إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مالم يخبرنى به أبى عن الحياه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    بارك الله في جهدك مشكور السعي
    الحمد لله رب العالمين
    مدونhttp://www.southmoon86.blogspot.comتي

    تعليق


    • #32
      شكرا ليك

      تعليق


      • #33
        الصمت قوة



        خير لك أن تظل صامتًا ويظن الآخرون أنك أبله، من أن تتكلم فتؤكد تلك الظنون.
        "إبراهام لينكولن"

        قبل ما يقرب من ألف وخمسمائة عام، قال العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن الرجل يظل كبيرا في عيني، حتى إذا تكلم ..ظهرت حقيقته".

        إن الصمت فضيلة وله في النفوس رهبة وإجلال.
        والمرء الذي يؤدب لسانه كي لا ينطلق مثرثرا، ويلجمه بحنكة وذكاء لهو امرؤ قد فعل الكثير في سبيل امتلاك القوة.

        فكم من كلمة ألقاها صاحبها في غفلة من عقله، فذهبت بماله أو سمعته.. وربما برأسه بعيدا!

        يُحكى أن لويس الرابع عشر حينما كان شابا يافعا، كان يتباهى بقدرته على الحديث والكلام والجدال، لكنه حينما تولى مقاليد الحكم صار أقل كلاما، بل كان صمته أحد أهم أسلحته ومنبع من منابع قوته، فمما يروى أن وزراءه كانوا يمضون الساعات في مناقشة القضايا الهامة ويجلسون لاختيار رجلين منهما لعرضها على الملك لويس الرابع عشر، وكانوا يمضون وقتا غير قليل في اختيار من سيرفع الأمر إلى الملك، وعن الوقت المناسب لهذا الأمر، وبعد أن ينتهوا من النقاش، يذهب الشخصان اللذان تم اختيارهما إلى الملك ويعرضان الأمر عليه بالتفصيل والخيارات المطروحة، ولويس يتابعهما في صمت مهيب، تغلب عليه روح الغموض.

        وبعد أن يعرضا أمرهما ويطلبان رأي الملك، لا يزيد على أن ينظر إليهما ويقول بهدوء (سوف أرى) ثم يذهب عنهما، ولا يسمع أحد من الوزراء كلاما حول ما تم عرضه، بل فقط تأتيهم النتائج والقرارات التي أمضاها الملك.

        ولقد كان لصمت لويس الرابع عشر أثر بالغ في إبقاء من حوله في حالة ترقب دائم لردود أفعاله، وهو ما ترجمه سان سيمون فيما بعد بقوله: (لم يكن أحد يعرف مثله كيف يبيع كلماته، وابتساماته، وحتى نظراته، كان كل شيء فيه نفيسا، لأنه خلق فوارق، ولقد اتسعت جلالته من ندرة كلماته).

        في كتابه (كيف تمتلك مقاليد القوة) يؤكد روبرت جرين أن البشر آلات تفسير وتوضيح، ولديهم شعور قوي بحتمية معرفة ما تفكر به، وأنه كلما كانت كلماتك قليلة ومركزة، فإنك سوف تغلق أمامهم أبوابا كثيرة للتفسير والتحليل، وستجعلهم يتهيبونك بشكل كبير.

        ولعلك قد تعارضني يا صديقي بحجة أن الكلام وسيلة تواصل وتعارف، وأننا يجب أن نكون أكثر تفاعلا مع المجتمع الذي نعيش فيه، وأن الغموض قد يُنفر من حولنا الآخرين بحجة أننا متكبرون لا نود الحديث معهم.

        وهذا صحيح في حالة الصمت المطبق المستفز، لكنني هاهنا أخبرك -ببساطة- بمعلومة في غاية الأهمية وهي:

        الكلمات التي تخرج من الفم لا يتم إرجاعها، والقول الذي تطلق سراحه لن يمكنك العودة فيه مرة أخرى.

        الرسول يخبر معاذ بن جبل رضي الله عنه بأن أخطر الأشياء التي تلقي بالناس في سعير جهنم هو ما يخرجه المرء من بين شفتيه، ويجري به لسانه.

        وما أريد أن أخبرك به في هذه الفقرة هو أن تحاول بشتى الطرق أن تسيطر على كلماتك، وألا تثرثر بشيء ليس ذا قيمة أو لا تعرف أبعاده.

        الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول (تكلموا تُعرفوا، فإن المرء مخبوءٌ تحت لسانه، فإذا تكلم ظهر)، فكأنه يوضح لي ولك أن معالم شخصية المرء منا تتشكل في ذهن الآخر، حسب ما يسمعه من كلامنا، وذلك لأن كلامك -بطبيعة الحال- هو تعبير عما يجول بنفسك.

        فإذا ما استطعنا السيطرة على اللسان، والتحكم فيما يخرج منه، وإغلاقه تماما إذا ما تشككنا فيما قد يأتي به من نتائج، سنكون قد فعلنا الشيء الكثير.

