قال محمد بن مالك :
كلامُنا لفظ مفيدٌ كاستقمْ **** واسمٌ ثمَّ حرفٌ الكَلِمْ
الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع
الكلم اسمُ جنس , يدلُّ على الجمْع , والواحدُ منه كَلِمَةٌ أو كِلْمِة .
والكلمة ثلاثة أقسام : اسم , وفعل , وحرف . قال السيوطيّ : (( ولا رابع لها )) .
فالأقسام المتفق عليها ثلاثة :
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أوّلها : ( الاسم ) , وهو ما دلّ على معنى في نفسه , ولم تقترن دلالته بالزمن كالسماء والأرض
وزيد وعمرو .أو بمعنى آخر هو: كل كلمة دلّت على إنسان أو حيوان أو نبات
أو جماد أو غير ذلك، نحو: رجل، حصان، عنب، حجر.
فإذا نظرت في قوله تعالى : ( اللهُ نورً السموات والأرض ) وجدت أنّ هذه الآية عامٌّ ,
لايحدُّه زمان محدّد فالله نور السموات والأرض في كلّ حين .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
وثانيها : ( الفعلُ ) وهو ما دلّ عل معنى في ذاته مقترن بزمان من الأزمنة الثلاثة :
الماضي والحاضر والمستقبل , فالفعل ( كتب ) يقرن الكتابة بالماضي ,
وفعل الأمر ( اكتبْ ) يطالب بإحداث الكتابة بعد زمن التكلّم , و( يكتب ) يدلُُّ على
الكتابة في الحاضر أو المستقبل بأداة التنفيس ( سوف ) أو بغيرها .
انظر في قوله تعالى : ( كيف تكفرون باللهِ وكنتم أمواتاً , فأحياكم , ثم يُميتكم ,
ثم يُحيكم , ثم إيه ترجعون ) . فالفعل ( تكفرون )
يدل على الحاضر , و( أحياكم )
قرن الإحياء بالماضي , والأفعال الثلاثة ( يميتكم , يحيكم , ترجعون ) مرتبطة
بمستقبل يزداد مداه اتساعاً , من الموت المتوقَّع في الدنيا إلى يوم القيامة
الذي سوف يرجع فيه الناس إلى باعث الموتى .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
وثالثُ الأقسام الحرف : وهو مادلّ على معنى في غيره , فهمزةُ الاستفهام في نحو :
أجاء زيد ؟ تخلع السؤال على مجيء زيد . و( لا ) النافية في نحو قولك : لا أحبُّ الكيد ,
نفت عنك حبّ الكيد . أمّا إذا قيل لك : هل تحبُّ الكيد ؟ فأجبت : لا , فإنّ ( لا )
وحدها لم تدلّ على نفي الحبّ , بل دلّت عليه مع الفعل المقدّر ( أحبّ ) ,
كأنك قلت : لا أحبُّه .
تعليق