إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات حول المزاح .... مدمج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات حول المزاح .... مدمج

    الحلقة الأولى


    أولا : لكل شيء سبب ، فما سبب المزاح ؟

    المحور الأول : أسباب المزاح : كثيرة من ذلك :
    السبب الأول: الفهم الخاطئ لمسألة الترويح عن النفس : نجد أن بعض الناس يقراؤن ما ورد عنه –صلى الله عليه وسلم – بأن الإنسان عليه أن يجعل ساعة لجده وساعة لراحته ساعة وساعة فيفهم من حديثه – صلى الله عليه وسلم – هذا أن الساعة التي يكون فيها الجد يأتي فيها بما أمر به من الطاعات والقربات بقدر ما يستطيع ، وأن الساعة التي تكون فيها الراحة حق لــه أن يأتي بها بما شاء من غير أن يجعل ضوابط تحكم ترويحه عن نفسه ، ولذلك نجد أن كثيرا من الناس لا يراعون طاعة الله سبحانه تعالى فيما يقصدون به الترويح عن أنفسهم فنجد أن كثيرا منهم ربما يقع في المحظور وربما يرتكب المخالفات ويأتي بما حرم الله تعالى عليه تحت شعار أنه يروح عن نفسه.فالفه م الخاطئ لمسألة الترويح عن النفس يجر إلى الوقوع في المزاح

    السبب الثاني : جلب الأنظار وحب الظهور : هنالك أناس ابتلوا بحب التفات أنظار الناس إليهم لا يهنأ له عين ولا يقر له قرار إلا حينما ينظر إلى الأنظار وقد توجهت إليه في تلك الساعة ترتاح نفسه ويهدأ باله فيريد أن يكون المقدم ويريد أن يكون الملتفت إليه ويريد أن يكون الظاهر أمام الناس فيدعوه ذلك إلى فعل ما يجلب الانتباه ويلفت النظر إليه فيأتي ببعض الأمور التي تكون فعلا سببا في لفت الأنظار إليه فيرتكب من المزاح الشيء الكثير ويكثر في ذلك ، أيما إكثار حتى يلفت الناس إليه ويحقق ما أراده ويشعر بالراحة لذلك صورة بسيطة وان كانت خارجة عن المزاح أولئك الشباب الذين يرتدي الواحد منهم القبعة على الوراء ويحلق
    ( البنكس ) ويلبس الجينز ويمكن أن يقطع بعضا من قميصه أو بعضا من سرواله ويلبس السلاسل المذهبة وربما يحمل جهاز التسجيل ويرفع صوت الموسيقى وهو يمشي في وسط الناس بتبختر وتمايل هذا أو ليس مبتلى ؟ إنه مبتلى هل هو في حقيقة ذاته مقتنع بما يصنع ؟ هل يرى أن هذه الصورة صورة ترتضى ؟ ما الحسن فيها ؟ وما الجمال الذي يظهر منها الإنسان يشمئز من تلك الصورة التي يراها أمامه ؟ ولكن هو لا يظن بأنه أسد يصول ويجول هكذا ( خالف تعرف ) يلتفت الناس إليه يتعجبون( إيش هذا اللي جاي الآن ) طيب فيلتفتون إليه وينظرون إليه وذلك الذي يريح نفسه ، فمثله ذلك الذي يأتي بالمزاح الثقيل الكثير لأجل أن يلفت الأنظار أيضا إليه

    السبب الثالث : الفراغ :
    للأسف أن بعض المسلمين هداهم الله يشعرون بالفراغ وليت شعري منذ متى كان المسلم فارغا المسلم الذي نيطت عليه مسئولية عظيمة المسلم الذي ينتظر الحساب و الجزاء ، الثواب أو العقاب ، الجنة أو النار المسلم الذي يعلم بأنه مخلوق مكلف والذي يعلم بأنه مهما قدم من الطاعات ومهما تقرب بالقربات فهو مقصر بحق الله تعالى متى يجد وقت الفراغ ؟ إنما هذا الشعور يشعر به أولئك الذين ضعف الإيمان في قلوبهم واستحكمت الأهواء على عقولهم وتكدرت نفوسهم بالشهوات والتفتت إلى الملذات فتجد أن الواحد منهم بسبب خلو قلبه من الإيمان يقع فيه أو يشعر بالفراغ ويحاول أن يملأ هذا الفراغ على حد تعبيره بأي شيء من الأشياء التي يشعر بأنها ترفه عن نفسه أو أنها تعوضه عن النقص الذي يشعر به فيلتفت حينئذ إلى شغل الأوقات بالضحك والنكات والمزاح وما إلى ذلك من الأمور

