تحطمت الآمال، واقتربت الآجال، حزنٌ كبير على موروثٍ عريق، استغرق جمعه سنوات طويلة آثرته على النفس والروح.
كلمة حزين لا تكفي للتعبير عما في خلجات الصدر، بسبب غرق مجموعة كبيرة ونفيسة من كتبي النادرة في مختلف المجالات، دين وفقه وفلسفة وتاريخ ولغات وأدب رحلات، وأدب عالمي.
خزانة الأدب الكبيرة، اقتطعت جزءاً من قلبي وروحي، رحلة عمري كلها ضاعت، لتذكرني بالجاحظ الذي لفظ الروح عند كتبه، وتذكرت الإمام ابن الجوزي، وما حدث لكتبه عندما فاضت المياه في بغداد، وكذلك الليث بن سعد الذي كان يحمل كتبه في سفراته، وأحد الممتعضين منه، الذي أغرق السفينة عمداً التي كانت تحمل كتبه، ماسبب له الحزن الشديد، ويقال إنه بعد ذلك بفترة ولشدة حزنه أسلم الروح.
قال ابن الجوزي: “غرقت دار السلام بغداد الرشيد سنة ٥٥٥هـ وغرقت مكتبتي، سلم لي مجلد فيه ورقات من خط الإمام أحمد بن حنبل الشيباني،.
لكن، الله أعطى، والحمدلله، ولا يعرف قيمة هذا الحدث إلا من عاش نفس التجربة، وكأني فقدت أعزاء كثر، لقد ضاع مني عمر لن أستطيع تعويضه.
ماحدث أن لي مكتبة كبيرة في منزل والدي (بيت العائلة) لأكثر من 25 عاماً وأنا أجمع هذه الكتب، بسبب كسر مواسير المياه الداخلية وغرق المكتبة بسبب تسرب المياه، في غفلة عن الجميع.
أعزي نفسي، بهذه الفاجعة التي لا أتمناها لأحد.
د. عبدالعزيز بن بدر القطان