..تربيه الأبناء..
ربط الولد بالدعوة والداعيه:
ومن العوامل اﻷساسيه في اكتمال شخصية الولد.،وإعداده ،نفسيا، واجتماعيا ودعويا....
ربط الولد منذ أن يتعقل الحياة،،
ويتفهم مسؤولياتها...
بالدعوة الداعيه والتحرك ﻹعلاء كلمه الله....
وما ذاك إلا لتنمو في نفسية الولد روح الدعوة الى الله،،
والجرأة في الحق،،والتخلق بالصبر..
حتى إذا تأصلت بين جوانحه هذه المعاني الدعويه ،والصفات النفسيه أنطلق كاﻷسد يبلغ دين الله عزوجل ،
دون أن تأخذه في الله لومة لائم..
ودون أن ترده عن المضي في طريقة عراقيل الحياة وأحداثها!!
ولا شك أم المرشد الرباني الذي يرتبط به الولد حين يكون على المواصفات اﻹرشاديه الكامله من شمولية الفهم ،والوعي ،والتحرق على اﻹسلام ،والتحرك في سبيلة ..
هو الذي يربي الولد على روك الدعوة والجهاد واستشعار المسؤوليه،والتحرك الدائم ﻹعلاء كلمة الله..
بل هو الذي يؤهله ليكون جنديا من جد الحق ،وداعيه من دعاة اﻹسلام..
يبلغ رساله ربه ،ولا يخشى أحدا إلا الله...

يتبع..

...تربية اﻷبناء...
تابع ربط الولد بالدعوة والداعيه:
ومن الأمور التي لا يماري فيها أحد أن الولد حين يتهيأ له مناخ الدعوة في كل ما يتعلق بها من أسباب،،
وحين تتمهد له ظروف الجهاد التبليغي في كل ما يدفع إليه من بواعث...
فإن الولد -ولا شك-يشب وهو في سن التعقل والتمييز على روح الجهاد ،وتبليغ الدعوة،وهداية الناس ،وإنقاذ البشريه ...
بل تتأصل هذه الروح الدعوية الجهادية في نفسه ،،
وتتعمق في كيانه ،،وتصبح عنده في النهاية طبعا وخلقا وعادة..
ومن المعلوم يقينا أن الولد حين ينشغل في أوقات فراغه في اﻷعمال الدعويه،والواجبات التبليغيه .
وحين يمارس عملية اﻷتصال بالناس،
واﻹلتقاء معهم،التحدث إليهم ...
فنكون قد أشغلنا فراغه في أمور يعود نفسه ،وآثارها الطيبة على أمته ومجتمعه ...
وفي الوقت نفسه نكون قد نمينا في الولد المنزعة اﻹجتماعيه التي تطلق مواهبه ،وتكون شخصيته ،وتهيؤه ليكون جندي الحق ورجل الدعوة واﻹسلام....

...تربيه اﻷبناء...
كيف نهيئ الولد ليكون داعية؟؟
وما هي المراحل التي يتدرج فيها ليصل إلى صف الدعاة المرموقين :
مرتبة الرجال العاملين:
المراحل في تقديري هي على الوجه التالي:..
1-التهيئة النفسيه:
وذلك بتصوير الواقع المؤلم الذي وصل إليه العالم اﻹسلامي من أقصاه إلى أقصاه....
تصوير الصراع في المبادئ واﻷفكار،
تصوير التفكك السياسي واﻹجتماعي ،
تصوير الظاهرة الانحلالية واﻹباحية،
تصوير المؤامرات الصليبيه واليهوديه والشيوعيه والاستعماريه ،
تصوير اليأس والقنوط الذي خيم على كثير من المسلمين....
إلى غير ذلك من هذه التصورات التي لا تخفى على أدنى مسلم في دنيا اﻹسلام!!!
فهذا التصوير للواقع ،والوصف للحاضر....
مما يدفع الولد إلى أن يقتنع بضرورة العمل الدعوي ،
والجهاد التبليغي....
بل نكون قد هيأناه نفسيا لينطلق في مضمار الدعوة عن ايمان وقناعه واندفاع....

يتبع.....

