.. وأعلم أنني أنتظر كثيرا .. وقد يكون انتظاري بكل هذا الشغف غير مبرر ..
ووقوفي عند المكان الذي يودعك ويستقبلك كل يوم غير مبرر ..
ولكن لا سبيل لرؤيتك .. سوى الإنتظار

كل صباح أمضي بدفتري الصغير لقاعة دراستي .. وعلى غلافه قلب يحتريك ..
... يسرق انتباهي احيانا .. وامضي في طيف تفكير يشبه الطريق الصاعد وينتهي بوجهك ..
ويجول معلمي في أروقة قانون لم نعد نفهمه .. ولا نريد ان نفهمه من الأساس ..
إن العيش يصبح أكثر ضيقا بهذه الحواجر ..
ولا ادري كم حاجزا يفصلني عنك ..
كم من قناعه لابد ان اكسرها .. لأرضيك
كم من وجه مصطنع يلزم ان ارتديه لاضع احتمال ان تلتفت دون قصد ..
بعين تشبه ما يفعله لاعب الهلال عندما يصوب في قلوب محبيه ..

ولا أعرف ..
أي مكان يمكن أن اصادفك فيه !
اي قدر قد رسم لك لتمضي بحذافيره لهذا اليوم ..
أي طريق سيزهو بك .. وانت تعبر دون إلتفات

انت لا تشبههم مطلقا ..
كل الوجوه في نظري .. حضور مكمل لمعاني وجودك هنا
وأنت تجهل كل ذلك .. تجهل انني لم اكتب لك حتى الان اي قصيدة.. بكر لم تلامسها أي يد ..
سوى التي تبعثرني وانت تمسك قلمك بثلاثة أصابع لتكتب ..

ولتكمل عني ....

تبا لهذا الإنتظار !
... ولأول مرة اشعر بشي يتخطفني واعجز عن فهمه ..

واشعر بأن لغة الشعر أضحت قاصرة .. عند التعبير عن كل ما يجول في خاطرك !
وأنت لابد ان تغلف العاطفة بلغة وإستعارات وتراكيب يضيقها وزن وقافية
...
ولاول مرة أشعر بعجز في كتابة بيت يعبر عن الإحتباس اللي يملئني .. فلا أستطيع أن أتنفس
والكتابة تحليق .. ولكن الطير إن أرتفع كثيرا في طبقات سمائه .. فعندها يتناقص الهواء ولن يستطيع المواصلة ..

وما اصعبه من شعور !

وإمتلاء هذا القلب بك يشبه وصول حمامة لما فوق السحاب حتى أنهكها ضيق التنفس .. فسقطت واحتضنتها غيمة ثقيلة ثم أمطرتها للأرض ..

لربما كان من الأجمل أن لا أملئ القلب بك .. وأنا أسمع كل يوم تلك الحكمة .. التي ذكرتني رقية بها مساء الأمس : ان القلوب تشبه كوب الشاي .. فإن ملئت سالت على اكفنا وأصابها إحترااااااااااق ..

وأي بوح هذا الذي يطفئ ما أشتعل في الصدور ؟
وأنا أراك كل يوم .. ولا أراك
وكل صباح أحاول أن أتصنع سببا سخيفا لكي أمر من مكان لربما تسلكه
واراهم ينظرون إلي نظرة من يتهم تورطه بعمل إجرامي

حتى أدركت أن الله لم يكتب لعيني ان تتعثر بك ... لستة أسابيع
وفي كل يوم بعد صلاة الفجر .. أرفع يدي لادعو :
" ربي ارزقني ان أراه صباح هذا اليوم .. لا اريد إلا رؤيته "

ولا سبيل إليك ..

ولا جديد لدي .. حتى أتخلص من شعوري .. ثم اتخلص منك
فتبا لك حتى ترضى .. وتبا للإنتظار
!!

.. وما أضعف قلوب الرجال عند إحتياجهم .. وما أكثر ما نكتمه في الصدور .. فكم من دمعة سقطت في الجوف لم يعلم بها سوى ذارفها .. وكم نحاول أن نخفي حبنا كثيرا خوف أن يقال بأن كل هذا لا يليق بالرجال .. في مجتمع تطوقه الاعراف .. حتى تعوّد كل من فيه على قسوة العيش ولم يبقوا شيئا للقلوب !

كنت أسمع جدتي تقول لي عندما أجلس وحيدا : " عن تكون تحب ؟ " .. والآن اجلس لوحدي كثيرا .. نعم أنا أحب .. ولكن الحب لا يعني... أن أفكر في إمرأة لا تقرب لي .. هو أكبر من هذا .. فالدين حب .. والوطن حب .. والعلم حب .. وأنا لا يسكن قلبي شي أكبر من هذه الثلاثة .. في رغبة لأرضي ربي قبل كل شي .. وموطني الذي أحتضنني .. ونفسي التي أخذت من الفقر دافعا للتحدي .. ثم أنني على يقين بأن المرء مدني بطبعه .. شغوف بمن يحيطوا به .. فكيف للنفس ان تحيى بدون ريحانه في القلب تخبره بأنه بخير .. ونهر ود يجري ليرويها قبل ان يستيقض الهديل في الأغضان ؟!

