شهد عام 1977، تألق وانطلاقة الشيخ عبد المنعم الطوخي (1945 – 2007)، فذاع صيته في أرجاء مصر والوطن العربي، وأصبح اسمه يتردد في العالم الإسلامي بين المشرق والمغرب، مما شد إليه انتباه الزعيم الراحل محمد أنور السادات بقوة أن يستمع لقارئ لم يبلغ الأربعين من عمره يمتلك براعة في الأداء، ودقة في الأحكام، ومخارج الحروف، والوقفات.
ومنذ ذلك اليوم حرص “السادات” على سماعه باستمرار، كما حرص على اصطحابه في العديد من رحلاته الداخلية والخارجية، في عام 1977 يذكر التاريخ قيامه تلاوة آيات الذكر الحكيم في افتتاح مسجد وادي الراحة بمحافظة “سيناء” في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وكان في حضور الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، ثم دخل دائرة اهتمام العديد من رؤساء وملوك وأمراء العالم العربي والإسلامي.
كانت قريته في الريف المصري هي المحطة الأولى التي انطلقت منها مسيرة الشيخ عبد المنعم محجوب الطوخي، وفي كتاتيبها كانت نشأته الحقيقية، لا سيما أن والده كان حافظاً للتنزيل الحكيم ورفيقاً للشيخ أبو العينين شعيشع، والجدير بالذكر أن جده أيضاً كان مقرئاً، لم يكن قد تجاوز السابعة من عمره حينها فطن والده إلى موهبته ونبوغه في الحفظ والترتيل، وتمتعه بصوت خاشع عذب، ولم يحتاج إلا لعامين حتى يتم حفظه للقرآن كاملاً، مع ذلك داوم والده على مراجعته، وإرساله إلى العديد من مشاهير المحفظين كي يتعلم على أيديهم أصول التلاوة وآدابها، دون الاعتماد فقط على جمال وقوة صوته.
تعلم الشيخ عبد المنعم الطوخي على يد كبار الشيوخ المشاهير في مصر، وفي مقدمتهم الشيخ محمد رفعت، وكذلك الشيخ أبو العينين شعيشع، لكنه تأثر كثيراً بمدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي تنبأ له بأنه سوف يكون من أحسن المقرئين في مصر والوطن العربي.
اختار الشيخ عبد المنعم الطوخي مدينة الإسكندرية سكناً له، وحقق فيها حضوراً واسعاً، حتى بات يلقب بـ”شيخ قراء الإسكندرية”، لكن مع ذلك لم يكن نشاطه محدوداً، بل كان ينطلق في كل الأرجاء ليتلو كتاب ربه.