السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرفق لكم مقال عن عارضه الأزياء العمانية جهينة والرئيس الأمريكي أوباما على الرغم من أن المقال قديم نوعاً ما لكن عرضته لمعرفة رأيكم وذلك بعد أن تم منع نشره في الصحف المحليه ولكنه نشره في جريدة الاتحاد الإماراتية...
جهينة و أو با ما
في الوقت الذي لا تستعرض فيه جهينة عارضة الأزياء العمانية ثقافة وعادات البلد الذي أتت منه للحصول على لقب برنامج تلفزيون الواقع (ميشن فاشن) الذي يعرض حالياً على قناة إل بي سي على مدار أربعة وعشرين ساعة، وذلك بالكشف عن جسدها ما أمكن لتصل للعالمية، يكافح ويناضل ويستعرض أوباما ذات الأب الأفريقي والأم الأمريكية القيم الإنسانية التي تجعل من الإنسان ذات شخصية لها سيطها وكلمتها المؤثرة التي ستسجل على تاريخ أعظم دولة وذلك للحصول على منصب الرئيس الرابع والأربعين لدولة عظمى بجده وعلمه وعمله.
ووسط هذين المتناقضين هناك من ينسب أوباما لأصول عمانية ويبحث لجهينة عن مخرج من ذلك.
حيث أن الكثيرين يحاولون وبطرق متعددة إقناعنا بأن أوباما من أصول عمانية وإن كانت بعيدة بطريقة أو بأخرى سواء كان بتفكيك الاسم والذي يعود إلى كلمات عمانية بالعامية وهي أداة المنادة (أوا) و أبي (با) وأمي (ما) ، أو استغلال التواجد والعلاقات الوطيدة بين عمان وشرق أفريقيا في فترة من الفترات وإرجاع أصل أجداده للسلطنة ، والدعابة هي المحرك الرئيسي لهذه الشائعات إلا أن الشعور بالفخر بأنه من أصل عماني وإن لم يكن كذلك يساورنا بطريقة غير معلنة فمن لا يتمنى بأن يكون آبن بلده كذلك .
وذلك يعزيّ المجتمع بالكارثة إذا صح التعبير وهي كذلك ، كارثة جهينة التي أصبحت موضوع رئيسي في رسائل البريد الإلكتروني وغرف النقاش الالكترونية والتي تبدأ عنواينها بكلمات وأدوات الاستغراب والتعجب والذهول ، متضمنة صورها التي يقشعر لها البدن لكونها جاءت من مجتمع محافظ وإسلامي مراعياً للعادات والتقاليد، والذي يتنكر لما تقوم به وتفعله بغض النظر عن الانفتاح و "الاوبن مايند" الذي يدعيه أمثالها من أصحاب الصرعات الغريبة والتطور الفكري والثقافة المائلة والمهزوزة.
فكثيراً هي أحاديث التنصل من كونها عمانية وأن لها أصول غير عمانية وذلك لوضع الحجج التي قد تخفف من تداعيات الكارثة على المجتمع ويبرهن تصرفاتها وظهورها المفاجئ، في الوقت نفسه هناك من يناصرها ويعتبر أنه جريئة واستطاعت أن تكسر الكثير من الحواجز وتفتح للمرأة العمانية نطاقات جديدة ولكن على حساب ماذا؟!! ، بل هذه الفئة تقضي معظم الوقت في التصويت لجهينتهم لمساندتها في الحوز على لقب "ميشن فاشن" لاعتقادهم بأن أمثالها سيرفع اسم بلدها عالياً .
وهنا لا بد من التأكيد أن الاعتراض ليس كونها عارضة أزياء بل طريقة ظهورها وتصرفاتها ولبسها، فهناك الكثير من عارضات الأزياء العمانيات التي يفتخر بهن كونهن يمثلن السلطنة بما يرتديهن من ملابس تقليدية عمانية بأنواعها و لا يتخلن عن مبادئهن مها كان.
وعودة إلى الموضوع الأساسي لهذا المقال تظهر لنا أحدى مظاهر التطور الثقافي والفكري الذي يشهده كلا من العالمين الغربي والعربي والذي يبين بأن الآية انقلبت. كما يظهر أيضاً بأن هناك أشياء لا يتخلى عنها المجتمع مهما كانت كالقيم والعادات ومن هو الأنسب لحمل اسم هذا البلد.
خولة بنت سلطان الحوسني
تعليق