..تربية اﻷبناء...
تابع كيف نهيئ الولد ليكون داعيه؟؟؟
مرتبة الرجال العاملين:..
المرحلة الثانيه:
ضرب اﻷمثال:
وهنا يأتي دور المربي أو المرشد الرباني في اقناع الود بضرورة العمل الدعوي والجهاد التبليغي ﻷجل إعزاز شرع الله،
ورفع اﻹسلام...
ولضرب اﻷمثال وجهان:..
-ضرب للمثل يزيل عن النفس يأسها وقنوطها،،ويحقق لها أملها وتفاؤلها..
-وضرب آخر للمثل يدفع المسلم إلى العمل والتضحية والثبات مهما كانت العراقيل والعقبات ....

فالنسبة للنوع اﻷول يستشهد باﻷحداث التاريخيه التاليه:
من كان يظن أن تقوم لﻹسلام قائمة بعحخ أن تشتت الناس وانقسموا وارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وفي المرحلة اﻷولى من خلافة أبي بكر رضي الله عنه ،
ففي هذه الفتره برزت فيها قرون العصبية الجاهلية كأنها قرون الشياطين،،
وارتدت العرب عن اﻹسلام،ومنع ممن ينتسبون الى اﻹسلام ظاهرا الزكاة ،ومنهم من أبطل الصلاة ...
وكان المسلمون بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كالغنم في الليلة المطيرة..

يتبع...

...تربية اﻷبناء...
تابع ضرب اﻷمثلة...
وصفتهم السيدة عائشة رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلى الله عنها...
بلغت الحالة حد اليأس حتى أن بعض الناس جاء الى أبي بكر رضي الله عنه وقال:"يا خليفة رسول الله ،لا طاقة لك بحرب العرب جميعا...
الزم بيتك ،واغلق بابك ،واعبد ربك حتى يأتيك اليقين(الموت)....
ولكن هذا الرجب الخاشع البكاء ،الهادئ الرقيق ...
لم يدب اليأس الى قلبه ،ولم يقنط من رحمه الله ونصره ....
وإنما انقلب في هذه الفتره الخطيرة من خلافته الى رجل ثائر كالبحر،،
زائر كالليث ،،،يصيح في وجه عمر ويقول:"أجبار في الجاهلية ،،وخوار في اﻹسلام ؟؟؟
ماذا عسيت أن أتألفهم ؟
بسحر مفتعل أم بشعر يفترى؟؟
هيهات ...هيهات !!!!!
مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي،والله ﻷجاهدنهم ما استمسك السيف في يدي ،،فوالله ﻷقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ...لقد تم الوحي واكتمل...أفينقص الدين وانا حي؟؟؟
والله لو منعوني عناقا أو عقال بعير لقاتلتهم عليه!!!
فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن قال :"لقد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق"..
وهكذا أستطاع أبو بكر رضي الله بإيمانه وعزمه وجهاده وقوة نفسه الكبيرة....
أن يعيد لدولة اﻹسلام استقرارها ،ويرسخ لها عزتها ونقاءها....!!

يتبع..

...تربية اﻷبناء...
كيف تهيئ الولد ليكون داعية؟؟
3-إظهار فضيلة الدعوة إلى الله:..
على المربي في هذه المرحلة أن يركز في ذهن الولد اﻷجر الكبير الذي يحظى به الداعية إلى الله حين ينطلق في مضمار الدعوة،،،
ويبلغ الناس رسالة اﻹسلام الخالده:
-يركز في ذهنه أن الدعاة هم خير الناس وافضلهم لقوله تعالى:
"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله....".

-ويركز في ذهنه أن الدعاة هم المفلحون الفائزون في الدنيا واﻵخرة ؛لقوله تعالى:
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون".

-ويركز في ذهنه أن الدعاة لا يدانيهم أحد في الشرق والمنزلى وحسن الفعال.....
لقوله عز من قائل :
"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين".

يتبع....

...تربيه اﻷبناء...
تابع :إظهار فضيلة الدعوة إلى الله:
-يركز في ذهنه أن الدعاة لهم من اﻷجر مثل اجور من اتبعوهم من غير أن ينقص من أجورهم شي؛
لقوله عليه الصلاة والسلام -فيما رواه مسلم واصحاب السنن:"من دعا الى هدى كان له من اﻷجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا....".
-ويركز في ذهنه أن الدعاة فيما يتركون في المجتمع من أثر،،
وما يحقق الله على أيديهم من هداية ،،،
خير لهم مما طلعت عليه الشمس وغربت،،
لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري:"فو الله ﻷن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم"...
وفي رواية:"خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت".
فحين تضع هذه الحقائق من فضائل الدعوة بين يدي الولد ،
وحين ترسخها في ذهنه ،وتعمقها في نفسه....
فإن الولد سينطلق في المضمار طالعا مختارا...
ليحظى باﻷجر والمثوبه عند من بيده مقاليد كل شيء في مقعد صدق عند مليك مقتدر...