    السبب الرابع : التربية والصحبة :
    نعم التربية لها دور في ضبط المزاح أو إطلاق الأمر فيه فالصحبة كذلك لها دور ، فالأب الذي يربي أبناءه دائما على الجد وعلى الجدية في الأمور وعلى الالتفات إلى محاسنها تنغرس هذه المبادئ القيمة في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم فلا يلتفت الواحد منهم بعد ذلك إلى هذه السفاسف ويكون متوجها إلى الخير في جده وفي هزله وأما ذلك الأب الذي لا يحسن إلا إشاعة كل ما يؤدي إلى فساد أخلاقهم واستئلاب كل ما يؤدي إلى ذهاب حيائه ويشجعه كذلك على انتهاك الحرمات ويحاول دائما أن يغرس فيه الهزل وأن يدعوه إلى عدم الجد في الأمور بلا شك أن هذه التربية أيضا تؤثر في نفسية ذلك الابن ، والصحبة كذلك لها دور وهي سبب من أسباب المزاح فالإنسان الذي يصاحب شخصا ينصرف في أفكاره إلى معاني الأمور ويتخذ من الجد منهجا يسير عليه في حياته بلا شك أنه يختلف عن ذلك الذي يصاحب إنسانا عابثا لا يعرف إلا الهزل ولا يلتفت إلا إلى الضحك والنكات وما إلى ذلك فالصحبة أيضا سببا من أسباب المزاح

    السبب الخامس : قلة العلم :
    الشخص الذي يرزقه الله العلم تزداد معرفته بأحكام الدين ويزداد قربا من الله ومعرفة لحدوده فيجعل مرضاة الله هي المقياس الذي يقيس بها أعماله فأي طريق بل أي عمل يرى أنه يفضي به إلى غضب الله تعالى يبتعد عنه وأي سبيل يوصله إلى مرضاة الله تعالى يسارع إليه وبسبب قلة العلم يقع الناس في الجهالة ويرتكبون الحماقات ويأتون بالكبائر العظام – نسأل الله العافية – هذه بعض الأسباب التي تؤدي إلى المزاح


    يتبع إن شاء الله
    يقول سبحانه و تعالى :

    قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا


    http://www.omanlover.org/TTT.gif


    إلهـي لا تعذبـنـي فـإنــــــــــي
    مــقـــر بالـذي قـد كـان مــــنـي
    وما لـي حيلـة إلا رجائـــــي
    وعفوك إن عفوت وحسن ظني
    فكم من زلة لي فـي البرايـا
    وأنت علي ذو فضـل ومـــــــن
    إذا فكرت في ندمـي عليهــا
    عضضت أناملي وقرعت ســني
    أجن بزهـرة الدنيـا جنونـــــا
    وأفني العـــمـر فيـــهـا بالتـمنـي
    يظن الناس بي خيـرا وإنــي
    لشر الناس إن لــم تـعـف عنـي

