" آخر أوراق الخريف " ...
[align=left] ... " آخر أوراق الخريف " [/align]
بكل خريف تسقط أوراق الأشجار فتعري الأغصان وتملأ الأرض ببساط فقد حياته، واستنفذ طاقته، وانتهى دوره في دورة الحيــاة التي لا تتوقف..
منها " أوراق التوت " تسقط أيضاً.. ولكن بسقوطها تكشف عن حقيقة أشجار أو مخلوقات عارية.. وأشياء لا نود رؤيتها.. فبئس السقوط سقوط " أوراق التوت " الذي يكشف عن سوءة أكثر من خفايا قبيحة.. وهكذا كانت أوراق التوت الأُولى تستر عورة الإنسان الأول.. وما تزال..!!
فكم رائعة هي أوراق التوت..!!
[align=center]هكــذا " هي " الدنيـــا..!! [/align]
" هكذا هي الدنيا " عبارة " قد " يرددها أحدنا حينما يشعر بنوع من الإحباط واليأس من رجاء.. أو عندما ينال قسطاً من المعاملة الغير عادلة .. هكذا هي الدنيـــا..
[align=left]فهكــذا " هي " الدنيـــا.. بكل بساطة..!! [/align]
سيقولها لو أن أحدنا كان ينظر الى أمر ما باستياء وقرف.. أو عندما يهز رأسه تعبيراً للرفض، ويتمتم بكلمات لا يود أن يسمعها أحد..
[align=left]هكــذا " هي " الدنيـــا..!![/align]
ستقولها لو مر عليك هذا البيت من الشعر.. وتشعر بمطابقته في حالة من الأحوال معك :
[align=center]اُعلمه الرماية بكل يوم ٍ [/align]
[align=left]ولما اشتد ساعده رماني[/align]
[align=center]هكــذا " هي " الدنيـــا..!![/align]
عندما تكون موضع الأب المعلم الرؤوف لولدك الذي يصبح عاقاً ويجفو في معاملتك.. ويمارس ضدك غطرسة بجهالة لایعرف كيف يمارسها.. لكنك مازلت تشفق عليه.. ومازلت تحنو عليه.. وتتأكد من حاجته للتعلم أكثر.. فكم هو رائع أن تكون أباً رؤوفاً يوماً.. وتعف من معاقبة أولادك..!
[align=left]فهكــذا " هي " الدنيـــا بلا شك..!![/align]
هكــذا " هــي " الدنيـــا..!! ستقولها كما قلتها بنفسي حينما حاولت مساعدة المحتاجين بمد يد العون.. وحاولت الكثير من أجلهم.. وبكل الفرص.. وبكل ما اُوتيت من قوة في المنطق..
" هكذا هي الدنيــا ".. حينما يقف بعضهم ضدك.. وبكل ما اُوتوا من قوة وبأس ليقولوا لك : دعنا من الأمس، إن الدنيا تبتسم لنا اليوم ..!!
هكــذا " هي " الدنيـــا.. كالحسناء التي تغمض عينيها وتذهب لمن في يديه شيء يلمع.. وإن كان بريقاً مزيفاً .!!
هكــذا " هي " الدنيـــا..
عندما يعتريك شعور أشبه باليأس من إتمام مهمة - تراها - نبيلة.. بينما يعترضك بعض الجهلة والمتطفلين والفوضويين والمتحجرين وبل وحتى المتخلفين عقلياً.. ويصفقون عالياً كي لا يصل الى الجميع صوتك..!!
[align=left]هكــذا " هي " الدنيـــا.. حقاً..!![/align]
[align=left]أو هكــذا " هي " دنيـــاهم..[/align]
عندما تحل ضيفاً وتلقى التقدير دون المستوى المتوقع.. فلا بد أنك ستقول: هكذا " هم " وهكذا هو منطقهم وطريقتهم في الترحيب.. و [ تحسن الظن بهم ] بكل تأكيــد. . .
فيالهم من نبــلاء.. حقاً..!!
[ عندما ] تقرأ تموّج الألوان في عيونهم.. وتسمع فحيح صمتهم.. وتتعرف على جميع سبل تبادلهم.. فتجدهم يجيدون الأخذ ولم يتعلموا العطاء.. كم محزن هذا..!
[ حينما ] تسمع منطقهم الخال من المنطق.. فيتعرق جبينك.. ولا تعد تمييز نقاط الشبه والإختلاف لدى مستضيفيك فتشعر بالأسى لأنك كنت بينهم..!!
ولأنك [ كنت ] في الزمان والمكان الخاطئين..!!
[ لقد فعلت كل ما بوسعي . . . ]
بإمكانك قراءة الكثير منها لو أردت ذلك.. وبجدية لو تمكنت.. " فلقد فعلت كل ما بوسعي " جملة يقولها الطبيب المعالج للمرضى.. وحتى للمريض الذي يجري في جميع مفاصله الوهن وميؤوس من بقائه [ حياً ]..