        تعلم الصمت عند:

        وهناك أوقات يكون فيها الصمت هو الخيار المثالي، وإطباق الفم هو الحل الأمثل، منها:

        الغضب:
        تزيد نسبة زلل المرء عند الكلام عندما يكون غاضبا أو حانقا، فالغضب حالة من الجنون، وأخطر ما فيه أن كلامنا وقتها يُحسب علينا، وقد يكون حجة تقام علينا وتديننا، وكظم الغيظ أمر بالغ الصعوبة، لكنه يتأتى بالتعود وتمرين النفس واحتساب الأجر، رسول الله ينصحك أن (لا تغضب ولك الجنة)، أضف إلى ذلك أن الشخص الذي يقيد غضبه ويروضه، شخص يحوز إعجاب الناس وتقديرهم فضلا عن الأجر المرتجى من رب الناس.

        الاستهزاء والسخرية: تقول حكمة العرب (لا تجادل الأحمق فيخطئ الناس في التفريق بينكما) حينما يتجه النقاش إلى وضع ساخر متهكم، فإن عدم التمادي والوقوف هو أفضل ما يمكنك فعله، لا ترد السخرية بسخرية مماثلة أو التهكم باستهزاء، ولكن استدع قوة حلمك وصمتك وفكر فيما يقال، وفيما ستجنيه من السكوت عن الرد والتمادي في هذا الحديث.

        استكشاف المحيط: سواء كنت في عملك أو بيتك أو في رحلة ما، ستحتاج في أوقات كثيرة أن تصمت، وتخرج الكلمات ببخل شديد، كي يتسنى لك معرفة ما الذي يدور، وتقرير ما يجب عليك فعله، صن توزو، الفيلسوف الصيني، يخبرنا في مرحلة التفاوض مع شخص ما أنه كلما طال صمتنا سارع الآخر بتحريك شفاهه وأسنانه، مما يكشف لك بشكل أوضح عن نواياه وماذا يريد.

        ـ هنا أيضا قد تعارضني يا صديقي بقولك إن الصمت قد يعد دليل ضعف واستكانة، وقد يغر الطرف الآخر بالتمادي والتطاول، والأمر يجب أن يخضع لتقديرك، إنني أطالبك بالصمت في مواقف لن يرفعك فيها الكلام قيد أنملة بل قد تدان به، أما إذا كان الموقف موقف أخذ ورد، ونقد وتوضيح، فيكون كلامك الهادئ هو المطلوب.

        إن ما أود الذهاب إليه حقا هو إلجام اللسان عن فضول الكلام، وجعل العقل رقيبا دائما عليه، فيفكر قبل أن يقول، ويزن الأمور قبل أن يدلي بدلوه.

        الصمت القاتل

        لا تنزعج عندما أخبرك أن هناك أوقات يكون فيها الصمت سيئة وخطيئة!

        لا حيرة في ذلك، إن ما أريده هو الاتزان، وأي جنوح عن تطبيق قواعد الحياة قد يأتي بتأثير عكسي.

        فهل من الحكمة مثلا أن نصمت حينما يتطلب الأمر تقديم شكر أو مواساة؟!

        هل من اللائق السكوت وعدم التعبير عن مشاعر الحب والتقدير والامتنان؟!

        هل يصح الصمت عند مواجهة اتهام يحتاج إلى إبراز حجة، وتفنيد مزاعم؟!

        بالطبع لا.. إننا نتكلم إذا ما أخبرنا العقل أن الكلام مرجو ها هنا، ونصمت إذا ما تطلب الأمر الاحتماء خلف ابتسامة دافئة مبهمة.

        بقعة ضوء: الفم المطبق لا يدخله الذباب.

        تعليق


        • #34
          أشرق كالــشمس

          في أوقات كثيرة، نحسب الأشياء حسابات خاطئة، ونُسيء، بينما نظن أننا نحسن صنعا..



          أشياء تلتبس علينا في حياتنا، وتزيد من الهوة التي بيننا وبين الآخر..

          أحد أهم هذه الأشياء هو تزكية النفس، وإبراز محاسنها، وتسويق خصالها المبدعة الفريدة.



          إننا نؤمن امتثالا لقول رسولنا أن التواضع هو سمة من سمات الصالحين وأن (من تواضع لله رفعه) وهذا شيء لا جدال فيه، ففضلا عن كونه أمرا نبويا، فإنه كذلك مطلب روحي وعقلاني لا يختلف عليه أي عاقل محب لإنسانيته ويقدر قيمة الإنسان في الحياة.. ولكن...



          هل معنى هذا ألا يقف المرء في أوقات تتطلب أن يعدد نقاط قوته وأفعاله الحسنة وحجته أن التواضع مطلوب؟



          دعوني أوضح الأمر أكثر..



          اليوم في سوق العمل، وفي ظل المنافسة الشرسة، يظهر جليا الشخص المبدع الذي يتقن إبراز إبداعه وتفوقه، ويختفي من على الساحة الفقراء والبسطاء والأشخاص الأقل احترافية في تسويق أنفسهم، مهما كانوا نابغين أو متميزين.



          تعالوا لنتأمل شيئا أعمق وأكثر وضوحا، بالرغم من كون الإسلام أحد أعظم المناهج الأخلاقية على وجه الأرض، إلا أننا دائما متهمون بالإرهاب والعصبية وضيق الأفق وعدم قبول الآخر، وأننا نعشق العنف والدم ونتلهى في أوقات فراغنا بتعذيب من يخالفنا المعتقد والدين.. فهل هذا كلام حقيقي؟!



          أترك لك الإجابة.. وأطرح سؤالا آخر..