  • #2
    نكمل إن شاء الله

    المحور الثاني : المصالح والمفاسد أو المنافع والمضار التي تترتب على المزاح :
    على كل حال للمزاح المحمود المباح شرعا مصالح ومنافع توجد فيه فمن ذلك :
    • إشاعة الأنس والراحة في النفوس : فالنفوس بلا شك تحتاج إلى ترويح عنه حتى يتجدد نشاطها فإذا ما أتي بمزاح مباح أشاع السرور والغبطة في النفوس وأوجد فيها الأنس والسعادة فجدد ذلك نشاطها كذلك من ضمن المصالح التي تتحقق من الإتيان بالمزاح .
    • إزالة الهم والخوف : وما إلى ذلك فنجد بأن الإنسان ربما تتكدر نفسه بسبب المشاكل التي يتعرض إليها في حياته ، ربما يصاب ببعض الأمور التي تجعل نفسه متعبة منهكة الأمور التي إلى توتر وإلى ربما تحطيم نفسيته ، فهذا يحتاج إلى أمر يسهل عليه هذا الوضع الذي يعيشه ويخفف عنه هذا العبء الذي يحمله ويهون من تلك المصائب التي وقعت عليه فيكون المزاح في مثل هذا الحال دواء ناجعا ينتفع به ذلك الشخص المهموم هذه المصالح التي تترتب على المزاح بالإضافة إلى .
    • استعطاف النفوس : التي تحتاج إلى استعطاف هذه منفعة من منافع المزاح
    أما مفاسد المزاح فكثيرة من أعظم المفاسد :
    1. تعدي حدود المولى ( جلّ وعلا ) : نعم المزاح إذا فرط فيه تعدى به الشخص حدود الله تعالى وانتهكت الحرمات وسخر من الدين وهذا كله محرم كذلك
    2. ذهاب الهيبة : هذه مفسدة من مفاسد المزاح الناس دائما يتوجهون بالاحترام إلى الشخص الذي يعرفون فيه الجد والوقار والسكينة ومن جانب آخر الناس ينظرون نظرة استقلال – أي قلة – واستحقار لأولئك الأشخاص الذين لا يعرفون إلا العبث في حياتهم ولا يتوجهون إلا إلى الهزل ، فالشخص الذي يعرف بكثرة ضحكه وكثرة مزاحه نجد أن الناس أصلا لا يلتفتون إليه في معاني الأمور التي يطلبونها بل يكون معهم من سخط المتاع ، ولذلك تجد بعض العبارات من بعض الأشخاص اتجاه أولئك الذين رضوا بأن يجعلوا أنفسهم في تلك المنزلة يقول الواحد منهم : هيا مع فلان يضحكنا وإلا قوم مع فلان نسمع نكتتين فيقصد لماذا ؟ للهزل - مثل الآلة التي يطلب منها عمل معين ثم تنتهي الفائدة منها بعد أن يتحصل على ما أريد تحقيقه من العمل - وهكذا بعض الأشخاص فالمزاح يذهب الهيبة للشخص الذي يمازح كثيرا ويتخذ ذلك مذهبا تنحط هيبته عند الناس وتقل ثقتهم به تبعا لذلك .
    3. موت القلب : لأن المزاح في الغالب يجر إلى الضحك وكثرة الضحك تميت القلب هذه بعض المفاسد التي تترتب على المزاح

    المحور الثالث : حكم المزاح :

    على كل حال المزاح لا يخلو من حالتين :

    إما أن يكون مزاحا معتدلا :

    يحسن به القصد وتتوجه النية بفعله إلى الخير ثم يكون منضبطا بالضوابط الشرعية التي سوف نبينها وهذا مزاح مباح قد فعله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأجل تحقيق مصالح ذكرنا بعضها .

    ونوع آخر أو حال أخرى يكون فيها المزاح منهي عنه وذلك حينما يكون مزاحا مفرطا :

    بحيث أنه تنتهك به الحدود ولا تراعى فيه الضوابط الشرعية ويكثر منه أيضا فهذا مزاح منهي عنه وعلى كل حال سوف تبين هذه الأمور بعد أن نعرض شيئا من المزاح النبوي ومزاح الصالحين ونعرض كذلك شيئا من مزاح العابثين ثم نذكر الضوابط الشرعية للمزاح .

    يتبع إن شاء الله
    يقول سبحانه و تعالى :

    قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا


    http://www.omanlover.org/TTT.gif


    إلهـي لا تعذبـنـي فـإنــــــــــي
    مــقـــر بالـذي قـد كـان مــــنـي
    وما لـي حيلـة إلا رجائـــــي
    وعفوك إن عفوت وحسن ظني
    فكم من زلة لي فـي البرايـا
    وأنت علي ذو فضـل ومـــــــن
    إذا فكرت في ندمـي عليهــا
    عضضت أناملي وقرعت ســني
    أجن بزهـرة الدنيـا جنونـــــا
    وأفني العـــمـر فيـــهـا بالتـمنـي
    يظن الناس بي خيـرا وإنــي
    لشر الناس إن لــم تـعـف عنـي