...تربية اﻷبناء...
4-بيان اﻷصول المتبعه في تبليغ الدعوة:
على المربي في هذه المرحلة أن يبين اﻷصول المتبعه في تبليغ الدعوة حتى يلتزمها ويسير على هديها دون أن يعتريه عوج أو التواء....حتى يكون تأثيره أبلغ....
والنتائج التي يصل إليها دائما أفضل وأحسن....
ونلخص هذه اﻷصول فيما يلي:
-أن يكون عالما بحكم كل قضية يدعو إليها أو ينهى عنها:
حتى يكون امره أو نهيه دائما مطابقا ﻷحكام الشريعه،،ومبادئ اﻹسلام....
وصدق الله حين قال:"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون".

-أن يكون فعله دائما مطابقا لقوله:
حتى يقبل الناس هديه،ويستجيبوا لدعوته....وما أشقى الذين يقولون ما لا يفعلون !!!
وما أحمق الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم !!
وما أعظم وأشنع ما قاله الله في حق أولئك:
"يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون*كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"..

-أن يكون المنكر مجمعا على انكاره :
حتى لا يقع الناس بسبب تعصبه في بلبلة فكرية ونفسيه واجتماعيه...
ولا سيما القضايا التي يرجع البت فيها لﻹجتهاد وآراء اﻷئمة ...
وقد قالوا قديمامن قلد عالما لقي الله سالما).

يتيع...

...تربية اﻷبناء...
تابع :بيان اﻷصول المتبعة في تبليغ الدعوة:..
-أن يكون متدرجا في تغيير المنكر:
حتى لا يصل في النهاية إلى نتائج صعبة ليست بالحسبان،فالتدرج من النصح....إلى التخويف بالله..
الى التهديد...إلى التعنيف بالقول.. الى التغيير باليد...هو عين الصواب والحكمة،،وقد قال الله تعالى:
"ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا".

-أن يكون لطيفا رقيقا حسن الخلق:
حتى يملك قلوب الناس بملاطفته وكريم أخلاقه،ويستجيبوا للطيف موعظته ورقيق كلامه.....
وصدق الله سبحانه حين قال:
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

-أن يكون صابرا على اﻷذى:
حتى لا ييأس أو ينهزم مما يلقاه من تعنت المستكبرين،وحماقة الجاهلين ،واستهزاء الساخرين....
ولنستمع إلى نصيحة لقمان الحكيم لولده كما حكاها القران الكريم..:
"يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم اﻷمور".
تلكم أهم اﻷصول المتبعة في تبليغ الدعوة اﻹسلامية،وهداية الناس إلى سبيل الخير....
فما عليك إلا أن ترشد ولدك إليها
-وهو في سن التمييز-
حتى يعتادها ،ويدرج عليها،ويتفهم مراحلها واصولها....
عسى أن يكون في المستقبل الداعية الموفق الذي يشار إليه بالبنان في حكمته ،واسلوبه ،حسن معشره،ولطيف أخلاقه ،وعظيم أثره....

...تربية اﻷبناء...
من التوجية الى التطبيق...
في هذه المرحلة الهامة ينتقل المربي بالولد إلى الناحية التطبيقية العملية في إعداده اجتماعيا ،وتكوينه دعويا...
ويحسن بك في بدء هذا التكوين الدعوي أن تربط ولدك بداعية مخلص مجرب ...عنه يتلقى التوجيه،
ومنه يتقن أصول الدعوة،
وبصحبتة يمارس الجانب العلمي في دعوة الناس الى الخير...
ولا يخفى ما في هذا الارتباط في سن مبكرة من أثر كبير في نضج الولد دعويا،،
وفي تربيته اجتماعيا،،
وفي اكتمال شخصيتة نفسيا وسلوكيا....

وبعد هذه المرحلة يأتي دور التدريب على الاتصال الفردي للهداية واﻹصلاح.....
وهذا لا يتأتي إلا أن يتدرب الولد عمليا على أن يمارس دعوة اﻵخرين الى الخير بنفسه دون مصاحبة مرشد أو مرافقة رقيب.....
ولكن قبل أن يقوم الولد بالتجربة العملية في دعوة إنسان ما إلى الخير يحسن من المربي أو الداعية أن يذكر الولد بأصول الدعوة ومراحلها...
ليقوم بالتنفيذ على أدق وجه،،
وأحسن سبيل....
ثم بعدها ينطلق في مضمار الدعوة الى الله بنفس مؤمنة ايجابية رضية...وقد يكون المنطلق الى دعوة صديق في مدرسة لا يقيم وزنا للعبادة ،ولا يكترث بالصلاة،،
لا يسير في حياته سير الصالحين اﻷبرار!!!!؟؟..