          بالرغم من كون اليهود أقل عددا، ويفتقرون إلى منهج قويم محترم يطرحوه للعالم، الخلفية المتعلقة بهم في الأذهان أنهم بخلاء طماعون يفقئون عينيك إذا لم ترجع لأحدهم فوائد المال الذي أقرضك إياه، ولعل من قرأ رائعة شكسبير "تاجر البندقية" يدرك ما أقول، وبالرغم من ذلك فقد استطاعت هذه القلة المكروهة أن تسوق جيدا لثقافة الهولوكست وتروج لنغمة الاضطهاد، وتخلق مفهوما يخصها وهو السامية.



          فكيف نجح اليهود في هذا؟... أترك لك أيضا الإجابة..

          ثم أتساءل ثالثة..



          هل من الحكمة أن ندفن كنوزنا الحقيقية في باطن الأرض في الوقت الذي يبيعنا فيه الآخر بضاعته الركيكة على أنها ذهب خالص بالرغم من كون بريقها لا يتعدى القشرة الخارجية؟!



          إننا يا أصدقائي بحاجة إلى أن نتقن فن تسويق (النفس والدين والقيمة والخلق).



          التقيت ذات يوم بالمفكر البريطاني (داو ود بيدكوك) رئيس المركز الإسلامي البريطاني، وهو أول مركز إسلامي يؤسس في بريطانيا على خلفية رواية سلمان رشدي (آيات شيطانية)، وعندما سألته لماذا يتحمس دائما من يدخل الإسلام لخدمة الدين عن المرء الذي ولد مسلما أبا عن جد؟


          قال لي: لأننا نأتي من هناك حيثُ العدم، فنرى إلى أي مدى بلغت عظمة هذا الدين، ونرى كذلك الخيبة التي تتملك المسلم في التسويق لبضاعته من القيم والأخلاق والمبادئ والحسن من السلوك والأفكار، وقال لي بالحرف (أنتم أفشل مندوبي مبيعات لبضاعة رائجة مطلوبة!)





          إننا مطالبون يا صديقي أن نُظهر روعة ما نملك ونخرجه للناس، إن اللؤلؤة تظل شيئا ليس له قيمة مادامت مخبأة في محارة في عمق البحر، ولا تظهر قيمتها إلا في عنق امرأة وهي تلمع في سحر يخطف الألباب.





          القيم الجميلة التي نتبناها تنتظر إعلانك المبهر عنها، مهاراتك وقدراتك تنتظر منك تسويقها بشكل أكثر حرفية وإقناعا..



          ببساطة.. كل ما تحمله يا صديقي ينتظر منك أن تشرق.. كالشمس.


          بقعة ضوء: قد يشك الناس فيما تقول، ولكنهم سوف يؤمنون بما تفعل…
          لويس كايس

          تعليق


          • #35
            فن الشكوى

            أشعر بالعجب الذي يطل من عينيك وأنت تتساءل: فن الشكوى؟؟!

            وأُجبك: نعم، ولا غرابة.



            دعنا أولا نتفق على شيء هام، وهو أن البشر -أو معظمهم- لا يحب الشخص دائم الشكوى، كثير التبرم من الظروف والحياة.

            وأننا جميعا ننفر من المرء الذي يحاول أن يصبغ الأيام بفرشاة داكنة قد غمسها في وعاء أفكاره المتشائمة، ونحاول بكل جد تحاشيه أو مقابلته.

            لكنني ورغم ذلك، أؤكد لك أن هناك بعض الأوقات التي تحتاج فيها أن تخرج ما بصدرك، وتتحدث عما أهمك، وتناقش أحدهم في شيء يشغل بالك.

            لا بد من لحظات نحتاج فيها إلى أن نشعر أن البشر للبشر، والمؤمن لأخيه، والإنسان لن يقدر على العيش دون أخيه الإنسان، فيتحدث ويتناقش، حتى إذا أخرج ما بصدره تنهّد مرتاحا، وعاد لوجدانه شيء من الطمأنينة وراحة البال.

            دعني أضف معنى آخر مهما وهو أن الشكوى في حقيقتها ليست شرا خالصا!

            فالشكوى تكون في كثيرا من الأحيان نوعا من التفكير المسموع أو مدعاة للتمرد من أجل كسر حالة ما خاطئة، أو تحطيم عقبة تواجهنا.

            خاصة إذا تركنا الشكوى من الأشياء التي ليس لنا يد فيها، إلى الأشياء التي نستطيع تغييرها للأفضل.

            بيد أن هناك إشكالية، كثيرا ما تحدث، فتجعل من شكوانا شيئا غير مُجدٍ، وبدلا من أن نشعر بالراحة بعدها تزيد تعاستنا، أو على أقل تقدير نلوم أنفسنا على البوح والتعبير وإخراج ما بالصدور.

            يحدث هذا الخلل عندما نتحدث إلى الشخص غير المناسب، وللأسف كثيرا ما يحدث ذلك.

            نعم إنها لمشكلة أن نتحدث إلى شخص لا يستطيع عمل شيء حيال موضوع الشكوى، فعلى سبيل المثال ترى من يشكو زوجته لصديقه، ويذهب إلى زوجته ليشكو لها مديره المتعنت، ويتحدث مع سائق التاكسي عن التناقضات في لائحة العمل بشركته!!

            فما الذي استفاده الشاكي في هذه المواقف..؟!

            لا شيء.. سوى مزيد من الضجر والتبرم.