ولكن؛ مالذي ستفعله لو كنت الطبيب الذي لا يثق به المرضى ولا بدوائه..؟!!
" لا أستطيع مساعدتك " . . .!
ليس هناك أشد شعور بالمرارة حينما تجد نفسك تقول: عذراً.. لا أستطيع مساعدتك.. بعد أن تكون قد قدمت كل مايمكنك تقديمه لمحتاج لا يعرف كيف يطلب المساعدة..!! ولم يتعلم تواضع التلميذ. . .
عذراً.. لا أستطيع مساعدتك حقاً، إن لم تبدأ بمساعدة نفسك أولاً..!!
" لا بـــأس . . . "
ربما ستقول " لا بـأس " حينما تجد نفسك يوماً خصماً لأحد أبناءك الذين كنت تغرس بهم الشعور بالاُلفة وتروضهم على العمل الجماعي دوماً. . .
قل: لا بأس.. فربما قد تعلمتم الدرس الأول.. وإن وقف أكثركم ضدي..!! فإني قد نجحت في مهمتي على الأقل.. وسأدع الأمر لجهــازٍ إسمه " الوعي المنطقي " ... لو كان لديكم بعضاً منه..!
" وَهـــمٌ و دخـــَـان "
إنه لشعور رائع من أن تكون معلماً لإبنك ومدرباً له على التمرن على المناورة والجرأة والإقــدام.. فإن أخطأ ورمى أحد سهامه صوبك دون دراية..
فـ " لا بأس.. هكذا هي الدنيـــا.. "..
ولكن لاتنس أن تعلمه كيف يقود نفسه.. وأن لا يجعل من نفسه " مَطية " لأفكار الآخرين وطموحاتهم الجاهلة..!!
[ كم اُحبك أيهــا الإنســـان العاقل... ]
وكم أحترمك أيها العقل الرشيد الذي يمتلكه قليل من المخلوقات..
فليس أسمى من أن تحب " الإنســان العاقل ".. بداخل البشر.. وأن لا تهتم كثيراً لكُتل اللحم التافهة... وإن كانت هي الأكثر تواجداً على سطح هذا الكوكب الجميل..
[align=center]
[ 1 ]
[ عدو عاقل خير من صديق جاهل ][/align]
جعلت هذه الحكمة العظيمة في أول صفحات مفكرتي الخاصة، وأنا كنت مازلت في السابعة عشرة من العمر.. فقطفت ثمار غرسها في نفسي لاحقاً.. وبكل مراحل عمري المليء بالغرابة والتعجب..!
[align=center]* * *[/align]
[align=left] ... " آخر أوراق الخريف " [/align]
بكل خريف تسقط أوراق الأشجار فتعري الأغصان وتملأ الأرض ببساط فقد حياته، واستنفذ طاقته، وانتهى دوره في دورة الحيــاة التي لا تتوقف..
منها " أوراق التوت " تسقط أيضاً.. ولكن بسقوطها تكشف عن حقيقة أشجار أو مخلوقات عارية.. وأشياء لا نود رؤيتها.. فبئس السقوط سقوط " أوراق التوت " الذي يكشف عن سوءة أكثر من خفايا قبيحة.. وهكذا كانت أوراق التوت الأُولى تستر عورة الإنسان الأول.. وما تزال..!!
فكم رائعة هي أوراق التوت..!!
[align=center]هكــذا " هي " الدنيـــا..!! [/align]
" هكذا هي الدنيا " عبارة " قد " يرددها أحدنا حينما يشعر بنوع من الإحباط واليأس من رجاء.. أو عندما ينال قسطاً من المعاملة الغير عادلة .. هكذا هي الدنيـــا..
[align=left]فهكــذا " هي " الدنيـــا.. بكل بساطة..!! [/align]
سيقولها لو أن أحدنا كان ينظر الى أمر ما باستياء وقرف.. أو عندما يهز رأسه تعبيراً للرفض، ويتمتم بكلمات لا يود أن يسمعها أحد..
[align=left]هكــذا " هي " الدنيـــا..!![/align]
ستقولها لو مر عليك هذا البيت من الشعر.. وتشعر بمطابقته في حالة من الأحوال معك :
[align=center]اُعلمه الرماية بكل يوم ٍ [/align]
[align=left]ولما اشتد ساعده رماني[/align]
[align=center]هكــذا " هي " الدنيـــا..!![/align]
عندما تكون موضع الأب المعلم الرؤوف لولدك الذي يصبح عاقاً ويجفو في معاملتك.. ويمارس ضدك غطرسة بجهالة لایعرف كيف يمارسها.. لكنك مازلت تشفق عليه.. ومازلت تحنو عليه.. وتتأكد من حاجته للتعلم أكثر.. فكم هو رائع أن تكون أباً رؤوفاً يوماً.. وتعف من معاقبة أولادك..!
[align=left]فهكــذا " هي " الدنيـــا بلا شك..!![/align]
هكــذا " هــي " الدنيـــا..!! ستقولها كما قلتها بنفسي حينما حاولت مساعدة المحتاجين بمد يد العون.. وحاولت الكثير من أجلهم.. وبكل الفرص.. وبكل ما اُوتيت من قوة في المنطق..
