الحالة التطوعية العمانية العظيمة التي لا تزال تجابه بكل همة وضراوة وإستبسال آثار إعصار شاهين مستيقنة في الوقت ذاته بعد اعتمادها وتوكلها على الباري عزوجل بأنها سوف تحقق مطلبها الوطني العالي وهو إعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي في محافظتي جنوب وشمال الباطنة العزيزتين على قلب الشعب العماني بأسره وانها ستنتصر على ماخلفه ذلك الإعصار وستتمكن من محو آثاره من على خارطة سلطنة عمان والى الأبد بإذن الله سبحانه وتعالى ولكن يجب علينا أن لا نفرط في الأمانة الملقا على عاتق اللجان المشرفة على الموئن التي تبرعت بها الأيادي الكريمة وعلى راسها جلالة السلطان هيثم المعظم وحرمه السيدة الجليلة أطال الله في عمر سيادتها والشرفاء اهل الخير من أبناء عمان الغالية تلك الأيادي التي لم يهنألها بال ولم يهدأ لها حال حينما علمت وشاهدت بأم عينها ذلك الدمار والخراب الذي حدث لجزء غالي وعزيز من أرض عمان الخير والأمان جراء الأنواء المدارية او بما يسمى بإعصار شاهين لذلك سارعت الى مد يد العون والواجب الذي تمليه عليها عمانيتها والذي يمليه عليها ضميرها الإنساني الحي وكذلك الذي يمليه عليها دينها الإسلامي الحنيف من أجل محو آلآم الحزن والبؤس والعوز ومن أجل لئم جروح أهالي ضحايا تلك الأنواء وبالتالي ليس لأي أحد الحق في تلك المساعدات الخيرية سوى المتضررين من العاصفة المدارية والمنكوبين بسببها نعم ليس لأي أحد سواهم في ولايات المصنعة والسويق والخابورة وصحم وبالتالي يجب أن نراعي مراقبة الله تعالى في توزيع تلك الموئن على مستحقيها وان نراعي الأمانة الملقاة على عاتق كل مؤتمن مشرف على تلك الموئن وليعلم أولئك المؤتمنين بأنهم مسؤولون أمام الله عزوجل عن تلك الأمانة التي أئتمنوا عليها كذلك ينبغي من أولئك المتضررين الذي تم تسليمهم موئنهم بأن يراعوا حق أخوانهم الآخرين من المتضررين المنكوبين الذين يشتركون معهم في المعاناة وبالتالي يتعين عليهم أن ينظرون إليهم بنفس الحال الذي كانوا عليها قبل أن يتسلموا احتياجاتهم من موئن الإعاشه وأن يراعوا أمانتهم الوطنية والإنسانية في ذلك إن الأنواء المناخية التي اتتنا ليست سهلة وأقول ليست سهلة لولا لطف الله بنا وستره لكانت أحوالنا لايعلمها الا هو جل شأنه ولهذا فإن الوازع الوطني يجب أن يكون حاضرا ومخلصا كما كان! إن استغلال إنشغال الناس في هذا الوقت العصيب بعملهم التطوعي من قبل ضعاف النفوس الذين املت عليهم أنفسهم الأمارة بالسوء سرقة إحتياجات الأسر العمانية المنكوبة التي أصابها ما أصابها بسبب الظرف الذي مررنا به جميعا أليس لهؤلاء ومن يسير على شاكلتهم قلوب تعطف وترحم؟! إليس لهم ضمائر تتحرك وتتئنب؟! أليس لهم وازع ديني حريص على مراقبة الله تعالى سرا وعلانية؟! ولهذا يجب على القائمين على الحالة التطوعية وحالة الإشراف على توزيع المئونة بأن يتخذوا إجراءات حازمة ضد كل من تسوول له نفسه القيام بمثل هذا العمل اللا أخلاقي أو أن تسند عملية توزيع المئونة الى الجيش السلطاني العماني بحيث تكون تحت إشرافه من أجل الحفاظ على أمانة التوزيع ومن أجل الحد من عميلة الفوضى في التوزيع والسرقة وحتى تصل هذه المئونة لكل أهلنا المتضررين في الولايات الأربع في الشمال والجنوب الباطنيين بحيث يكون هناك توزيع منظم وشامل لكل الأسر المتضررة والمحتاجة.
الكاتب الأستاذ / فاضل بن سالمين الهدابي