            ودعني أُسرّ لك أن الشكوى لأشخاص ليسوا معنيين بموضوع الشكوى، يريح بعض الأشخاص..!

            وتفسير ذلك أن من يشتكي ويتذمر للشخص غير المناسب -رغم علمه بذلك- يحاول الهرب من مواجهة الواقع بشجاعة، فهو لا يملك من الجرأة ما يؤهله لقول (لا) لمديره، أو الاعتراف بالخطأ لزوجته، أو لئم شمل عائلته، أو الجلوس لتنقية الأجواء مع أصدقائه.

            فهو يتخذ من الشكوى ذريعة للهروب من المسؤولية.

            والأفضل له أن يتحلى بالشجاعة، ويشكو لمن يستطيع حل مشكلته، ويفضفض لمن يملك مفاتيح الراحة والسعادة.

            أعود لأكرر أنه يجب عليك ألا تشكو بشكل دائم مستمر، وإنما أخرج ما بقلبك حينما تشعر أنه قد أثقل روحك، وتحتاج إلى تنقية ذهنك وصدرك بالحديث الدافئ مع صديق أو قريب.

            وأنك يجب أن تتحدث وتشكو للشخص المناسب، الذي يملك روحا إيجابية، فيعطيك حلا ناجعا، أو نصيحة مثمرة، أو يريح قلبك من عناء ما أهم بك.

            بقعة ضوء: قلّل من الشكوى قدر استطاعتك، فلا فائدة ترتجى من كثرة الشكوى، وما أقل من نشكو إليهم، وإذا اضطرتك الظروف في أوقات ما إلى الشكوى، فليكن هذا لشخص تعلم جيدا أنه سيفيدك في شكواك، وسيعطيك ما تحتاجه من نصيحة أو توجيه، ويمتلك أذنا تُدرك كيف يكون الصمت والاستماع!


            تعليق


            • #36
              (7) لا تعش في جلباب أبيك!





              أكثر من 97% من أهل الأرض لا يعيشون أحلامهم، بل أحلام أشخاص آخرين..!



              ـ محمد التحق بكلية الهندسة لأن والده يريد أن يراه مهندسا!



              ـ علي تزوج من الفتاة التي أحضرتها له أمه، ورأت أنها الأقدر على إسعاده.



              ـ مازن قرر العمل في المبيعات رغم كونه لا يحبها، نظرا لأنها المتاحة أمامه وهو قد مل من أخذ مصروفه من أبيه وقارب أن يتم عامه الخامس بعد العشرين.



              أكثر الأسئلة التي تصلني على بريدي الإليكتروني طلبا للاستشارة هي: (لا أعرف ما الذي أريد تحقيقه في هذه الحياة!)



              وبرغم غرابة السؤال، إلا أن الناظر في حياتنا يرى أنه السؤال الأكثر منطقية في أيامنا هذه، فالشاب الذي عاش حياته مُسيّرا إلى أن بلغ حد الرجولة، كيف تتوقع منه أن يعلم أين يمضي ومتى يمضي والأهم كيف يمضي!



              إن الأوامر التي تلقاها في حياته لم تترك له مجالا لتحديد مصيره.



              ودائما ما أبدأ حديثي مع هؤلاء قائلا: عش أحلامك.. واخلع جلباب أبيك!



              وعندما يسألني أحدهم كيف أعيش أحلامي؟ أخبره بأول شيئين يجب أن يعلمهما جيدا، أن يعرف أولا ما هو الحلم الذي يود تحقيقه، بعدها عليه أن يحترم هذا الحلم، حينها سيصبح أمر تحقيق هدفه وحلمه (مسألة وقت).



              اختر حلمك، وهدفك، وطموحك، حسبما ترى وتؤمن، إنها حياتك أنت، وأبسط واجب منك تجاهها أن تحياها كما تريد، وتدفع ثمن هذا الاختيار.



              من الآن فصاعدا لا يجب أن تنظر لأبيك بطرف عينك، لترى هل رضي أم رفض قبل أن تعلن رأيك، احذف من قاموسك الإجابة المميتة: (أي شيء) إذا ما سألك أحدهم عما تريده، ولا ترضَ بالقليل، ليكن لك رأي في كل شيء، خاصة فيما يتعلق بحياتك ومستقبلك، أعلن رأيك بقوة وجرأة وشجاعة، لا غضاضة في أن تناقش هذا الرأي، وتصحح ما قد يشوبه من خلل أو خطأ، لكن في الأخير لا يجب أن تتنازل عن حقك في تحديد مصيرك وحياتك، وصدقني: إن متعة الخطأ في اختيارك الحر، تفوق سعادة الصواب فيما تم اختياره لك!



              هيا أحضر ورقة وقلما ودوِّن أهم 25 شيئا تود تحقيقهم في الحياة، هل ستكتب في صدر القائمة سيارة BMW وفيلا تطل على البحر الأحمر، لا عليك ستجد أنك قد كتبت أيضا أريد أن أصبح زوجا رائعا، وشخصا مؤثرا، وأن يكون لوجودي معنى في الحياة.



              ضع هذه الورقة أمامك، تأملها بعمق، ثم ابدأ في تصعيد أكثر هذه الأسباب أولوية ليكون على القمة، ضع الأسباب التي جعلت من هذه الأهداف ذات أهمية وأولوية لديك.




