السباع من كل حدب وصوب وتنتشر فيه الفوضى وأعمال القتل والإرهاب وغيرها من الأفعال والاعمال الخارجة عن ديننا الإسلامي الذي يأمرنا بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وعروبتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تعودنا وتعلمنا منها الصبر على البلاء والحلم مع الأصدقاء والتسامح مع العزة والكبرياء في كل ما يكدر صفونا في حياة أصبحت تسيرها المادة والآلة التي (قتلت صانعها ومهندسها) لأنه لم يعرف كيف يسيرها ويستعملها في الخير والسلام كما أراد الله لها أن تكون, وهكذا استطاع الغرب أن يدخل لنا عدة مفاهيم غريبة عن ديننا وعروبتنا وعاداتنا كالديمقراطية المصطنعة والمكذوبة التي نشاهدها في العراق اليوم بعد أن أعلن الغرب بأنها ستكون اغلى هداياه لشعب مثقل بالهموم والأوجاع والمرارة, وبكل تأكيد فلسنا نحن العرب وحدنا من تذوقنا طعم تلك الديمقراطية فشعوب أخرى خارج قارتنا هذه كانت سباقة في تجرع تلك المرارة وعلى رأسها القارة الاميركية وشعوب كفنزويلا وكوبا على سبيل المثال لا الحصر.
ومفهوم الحرية الغربية والسعي لتحقيق السيادة الوطنية وحفظ الحقوق كالتي نشاهدها جلية في تلك المحاولات الغربية لتفريق الأخوين الجارين العربيين السوري واللبناني تحت مسميات لا طائل منها سوى فرقة الصف العربي وتأليب الاخوة على بعضهم, وغيرها وأسماء كثيرة ومصطلحات (غوغائية) حتى الغرب نفسه يحاربها ولا يرضى شيوعها كما يريدها لنا أعداء هذه الأمة, وهم يسعون لتجزئ المجزأ منها وتقسيم المقسم فيها, وفصل الحاكم عن المحكوم, وتأليب الشعب على ولاة أموره, ويعلم الله انه ما من هدف من وراء كل ذلك سوى زعزعة استقرار أوطاننا العربية والإسلامية الآمنة قبل أن يدنسوها بأقدامهم, ويقفون يتفرجون على تلك الفوضى التي يسعون لنشرها لنيل ما يطمحون للوصول إليه كل في مجال اختصاصه من ساسة وتجار سلاح والمافيا وغيرهم, وقد استطاعوا بتلك الأفكار (الخواء) ـ وللأسف ـ أن يشتتوا بها وحدتنا العربية ويزلزلوا بها أركان امتنا الإسلامية ويبعدونا بها عن الحب الأبدي المقدس لتراب أوطاننا الإسلامية والعربية الغالية والذي كان لابد أن يكون حبها والإخلاص لترابها جزءا من أهم مقدساتنا التي لابد أن تصان وتحفظ وترخص لأجلها الدماء والأنفس.
ومن هنا لابد لنا كشعوب عربية مسلمة أن ننتبه لتلك المؤامرات التي تحاك علينا وتلك المصطلحات التي تجمل و(تزركش) لنا حتى لا ننخدع بها, وان ننتبه كحكام وزعامات إلى أن الشعوب جزء لا يتجزأ من تلك الأوطان وانه ما من حاكم من دون شعب يحبه ويجله, ويخافه خوف الاحترام والتوقير لا خوف العصا والمعتقلات والسجون, وانه ما من شعب من دون حاكم يقوده إلى الخير والأمان الذي أصبح سلعة غالية قل أن نجدها هذه الأيام والدليل ما نراه على شاشات التلفاز في كل دقيقة, حتى أننا أصبحنا نعلم ما سيقال ونتوقع ما سيحدث, بحيث لا تتعدى العناوين الرئيسة لجل نشرات أخبارنا العربية والدولية عن الخروج من المألوف والمعتاد في تلك النشرات الإخبارية على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز من قتل بالعشرات وجرح بالآلاف وغرق وانقلابات وإرهاب وقمع وغيرها.
كما أننا يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين في مثل هذا النوع من الممارسات والحقوق السياسية التي يحاول الغرب بها تفريق وحدتنا وتشتيت صفوفنا, وان ننظر لواقع الحال العربي في العراق والسودان وغيرها من الدول التي خاضت وتذوقت مرارة تلك الأفكار المريرة, ولا زالت تعاني من شتى أنواع العذابات والجراح, وان لا نترك لأعداء هذه الأمة مدخلا أو بابا لإدخال تلك المفاهيم الغريبة الينا كشعوب مسلمة ولن يكون ذلك ممكنا سوى بالحب بين الحاكم والمحكوم والعدل والمساواة بين الجميع, وان يقوم أبناء هذه الأمة بحل خلافاتهم الداخلية بينهم دون اللجوء إلى الغرباء وذوي المصالح والذين ينتظرون تلك الانقسامات بفارغ الصبر وقد شاهدنا حال وطننا العربي عندما لجأنا إلى تلك الحلول, يقول عز وجل في محكم كتابه العزيز مخاطبا عباده المؤمنين وواضعا دستور ومبادئ لحل الخلافات السياسية ما بين الإخوة في قوله تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
إننا نرفض أن نخير بين دكتاتور ظالم وبين ديمقراطية فوضوية و(لله الحمد) أن هناك العديد من النماذج التي لا تحتاج إلى إطراء ولا لذكر أسماء كانت مثال ثقة لابنائها وشعوبها, ونموذج حي يحتذى به في كل مجالات التطوير والتقدم وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدليل هو حال واقع العديد من الدول العربية الحاضرة والشاهدة على ذلك, وانه ما من مجد ولا رفعة ولا عزة تأتي من دون صبر ولا مرارة ولا تحمل للأسى والصعاب وكما يقول الشاعر:
فالجد للشعب روح توحي إليه الهناء
فان تولت تصدت حياته للبــلاء
تعليق