    تعليق


    • #3
      نكمل إن شاء الله

      المحور الرابع : صور من المزاح النبوي :
      والآن آن لنا أن نعرج إلى سماء البهاء والصفاء ، آن لنا أن نرتقي إلى القدوة والمثل الأعلى الذي أكرمنا الله تعالى به " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ". كيف كان تعامل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع مسألة المزاح ؟ هل كان صلى الله عليه وسلم مزاحا ؟ حاشاه وإنما كان عليه أفضل الصلاة والسلام يمزح في النادر من أحواله ، ويكون مزاحا بهدف نبيل ويكون مزاحه منضبطا بالضوابط الشرعية ، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدوة في هذا الأمر ، وليت المسلمين يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وفي غيره من الأمور إذاً لحسنت حالهم ولصلح أمرهم كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمازح أتباعه نعم وكانوا يعرفون ذلك منه ، وكانوا يقولون له –صلى الله عليه وسلم – والله يا رسول الله إنك لتداعبنا فيقول: نعم ولكن لا أقول إلا حقا ومما ورد عنه – صلى الله عليه وسلم – في هذا المقام ما ورد عن أنس ( رضوان الله تعالى عليه ) أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يناديه فيقول له : يا ذا الأذنين تعال يا ذا الأذنين وهو فعلا فيه أو يحمل أذنين ، كان صلى الله عليه وسلم يداعبه بذلك وقد ورد عن أنس ( رضوان الله تعالى عليه ) أنه قال : بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يداعب أخا صغيرا له يسمى أبا عمير ، كان أبو عمير هذا يحمل طائراً صغيراً في يده يلعب به ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما لقيه داعبه قائلاً له : يا أبا عمير ما فعل النغير – يعني صلى الله عليه وسلم الطائر الصغير الذي كان يحمله –
      وورد عنه – صلى الله عليه وسلم – أن رجلاً جاءه يستحمله يعني يطلب منه أن يعطيه راحلة لأجل أن يركبها فقال صلى الله عليه وسلم : أحملك على ولد الناقة . فتعجب الرجل وقال : سبحان الله يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة ؟ فيقول صلى الله عليه وسلم : وهل تلد الإبل إلا النوق ؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم . ويروى أنه صلى الله عليه وسلم جاءته في يوم من الأيام امرأة تقول له : إن زوجي يدعوك فقال لها صلى الله عليه وسلم ممازحا: من زوجك ؟ الذي في عينيه بياض ، قالت : والله يا رسول الله ما في عينيه بياض . قال لها : في عينيه بياض فإرتاعت المرأة وذهبت إلى زوجها تفتش عينيه ، وقال لها: ما بك ؟ فقالت : قال رسول الله حينما أخبرته بأنك تدعوه من زوجك الذي في عينيه بياض ؟ فقلتُ له : ما عهدت أن في عينيه بياضاً ، فقال لها الرجل : أوما تعلمين بأن كل عين فيها بياض وسواد وورد أنه صلى الله عليه وسلم جاءته في يوم من الأيام امرأة عجوز تسأله أن يدعو الله لها بأن يدخلها الجنة فقال لها – صلى الله عليه وسلم – لا تدخل الجنة عجوز فمضت العجوز تولول وتبكي فأرسل إليها- صلى الله عليه وسلم – من يخبرها بأن الجنة لا تدخلها عجوز وإنما يكنّ( أبكاراً عرباً أتراباً ) وورد عن عوف بن مالك ( رضي الله تعالى عنه ) أنه قال : جئت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في تبوك وقد نصبت له قبة من جلد كانت قبة صغيرة ، فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أُدخل ، قلت : يا رسول الله أأدخل كلي -لأنها لا تسع كلي أدخل وإلا أدخل رأسي بس - فقال له – صلى الله عليه وسلم – : أدخل كلك يعني أدخل بأكملك وورد أنه عليه الصلاة والسلام كان يأتيه رجل في البادية اسمه زاهر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وكان يقول : زاهر باديتنا ونحن حاضرته جاءه صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام وكان زاهر يبيع متاعا في السوق فجاءه صلى الله عليه وسلم من خلفه واعتنقه وقال : من يشتري العبد ؟ وكان ذميم الخلقة من يشتري العبد ؟ وزاهر يريد أن يلتفت ولا يعرف هذا الذي احتضنه فحينما علم أنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تحرى أن يلصق ظهره في صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : والله يا رسول الله إذا تجدني كاسدا ( أي من يشتريني أنا ) فقال له – صلى الله عليه وسلم – : ولكنك عند الله لست بكاسد أو كما قال صلى الله عليه وسلم فمازحه قائلا من يشتري العبد وهو عبد لله على كل حال. هذه بعض الصور من مزاح النبي صلى الله عليه وسلم وإنكم لترون بأنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان لا يقول إلا حقا في مزاحه وكان يتحرى بمزاحه تطييب النفوس وجلب الأفئدة إليه – عليه أفضل الصلاة والسلام – وهكذا فليكن المزاح

