مسيرة الحياة
وعوعة ذئاب تتعالى...فتستيقظ الفتاة بغتة من جبلة وعوعة الذئاب...أتت الأصوات على حين غرة...فزاد خوف الفتاة...وإمتلأ القلب رعبا وقلقا...فأخذت تخطوا خطواتا صغيرة تتبع نور القمر...تمنت لو أن هناك بقعة ضوء مستديرة من نور القمر...لتجلس عليها...ولكن الخوف سيلازمها...فقد تكشف تلك البقعة وجودها...فتستهدفها الذئاب...فتمشي...وتمشي...وتمشي...حتى تستسلم ويعلوا بكائها وينخر التعب قواها...فتنثر التراب على شعرها الطويل غما...فتمكث تبكي...حتى تهدأ...ولازال الخوف يتملكها...كل أملها هو الله فقط...ينقطع بكائها الخافت لبرهات...فتسمع وشيش...وشيش حية...فتركض وتركض وتركض...وفجأة تجد نفسها طريحة على واحة ماء...
وبدأ الظلام يتلاشى شيئا فشيئا...فتروي عطشها بعد ضمأ طويل...وتغسل دمعها الصافي من الأحقاد...وتبدأ بالوضوء لصلاة الفجر...فما أروع أن تنفرد بالعبادة...وتشكوا بلواها إلى الله...فنعم المغيث...
بزغ الفجر معلنا عن إشراقة يوم جديد...ويتواصل أمل الفتاة أن ترنوا إلى سبيلها المرسوم على بالها...
لا تزال خائفة...خائفة قليلا...لكنها ميقنة تماما أن الله مع الصابرين المكافحين للخير...
وهكذا...تواصل الفتاة مسيرها...
((هكذا هو حال الحياة...وحال الدنا...تعترضك العوائق ويخالك شعور بالخوف من القادم أحيانا...ولكن تذكر أن الله أقوى من كل عائق))
تعليق