" هكذا هي الدنيــا ".. حينما يقف بعضهم ضدك.. وبكل ما اُوتوا من قوة وبأس ليقولوا لك : دعنا من الأمس، إن الدنيا تبتسم لنا اليوم ..!!
هكــذا " هي " الدنيـــا.. كالحسناء التي تغمض عينيها وتذهب لمن في يديه شيء يلمع.. وإن كان بريقاً مزيفاً .!!
هكــذا " هي " الدنيـــا..
عندما يعتريك شعور أشبه باليأس من إتمام مهمة - تراها - نبيلة.. بينما يعترضك بعض الجهلة والمتطفلين والفوضويين والمتحجرين وبل وحتى المتخلفين عقلياً.. ويصفقون عالياً كي لا يصل الى الجميع صوتك..!!
[align=left]هكــذا " هي " الدنيـــا.. حقاً..!![/align]
[align=left]أو هكــذا " هي " دنيـــاهم..[/align]
عندما تحل ضيفاً وتلقى التقدير دون المستوى المتوقع.. فلا بد أنك ستقول: هكذا " هم " وهكذا هو منطقهم وطريقتهم في الترحيب.. و [ تحسن الظن بهم ] بكل تأكيــد. . .
فيالهم من نبــلاء.. حقاً..!!
[ عندما ] تقرأ تموّج الألوان في عيونهم.. وتسمع فحيح صمتهم.. وتتعرف على جميع سبل تبادلهم.. فتجدهم يجيدون الأخذ ولم يتعلموا العطاء.. كم محزن هذا..!
[ حينما ] تسمع منطقهم الخال من المنطق.. فيتعرق جبينك.. ولا تعد تمييز نقاط الشبه والإختلاف لدى مستضيفيك فتشعر بالأسى لأنك كنت بينهم..!!
ولأنك [ كنت ] في الزمان والمكان الخاطئين..!!
[ لقد فعلت كل ما بوسعي . . . ]
بإمكانك قراءة الكثير منها لو أردت ذلك.. وبجدية لو تمكنت.. " فلقد فعلت كل ما بوسعي " جملة يقولها الطبيب المعالج للمرضى.. وحتى للمريض الذي يجري في جميع مفاصله الوهن وميؤوس من بقائه [ حياً ]..
ولكن؛ مالذي ستفعله لو كنت الطبيب الذي لا يثق به المرضى ولا بدوائه..؟!!
" لا أستطيع مساعدتك " . . .!
ليس هناك أشد شعور بالمرارة حينما تجد نفسك تقول: عذراً.. لا أستطيع مساعدتك.. بعد أن تكون قد قدمت كل مايمكنك تقديمه لمحتاج لا يعرف كيف يطلب المساعدة..!! ولم يتعلم تواضع التلميذ. . .
عذراً.. لا أستطيع مساعدتك حقاً، إن لم تبدأ بمساعدة نفسك أولاً..!!
" لا بـــأس . . . "
ربما ستقول " لا بـأس " حينما تجد نفسك يوماً خصماً لأحد أبناءك الذين كنت تغرس بهم الشعور بالاُلفة وتروضهم على العمل الجماعي دوماً. . .
قل: لا بأس.. فربما قد تعلمتم الدرس الأول.. وإن وقف أكثركم ضدي..!! فإني قد نجحت في مهمتي على الأقل.. وسأدع الأمر لجهــازٍ إسمه " الوعي المنطقي " ... لو كان لديكم بعضاً منه..!
" وَهـــمٌ و دخـــَـان "
إنه لشعور رائع من أن تكون معلماً لإبنك ومدرباً له على التمرن على المناورة والجرأة والإقــدام.. فإن أخطأ ورمى أحد سهامه صوبك دون دراية..
فـ " لا بأس.. هكذا هي الدنيـــا.. "..
ولكن لاتنس أن تعلمه كيف يقود نفسه.. وأن لا يجعل من نفسه " مَطية " لأفكار الآخرين وطموحاتهم الجاهلة..!!
[ كم اُحبك أيهــا الإنســـان العاقل... ]
وكم أحترمك أيها العقل الرشيد الذي يمتلكه قليل من المخلوقات..
فليس أسمى من أن تحب " الإنســان العاقل ".. بداخل البشر.. وأن لا تهتم كثيراً لكُتل اللحم التافهة... وإن كانت هي الأكثر تواجداً على سطح هذا الكوكب الجميل..
[align=center]
[ 1 ]
[ عدو عاقل خير من صديق جاهل ][/align]
جعلت هذه الحكمة العظيمة في أول صفحات مفكرتي الخاصة، وأنا كنت مازلت في السابعة عشرة من العمر.. فقطفت ثمار غرسها في نفسي لاحقاً.. وبكل مراحل عمري المليء بالغرابة والتعجب..!
[align=center]* * *[/align]
تعليق