              الآن قم بما يجب عليك القيام به، مثلا.. هل على رأس قائمتك الحصول على شهادة علمية؟ الآن قم بجمع المعلومات المناسبة عن كيفية الحصول عليها، ضع خطة زمنية، ابدأ في الخطوة الأولى الآن.



              المهم أنك قبل أن تخطو ستكون قد فكرت، وقررت بناء على قناعة داخلية قوية، وإيمان حقيقي.



              وأؤكد لك أن العالم بأسره سيفسح لك الطريق، وبأن الشمس ستنير دربك بضوئها، وستغني لك الطيور أنشودة النصر، ولم لا؟.. وأنت واحد من القلائل الذين شقوا طريقهم باختيارهم.



              وليس في الأمر ثمة تفاؤل مبالغ فيه، أو مثالية مفرطة، فما أود منك فعله أن تكون صاحب رأي وموقف، وألا تفعل –فقط- ما تمليه عليك الظروف، أو يدفعك إليه أبواك أو المجتمع.



              للأسف أعرف من الأشخاص من لا يملك القدرة على اختيار ملابسه، فأهله أو أصدقاؤه هم من يشيرون عليه بما يصلح وما لا يصلح!



              وهيهات لمن لا يستطيع اختيار حذاء أن يختار الطريق الذي سيسلكه..!



              ممتعة هي الحياة لمن عاشها بإرادته، وأملى عليها شروطه، وألقى لها بقائمة مطالبه!



              والخلاصة: لا تعش أحلام شخص آخر، ولا تسمح لأحد أن يختار لك طريقك، أو يملي عليك ما يجب عمله، لتكن حياتك قائمة على ما تريده وتقرره، ولا ترضى أبدا بالقليل من الطموح، نل من الحياة ما تريد بقوة..وإصرار.

              تعليق


              • #37
                الحياة.. قرار!




                يقول وليم جيمس -أبو علم النفس الحديث- ليس هناك من هو أكثر بؤسًا من المرء الذي أصبح اللا قرار هو عادته الوحيدة!

                واستنادا إلى هذه المقولة العميقة، يمكننا اكتشاف لماذا نحيا في عالم مليء بالبؤساء!!

                إن الحياة تدفع المرء منا في كل لحظة إلى اتخاذ قرارات، ابتداء من قرار بسيط كشراء حذاء أو حُلّة سهرة، مرورا بقرار اختيار تخصص جامعي أو شريك الحياة، وانتهاء -إذا كنت من الزعماء- بقرار حرب أو غزو!

                واتخاذ القرار ليس بالأمر السهل ولا يقدر عليه سوى الشجعان، وكثير ممن يعيشون بيننا يهربون من لحظات اتخاذ القرار، ويدفعون بغيرهم كي يتخذوا هم القرارات، والسر في هذا أن للقرارات ردود أفعال، ونتائج، وإرهاصات، ولا يقدر كل الناس على تحمل تلك النتائج لذا نجد أن متخذي القرارات هم القلة دائما، وكم من قرار خاطئ كان رأس صاحبه هو الثمن، وقرار آخر شجاع رفع أمة وأعز شعبا، وصنع تاريخا.

                ومعنى "القرار" الذي أعنيه هو القدرة الواعية التي تُمكن المرء من الاختيار الصحيح بين البدائل، بعد موازنة المكاسب والخسائر، وفوق هذا أن يكون في الوقت المناسب.

                والقرار قد يكون اختيارا بين نقيضين، خير وشر أو أبيض وأسود، وقد يكون ترجيحا بين السيئ والأسوأ أو الجيد والأجود، أو تغليب لأخف الأضرار.

                وشجاعة اتخاذ القرار تنمو مع المرء منا، وتتأثر إلى حد كبير بالبيئة التي ينشأ فيها، فالشخص الذي يدفعه أبواه في بداية حياته لاتخاذ قرارات -ولو بسيطة- تعود نتائجها عليه، كاختيار ملابسه أو ألعابه، يبدأ في فهم الربط بين السبب والنتيجة، ويدرك في بداية عمره العلاقة بين اتخاذ القرار وتشكيل الواقع والمستقبل، وأن ما يفعله اليوم يتحمل نتائجه غدا، في المقابل فإن الشخص الذي ينشأ وقد تكفل أحدهم بالتفكير نيابة عنه، سيجد نفسه في مأزق كبير في بداية حياته العملية، نظرا لجهله بأمر اتخاذ القرار وطرقه السليمة.

                لكن هب أنك قد ولدت في مجتمع أو بيئة لا تغرس في أبنائها أهمية اتخاذ القرار، فهل مضى الوقت لتعلم تلك المهارة وتنميتها؟ والإجابة بشكل قاطع.. كلا.

                يستطيع كل واحد فينا أن ينمي لديه عادة اتخاذ القرار، وذلك عبر معرفته وإيمانه ببعض النقاط، ومنها:

                1. أن المصائر تحددها القرارات: مصيرك ومستقبلك يحدده إما قرارك، وإما رؤية وقرارات الآخرين! إما أن تأخذ قرارات تخص حياتك، وتسعى لإمضائها، وإما أن تنتظر لتصبح جزءا من مخططات الآخرين، إن مصائر الأشخاص والشعوب تصنعها قراراتهم الواعية، بينما غيرهم -ممن لا يملكون اتخاذ قرار- يعيشون بلا هوية، فلا تُُرى منهم حركة، أو يسمع لهم صوت.

