إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اااخ طلعت كذبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اااخ طلعت كذبة

    اااخ طلعت كذبة

    يقول أبو الطيب المتنبي:
    وَحَسْبِي وَإِيَّاكِ إِمَّا انْتَسَبْنَا: *** أَنَا عَرَبِيٌ وَدِينُكِ دِينِي
    ما أجمله من بيتٍ وأبلغه، حيث تستوطن العروبة في كل حرفٍ من حروفه، وهو اعتزازٌ بأصلٍ سامٍ. فحينما يدس المتخاذلون رؤوسهم في وحلٍ وطين، ويفتخرون بانتسابهم لأقوامٍ آخرين؛ كما يفعل الكثير من العرب المجنسين في أمريكا وأوربا، ويفاخرون بما يحملون من جوازاتٍ يبدلون فيها انتماءاتهم، وكأنهم يبدلون دمائهم وعروقهم وشرايينهم، فإن المتنبي يجعل العروبة مفخرةً ومجداً وسؤدداً، حتى أنه قدمه على الدين، ويذّكر الحبيبة بأنهما مشتركين في دين وأصلٍ ذو منبتٍ رفيع؛ فكم أنت شاعرٌ فحلٌ أيها المتنبي، وكم بيتك هذا يبهج القلب ويطرب الوجدان.
    ولنا أن نتأمل بيت الأعشى الذي يوحي لك بحداثة العصر بسهولة اللفظ، إذ قال:
    مُتْعَةُ النَّفْسِ لَسْتُ أَلْقَى سِوَاهُ *** يَمْلَأُ القَلْبَ ثُمَّ يَسْبِي العُيُونَا
    فهو يتحدث عن غزاله الذي يأنس به، ويلقى النعيم برؤيته، وهنا تقسيمةٌ عجيبةٌ للبيت، إذ ما قرأت الصدر وتوقفت، ظَهرَ لك معنىً مكتملاً وجميلاً، ذلك أن الحبيبة متعةٌ كاملةٌ للنفس، لا يرى أحداً غيرها، ولا يهمه أن يجد سواها، وإذا ما اكتفيت بقراءة العجز فقط، فهو أيضاً معنىً مكتملاً في ذاته، فغزاله الأهيف يملأ القلب ويتملكه بلا منازع، ولا يترك حيزاً لزائرٍ آخر يدخله، وينعكس أثر تملك القلب على العيون فلا ترى غيره، فتتمثل لها كل المنظورات والأجسام والمشاهدات في صورة الحبيبة، فهو مبصرٌ لها، وأعمى عن غيرها. وإذا قرأنا الصدر مع العجز نجد أيضاً معنىً واحداً مكتملاً، في أن الحبيب هو كل شيءٍ بالنسبة للأعشى ولا أحد غيره يمكنه أن يدخل إلى قلبه. فيا لك من عظيمٌ أيها الأعشى الكبير.
    وإذا ما تجولنا في النثر، سنجد الأدب الغربي زاخرٌ بجملٍ نثريةٍ غايةٍ في الإبداع، وتفعل فعل السحر في النفوس، فقد قال "نيتشه" يوماً: "أن تبصر وأنت أعمى، خيرٌ من أن تكون أعمى وأنت مبصراً" معنىً رائقاً لا يختلف عليه اثنان، ويجد قبولاً ساحراً في النفس. في حين يقول دانتي: "السماءُ ساعة انبلاج الفجر تلد عفاريتاً" وهو معنىً خياليٌ يجبرك على تخيله وإطالة النظر فيه، فستهتدي إلى أن دانتي يقصد بالعفاريت أولئك البشر الذين يقومون من نومهم، بعدما اختفت الأشباح وعفاريت الليل، وهذا دلالة على سوء أفعال البشر، وولادة السماء تكمن في ظهور الشمس، تناقضٌ بديع حملته تلكم المقولة المهوسة.
    أما باولو كويللو فليس في منأىً عن تلكم القطع الفنية المذهلة، فقد قال في إحدى رواياته: "رأيت برقاً يومض في كثيب الصحراء" ولنا أن نرحل بخيالنا بعيداً إلى عالم كويللو، فعسانا أن نهتدي إلى أنه كان يخاطب صديقته البرازيلية التي مضت تعبر الفجاج والفيافي في رحلةٍ إلى أهرامات مصر، على ناقتها العجوز التي ترفعها الوهاد وتحطها المهاد، فكان جسمها من بعيد يومض كبرقٍ يظهر ويختفي، خصوصاً وأن لون بشرتها القمحية وافقت صبغة رمال الصحراء وجلد الناقة الذهبي. أما ماركيز فقد أذهل قراءه وكاد أن يدمنهم على الخيال بقوله: "يرسمون خيولهم بخيوطٍ مطرزة يوم أن سامهم العدو. أصفاد بصيرتهم نأت بهم عن السداد؛ فعقبى القاصر خبال" أي أنهم بعد هزيمتهم النكراء فقدوا كل ما يملكون، وأذلهم العدو وسامهم سوء العذاب، ذلك نتيجة الجهل الذي عتّم عليهم الرؤية والتخطيط، وقد أوثقوا العقل والعلم بأصفادٍ تحجرهم وتخلفهم وتركهم النهل من العلوم المختلفة، فهم قاصرون عن النصر والتمكين والعزة ما داموا في جهلهم يعمهون.
    أرأيتم كيف هي رائعةٌ تلك الكلمات، وكم تجلب لنا المتعة، وكم نحن مغرمون بأصحابها أكثر منها، ساعة إيماننا بأن لا ينطق بها سواهم، وما عداهم لا يبلغ شأوهم ومرتبتهم السامقة، فهل يختلف أحدٌ معي في ذلك؟ فمن المستحيل أن يأتي المتنبي أو الأعشى أو دانتي أو نيتشه أو ماركيز أو باولو بكلماتٍ روتينية، فهم يخترقون الحجب، ويفيضون علينا بخيالٍ لا مثيل له. ولكني أقول بكل ندم، إن الكلمات السابقة ليست لواحدٍ منهم، وإنما أنا من كتبتها، وبعد هذه الحقيقة المرة ستحول تلكم العبارات الآن إلى موات بعد أن حيت في خيالكم وأذهانكم، لتدركون كم نحن حمقى، نبجل الأسماء ونقدسها، ولا نستمتع بالنص ورقص الكلمات إلا بتخيل شخصية ساحرها.
    عاش الجمالُ مشرداً في الأرض ينشدُ مسكنا.
    قال كاتب مغرور لبرناردشو الشهير أنا أفضل منك، لأنك تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف.
    فرد برناردشو قائلا': صدقت!، فكلٌ منا يبحث عما ينقصه.
    سَأَلَ ثقيل بشار بن برد قائلا': ما أعمى الله رجلاً إلا عوضه، فماذا عوضك؟ رد عليه: بأن لا أرى أمثالك.
    قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: أنه لأمرٌ مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس.