      يتبع إن شاء الله
      يقول سبحانه و تعالى :

      قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا


      http://www.omanlover.org/TTT.gif


      إلهـي لا تعذبـنـي فـإنــــــــــي
      مــقـــر بالـذي قـد كـان مــــنـي
      وما لـي حيلـة إلا رجائـــــي
      وعفوك إن عفوت وحسن ظني
      فكم من زلة لي فـي البرايـا
      وأنت علي ذو فضـل ومـــــــن
      إذا فكرت في ندمـي عليهــا
      عضضت أناملي وقرعت ســني
      أجن بزهـرة الدنيـا جنونـــــا
      وأفني العـــمـر فيـــهـا بالتـمنـي
      يظن الناس بي خيـرا وإنــي
      لشر الناس إن لــم تـعـف عنـي

      تعليق


      • #4
        المحور ا لخامس : صور من مزاح الصالحين :
        فالصالحون كانوا يتمازحون أيضاً ، ولكن كان مزاحهم منضبطاً ، فليس هنالك تعدٍ لحدود الله ، وليس هناك انتهاك لحرمات الله تعالى ، وهم أفضل من فهم الدين عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ورد أن صحابة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في بعض الأخبار أنهم كانوا يتقاذفون فيما بينهم بالبطيخ تمازحا ،ولكن في ساعة الجد يكونوا كالجبال الشماء
        وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة ( رضوان الله تعالى عليها ) أنها قالت : أنها صنعت في يوم من الأيام طعاما وكان معها رسول الله- صلى الله عليه وسلم – وسودة ( رضوان الله تعالى عليها ) أم المؤمنين وكانت سودة لا تحب ذلك الطعام فقالت لها عائشة – وكانت تحبها – كلي . فقالت لها : لا أحبه . قالت لها : كلي وإلا لطخت وجهك به ، فقالت : ما أنا بباغيه قالت عائشة فتناولت شيئا من ذلك الطعام ولطخت به وجهها ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينظر ثم خفض رسول الله – صلى الله عليه وسلم لها ركبته وطلب منها أن تفعل بعائشة كمثل ما فعلت بها قالت: فتناولت شيئا منه ولطخت به وجهها
        وقد ورد عن أحد التابعين بأنه دخل في يوم من الأيام في مكان للاغتسال فرأى أحد أصحابه وهو عار من غير إزار فأغمض عينيه ودخل فلما دخل صاحبه قال له : منذ متى أصابك العمى يا فلان ؟ فقال له : منذ أن هتكتَ سترك
        ويروى أن بعض الصالحين أو اثنان منهم زارا صديقا لهما وكان صالحا ووضع له خبز شعير وملح جريشا ، فقال أحدهم : لو كان مع هذا الملح زعتر لكان أفضل فأحضره لنا وصاحب البيت ليس معه زعتر فرهن الإناء الذي يتوضأ منه ؛ لأجل أن يشتري لهما زعترا ، واشترى الزعتر وجاء به ووضعه لهما وبعد أن انتهى صاحباه من الأكل قال طالب الزعتر : الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا ، قال له : لو كنت قانعا بما رزقك لما كانت مطهرتي مرهونة – وهو مازحا –
        ويذكر عن إمامنا نور الدين السالمي ( رضوان الله تعالى عليه ) أن رجلا جاءه يشتكي إليه الإمام سالم بن راشد الخروصي ( رضوان الله تعالى عليه ) حيث أن هذا الرجل كان نائما في مسجد بالقابل وكان من أهل البلد فجاءه الإمام سالم وطلب منه أن يخرج من المسجد فالمسجد لا يصلح للنوم وهو ليس غريبا عن تلك البلد بل إنه من أهلها وله مكان يرتاح فيه ، فقال له الرجل : عندما تكون في بلدك فأمر وانهي كما تشاء إنما هنا أسكت إنما هنا فأسكت يقال بأن ذلك الرجل وجد نفسه في المقبرة وقد تلطخت ثيابه وامتلأت بالغبار كرامة للإمام ، وذهب بعد ذلك إلى الإمام السالمي ( رضوان الله تعالى عليه ) يشكوا إليه تلميذه فقال له : هذا التلميذ ساحر لا بد أن تخرجه من هذا المكان قال : وماذا فعل بك ؟ قال : فعل بي كذا وكذا فمن لطافة الإمام وسماحته ومزاحه ( رضوان الله تعالى عليه ) قال له : يعني أنك تريد أن يَفعل بنا مثل الذي فعل بك أو ما مثل ذلك ممازحا ومطيبا له على كل حال هذه بعض الصور من ممازحة الصالحين وهي كما ترون صور تفي عن الانضباط الذي كان يراعيه الصالحون في مزاحهم بحيث تتحقق به المصلحة


