بسم الله الرحمن الرحيم
هذا أول ما تخطه يداي ، وبداية أحببت أن أشارك في المنتدى لعلي أجد صدى وقبولا يحثني على المسير. فأنا طفلة ما زلت أحبو على ساحة القصة ، وتحتاج من يساعدها على النهوض. عموما ، مساؤكم طيب. وهذه أول قصة أرسلها ، أرجو أن أجد تعليقاتكم ، فالانسان لا يكتمل وجوده إلا إذا أشعره الآخرون بهذا الوجود.
لحظة انعتاق الحكاية..
للمشاهد آلاف المرايا تتجول بين الحكايات ، تجوس خلال الزقاق ، يتغير لونها كحرباء وتمضغها الألسنة.
يهيم بين مشاهد عدة ، يلوك حكايات الزمان ، واحدة منها تنام في حلقه، تقض مضجعه في طرقه الملتوية.
مازال يتذكر قرار أمه الضبابي ، يتخبط في آلاف المرايا ، حرب الحكايات تتبعه فتحيله مهزوزا .
للقرار ألف طريقة تتصنعه ليلاحق لسان المغضوب عليهم .. سنه الخامسة آنذاك كانت كافية ليكون كذلك.. الندبة الساكنة على رجله اليمنى تذكره به.
***
ضحكات الشيخ المجلجلة تختلط مع بكائه ، دخان الحكاية يراوده عن نفسه ، سرابه الكائن فيه يوصله إلى لجة الخوف ، طيف اللهيب ينفض عنه المنام ، سامري القصة يتلبسه ، لا يمس أحدا من الناس ، ولا يمسه أحد ، نظراته التائهة تغور في الأقدام ، يتخير مكانا ملائما ويبدأ في البحث عمن يحمل كندبته ، عشرات الأقدام ممن خلعت نعالها أورثت البؤس في نفسه ، يعود وقد تزاحمت الأفكار في عقله الصغير.
***
بؤرة القلق تعيث بين جنباته ، هو حديث الساعة آنذاك ، لبانة عالقة بين أضراس الناس ، الأطفال منهم والمسنين .. الوجه الطفولي البرئ لبس ألف قناع مزيف وقناع .. تجاعيد السنين الهرمة تركت أثرا على وجهه.. ينزوي في ركن غرفته القابضة غبار الوجع ، تصل إليه ضحكات أترابه ، وارتجاج الكرة في الملعب ، يود لو يشاركهم .. لكن عيونهم القمئة تمنعه فينزوي بعيدا.
قصة الندبة صارت مخبوءة في عيون النساء ، تجر أسمالا بالية ، وتدعك صغيرا على حافة التراب.
***
يتحسس صدر الطفل بسماعته ، يحاول أن يغتصب ابتسامة تلوح على شفتيه لكنها تختفي ، " كم عمرك؟"
" خمس سنوات""
خمس سنوات معلقة بين عينيه ، تغفو في ذاكرته ، وتهيج كلما يتذكر
" هل به ألم يذكر يا دكتور؟"
تقاطعه أم الطفل لكنه كان بعيدا عنها ، يغوص في متاهات الحكاية ،
" حمى فظيعة لم تخففها القماش المبلل ولا المسكنات"
"" لا عليك ، قربيه"" .
نظارته السميكة خيط في الواقعة يتدلى أمامه .. ابتسامته العريضة ملتصقة به عندما يتذكره.
" أحالته طارئة؟؟"
يكره النظارات وأصحاب الابتسامات العريضة ، أقسم ألا يلبس نظارة ولا حتى يبتسم.
يتحسس رجليه ، يقبض على اليمنى ، يصرخ " هنا ، هنا علاجه.
" وما علاقة الحمى بالرجل اليمنى؟!!
يتسع عرض ابتسامته " لا عليك ، فقط اخرجي الآن ودعينا ، فقلوب النساء ضعيفة لا تحتمل".
عيناه كانت ملتاعة وهو ينظر إلى ذلك القضيب المسجى على النار ، لحظات اللهيب لم تنقشع منذ ذلك اليوم ، وارتسمت أول ندبة في الحي .
" أيحتاج دواء عاجلا؟".
" اخلع نعليك قليلا"
تجاوب معه الطفل بسرعة ، وخلعهما ، تحسس رجله اليمنى وقلبها ، والأم مذهولة" ماذا هناك؟
يتمتم بصوت هامس : سليمة.
تعاود الأم سؤالها وتمضي ذاهلة.
***
يا لساعة الزمن هلا عدت لتبتلعي شبح الصورة ، ولتقضمي ريق الأفواه المنثورة ، وجع الحكايا ينز في رجلي ، هم بعيدون عن سقم البداية ، وأنا وحيد مهزوز في عمق الذاكرة.
