[align=center]شخوص الرِّواية!![/align]
[align=justify]الشَّخصية الأكثر بروزاً، و المؤثرة في سير الأحداث، و التي تركت تاثيرها حتّى بعد الموت، كانت هي شخصية زاهر بخيت، ذلك السّبيعني الدَّاهية.
و قد أجاد سليمان المعمري بعثرت جوانب هذه الشّخصية في مقالٍ له نُشر بـ \ مراس جريدة عمان تحت عنوان عن زاهر بخيت... أتحدّث..
"لم أقابله في حياتي قط .. ولم أسمع صوتَه أو أرى صورتَه يوماً.. ومع هذا، مذ تعرَّفتُ عليه وأنا لا أستطيع التَّوقف عن التَّفكير في هذه الشّخصية العجيبة.. هذا الرجل العجوز القوي الغامض الذي يمكنه أن يسيطر على قرية كاملة بمنتهى الهدوء، بما آتاه الله من دهاء وصبر..
رأيته يقول لحفيده ذات مرة بصوت حاسم رداً على عبارة « لم أعد أفهم شيئا »: ( مشكلتك الكبرى في حياتك العجلة .. لو رزقك الله التَّأني لكنتَ أهم رجل في هذه القرية في المستقبل القريب )..
هذا الصبر، وهذا التأني، هو لا غيره ما صنع أسطورة زاهر بخيت، وجعله الشّخصية الأكثر تأثيرا في مجريات أمور قرية نُذرتْ على ما يبدو لهكذا نوع من الشخصيات الأسطورية الغامضة التي تشعر بعد أن تحتكّ بها كم هو الإنسان غامض وواضح في الآن نفسه.
بحنكة المجرب كان زاهر بخيت يحوّل دَّفة الحوار في مجلس القرية أو مسجدها إلى الدَّفة التي يريدها دون أن يشعر به أحد.. وكان يدفع القرية دفعا لتفعل ما يُريد دون أن يأمر أحداً بشيء.. بل يفعل ذلك في هدوءٍ وصمت..
الصمت هي ميزة أخرى صنعتْ أسطورة زاهر.. لم أسمعه قط يتحدث عن نفسه في قرية اتخذت من الثَّرثرة خبزها اليومي.. وما كنتُ لأعرف شيئا عن حياته الخاصة لولا ما تناثر إلى سمعي من أحاديث أهل القرية .. لم أعرف مثلاً أن زاهر تزوج خمساً من بنات قريته على التَّوالي إلا من ولد السّليمي الذي سمع هذه القصة من أبيه، « كلما تزوج واحدة لا تكمل شهرين أو ثلاثة حتى تموت فجأة.. حرص أهل القرية آنذاك على عدم تزويجه خوفاً على بناتهم من الموت »، و أتضح فيما بعد « عندما ذهب للمُنجِّم » أن السَّبب هو رجل فقير سخر منه زاهر في السّوق ذات يوم للون بشرته وتدني منزلته الاجتماعية، فظلَّ يدعو عليه دبر كل صلاة أن يذيقه من الكأس نفسه، فكتب الله « كما يقول المُنجِّم » ألا تنجب لزاهر أي امرأة يتزوجها إلا إذا كانت من فئة الرجل المسخور منه..
وعندما رضخ زاهر في النِّهاية وتزوج من الفتاة الحنطاوية التي تنتمي حسب العرف الاجتماعي لفئة أدنى؛ رزقه الله بولده بخيت ذي الأنف الأفطس. « وأثبتتْ الأيام أن القصاص من ذنبه شمل أيضاً الكثير من تصرفات ابنه وتمرده على كل شيء، وأفعاله الجنونية التي لم تنته حتى مات بعد نوبة شرب للكحول »..
يتبع[/align]
[align=justify]الشَّخصية الأكثر بروزاً، و المؤثرة في سير الأحداث، و التي تركت تاثيرها حتّى بعد الموت، كانت هي شخصية زاهر بخيت، ذلك السّبيعني الدَّاهية.
و قد أجاد سليمان المعمري بعثرت جوانب هذه الشّخصية في مقالٍ له نُشر بـ \ مراس جريدة عمان تحت عنوان عن زاهر بخيت... أتحدّث..
"لم أقابله في حياتي قط .. ولم أسمع صوتَه أو أرى صورتَه يوماً.. ومع هذا، مذ تعرَّفتُ عليه وأنا لا أستطيع التَّوقف عن التَّفكير في هذه الشّخصية العجيبة.. هذا الرجل العجوز القوي الغامض الذي يمكنه أن يسيطر على قرية كاملة بمنتهى الهدوء، بما آتاه الله من دهاء وصبر..
رأيته يقول لحفيده ذات مرة بصوت حاسم رداً على عبارة « لم أعد أفهم شيئا »: ( مشكلتك الكبرى في حياتك العجلة .. لو رزقك الله التَّأني لكنتَ أهم رجل في هذه القرية في المستقبل القريب )..
هذا الصبر، وهذا التأني، هو لا غيره ما صنع أسطورة زاهر بخيت، وجعله الشّخصية الأكثر تأثيرا في مجريات أمور قرية نُذرتْ على ما يبدو لهكذا نوع من الشخصيات الأسطورية الغامضة التي تشعر بعد أن تحتكّ بها كم هو الإنسان غامض وواضح في الآن نفسه.
بحنكة المجرب كان زاهر بخيت يحوّل دَّفة الحوار في مجلس القرية أو مسجدها إلى الدَّفة التي يريدها دون أن يشعر به أحد.. وكان يدفع القرية دفعا لتفعل ما يُريد دون أن يأمر أحداً بشيء.. بل يفعل ذلك في هدوءٍ وصمت..
الصمت هي ميزة أخرى صنعتْ أسطورة زاهر.. لم أسمعه قط يتحدث عن نفسه في قرية اتخذت من الثَّرثرة خبزها اليومي.. وما كنتُ لأعرف شيئا عن حياته الخاصة لولا ما تناثر إلى سمعي من أحاديث أهل القرية .. لم أعرف مثلاً أن زاهر تزوج خمساً من بنات قريته على التَّوالي إلا من ولد السّليمي الذي سمع هذه القصة من أبيه، « كلما تزوج واحدة لا تكمل شهرين أو ثلاثة حتى تموت فجأة.. حرص أهل القرية آنذاك على عدم تزويجه خوفاً على بناتهم من الموت »، و أتضح فيما بعد « عندما ذهب للمُنجِّم » أن السَّبب هو رجل فقير سخر منه زاهر في السّوق ذات يوم للون بشرته وتدني منزلته الاجتماعية، فظلَّ يدعو عليه دبر كل صلاة أن يذيقه من الكأس نفسه، فكتب الله « كما يقول المُنجِّم » ألا تنجب لزاهر أي امرأة يتزوجها إلا إذا كانت من فئة الرجل المسخور منه..
وعندما رضخ زاهر في النِّهاية وتزوج من الفتاة الحنطاوية التي تنتمي حسب العرف الاجتماعي لفئة أدنى؛ رزقه الله بولده بخيت ذي الأنف الأفطس. « وأثبتتْ الأيام أن القصاص من ذنبه شمل أيضاً الكثير من تصرفات ابنه وتمرده على كل شيء، وأفعاله الجنونية التي لم تنته حتى مات بعد نوبة شرب للكحول »..
يتبع[/align]
تعليق