لازلت مهتما بدراستي .. رغم عدم اقتناعي بوجوب ان أحصل على الدرجة الكاملة ..
فالهدف من كل هذه الاوراق والاسئلة هو الوصول للمعرفة .. وبعد انتهاء الامتحان ..
ان كنت قد خسرت بعض الدرجات .. فبمجرد معرفتي بأني وضعت الحل الخطأ .. أكون قد عرفت الحل الصحيح
وعندها تتحقق الفائدة المرجوه من كل هذا الجهد .. ويتساوى من حصل على الدرجة الكاملة مع
من اخطأ في بعض الجرئيات من حيث جني المعلومة الصحيحة ..
وأعتبر الدرجة التي تكتب هي قياس لمدى الجديّة قبل الإمتحان والحرص على ضمان الحصول على معدل مرتفع
ولكنها ليست مقياس للفهم والمعرفة ..
التي حصل عليها الاثنان معا بمجرد حمل الورقة التي صححت ..

لا شي يفضي إلى النوم السريع !
ولا زالت مسجونا بين هذه الجدران / انتظر نفاد طاقتي لأترمي في السرير ..
وكل شي يمضي برتابة دون أن تنغمس فيه ..
وما أكثر ما أريد إكماله .. ولكن دون جدوى !

... أشعر بأن السهر لا يصلح لكل شي .. فالليل له خصوصيته .. ولا يجوز ان تنتهك حرمته بأي عمل نريد ..

و غنِ ما شئت .. لا صوت يبعثرها / ولا قصيدة حب سوف تغويها
وغنِ ثم إجتهد صدقا .. لتنشرها / لعل صوتا حزينا منك .. ينسيها :
بعض الجراح إذا ما قال أكبرها / لا شي يفضي لنومٍ دون " طاريها "

مساء الامس كنت أبحث في متصفح جوجل عني .. رأيت مفاجآت كثيرة كنت بحاجة لان يباغتني بها أحدهم .. سأذكر إحداها .. قرأت خاطرة ـ او أستطيع القول بأنه مذكرة ـ لشعور تخطفني بعد احد إمتحانات الثانوية العامة .. تملكني احساس رائع وانا اقرأ شيئا كتبته ذات مساء حزين .. واعود بعد سنوات على مضيه .. لأعيش الحالة وكأنني أنظر لفهد قبل أربع سنوات كيف كان ؟ .. وماذا يسكنه ؟ .. وفيم يفكر ؟ // وكأني اقول لنفسي : يا لبرائة هذا الولد الذي يشبهني .. لا محالة أنه كبر وصار أنا .. أو بالأحرى هو جزء مني الآن .. فما اجمل ان تدون ما تشعر به وما تمر به في كل مرحلة زمنية .. لتقرأ نفسك بعدها .. كيف كنت ؟ وكيف تفكر ؟ وبماذا شعرت في ذلك الوقت ؟

لا أعرف اي قدر ينتظرني مساء الإثنين !
ربما سأموت كثيرا .. ولربما أبعث من جديد ..

سأنتظرك صدقني .. رغم انني لا أصدق بانني ساكون لك وحدك ..
سأتجرد من كل شي .. سأغلق هاتفي .. وسأكذب على اصدقائي .. وسأهرب لأي مكان ينض بالوحدة .. لأتصل بقلبك
ولازال لدي الكثير من الوقت .. لأفكر ماذا سأقول لك ..
لا أعرف صدقا .. ولكنني متلهفٌ للجنون .. وإن كان متعبا بعض الشي ..

سأضحي بيومي من اجل غدي الذي سألقاك فيه .. بعد طول إنتظار ..

نم .. وكن بخير

ملحق أنوار .. الصادر عن دائرة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة
العدد ( 315 ) الإثنين 9/4/2012 م

حتى وهو يعشق عماني !

اي والله إني أحبك .. وأعتـرف إنـي :
كتمــت هـذا الشعور.. وخايف أحكيلك
خايف !
أشــــق الحيــاء أو .. أستبــق سنــي
خايف !
أجـــي عقـــب هـــذا الحـــزن أشكـيلك
خايف !
تقولـــــي : فهد هالحب وش يعنــي ؟
خايف !
شعــــــوري مــــن اللهفـــة بيبكـــيلك
خايف !
مــع الوقــــت يرحــــل هالأمـــل منــي
خايف !
مـــن إحساســـي اللــي جـاك يهديلك :
كلمة أحبك / وانا الساكت غصب عني
خايف !
دمــــوعك .. تعــانق شــوق منــديلك

عودة إلى العصر الحجري. .