    قال الأديب على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيراً.
    تزوج أعمى أمرأة فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لأعجبت بي.
    فقال: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرين لي.

  • #2
    شكرا على الموضوع...

    ينقل للقسم المناسب...
    "العطاء مشاركة من القلب إلى القلب
    إرسال واستقبال وبركة تنهال"
    ليكن شعارنا العطاء
    ...

    http://upload.omanlover.org/out.php/i33234_eoaia-1.jpg




    طموح وطموحي الجنة



    أسأل الله أن تكون سعيدا حيث أنت

    تعليق


    • #3
      هه مقال جميل
      رغم أنني لا أخفي استهجاني لتمجيدك بعض المقولات التي لم أرّ فيها ما يستحق
      ولكنني لا أنكر أيضاً أن الخدعة انطلت علي
      وهو أمرٌ أراه طبيعي وقد لا يكون حمقاً كالذي وصفته
      فنحن نقوم بذلك في كل أمر
      في الالكترونيات ونحن نسعى لاختيار الياباني الصنع أو الاوروبي ونبتعد كل البعد عن المحلي !
      في المحلات ونحن نبتاع الجبن الاسترالي والخبز الفرنسي و الحلوى الشامية

      أن تؤثر فينا خلفية ما نبتاع أو نقرأ ليس بالضرورة أن يكون عبطاً وسذاجة
      فأنت حين تقرأ وتعلم أن من كتب ما قرأته عالمٌ فطن أو شيخٌ جليل أو أديبٌ متمرس
      فإنك بلا شك ستعطي لكلماته اهتماماً استحقته سمعته

      لا أعمم ذلك بالطبع على كل ما يُقرأ
      ولكنني أحاول تخفيف الهجوم الذي شننته هنا

      ... ولأطلقها صيحةً صريحةً قاسية ...

      أيتها الأمة العربية : احذري حتى رجال السياسة من أبنائك ،
      لا لأنهم قد يخونوكِ أو يخدعوكِ ،
      ولكن لأنّهم قد يُخانون ويُخدعون !!
      ولأن كراسي الحكم قد تكون في بعض الأحيان وثيرةً إلى حدٍ تستنيم له الأعصاب وتخدر فيه الدماء الثائرة !!

      شهيد الأمة
      سيد قُطب

      تعليق


      • #4

        مقال رائع وكلمات كالجواهر والدرر تلمع في جوف الليل
        لتشكل قناديل كونية مع النجوم ..
        وحقيقة ولأكون منصفة .. إنطات علي الحيلة !
        كدت أصدق بأن كل تلك المقولات هي لم ذكرتهم ..!
        لماذا لا تتفتح عقولنا قليلا ً لتقبل فكرنا الأصيل .. !
        ألسنا بكفؤ لمراتب نطالها ونذود عنها ..!
        أعتقد بأن إعتقادي راسخ لدي بأننا لن نرتقي طالما نؤمن بأن الآخرون
        هم أفضل منا .. وبأننا لن نصل لما وصلوا إليه .. !
        ...We live as we dream alone

        Joseph Conrad

        تعليق


        • #5
          شكرا جزيلا ..... !!

          Have you ever read a book called a book of life

          !!!

          تعليق


          • #6
            رااااااااائع جدا....

            ***لاتقارن نفسك بأحد أبدا***

            تعليق

            يعمل...
            X