سب الصحابة وحكمه
ينقسم سب الصحابة إلى أنواع ، ولكل نوع من السب حكم خاص به .
والسبب :
هو الكلام الذي يقصد بة الانتقاض والاستخفاف وهو ما يفهم من السب بعقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ، ونحوها .
وسب الصحابة رضوان الله عليهم دركات بعضها شر من بعض ؛ فمن سب بالكفر أو الفسق ، ومن سب بأمور دنيوية كالبخل وضعف الرأي ، وهذا السب إما أن يكون لجميعهم أو أكثرهم ، أو يكون لبعضهم أو لفرد منهم ، وهذا الفرد إما أن يكون ممن تواترت النصوص بفضله أو دون ذلك .
وإليك تفصيل وبيان أحكام كل قسم :
أولاً : من سب الصحابة بالكفر أو الردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم :
فلا شك في كفر من قال بذلك لأمور من أهمها :
إن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث ؛ لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول .
إن في هذا تكذيبًا لما نص عليه القرآن من الرضا عنهم والثناء عليهم ( فالعلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الداله على فضلهم قطعي ) ومن أنكر ما هو قطعي فقد كفر .
إن في ذلك إيذاءً له - صلى الله عليه وسلم - لأنهم أصحابه وخاصته ، فسب المرء وخاصته والطعن فيهم ، يؤذيه ولا شك . وأذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفر كما هو مقرر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، مبيناً حكم هذا القسم : " وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرًا قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفسًا ، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب في كفرة ؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع ، من الرضا عنهم ، والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ... - إلى أن قال - وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام " .
وقال الهيثمي رحمه الله : " ثم الكلام - أي الخلاف - إنما هو في سب بعضهم ، أما سب جميعهم ، فلا شك في أنه كفر " .
ومع وضوح الأدلة الكلية السابقة ، ذكر بعض العلماء أدلة أخرى تفضيلية منها :
أولاً :
ما مر معنا من تفسير العلماء للآية الأخيرة من سورة الفتح ، قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )
استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية كفر من يبغضون الصحابة ؛ لإن الصحابة يغيظونهم ، ومن غاظه الصحابة فهو كافر ، ووافقه الشافعي وغيره .
ثانياً :
ما سبق من حديث أنس عند الشيخين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في : " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " . وفي رواية : " لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " .
ولمسلم عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر " .
فمن سبهم فقد زاد على بغضهم ، فيجب أن يكون منافقاً لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر .
ثالثاً :
ما يثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه ضرب بالدرة بن فضَّله على أبي بكر . ثم قال عمر : ( أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كذا وكذا ) ثم قال عمر : " من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري " .
وكذلك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : " لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري " .
فإذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضل علياً على أبي بكر وعمر ، أو من يفضل عمرًا على أبي بكر ، مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب ، علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير .
ينقسم سب الصحابة إلى أنواع ، ولكل نوع من السب حكم خاص به .
والسبب :
هو الكلام الذي يقصد بة الانتقاض والاستخفاف وهو ما يفهم من السب بعقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ، ونحوها .
وسب الصحابة رضوان الله عليهم دركات بعضها شر من بعض ؛ فمن سب بالكفر أو الفسق ، ومن سب بأمور دنيوية كالبخل وضعف الرأي ، وهذا السب إما أن يكون لجميعهم أو أكثرهم ، أو يكون لبعضهم أو لفرد منهم ، وهذا الفرد إما أن يكون ممن تواترت النصوص بفضله أو دون ذلك .
وإليك تفصيل وبيان أحكام كل قسم :
أولاً : من سب الصحابة بالكفر أو الردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم :
فلا شك في كفر من قال بذلك لأمور من أهمها :
إن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث ؛ لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول .
إن في هذا تكذيبًا لما نص عليه القرآن من الرضا عنهم والثناء عليهم ( فالعلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الداله على فضلهم قطعي ) ومن أنكر ما هو قطعي فقد كفر .
إن في ذلك إيذاءً له - صلى الله عليه وسلم - لأنهم أصحابه وخاصته ، فسب المرء وخاصته والطعن فيهم ، يؤذيه ولا شك . وأذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفر كما هو مقرر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، مبيناً حكم هذا القسم : " وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرًا قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفسًا ، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب في كفرة ؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع ، من الرضا عنهم ، والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ... - إلى أن قال - وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام " .
وقال الهيثمي رحمه الله : " ثم الكلام - أي الخلاف - إنما هو في سب بعضهم ، أما سب جميعهم ، فلا شك في أنه كفر " .
ومع وضوح الأدلة الكلية السابقة ، ذكر بعض العلماء أدلة أخرى تفضيلية منها :
أولاً :
ما مر معنا من تفسير العلماء للآية الأخيرة من سورة الفتح ، قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )
استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية كفر من يبغضون الصحابة ؛ لإن الصحابة يغيظونهم ، ومن غاظه الصحابة فهو كافر ، ووافقه الشافعي وغيره .
ثانياً :
ما سبق من حديث أنس عند الشيخين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في : " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " . وفي رواية : " لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " .
ولمسلم عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر " .
فمن سبهم فقد زاد على بغضهم ، فيجب أن يكون منافقاً لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر .
ثالثاً :
ما يثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه ضرب بالدرة بن فضَّله على أبي بكر . ثم قال عمر : ( أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كذا وكذا ) ثم قال عمر : " من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري " .
وكذلك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : " لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري " .
فإذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضل علياً على أبي بكر وعمر ، أو من يفضل عمرًا على أبي بكر ، مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب ، علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير .
تعليق