لقد عدت ليلة الرعب على قاطني الولايات التي حلق فوق أجوائها إعصار ” شاهين ” وتلاشت هذه الحالة التي خلفت أضرار كبيرة تحتاج إلى وقت لتعود الأوضاع إلى طبيعتها في العديد من البلدات والقرى لإعادة الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والمياه وإزالة كافة الآثار المترتبة على ذلك الإعصار.
ولقد كان لتكاتف الجهود، بين مختلف القطاعات والجهات أكبر الأثر في التخفيف من معاناة الناس .. وفي المقابل لاحظنا الوعي المجتمعي في ما يتعلق بالتعامل مع هذه الأنواء، والتجاوب الملموس من المواطنين والمقيمين في التقيد بالإرشادات الصادرة من الجهات ذات العلاقة .. وكلمة شكر ينبغي أن تقال في حق جميع الجهات الحكومية والعسكرية بكافة قطاعاتها والمؤسسات الخاصة والأيادي البيضاء واللجان الفرعية للدفاع المدني والمتطوعين من الجمعيات الخيرية التي شاركت وتضامنت من كافة ربوع السلطنة الحبيبة مع المتضررين بسبب هذه الأنواء .
وبرغم مشاهدتنا لعدم وجود الإثار وظهور الجشع والطمع المفرط من بعض الناس أثناء توزيع المساعدات وسماعنا لبعض الألفاظ المشينة والتي يرفظها المجتمع العماني جملة وتفصيلًا لكونه مجتمع أصيل( يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) وبرغم ذلك إلا أننا شاهدنا رجال مخلصين ( والذين تبوءوا الدارَ والإيمانَ من قبلهم يُحبون من هاجرَ إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوقَ شُح نفسهِ فأولئكَ همُ المفلحون – صدق الله العظيم- ) شدوا من عزمهم لتعزيز عملية التنظيم وتدخل النظام العسكري للتوزيع بالمساواة.
لا تزال المساعدات تتدفق من أخواننا أصحاب الخير من جميع محافظات السلطنة ، ولا تزال الأيادي الشريفة تسابق الزمن لإعادة رونق الولاية ، فنوصي أنفسنا ونوصيكم بالتعفف ونكرمهم بأخلاقنا ونعطيهم الإنطباع الجميل كما أكرمونا بحبهم وتلاحمهم وتعاضدهم معنا .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
خليفة البلوشي