إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رجعتُ من بحار الفكر دون فكر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رجعتُ من بحار الفكر دون فكر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رُبما يكون من أجمل الشعراء الذين اطلعتُ على تجربتهم الشعرية، هو رائد الحداثة في مصر الشاعر صلاح عبدالصبور.


    وهذا الرجل مزج الفلسفة مع الشعر، أو أنّ أنفاس شعره كانت فلسفية -رُبما-.
    اطلع عبدالصبور على الكثير من التاجارب الغربية في الشعر، واطلع أيضًا على التراث العربي إضافة إلى التراث الهندي أثناء تواجده في الهند لفترة مُعتبرة.


    الكثير من القصائد التي نفثها عبدالصبور تستحقُ البقاء في ذاكرتنا طويلاً، ومنها هذه القصيدة التي قد تُناسب هذه الشُرفة.




    هذا زمان السأم

    نفخ الأراكيل سأم
    دبيب فخذ امرأة ما بين أليتيّ رجل ..
    سأم
    لا عمق للألم
    لأنه كالزيت فوق صفحة السأم
    لا طعم للندم
    لأنه لا يحملون الوزر إلا لحظة ..
    … ويهبط السأم
    يغسلهم من رأسهم إلى القدم

    طهارة بيضاء تنبت القبور في مغاور الندم
    نفن فيها جثث الأفكار و الأحزان ، من ترابها ..
    يقوم هيكل الإنسان
    إنسان هذا العصر و الأوان

    (أنا رجعت من بحار الفكر دون فكر
    قابلني الفكر ، ولكني رجعت دون فكر
    أنا رجعت من بحار الموت دون موت
    حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته،)
    وعدت دون موت
    أنا الذي أحيا بلا أبعاد
    أنا الذي أحيا بلا آماد
    أنا الذي أحيا بلا ظل .. ولا صليب
    الظل لص يسرق السعادة
    ومن يعش بظله يمشي إلى الصليب، في نهاية الطريق
    يصلبه حزنه، تسمل عيناه بلا بريق

    يا شجر الصفصاف : إن ألف غصن من غصونك الكثيفه
    تنبت في الصحراء لو سكبت دمعتين
    تصلبني يا شجر الصفصاف لو فكرت
    تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذكرت
    تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملت ظلي فوق كتفي، وانطلقت
    و انكسرت
    أو انتصرت

    إنسان هذا العصر سيد الحياه
    لأنه يعيشها سأم
    يزني بها سأم
    يموتها سأم
    أستاذي الفيلَسَوفْ
    ما بين الحرف حروفٌ
    للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
    إبراهيم السالمي

    رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

    "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

    يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

    " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
    خليفة الزيدي

  • #2
    2
    قلتم لي :
    لا تدسس أنفك فيما يعني جارك
    لكني أسألكم أن تعطوني أنفي
    وجهي في مرآتي مجدوع الأنف

    3
    ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
    يدعو إله النقمة المجنون أن يلين قلبه، ولا يلين
    (ينشده أبناءه و أهله الأدنين، و الوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيدا
    وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها انس ولا شيطان)

    (يدعو اله النعمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة،
    حتى يؤتى الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبتني بحر ماله كنيسة ومسجداً وخان)
    للفقراء التاعسين من صعاليك الزمان
    ملاحنا يلوي أصابعاً خطاطيف على المجداف و السكان
    ملاحنا هوى إلى قاع السفين ، واستكان
    وجاش بالبكا بلا دمع .. بلا لسان
    ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب
    .. والأحباب و الزمان و المكان
    عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه، ومال
    ومد جسمه على خط الزوال

    يا شيخنا الملاح ..
    .. قلبك الجريء كان ثابتاً فما له استطير
    أشار بالأصابع الملوية الأعناق نحو المشرق البعيد
    ثم قال :

    - هذي جبال الملح و القصدير
    فكل مركب تجيئها تدور
    تحطمها الصخور
    وانكبتا .. ندنو من المحظور، لن يفلتنا المحظور

    - هذي إذن جبال الملح و القصدير
    وافرحا .. نعيش في مشارف المحظور
    نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير و التوقع المرير
    وبعد آلاف الليالي من زماننا الضرير
    مضت ثقيلات الخطى على عصا التدبر البصير
    ملاحنا أسلم سؤر الروح قبل أن نلامس الجبل
    وطار قلبه من الوجل
    كان سليم الجسم دون جرح، دون خدش، دون دم
    حين هوت جبالنا بجسمه الضئيل نحو القاع
    ولم يعش لينتصر
    ولم يعش لينهزم
    ملاح هذا العصر سيد البحار
    لأنه يعيش دون أن يريق نقطة من دم
    لأنه يموت قبل أن يصارع التيار

    4
    هذا زمن الحق الضائع
    لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
    ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
    ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
    فتحسس رأسك
    فتحسس رأسك!
    أستاذي الفيلَسَوفْ
    ما بين الحرف حروفٌ
    للناسِ الحرفُ وأنتَ نصيبُكَ منهُ ألوف
    إبراهيم السالمي

    رحم اللهُ جبران خليل حين قال:

    "قد جمعنا الحب فمن يفرقنا.. و أخذنا الموت فمن يرجعنا؟"

    يا صديقي.. يا جبران .. رحمك الله..

    " أنـت دائما متميـز ... فلا يحزنـك هذا التميـز ... قد تختلف عـن غيرك ... ولكـن ثق أنـه ليس كـل الاختـلاف نقص ولكنـه غالبا ما يكـون تفرد ... وكمـا عرفتك فأنـت تستحق أن تكـون متفرد بذاتـك "
    خليفة الزيدي

    تعليق


    • #3
      [align=center]تخلدت هذه الحروف لأنها حملت تعاريف نفس البشر..

      أين أنا عن حرف كهذا؟!!

      قرأتها مرتين ليستوعب عقلي منها و لو جزاء يسيرا..

      تحياتي..[/align]
      لا يطــوي النسر جنـاحيه أبـــداً..! طالما أن هناكـ قمـة لم يبلغها بعد.!

      فما احرانا أن نكــون مثله..!!

      تعليق


      • #4
        ولد في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق. يعد صلاح عبد الصبور أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي. ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي, وفي التنظير للشعر الحر .
        مؤلفاته الشعرية:-
        [[الناس في بلادي]] (1957) هو أول مجموعات عبد الصبور الشعرية, كما كان ـ أيضًا ـ أول ديوان للشعر الحديث ( أو الشعر الحر, أو شعر التفعيلة ) يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت . واستلفتت أنظارَ القراء والنقاد ـ فيه ـ فرادةُ الصور واستخدام المفردات اليومية الشائعة, وثنائية السخرية والمأساة ، وامتزاج الحس السياسي والفلسفي بموقف اجتماعي انتقادي واضح .
        * [[أقول لكم]] (1961) .
        * [[تأملات في زمن جريح]] (1970) .
        * [[احلام الفارس القديم]] (1964) .
        * [[شجر الليل]] (1973) .
        * [[الإبحار في الذاكرة]] (1977) .
        كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
        ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
        ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
        نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
        مِن أطياف
        "رواية" لـ/رضوى عاشور

        تعليق

        يعمل...
        X