                2. اتخاذ القرار ممارسة: يكفيك أن تعرف أصوله الرئيسة، بعدها ابدأ في الممارسة الفعلية، المعلومات المجردة لن تفيدك كثيرا، ما ينفعك حقا أن تبادر وتأخذ قراراتك الواحد تلو الآخر، بعدها ستجد أن هناك نوعا من الحكمة والفطنة قد اكتسبهما أسلوبك وطريقتك في اتخاذ القرار.

                3. القرار الخاطئ أفضل من عدم اتخاذ قرار: وأقصد هنا أن اجتهادك حتى وإن كان خطأ، فإنه أفضل كثيرا من وقوفك ساكنا، وذلك لأن الخطأ يمكن تصحيحه، والتعلم منه، بينما السلبية لا تخلق لنا أي فائدة مرجوة، وقديما قال الشاعر العربي لواحد من المرتجفين السلبيين:

                إذا أنت لم تنفع فضر فإنما * * * يرجى الفتى كيما يضر وينفع

                أي أنك يجب أن تفعل شيئا، يجب أن تحرك الماء الساكن في حياتك، حتى وإن أخطأت وزللت، وخاب اجتهادك!

                4. اتخاذ القرار هو الشرارة الأولى: يجب أن تهيئ نفسك للعمل وربما لقرارات أخرى تمليها عليك الظروف، وذلك لأنه بعد اتخاذك لقرار ما، ستحتاج إلى تنفيذ هذا القرار، ومتابعته، وبذل جهد في ذلك، لذا فيجب أن تعي أن القرار هو بداية العمل وليس نهايته، لكنه رغم ذلك هو المحدد لخط سير العمل.

                نأتي الآن لنقطة هامة، وهي الآليات التي يمكننا من خلالها اتخاذ قرار سليم، وهذا أمر فصّل فيه كثيرا أساتذة الإدارة وعلم النفس، لكنني هنا أجملت الأمر في أربع محطات هامة يجب أن تمر بها عند اتخاذك لقرار حياتي:

                · اسأل نفسك عن الهدف: ما الذي تريده بالضبط كي تختار وفقه؟ هب أنك بصدد الاختيار بين فرصتي عمل، اكتب جيدا الأهداف التي تود أن تحققها من خلال عملك، فربما كنت بحاجة إلى الخبرة أكثر من حاجتك إلى المال، أو بحاجة إلى شركة كبيرة تفيدك في الترقي بعد ذلك وتعطي ثقلا لسيرتك الذاتية، أو التي توفر لك وقتا تستطيع أن تنهي فيه دراستك العليا، أو ربما كنت بحاجة للوظيفة التي تعطيك دخلا أكبر دون النظر لاعتبارات أخرى، حدد جيدا ما الذي تريده، كما يمكنك أن تقسم أهدافك حسب أولويتها، كأن تضع العائد المادي ثم الأقرب لمنزلك، فالتي تعطيك خبرة أكبر وهكذا، المهم يجب قبل أن تختار أن تحدد جيدا الأهداف التي ستختار على أساسها.

                · اجمع المعلومات: هذا أمر جوهري في اتخاذ القرار، يجب أن تجمع كل ما تستطيع جمعه من معلومات حول الخيارات المتاحة، إن المعلومة هي التي ستحدد اختيارك، وكلما كانت معلوماتك دقيقة وثرية، أمكنك الاختيار بشكل أكثر دقة.

                عند اختيارك لوظيفتك، أو سيارتك، أو تخصصك الجامعي، أو حتى شريك الحياة، المعلومات التي ستجمعها هي التي ستجعل بوصلتك ثابتة على أرض مستوية، وتقلل من نسبة الخطأ والزلل.

                · الغربلة: هنا نبدأ في تبيان الإيجابيات والسلبيات، ننظر بعقلانية إلى جميع محاسن ومساوئ كل اقتراح، كما قلت هناك أوقات نكون بحاجة إلى الاختيار بين خير الخيرين، أو شر الشرين، أن نخرج بالخيار الأكثر ملاءمة لنا من دون كل الخيارات.

                من الأهمية هنا أن أؤكد أن هذه المرحلة يجب أن تكون عقلانية جدا، وذلك لأن العاطفة قد تلعب دورا في تغليب خيار دون غيره، لذا فانتبه وحاول قدر استطاعتك أن تمتلك رؤية ثاقبة عملية.

                · الأدوات المساعدة: ومنها الاستشارة، فمن الأهمية بمكان أن يكون لدينا أفق واسع يسمح لنا بمراجعة من نثق في رأيه أو خبرته وحكمته، ونرى ما قد يطرحه علينا من آراء، وليس في الاستشارة ما يعيب أو يشين، بالعكس إنها إما تثقل الرأي الذي اخترناه وتؤيده، وإما تلفت نظرنا لخلل أو عيب فيه لم ننتبه إليه، لكن في النهاية سيظل القرار قرارك أنت.

                أيضا من الأدوات المساعدة الدعاء، وهذه أيضا من الإستراتيجيات الهامة، جميع الأديان السماوية حثت على طلب العون من الله دائما، ومن الجيد أن يسأل العبد خالقه بعد أخذه بجميع الأسباب، أن ينير بصيرته ويدله على الطريق السليم.



