حديث في مدونة
على الرغم من بعـدي عن المدونات وما تجود به قرائح المدونيين ، إلا أني أطلع على ما يصلني من دعوات من البعض الذين انشئوا مدونه جديدة أو طرحوا موضوع معين جدير بالقراءة أحياناً ، لذلك أكتفي بالقراءة والإطلاع من دون أن أضع تعليقاً فرأي الحقيقي بالتأكيد لن يرضي أحداً مبتعدة بذلك عن المجاملة لمن لا يستحقها.
مع تحفظي على بعض المدونات التي أجد بها هذيان وخرافات أراد المدون أن يشاطر بها أمثاله، وآراء شخصية لا تقدم ولا تؤخر فهي مجرد هذونات . في الوقت ذاته هناك مدونات تستحق أن تقرأ فبها من الإبداعات الأدبية والمعلومات التاريخية والعلمية الجيدة التي تضيف والتي تمثل بدورها النخبة المثقفة الواعية والجديرة بأن تظهر باسم هذا الوطن ، والتي تمثل الفكر الراقي والنظيف لمثقفي عُمان .. وهؤلاء هم من سيلتفت لهم العالم وسيقرأ عنهم التاريخ لأن في فكرهم ما يستحق الانتباه والقراءة وليس الفرقعات التي ما تنتهي بمجرد تفجيرها .
صحيح أن هذه المدونات جميعها في النهاية تحمل أفكار لأجيال مختلفة في حقبة تاريخية ستتعرف عليها الأجيال القادمة والتي ستعتمد على الانترنت والتقنية كمصدر أساسي في الحياة بشكل عام والحصول على أية معلومة بشكل خاص. أذن فلتجعلوا حديثكم لجيل الغد محضر خير وسلام ونقلاً طيباً حتى لا يحملوا في أنفسهم الضغينة لوقائع غير حقيقية وإنما تنم عن أفكار وآراء شخصية تجرها العاطفة من دون أن تعرض على العـقـل قبل أن تـنشر .
الحديث عن المدونات يطول لكن ما وددت الحديث عنه من خلال مساحتي هذه هو موضوع في مدونه يثير الغيره العربية وذكرها ليست تغنياً بالكاتب بقدر ما هو دليلاً على كيفية ما نكتبه من مدونات ،فقد استوقفني الأسبوع الماضي وأنا أطالع أحدى المدونات التي أصنفها من المدونات المسالمة والعلمية الأدبية والبعيدة عن الشغب الشخصي ، فقد استعرض المدون رحلته إلى الصين للمشاركة في ملتقى مسئولي روابط الصداقة الصينية العربية تحت عنوان يوميات صينية ، وعلى الرغم من كمية الكلمات التي احتواها الموضوع إلا أني وجدت نفسي خلال ربع ساعة قد أنهيت الموضوع والذي لخص تاريخ الصين وحاضرها في قالب روائي جذاب علي هيئة يوميات، مع بعض التحليلات لتخلي الصين عن مبادئها الأساسية واتجاهها إلى الأمركة الرأسمالية غير مبالية بما كان......وذلك ما يتضح من خلال صحفها اليومية التي تترك المساحات المهمة للحديث عن أمريكا وأن كانت أخبار ليست بتلك الأهمية التي تستحق أن تذكر ووجود أسم أمريكا في معالم سياحية مهمة بشكل غير مباشر كما هو الحال في المدينة الأمبراطورية .... الخ
والفقرة الأكثر أهمية في كل هذا وذاك أن هناك ذكر للاهتمام الذي توليه الصين لتعلم اللغة العربية ،وأن مخرجات دارسين العربية لديهم مستقبل أفضل ويحتلون مناصب في السلك الدبلوماسي لدى البلدان لعربية، لكن ما لفت انتباهي هو النماذج العربية التي يعتمد عليها الصينيون كمصادر لتعلم اللغة العربية "بعضها وليس جميعها" ليست بذلك المستوى ليتم الاعتماد عليها في تعلم لغة القرآن وهنا أقصد بعض المغنيين الذين لا تهمهم اللغة والكلمات التي تغنى بقدر ما يهتمون بالموسيقى الراقصة الجاذبة للشباب كالمغنية مريم فارس التي وضع لها المدون من خلال مدونته وصلة فيديو توضح قيام شاب وشابه صينيين بغناء أغنيتها كنوع من استعراضهم في معرفتهم للعربية ، فوجدت لو كان التركيز على أساتذة الغناء العربي كمصدر من مصادر تعلم اللغة ، لوصلت العربية لمن أراد أن يتعلمها سليمة وبكامل صحتها وقواعتها اللغوية ، لغة غير مغلوطة. فلو كان هناك إشارة إلى هذه النقطة أفضل من الإشادة بها، تخيل عربياً يتعلم الانجليزية من مغني الراب أو الجاز ، كيف ستكون الحصيلة اللغوية. الجدير بالذكر هنا أن جامعة بكين تحتضن كرسي صاحب الجلالة للدراسات العربية.
نهاية الكلام ليس كل ما نعيشه جدير بأن يكتب ويروى وأن الذكرى الطيبة هي الشيء الجميل والجدير بأن تستطر فكما قال الروائي غابرييل غارسيا (الحياة ليست ما يعيشه أحدنا، وإنما هي ما يتذكره ، وكيف يتذكره ليرويه).
تعليق