يتبع...

...تربية اﻷبناء..
تابع:من التوجية الى التطبيق ...
وهنا تظهر براعة الولد في دعوة هذا الصديق إلى الصلاة،،،
وإنقاذه من بيئة الفساد واﻹنحراف..
وهنا تبرز شخصيته المؤثرة في اﻹقناع والاستجابه والاهتداء...
وهنا تتجسد قدرته الدعوية في انجذاب النفوس إليه ،وتأثرهم به ،
ومحبتهم له،ومدى استجابتهم للدعوى التي يدعو إليها ،ويأمرهم بها....!!!!
وبعد أن ينتهي الود من هذه المرحلة العملية في الدعوة يأتي دور المربي أو المرشد أو الداعية...
ليسأل الولد عن النتائج التي وصل إليها ،،ويحاسبه عن المراحل التي مر بها .....
فإن رأى الولد أحسن في سير الدعوة ،واتبع اﻷصول الﻷزمه،،
وانتهج المراحل المتدرجة....
شكر الولد على صنيعه....وشجعه على توفيقه ...وطالبه بالمزيد من النشاطات الدعوية في محيط المجتمع،،ودنيا الناس...

وإن رأى الولد أخطأ في السير ،
ولم يتبع اﻷصول الصحيحة أرشده إلى معالم الحق ،وطريق الصواب...
فيتوجب على المشرف الدعوي أو المربي إذن أن ينهج مع الولد هذا المنهج،،
ويتبع معه السؤال والمحاسبه في كل عملية دعوية يقوم بها!!!!
حتى إذا رآه نضج دعويا ،وبرع سلوكيا واجتماعيا رمى به في بيئات ..ليؤدي رسالة الدعوة واﻹصلاح على أحسن وجه،وأنبل معنى....
ويبلغ مبادئ اﻹسلام في اﻷرض لا يخشى أحدا إلا الله....
ولو لقي في سبيلها ألوان العذاب،،
وأصناف اﻷلم ....وحسبه فخرا وشرفا أن يتأسى باﻷنيياء عليهم السلام وما كابدوه...
ويقتدي بالمصلحين الكبار وما لاقوه،
وهذه سنة الله في كل داعية الى الخير واﻹصلاح.....
ولن تجد لسنة الله تبديلا،
ولن تجد لسنة الله تحويلا!!!

....تربية اﻷبناء...
إن اردت أن يكون ولدك جنديا من جنود اﻹسلام.....
وداعية من دعاة الحق....
فما عليك إلا أن تربط ولدك بدعاة صادقين،،،وهداة مخلصين ...
منهم يستمد عزم اﻹيمان،وبواسطتهم يندفع نحو الجهاد،،
وبإعدادهم ينطلق في ميادين الدعوة الى الله....
حتى اذا تخرج على أيديهم ،وامتطى صهوة الجهاد الدعوي،،،
قام بالدور الكبير في اﻹنقاذ،
والهداية ،والاصلاح والتبليغ دونما اهمال أو تواكل أو تقصير...
فما احوج دنيا الاسلام الى أولاد يرضعون لبان الدعوة اﻹسلاميه منذ نعومه أظفارهم ،،،
ويستظلون في ظلال العمل الحراكي،،،
والجهاد التبليغي وهم لم يبلغوا الحلم بعد!!
حتى إذا بلغوا السن التي تؤهلهم لحمل الرسالة اﻹسلاميه الخالدة...
انطلقوا في مجاهل اﻷرض،،
يمدنون اﻷمم،،،ويكرمون اﻹنسان،
ويفرضون المعرفة،،،
وينصرون الحق،ويدعون الى الهدى ،ويملؤوها اﻷرض عدلا وأمنا واستقرارا....
انطلقوا في مضمار الدعوة والجهاد غير هيابين ولا وجلين ....
يبلغون رسالات ربهم ولا يخشون أحدا إلا الله....
حتى يصلوا في نهاية المطاف الى تحكيم شريعه الله،،،
وإقامة دولة اﻹسلام،واستعادة ما بناه اﻷوائل من مجد شامخ،وعزة منيعة،،
ودولة كبيرة واسعه لا تغيب عن أرضها الشمس!!!
وما ذلك على الله بعزيز....