                هذه هي الرباعية التي أرى أهمية الانتباه إليها عند اتخاذ قرار حياتي، بيد أن هناك عائقين رئيسيين سيقفان أمام اتخاذك للقرار، أحذرك منهما، وهما:

                التردد: فكثيرا ما ستجد نفسك مترددا أو ربما متشككا في جدوى القرار الذي اتخذته، أو مقدار صحته، ستخبرك نفسك أن تتريث قليلا ففي التريث خير!

                فاحذر من فخ التردد، نعم يجب أن تأخذ وقتك جيدا في الاختيار وجمع المعلومات وغربلتها، لكن إذا ما عزمت، فامضِ في طريقك، لا يؤخرك شيء.

                التسرع:
                والشروع في تنفيذ القرار قبل استكمال دراسته وتمحيصه وجمع المعلومات التي تيسر اتخاذ قرار سليم.

                وكلا الأمرين، التردد والتسرع، لن يجدياك نفعا.

                ادرس واجمع المعلومات ووازن واستشر وخذ قرارك.. فإذا عزمت.. فتوكل على الله.



                بقعة ضوء: الرجل الذي يصر على رؤية الوقائع بوضوح تام قبل اتخاذ القرار لا يتخذ أي قرار...
                هنري فريدريك أميل

                تعليق


                • #38
                  شكرا لك

                  الكتاب رائع من العنوان
                  sigpic

                  فليـتك تحلو والحيـاة مـريرة * وليـتك ترضـى والأنـام غضـاب

                  تعليق


                  • #39
                    شكرا لمرورك

                    تعليق


                    • #40
                      حلو نتظر بالتوفيق............
                      ×?°من اصعب الأشياء !×?°

                      ان يخونك لسانك في موقف انت في اشد الحاجه له

                      ما أصعب أن تبكي بلا .. " دموع"

                      وما أصعـــــب أن تذهب بلا .. " رجوع "

                      وما اصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضــــــيق http://forum.stop55.com/mwaextraedit2/frames/br7.gif

                      تعليق


                      • #41
                        شكرا ليك

                        تعليق


                        • #42
                          هيئ مكانا لسيارتك المرسيدس!




                          من عادتي بغضُ المثالية المفرطة، ودائما ما أحب الواقعية التي تشعرني باحترام من يخاطبني لعقلي وإدراكي!
                          لذا قد يبدو غريبا بعض الشيء أن أطالبك بالبدء في البحث عن مكان مناسب لوضع سيارتك المرسيدس التي ستشتريها يوما ما..!
                          صدقني لست مازحا، أو واهما، أو أحلّق في الخيال..
                          ما أود إيصاله لك في هذه الفقرة، أن أحلامك الكبيرة يجب أن تنظر إليها بأهمية كبيرة، وتراها شيئا لا يحتاج سوى إلى (بعض الوقت).
                          لمايكل أنجلو الرسام العبقري عبارة رائعة تقول: الخطر الأعظم بالنسبة لمعظم البشر ليس في أن يكون هدفنا كبيرا عاليا لدرجة صعوبة تحقيقه، وإنما في أن يكونا بسيطا متواضعا من السهل تحقيقه!
                          نعم الخطر أن نرضى بالأحلام والأهداف المتواضعة، بالرغم من أن قدرة معظمنا كبيرة، ونستطيع بقليل أو كثير من الجهد أن نحقق ما ظنناه يوما ما شيئا خياليا غير قابل للتحقيق.
                          إن المرسيدس لا تعني السيارة في ذاتها، وإنما تعني كل حلم عظيم.
                          قد يكون هذا الحلم حفظ القرآن كاملا، أو أن تصبح مليونير، فقط حدد هدفا كبيرا وآمن به، وابدأ في أخذ الخطوات التي ستوصلك إليه.
                          ولعلك لا تدرك حقيقة في غاية الأهمية والوضوح، وهي أن الحلم الكبير لا يحتاج إلى مجهود أكبر بكثير من الحلم الصغير كي يتحقق.
                          نعم أن تصبح موظفا عاديا في دائرة حكومية، تمارس عملا واحدا طوال سنوات عمرك، لن يكلف أقل مما سيكلفك أن تصبح صاحب شركة أو تدير عملا خاصة.
                          فقط قليل من الجهد، قليل من التعب والدراسة، ولكن كثير من الشجاعة.

                          أرى هذا الأمر بوضوح مع أصدقائي من المؤلفين والكتاب، فمنهم من يكتب كتابا رائعا وغاية أمله أن يبيع منه ألف نسخة كي يشعر بالسعادة والنجاح، وهناك من لا يعترف بالنجاح البسيط ولا يهدأ باله قبل أن يتم توزيع خمسين ألف نسخة أو أكثر، والفارق بينهما ليس في قوة ما يحتويه الكتاب من معلومات وآراء وأفكار، وإنما فيما يحتوي عليه صدر كل منهما من طموح وعزيمة وإصرار.