        المحور السادس : صور من مزاح العابثين الظالمين لأنفسهم المتجرئين على حدود الله:
        نجد بأن هؤلاء لا يراعون قيودا في مزاحهم وللأسف أننا نجد كثيراً من الناس في هذا الزمان يعجبهم أن يأتوا بكل جديد في فن المزاح ، وقد طاب لكثير منهم أن يتجرؤا حتى باختراع الكذب ؛ لأجل أن يضحكوا الناس وهذا أمر منهي عنه
        من ذلك ما يروى أن أحدهم كانت لديه بقرة حلوب فدخل في يوم من الأيام ووجد البقرة ميتة والحمار واقفاً بجانبها ، فقال مخاطباً ربه متجرئاً عليه : يا رب ألم تعرف أن تفرق بين البقرة والحمار؟ لماذا أخذت البقرة وتركت الحمار ؟
        بعض السذج الحمقى من الذين سلبت كرة القدم ألبابهم وسحرت عقولهم ، خرج إلى زملائه في ملعبهم فقال لهم مشجعاً وهو يشير إلى الكرة : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )
        وأحدهم كان معجباً بتفننه في إتباع الكرة فقال مخاطباً زملاءه : ( دعوها دعوها فإنها مأمورة ) .
        كنت جالساً في يوم من الأيام مجيباً دعوة أحد الأخوة ، وكان جالساً بقربنا أحد الناس ، وابتدأ الجميع بتناول الطعام فحدثه أحد زملائه فقال : دعنا منك أنا الآن في جهاد ، أنا الآن في جهاد فقلت له : لطف الله بك حتى لا تسقط شهيداً، هذا الجهاد.
        كثير من الناس يتجرءون فيجعلون المزاح حتى في الأوامر الشرعية ويعرضونها بصورة هزلية ، أحدهم يعلق فيقول : واحد مطوع تعدى إشارة المرور ولم يقف ، فسجد بعد أن انتهى سجدة السهو

        ما هذا الهراء ؟ ما هذا الكلام البذيء ؟ ما هذا الاستخفاف بالدين ؟ أفي مثل هذه الأمور الشرعية يكون المزاح معاشر المسلمين ؟ هذه بعض الصور ، ولعل كثيراً منكم يستحضر الكثير والكثير والكثير من أمثال هذه الصور التي لا تنم إلا عن التجرؤ على الله تعالى .

        يتبع إن شاء الله
        يقول سبحانه و تعالى :

        قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا


        http://www.omanlover.org/TTT.gif


        إلهـي لا تعذبـنـي فـإنــــــــــي
        مــقـــر بالـذي قـد كـان مــــنـي
        وما لـي حيلـة إلا رجائـــــي
        وعفوك إن عفوت وحسن ظني
        فكم من زلة لي فـي البرايـا
        وأنت علي ذو فضـل ومـــــــن
        إذا فكرت في ندمـي عليهــا
        عضضت أناملي وقرعت ســني
        أجن بزهـرة الدنيـا جنونـــــا
        وأفني العـــمـر فيـــهـا بالتـمنـي
        يظن الناس بي خيـرا وإنــي
        لشر الناس إن لــم تـعـف عنـي

        تعليق

        يعمل...
        X