تدلعت .. تدللت .. تسلحت بحركات الأنوثة الناعمة .. تمردت بالحنان المزيف .. طلبت أغراضها المفقودة بنظراتها العاشقة والليونة الكاشفة عن المستور ، فهي عارفة ومتيقنة أنهم سيقعون في شباكها بسهولة .. تمايلت بمكر تخفيه بداخلها وتظهر خارجها بمفاتن الدهاء .. تمخترت أمامهم بكل اعتزاز وفخر وثقة بجسمها المصنع بزوائد الجمال في صالونات التجميل ، فهي تريد مزيدًا من عطفهم لتصل إلى ما تريد ثم تتركهم على قارعة الطريق يتابعون السراب .. لقد رمت شباكها برقتها وأسلوبها الأنوثي الخاص بها ، فصادتهم بكل يسر .. قريحة شعرهم نزلت منذُالوهلة الأولى من رؤيتها ، فهاموا بجنون وزادوا في وصفها وأعطوها طائرات ومطارات .. سحرتهم وانحنت الرقاب احترامًا لليونة كلامها المعسول ، وانصاعت شوارب الرجال لمطالبها .. سيارات فاخرة قُدمت لها لتختار من الذي سيرافقها في موكبها المطرز بخيوط الخبث والدهاء .. زادت في تمردها بكلمات شكر رقيقة ونظرات قاتلة للقلوب لتنال منهم الكثير والأكثر .. ارسلت كل سهامها لتصطادهم فردًا فردًا وتحقق مرادها ، فأغرقوها بالذهب ومن العيار الثقيل والمال الوفير والتبذير في جلسات السمر مع الخرفان .. يعدون أنفسهم رجالًا لا تثنيهم مفاتنها ، فجعلتهم ذكورًا يركضون خلف السرى .. تسابقت العزائم وكثرت الولائم لأجل إرضائها .. فالأرداف وكل تفاصيل جسدها جعلت من دقات قلوبهم تخفق بسرعة متناهية ..أخذت منهم بكلمات مكسرة ما تريد ، وطارت السندريلا برزقها تحت أنظار فقراء بلدهم المحتاجين لحنانهم وعطفهم ( الله المستعان على ما يصنعون ).
بقلم : خليفة البلوشي