                          ومما أعجبني في هذا الأمر، موقف الإمام الكبير العز بن عبد السلام إمام المسجد الأموي بدمشق، عندما قام الملك الصالح -ملك الشام- بعمل اتفاق مع الصليبيين ضد إخوانه المسلمين، فقام الإمام بن عبد السلام وخطب في المسلمين خطبة، هجا فيها هذا القرار، وندد بالاستعانة بالصليبيين ضد إخوانهم المسلمين، فسجن الإمام لفترة، فهاج الناس، فتم نفيه إلى مدينة (الكرك)، فجلس فيها لفترة، ثم قرر الرحيل بعد انقضاء الغمة، فقال له أمير الكرك -وكانت ولاية كبيرة- ابق معنا يا إمام، وسنجعلك قاضي القضاة وسنعطيك ونعطيك.
                          فقال له الإمام كلمة في غاية الغرابة، وذات دلالة وعمق بالغين، قال: بلدك يا مولاي أصغر من علمي!!
                          وجمع الإمام حاجياته وذهب إلى مصر، فكان فيها سلطانا للعلماء، وقاد حركة تجييش الشعب في حربه ضد التتار، وكان قائدا لحركة شعبية كبيرة.
                          لقد عرف هذا الرجل طموحه وغايته، كان حلمه غير قابل للمساومة، لم يرض حتى بالبقعة الجغرافية التي أرادوا له الجلوس فيها، ووجدها (صغيرة على حلمه وعلمه).

                          النفس يا صديقي تهوى الراحة والركون، والهدف الكبير يستفزها فتحاول أن تثنيك عن تحقيقه، وتراهن على فشلها في بلوغه، وتُظهر لك العقبات والمشكلات التي تنتظرك.
                          هنا يجب عليك أن تلجمها بلجام همتك، وتثيرها بنشيد حماستك، وتنقل لها شحنة الإصرار التي تحركك.
                          وستقابل بلا شك يا صاحبي من يحاول إثناءك عن تحقيق هدفك، وخلخلة ثقتك في إمكانية الوصول إليه، فلا تصغ إلى صوتهم، ولا تهتم بأمرهم.
                          محمد بن أبي عامر كان شابا في العشرين عندما تمنى أن يصبح أميرا على قرطبة، سخر منه أصدقاؤه وذكروه بأنه كاتب رِقَاع، وأقصى ما يمكنه تمنيه ظل جدار في شوارع قرطبة يجلس إليه ليكتب رسائل الناس مقابل درهم أو درهمين.
                          ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى أصبح محمد بن أبي عامر أميرا على الأندلس كلها لا قرطبة فحسب، وأنشأ الدولة العامرية صاحبة الفتوحات الكبيرة والانتصارات الرائعة.

                          بل دعني أذكر لك مشهدا أثار العالم في فترة السبعينيات، ففي عام 1977 نُشر خبر مثير، مفاده أن سيدة من ولاية فلوريدا بأمريكا وتدعى لورا شولتز وتبلغ من العمر 63 عاما، استطاعت أن ترفع مؤخرة سيارة بويك لتحرر ذراع حفيدها من تحتها، بالرغم من أن هذه العجوز لم تقم برفع شيء يزن ربع وزن السيارة التي رفعتها.
                          أثار هذا الأمر فضول الكثيرين، وذهب إلى بيتها معظم وكالات الأنباء كي يجروا معها لقاءات تتحدث فيها عن تلك القدرة الخارقة.
                          وكان ممن اهتم بهذا الأمر، أحد الكتاب المهتمين بالتطوير الذاتي وتنمية الشخصية ويدعى تشارلز جارفيلد، فذهب إليها، بيد أنه وجدها حزينة ومكتئبة ولا تريد التحدث في هذا الأمر! فتودد إليها تشارلز، إلى أن قالت له إنها حزينة جدا لأن هذا الأمر -رفع السيارة- قد حطم معتقداتها بما يمكنها تحقيقه، وزعزع لديها بعض الثوابت الخاصة بما هو ممكن وما هو مستحيل.
                          وقالت له: (إن ما يؤلمني أنني فعلت في هذا العمر شيئا كنت أراه مستحيلا من قبل، فما الذي يعنيه ذلك؟ هل يعني أن حياتي كلها قد ضاعت ولم أحقق أشياء كثيرة فيها كنت أراها مستحيلة!؟).
                          لقد توقفت أمام هذه الكلمة الأخيرة وسألت نفسي:
                          ـ هل يجب أن أرفع سيارة أو أفعل شيئا خارقا كي أثبت لنفسي أني قادر -وأنا في الثلاثين- على حفظ القرآن الكريم كاملا؟
                          ـ ألا يجب أن أعيد النظر في مستوى طموحاتي لأرفعها عاليا ما دام تحقيقها ليس بالشيء المستحيل؟
                          ـ هل يجب أن أولد غنيا، أو أحترف السرقة كي أمتلك سيارة ومنزلا جميلا ومستوى اجتماعيا يرضيني؟
                          سبحان الله، حتى المطمح الأخروي يجب ألا نتواضع فيه، فهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام يخبرنا أن: (إذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس الأعلى من الجنة).

                          ولكل منا مطمح وأمل، فاختر من أحلامك أكبرها، ومن آمالك أعظمها، وتوكل على خالقك وسله التوفيق، وأرنا عزيمة الأبطال.

                          بقعة ضوء: ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يتصور لآدمي صعود السموات لرأيت من أقبح النقائص رضاءه بالأرض.
                          ابن الجوزي

                          تعليق


                          • #43
                            جميل


                            لو قرأناه كان شاركنا ف المناقشه

                            تعليق

                            يعمل...
                            X