...تربية اﻷبناء...
التربية بالقدوة...
القدوة في التربية هي من انجح الوسائل المؤثرة في اعداد الولد خلقيا،وتكوينه نفسيا واجتماعيا ....
ذلك ﻷن المربي هو المثل اﻷعلى في نظر الطفل ،واﻷسوة الصالحة في عين الولد....
يقلده سلوكيا...ويحاكيه خلقيا من حيث يشعر أو لا يشعر ...
بل تنطبع في نفسه واحساسه صورته القوليه والفعليه والحسية والمعنويه من حيث يدري أو لا يدري..!!
ومن هنا كانت القدوة عاملا كبيرا في صلاك الولد أو فساده:فإن كان المربي صادقا أمينا كريما عفيفا..
نشأ الولد على الصدق وألامانه والخلق والكرم والشجاعه والعفه...
وإن كان المربي كاذبا خائنا متحللا بخيلا جبانا نذلا...
نشأ الولد على الكذب والخيانه والتحلل والجبن والبخل والنذاله....

إن الولد مهما كان استعداده للخير عظيما،ومهما كانت فطرته نقية سليمة ....
فإنه لا يستجيب لمبادئ الخير وأصول التربية الفاضلة ما لم ير المربي في ذروة اﻷخلاق وقمة القيم ،والمثل العليا...
ومن السهل على المربي أن يلقن الولد منهجا من مناهج التربية...
ولكن من الصعوبة بمكان أن يستجيب الولد لهذا المنهج حين يرى من يشرف على تربيته..
ويقوم على توجيهه غير متحقق بهذا المنهج ،وغير مطبق ﻷصوله ومبادئه!!!!..

يتبع...

...تربية اﻷبناء...
تابع التربيه بالقدوة..
لقد علم الله سبحانه وتعالى أن الرسول المبعوث من قبله بأداء الرسالة السماوية ﻷمة من اﻷمم ؛
ينبغي أن يكون متصفا بأعلى الكمالات النفسية والخلقية والعقلية....
حتى يأخذ الناس عنه ،ويقتدوا به ،،
ويتعلموا منه ،ويستجيبوا إليه ،
وينهجوا نهجة في المكارم والفضائل والخلق العظيم...
ومن أجل هذا كانت النبوة تكليفية ولم تكن اكتسابية ...
ﻷن الله سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل رسالته...
وهو ادرى بمن يصطفي من البشر ليكونوا رسلا مبشرين ومنذرين!!!
لذلك بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للمسلمين على مدار التاريخ القدوة الصالحة،وللبشرية في كل زمان ومكان السراج المنير، والقمر الهادي....
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.."
و وضع الله سبحانه في شخص محمد عليه الصلاة والسلام الصورة الكاملة للمنهج اﻹسلامي..
ليكون لﻷجيال المتعاقبة الصورة الحية الخالدة في كمال خلقه وشمول عظمته....
سئلت السيده عائشة رضي الله عنها ،عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"كان خلقه القران"..

...تربية اﻷبناء...
التربية بالملاحظة..
المقصود بالتربية بالملاحظة:
ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي ،ومراقبته وملاحظته في اﻹعداد النفسي والاجتماعي والسؤال المستمر عن وضعه، وحاله في تربيته الجسميه وتحصيله العلمي...
ولا شك أن هذه التربية تعد من أقوى اﻷسس في ايجاد اﻹنسان المتوازن المتكامل الذي يؤدي كان ذي حق حقه في الحياة ،والذي تدفعه إلى أن ينهض بمسؤولياته ،،،
ويضطلع بواجباته على أكمل وجه وأنبل معنى،،
والذي تجعل منه مسلما حقيقيا يكون الحجر اﻷساس لبناء القاعدة اﻹسلاميه الصلبه التي بها يتحقق عز اﻹسلام..بالاعتماد عليها تقوم الدوله الاسلاميه قوية عتيدة..
تضاهي اﻷمم بحضارتها ومكانتها وكيانها...
واﻹسلام بمبادئن الشامله ،وانظمته الخالده ...حض اﻵباء واﻷمهات والمربين جميعا إلى أن يهتموا بملازمة أولادهم ،ومراقبة أفلاذ أكبادهم ...في كل ناحية من نواحي الحياة...