هذا أول ما تخطه يداي ، وبداية أحببت أن أشارك في المنتدى لعلي أجد صدى وقبولا يحثني على المسير. فأنا طفلة ما زلت أحبو على ساحة القصة ، وتحتاج من يساعدها على النهوض. عموما ، مساؤكم طيب. وهذه أول قصة أرسلها ، أرجو أن أجد تعليقاتكم ، فالانسان لا يكتمل وجوده إلا إذا أشعره الآخرون بهذا الوجود.
لحظة انعتاق الحكاية..
للمشاهد آلاف المرايا تتجول بين الحكايات ، تجوس خلال الزقاق ، يتغير لونها كحرباء وتمضغها الألسنة.
يهيم بين مشاهد عدة ، يلوك حكايات الزمان ، واحدة منها تنام في حلقه، تقض مضجعه في طرقه الملتوية.
مازال يتذكر قرار أمه الضبابي ، يتخبط في آلاف المرايا ، حرب الحكايات تتبعه فتحيله مهزوزا .
للقرار ألف طريقة تتصنعه ليلاحق لسان المغضوب عليهم .. سنه الخامسة آنذاك كانت كافية ليكون كذلك.. الندبة الساكنة على رجله اليمنى تذكره به.
***
ضحكات الشيخ المجلجلة تختلط مع بكائه ، دخان الحكاية يراوده عن نفسه ، سرابه الكائن فيه يوصله إلى لجة الخوف ، طيف اللهيب ينفض عنه المنام ، سامري القصة يتلبسه ، لا يمس أحدا من الناس ، ولا يمسه أحد ، نظراته التائهة تغور في الأقدام ، يتخير مكانا ملائما ويبدأ في البحث عمن يحمل كندبته ، عشرات الأقدام ممن خلعت نعالها أورثت البؤس في نفسه ، يعود وقد تزاحمت الأفكار في عقله الصغير.
***
بؤرة القلق تعيث بين جنباته ، هو حديث الساعة آنذاك ، لبانة عالقة بين أضراس الناس ، الأطفال منهم والمسنين .. الوجه الطفولي البرئ لبس ألف قناع مزيف وقناع .. تجاعيد السنين الهرمة تركت أثرا على وجهه.. ينزوي في ركن غرفته القابضة غبار الوجع ، تصل إليه ضحكات أترابه ، وارتجاج الكرة في الملعب ، يود لو يشاركهم .. لكن عيونهم القمئة تمنعه فينزوي بعيدا.
قصة الندبة صارت مخبوءة في عيون النساء ، تجر أسمالا بالية ، وتدعك صغيرا على حافة التراب.
***
يتحسس صدر الطفل بسماعته ، يحاول أن يغتصب ابتسامة تلوح على شفتيه لكنها تختفي ، " كم عمرك؟"
" خمس سنوات""
خمس سنوات معلقة بين عينيه ، تغفو في ذاكرته ، وتهيج كلما يتذكر
" هل به ألم يذكر يا دكتور؟"
تقاطعه أم الطفل لكنه كان بعيدا عنها ، يغوص في متاهات الحكاية ،
" حمى فظيعة لم تخففها القماش المبلل ولا المسكنات"
"" لا عليك ، قربيه"" .
نظارته السميكة خيط في الواقعة يتدلى أمامه .. ابتسامته العريضة ملتصقة به عندما يتذكره.
" أحالته طارئة؟؟"
يكره النظارات وأصحاب الابتسامات العريضة ، أقسم ألا يلبس نظارة ولا حتى يبتسم.
يتحسس رجليه ، يقبض على اليمنى ، يصرخ " هنا ، هنا علاجه.
" وما علاقة الحمى بالرجل اليمنى؟!!
يتسع عرض ابتسامته " لا عليك ، فقط اخرجي الآن ودعينا ، فقلوب النساء ضعيفة لا تحتمل".
عيناه كانت ملتاعة وهو ينظر إلى ذلك القضيب المسجى على النار ، لحظات اللهيب لم تنقشع منذ ذلك اليوم ، وارتسمت أول ندبة في الحي .
" أيحتاج دواء عاجلا؟".
" اخلع نعليك قليلا"
تجاوب معه الطفل بسرعة ، وخلعهما ، تحسس رجله اليمنى وقلبها ، والأم مذهولة" ماذا هناك؟
يتمتم بصوت هامس : سليمة.
تعاود الأم سؤالها وتمضي ذاهلة.
***
يا لساعة الزمن هلا عدت لتبتلعي شبح الصورة ، ولتقضمي ريق الأفواه المنثورة ، وجع الحكايا ينز في رجلي ، هم بعيدون عن سقم البداية ، وأنا وحيد مهزوز في عمق الذاكرة.
تعليق