[] يا ســيدة اليـاســمين [] 4 - 5 - 6



[align=center][ 4 ][/align]


ياسيدة.. لم يتغزل أحدٌ بشمائل قاتليكم..
ياسيدة.. هنا من يتغزل بشعيرات شاربي قاتلي.. وقاتل أبي هو نفس الجلاد..!! [ هناك]..!!

أوليست هذي غربة.. أن ترى تلك الوجوه تبتسم بوجه [ جلاد بغداد وشقيها ] الذي غطت دماءه وجه شمس تموز، وأحزن السماء بكثرة سفكه لدماء الأبرياء..!!
ويقال عنهم... رعيل من الشعراء..؟!

[align=left]ليست [ غربة ] أحدٍ كـ [ غربتي ]..!![/align]


[align=center][ 5 ][/align]

سبع ٌ وعشرونَ عاماً ونافت أشهراً.. وأياماً.. لا تمحى من ذاكرتي.. ونحن نفتش في عيون المسافرين والعابرين، والتجار عن رائحة ذلك [ الوطن ]..

بيعت ملابسنا الداخلية في مزادات الحكومة الوطنية أمام كل الحكومات العربية..
وما زال العرب أشقاؤنا يتغزلون بشمائل ذلك القائد المغوار الفذ..!!
... سليل بيوت العـار..!!

ولا أدري مالذي أعجبهن برجولته / فحولته..
فرحن يكتبن له وبه كما تتغزل النساء بشيخ القبيلة ويحسنن حاجبيه وشاربيه ولحيته الشعثاء..
وهو المخصي في زمن الإخصـاء..!!
[align=left]..... عذراً لجميع حكومات السفلس.. وأنظمة الردع من الخصيان..!![/align]


تعساً.. ما أوسخهم.. ما أوسخهم.. ما أوسخهم..!!

ما أسخطنا من واقعنا..!! ومن عجــزنــا..!!

[align=left]... وفي عيني الحزينتين كل نظرات الشفقة والقرف.. وأقصى حدود الإزدراء..!![/align]


ياسيدتي.. ليست هناك [ غربة ] في الأرض كغربتي..


[align=left]ولا كربة ككربتي..!![/align]

[align=center]نسيت [ وجه الوطن ] وأسقطت الدروب الطويلة أحشائي وأجنة حملي..
بحثاً عن ذلك [ الوطن ] الذي قد [ ضاع ]..[/align]

[align=left].... وضعنا في تيه الصحاري العربية / الخالية.. والصبخـاء..[/align]

[align=center]ونقول: عذراً.. يا [ وطن ].. لا نملك لك إلا الدعــاء..!!
... منهم الداء.. وأنتَ الشِفــاء..!![/align]


إنه تأريخ يعيدني بشريط ذاكرتي إلى [ صرختي الاُولى ] ببيتٍ تتوسطه [ نخلة ] كان لها أطيب ثمار نخيل [ الأرض ] مذاقاً عندي، وأورفها [ ظلالاً ] بسعفاتها التي تشابه ريش الطاووس.. كانت تدور بظلالها على شبابيك [ دارنا ] فتوزع علينا ظلالها والدفء في كل ساعات النهار..

كانت [ نخلة عراقية ]، أصيلة غير مهجنة من نوع [ تبرزل ].. وهو أحد الآلاف من أنواع التمور العراقية.. ولم أجد [ في حياتي ألذ منها مذاقاً ] ولن أجد مثله..

وبينما كنت أقرأ الـ [ خاطرة ] بمقاطعها المقسمة بالترقيم [ 1 ] و [ 2 ] و [ 3 ] ... تقافزت الأرقام أمام عيني فشدني إلى الذاكرة المركزية، والقضية الرئيسية..

1


[align=center]2 [/align]



[align=left]6 [/align]



[align=center]13 [/align]



1980



[align=center]4[/align]


[align=left]2006[/align]


[align=center].
.
.



2007 [/align]


[align=left].... كلها أرقاماً.. ولكن؛ ماذا تعني لي..؟![/align]

ماذا لو ضربنا الرقمين [ 2 ] × [ 13 ] سيكون [ الناتج ] هو عدد سنين إبتعادي عن [ جذوري ].. وما أكثر إستغرابي.. كيف أعيش وأنا كهذه [ النخلة ] بعيداً عن [ موطني ] رغم كل هذا العدد من السنين..؟!

فلا ماء كـ ملتقى [ دجلة ] و [ الفـرات ] ولا شاطيء كـ [ شط العرب ]، ولا أرض كـ خصوبة [ البصرة الفيحـاء ]، ولا هو [ الهواء ] كذلك الهواء الذي تعودت عليه.. ولا [ بشراً ] أرواحهم عذبة كـ [ أهلي ]...!!
ولكن الجسد يمكن أن يبتعد.. لتبقى [ الروح ] تمتد بجذورها الى [ البصــرة ]..

[] يا سـيدة الياسـمين [] 7 *



[align=center][ 7 ] [/align]


.... لعل بحة الصوت والإختناقات تترجم بعضاً من ذلك الكلام..!
لعل طقوس [ الأحزان العراقية ] تترجم تقربنا الى الله من أجل هذا [ الوطن ] المغروس بأعماقنا.. حتى النخــاع..


[align=center]صلواتنا..
إبتهالاتنا..
بالونات أمانينا..
دموعنا الرخيصة..
لم نعد نملك سواها..!![/align]



[align=left]سبع وعشرون عاماً وأنا أبحث عن وطني..
اُفتش عنه في ذرات الاُوكسجين الداخلة الى رئتيّ..!
وذلك الوطن يهرب مني من بعيدٍ إلى أبعد...
يهرب كسحابة هاربة تشيح بوجهها عني..[/align]


أتكيء على مسنأتي ولا أملك سوى كلمــاتٍ تلفظها الأنفاس فتتبعها كلمـات :

[align=center][ لك الله يا وطــن ...
لك الله يا عـــراق..
فلم نعد نملك إلا الدعـــاء لخلاصك وخلاصنــا.. ]

منهـم الـداء .. وأنت الشـفاء..
[/align]



[align=left]مؤيد البصـري / 2006[/align]