بعد أن عدنا من أمسية شعرية في أحد القرى النائية ( والتي تبعد 80 كيلومتر عن خط الباطنة ) في حدود الساعة الثانية صباحا. . من الطبيعي أن تنام نومة عميقة بعد يوم شاق ووصول متأخر. .نهضت ﻷصلي الفجر ثم ذهبت في سبات عميييق وهذه المرة شعرت بأنني نمت نومة أهل الكهف بعد كل ذاك التعب
نهضت وأنا لا أعرف كم الساعة الآن ؟
فتشت عن هاتفي. .فتذكرت أنه مغلق من اﻷمس والشاحن في سيارة أحد اﻷصدقاء. . ذهبت للدولاب ﻷرى إحدى الساعات فوجدتهن جميعا متوقفات. . قلت سأذهب للتلفاز ﻷرى الساعة في قناة دبي الرياضية والتي تعرضها في اسفل الشاشة دائما فإذا بالقناة غير موجودة في الجهاز. . ولا أدري كيف أستطيع أن أعرف كم الساعة الآن ؟
... تذكرت بعدها بأنني أعطيت بالأمس هدية بعد اﻷمسية وهي ساعة يد فذهبت لتفقدها فإذا بها تشير إلى الساعة السادسة صباحا وهو ما لايعقل
ثم تذكرت كذلك بأنني أحضرت للسكن سيارة صديقي الآخر ( وهي سيارة فقر ولا يوجد شي بها يدعوا للتفاؤل) فذهبت ولكن دون جدوى. .
وأثناء خروجي قلت لعل الحرارة سترشدني هل تجاوزنا الظهر أم أن وقت الصلاة لم يحن بعد ؟! خصوصا بأنه يوم جمعة. فلم اتسطع التمييز ﻷن الحرارة مرتفعة
فقلت لماذا لا أستخدم الظل لمعرفة الوقت. . فوقفت في إتجاه القبلة ووجدت بأن الظل يقف أمامي وهو ما يشير بأن وقت الصلاة لم يحن. . ﻷن وقت صلاة الظهر يكون عندما تصبح الشمس فوق الرأس. .أي الظل في موضع القدمين. . ولكنني حتى الآن لم أعرف الساعة والذي أجزم بأنه بين الساعة 10 و12. . فقلت سأذهب بالسيارة للدكان. .فإذا كان مقفلا فهذا يعني أن وقت صلاة الجمعة أضحى قريبا ويجب أن أذهب مباشرة للمسجد وإذا كان مفتوحا فعندها سأقطع الشك باليقين.
وفعلا هذا ما قد حصل فدخلت وسألت عن الساعة وعلمت بأنها تشير ل 10:40. عندها أنتهت رحلة بحثي عن الوقت بكل هذه التفاصيل. . في " الدكان " مرة أخرى.

ثم أنني لا أعرف ماذا أقول لك. .وأي طريق سيوصلني إليك ؟!
ولا أدري. . لم أنت محرم علي ؟! لم لا يجوز أن أقترب منك وأبتسم في وجهك ؟! لم كل هذه القيود التي تغل شعوري كل مساء ؟!
أحسد من حولك.. من هم معك.. من تشاهدهم.. من تسمعهم.. من تسألهم. . من تقرؤهم كل يوم مثل قرائتك المستمرة لكل مجلة تسقط بين يديك. .
وأتذكر جيدا. .كل تفاصيلك. .لدرجة أنني بدأت أرى الكثير من الوجوه تشبهك. .وهي لا تشبهك حتما
ومن فرط شغفي. . أكاد أن أصافحهم لولا عدولي للحقيقة في آخر المطاف
... فلم يسبق لإنسان قبلك أن بعثر في داخلي كل هذا الحنين..
وكأنه الوعد الذي أنهكني من طول الإنتظار. ولا زلت منتظرا
فهل سأمكث طويلا ؟؟ ليتك تجيب

مما شاهدته اليوم عصرا .. في منتره البحيره وشاطئ الغبره برفقه أحد الأصدقاء : طفلتين في عمر الزهور تمسك إحداهما بيد الأخرى وتمشيان بكل براءة على الرمل .. رجل عجوز يقوده وافد أجنبي وهو مقعد في كرسيه ليتنفس من نسيم البحر .. إمرأة جالسه والتجاعيد التي خطها الدهر بادية على وجهها لتحكي للماء عن الظمأ الذي يملئ حياتها .. وزير متقاعد يرتدي حذاء رياضيا ليحافظ على ما بقي من ماء وجهه بعد اتهامه بسرقة .. شاب في مقتبل العمر وقد اخذ الله منه أحد نعمه التي وهبها له بعد اعاقة عقليه ، ليمد يده ويسلم علينا .. سرب من طيور النورس يلوح في الأفق ليعبر عن الوحده ومصير مشترك .. وعلى الرصيف وبعد غياب الشمس .. رجل باكستاني على الشارع يخلع نعليه ويوقف دراجته .. ليصلي المغرب .. على الانترلوك !!