في سن معينه كنت أعشق كل تلك الكتب التي كانت تتحدث عن الأصدقاء , ودائمآ تراني أجالس من هم أكبر مني سنآ لكي أسألهم عن طبيعه حياتهم وأصدقائهم ونوع ونمط الصداقه التي حظوا بها فيما مضى , والأهم إني كنت ألح بالسؤال عن إذا ماإستمرت العلاقه , أو هل تخللتها ظروف أجبرتهم على الإفتراق ,كانت قيمه تلك العلاقه الإنسانيه تهمني بشكل مبالغ فيه , وكنت أنظر إليها على إنها أسمى أنواع التواصل بين الأفراد ... ومرت الأيام ووصلت لسن يخولني أن أفهم طبيعه هذه العلاقات التي كنت أقدسها بما للكلمه من معنى , ولكني خذلت لمجرد أن سنحت لي الحياه بالخروج خارج الإطار الذي كنت أعيشه , فإكتشفت إن ماكنت أسمعه عن هذه العلاقات المميزه ليس موجودآ الان بل أصبح من النوادر التي لايمكن وجودها إلا بنسبه 10% .. لم يعد أغلبيتنا يحترم هذا النوع من العلاقات , بل صاروا ينظرون إليها على إنها (صرعه) فلايمكن التجوال بالمحال التجاريه إلابصحبه صديق أو أصدقاء كثر , لكي يتماشئ هذا الفرد مع المجتمع الذي هو منه وفيه ,لم يعد مفهوم هذة الكلمه كالسابق , وهذا ماأحزنني فعلآ , ف جميع العلاقات صارت ترتبط بالمصالح الشخصيه أولآ , وبالمفاخره ثانيآ , فقدت هذه الكلمه بريقها ومعناها السامي الذي تجلت به فيما مضى , عندما كانت تضرب الأمثال في علاقه الإنسان بأخيه الأخر كما كان يقال: صديقي من يقاسمني همومي : ويرمي بالعدواه من رماني ... ويذكرني متى ماغبت عنه : ويكفيني ملمات الزمان ... ومما ذكر أيضآ:: سامح صديقك إن زلت به قدم : فليس يسلم إنسان من الزلل .... كل هذه الأمثله وغيرها تبين لنا قيمه الصديق التي لاتقدر بثمن ولاتعوضها أي علاقه سوى علاقه الأهل وذي القربى , فمن الجميل أن يكون لك فلب أنت صاحبه ولكن الأجمل أن يكون لك صاحب أنت قلبه , فالحياه بالنسبه إلي كمسأله حسابيه فهي (جمع وطرح وقسمه ) ف إجمع أحبابك وأصحابك حولك , وإطرح من نفسك الأنانيه والبخل بالعطاء أيآ كان نوعه , وقسم حبك بالتساوي عليهم ف صديقك الذي يحميك في الغيب جاهدآ ويستر مايأتي من السوء والقبح ... وينشر مايرضيك في الناس معلنآ ويغضي ولايألو من البر والنصح .... ف الصداقه كنز ومن يحافظ على كنزه يظل غنيآ , فلا تعش وعيناك مغمضتين عمايدور من حولك وضع تركيزك على ماهو مهم , ف العصفور يحتاج إلى العش , والأسد إلى الغابه , والرجل كل ماهو بحاجه له هو ذاك الصديق ... الذي يأزره في محنته ولايسمح حتى للظروف بأن تبعده عنه , فتراه يقدمه على نفسه في راحته أو شدته , ويقدم له العون متى متى مأحتاج إليه , ويسعى جاهدآ لرسم البسمه على شفاته , فتراهم كالجسد بروح واحده ... فكما يقال الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق فلا تركن إلى صداقه لاتدوم , وتعلم من هذه الحكمه عند إختيارك لصديقك ( ماأكثر الأصدقاء حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل ) .... (وإذا ماكنت متخذآ خليلآ فلا تثقن بكل أخي إخاء ) (فإن خيرت بينهم فألصق بأهل العقل منهم والحياء ) ف أعلم أن الصداقه كنز نزرعه بأيدينا , فإنتقي من هم مقدرين لهذه العلاقات وإبتعد كل البعد عن من يود التفاخر بك لأيام ويريد قضاء الوقت بصحبتك ليقال عنه فلان صديق فلان ف هؤلاء لاخير في صداقتهم ولانفعآ ...كالصديق المزيف تلقاه يشبه الظل يتبعك في الشمس ويهجرك في الظل .....
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الصداقه كنز ...
تقليص
X
-
الصديق وقت الضيق
اختار الصديق قبل الطريق
كم هى جميله كلماتك عن الصداقه
أنارت كلماتك ردهه الشعر والنثر
تقبلى تحياتى
www.omanlover.org/vb/om279766
لاتظلمن اذا ماكنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبها يدعو عليك وعين الله لم تنم
تعليق